في منطق القضاء والقدر
الأربعاء / 27 / ذو الحجة / 1443 هـ - 19:15 - الأربعاء 27 يوليو 2022 19:15
إحدى إشكالات الإنسان المعاصر؛ تناسي القدرة على التفكير عما هو عليه من وضع خصه الله به على سبيل النعمة، في الوقت الذي بإمكان هذا الإنسان أن يرى آخرين ممن هم دون هذا الوضع الذي هو عليه، لكنه -عادةً- تجده لا يفكر بأي مقارنة في سياق يجعله مستعدًا حتى لمجرد مقارنة خيالية يفكر فيها عن تبدل وضعه إلى وضع بعكس ما هو عليه من نعمة، والأخطر من ذلك أن يظن ذلك الإنسان أن ما هو عليه من نعمة جزء من استحقاقه على الله، وهنا يصل الإنسان إلى نسيان قيمة من أكبر القيم التي يؤدي نسيانها إلى تبدل في أحواله قد يصل به إلى وضع معكوس، فيما يؤدي فهمها الصحيح بمنطق القدر والإيمان إلى استمرار تلك النعمة ونمائها.
ذلك أن إحدى قيم الإيمان بالخالق، سبحانه وتعالى: إدراك الإنسان أنه ليس عليه استحقاق على الله، وأن ما يجد فيه نفسه من حال نعمة أو بؤس هو مجال لمحض ابتلاء قابل للتبدل متى ما توفرت أسبابه، وقد تكون من أهم أسباب تبدل النعمة هي تعاظم الاعتقاد المتوهم بذلك الاستحقاق الذي يفترضه الإنسان عن نفسه وعن حاله. ولعل من أهم أسباب الشقاء التي تعم الحياة الإنسانية اليوم هو إغفال منطق (القضاء والقدر) الذي عالجه الإسلام بتدبير نظري فلسفي توفر على سوية تضع العقل أمام تصور للقدر حيال وضع بشري قابل للتفسير المنطقي عن طبيعة أحوال الإنسان المتقلبة بين الخير والشر أو الشر والخير، حيث أن مسرح الدنيا (وهو مسرح أهم خاصية فيه أنه مسرح مؤقت والحياة فيه قصيرة) سيعني التفكير فيه بالضرورة؛ قدرةً للعقل على تفهم الأحكام المتصلة بفعل الإنسان ووضعه البشري –بحسب الدنيا والابتلاء فيها- والوصول إلى نتيجة مفادها؛ أن الأحكام الناقصة التفسير في نهايات أحوال البشر من حيث حياتهم القصيرة تلك تقتضي، منطقيًا، وبحسب قوانين العقل، تتمةً بحسب ميزان العدالة التي يلجئنا إليها التفكير العقلي! فما هو مهم في تدبر أحوال الإنسان العاقل حيال الغاية التي يضمرها منطق (القضاء والقدر) هو القناعة بأن حيثيات وأوضاع البشر –كل البشر– من حيث الخير والشر؛ حيثيات متغيرة ومتطورة بالضرورة، وأن ميزان منطق التفكير العاقل في فهم تقلب تلك الأحوال هو الذي سيفضي إلى حقيقة مفادها: أن كافة تقلبات أوضاع البشر –خيراً وشراً– وراءها تقدير دقيق، وأن القدرة على فهم هذا التقدير، فقط هي التي ستمنح الفرد تصالحًا مع ذاته وهو يتأمل في تلك الأحوال المتغيرة للبشر! ومما سيفضي إليه تفكير كهذا في الأحوال القدرية للإنسان؛ إيمان بعدالة الرب وإدراك لمعنى وحدانيته التي من أهم نتائج إدراكها: اليقين بأن البشر سواسيةٌ أمام الله في ابتلاءاتهم –من حيث الخير والخير– وأن تلك العدالة في أحوال البشر هي ذاتها دالةٌ بأن الرب واحد لا شريك له ولا ولد.
فمن حيث تقلب أحوال البشر (التي نرى اضطرابها في الأقدار المتجددة لهم من تقلب أحوالهم اليومية خيرًا وشرًا) سنعرف أن تلك الحالات؛ حالات متغيرة في الوضع الإنساني، ومتى ما أدركنا ذلك سنعرف -بالتأمل في الوجوه المتعددة لحياة الإنسان- أن ظاهر حال الخير والشر في أحوال الإنسان ليس هي المعيار الواحد للحكم بسعادة ذلك الإنسان أو شقائه، ناهيك عن مشاعر الغيرة والحسد التي تصيب البشر عادة من مشاهدة ظاهرية لأحوال الآخرين! هذا يعني، أن مفهوم القضاء والقدر – متى ما تأملنا فيه بالمنطق الإيماني الصحيح - سيحيلنا إلى حقيقة أخرى للإنسان، وهي: أن مجرد وقوع الإنسان نهبًا للأقدار المتجددة في أحواله بين الخير والشر، يعني أنه كينونة عاجزة وضعيفة وناقصة – بنسب متعددة من تلك الأحوال – وبالتالي فإن استصحاب شمول تنوع حياة الإنسان وتعدد أوجهها المتعرضة لأحوال الخير والشر في منطق الابتلاء – الذي هو قانون كوني - ينبغي أن تكون هي المقياس للحكم في فهمنا لحقيقة الابتلاء؛ الأمر الذي سيدلنا على أن منطق القياس لأحوال الإنسان من حيث الابتلاء –خيراً وشراً– في هذه الحياة الدنيا ليس فقط هو ما نراه من ظاهر حياته التي قد تدل في وجه من وجوهها على نعمة ظاهرية، وإنما القياس الحقيقي للحكم هو أن نتأمل في أحوالنا المتعددة لوجوه حياتنا؛ حينها سندرك عدالة منطق الابتلاء من حيث النقص والاكتمال المتعددة الأوجه في حياة كل إنسان.
