أعمدة

تداول: بناء الثقة في أسواق المال

 
كثيرا ما تتحرك أسواق الأوراق المالية صعودا أو هبوطا نتيجة لتصريحات مسؤول ما؛ فإن كانت التصريحات إيجابية وعند طموحات المستثمرين ترتفع الأسواق؛ وإن كانت التصريحات سلبية فإن الأسواق تهوي وربما تفقد كل المكاسب التي حققتها قبل ذلك؛ ليعيد المستثمرون مرة أخرى بناء مراكزهم المالية. وفي كل عمليات البيع والشراء وصعود الأسهم وهبوطها يربح مستثمرون ويخسر آخرون، غير أن خسارة اليوم لا تعني خسارة دائمة بل هي بمثابة التقاط للنَفَس للعودة مرة أخرى. أحيانا يكون الصبر على السهم مجديا وأحيانا أخرى يكون الصبر على السهم ضربا من الجنون، وعلى المستثمر أن يكون قادرا على بناء استراتيجيته في الاستثمار بشكل يحقق له المكاسب وأن يبيع الأسهم في الوقت المناسب قبل أن تتعمق الخسائر.علينا ألا ننظر إلى تراجع أسعار الأسهم على أنه مصيبة لا حل لها. بل علينا أن ننظر إليها باعتبارها فرصة للشراء وبناء محافظ استثمارية جديدة.

بعض التصريحات هدفها تقويض ثقة المستثمرين بالأسواق ليبيعوا أسهمهم بأي سعر حتى يتفادوا مزيدا من التراجعات.التصريحات السلبية تزرع الخوف لدى المستثمرين، وإذا قام صندوق استثماري ببيع جزء من محفظته أثناء التصريحات السلبية فإن كثيرا من المستثمرين الأفراد يحذون حذوه فتزيد الخسائر ويصعب معها إعادة الوضع إلى مساره.

ما ينقص أسواقنا المالية هو بناء الثقة وتعزيزها، وهذا البناء لا يأتي بين ليلة وضحاها وإنما يحتاج منظومة متكاملة من العمل. التشريعات المالية، والشفافية، والإفصاح، والنتائج المالية الجيدة، واستثمارات الصناديق والشركات الكبرى، واستثمارات الأفراد واهتمامهم بأسواق الأوراق المالية، وضخ سيولة جديدة باستمرار، وتحسن الاقتصادات المحلية والإقليمية والدولية كلها عوامل تسهم في بناء الثقة وهو ما يجب علينا الاهتمام به.

تهدئة الأسواق ضرورية لبناء الثقة، غير أن تهدئة الأسواق لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال وجود محللين متخصصين يمكن للمستثمرين الرجوع إليهم أثناء هبوط الأسواق، وهو ما على بورصة مسقط والهيئة العامة لسوق المال وشركات الوساطة العمل عليه لحماية البورصة أثناء العواصف التي تجتاح الأسواق.