ذلك أن إحدى قيم الإيمان بالخالق، سبحانه وتعالى: إدراك الإنسان أنه ليس عليه استحقاق على الله، وأن ما يجد فيه نفسه من حال نعمة أو بؤس هو مجال لمحض ابتلاء قابل للتبدل متى ما توفرت أسبابه، وقد تكون من أهم أسباب تبدل النعمة هي تعاظم الاعتقاد المتوهم بذلك الاستحقاق الذي يفترضه الإنسان عن نفسه وعن حاله. ولعل من أهم أسباب الشقاء التي تعم الحياة الإنسانية اليوم هو إغفال منطق (القضاء والقدر) الذي عالجه الإسلام بتدبير نظري فلسفي توفر على سوية تضع العقل أمام تصور للقدر حيال وضع بشري قابل للتفسير المنطقي عن طبيعة أحوال الإنسان المتقلبة بين الخير والشر أو الشر والخير، حيث أن مسرح الدنيا (وهو مسرح أهم خاصية فيه أنه مسرح مؤقت والحياة فيه قصيرة) سيعني التفكير فيه بالضرورة؛ قدرةً للعقل على تفهم الأحكام المتصلة بفعل الإنسان ووضعه البشري –بحسب الدنيا والابتلاء فيها- والوصول إلى نتيجة مفادها؛ أن الأحكام الناقصة التفسير في نهايات أحوال البشر من حيث حياتهم القصيرة تلك تقتضي، منطقيًا، وبحسب قوانين العقل، تتمةً بحسب ميزان العدالة التي يلجئنا إليها التفكير العقلي! فما هو مهم في تدبر أحوال الإنسان العاقل حيال الغاية التي يضمرها منطق (القضاء والقدر) هو القناعة بأن حيثيات وأوضاع البشر –كل البشر– من حيث الخير والشر؛ حيثيات متغيرة ومتطورة بالضرورة، وأن ميزان منطق التفكير العاقل في فهم تقلب تلك الأحوال هو الذي سيفضي إلى حقيقة مفادها: أن كافة تقلبات أوضاع البشر –خيراً وشراً– وراءها تقدير دقيق، وأن القدرة على فهم هذا التقدير، فقط هي التي ستمنح الفرد تصالحًا مع ذاته وهو يتأمل في تلك الأحوال المتغيرة للبشر! ومما سيفضي إليه تفكير كهذا في الأحوال القدرية للإنسان؛ إيمان بعدالة الرب وإدراك لمعنى وحدانيته التي من أهم نتائج إدراكها: اليقين بأن البشر سواسيةٌ أمام الله في ابتلاءاتهم –من حيث الخير والخير– وأن تلك العدالة في أحوال البشر هي ذاتها دالةٌ بأن الرب واحد لا شريك له ولا ولد.
فمن حيث تقلب أحوال البشر (التي نرى اضطرابها في الأقدار المتجددة لهم من تقلب أحوالهم اليومية خيرًا وشرًا) سنعرف أن تلك الحالات؛ حالات متغيرة في الوضع الإنساني، ومتى ما أدركنا ذلك سنعرف -بالتأمل في الوجوه المتعددة لحياة الإنسان- أن ظاهر حال الخير والشر في أحوال الإنسان ليس هي المعيار الواحد للحكم بسعادة ذلك الإنسان أو شقائه، ناهيك عن مشاعر الغيرة والحسد التي تصيب البشر عادة من مشاهدة ظاهرية لأحوال الآخرين! هذا يعني، أن مفهوم القضاء والقدر – متى ما تأملنا فيه بالمنطق الإيماني الصحيح - سيحيلنا إلى حقيقة أخرى للإنسان، وهي: أن مجرد وقوع الإنسان نهبًا للأقدار المتجددة في أحواله بين الخير والشر، يعني أنه كينونة عاجزة وضعيفة وناقصة – بنسب متعددة من تلك الأحوال – وبالتالي فإن استصحاب شمول تنوع حياة الإنسان وتعدد أوجهها المتعرضة لأحوال الخير والشر في منطق الابتلاء – الذي هو قانون كوني - ينبغي أن تكون هي المقياس للحكم في فهمنا لحقيقة الابتلاء؛ الأمر الذي سيدلنا على أن منطق القياس لأحوال الإنسان من حيث الابتلاء –خيراً وشراً– في هذه الحياة الدنيا ليس فقط هو ما نراه من ظاهر حياته التي قد تدل في وجه من وجوهها على نعمة ظاهرية، وإنما القياس الحقيقي للحكم هو أن نتأمل في أحوالنا المتعددة لوجوه حياتنا؛ حينها سندرك عدالة منطق الابتلاء من حيث النقص والاكتمال المتعددة الأوجه في حياة كل إنسان.