العيّالة بين علمين: الفلكلور والموسيقى ( 3 ـ 3)
كلام فنون
الاحد / 24 / ذو الحجة / 1443 هـ - 17:52 - الاحد 24 يوليو 2022 17:52
قد لا نجد نحن غير الممارسين للعيالة أي اختلافات في أدائها بين محافظات السلطنة، ولكن رواتي يؤكدون أن عيالة البريمي تختلف عن عيالة بعض ولايات شمال الباطنة. وأبرز الاختلافات من وجهة نظرهم في أحجام الآلات الموسيقية ووظائفها الفنية وأسلوب الأداء الحركي.
ولكن تبقى نصوص العيالة وألحانها في معظم الأحوال متوارثة، ومن حيث المبدأ لا توجد حسب ملاحظاتي اختلافات جوهرية بين عيالة البريمي ومثيلاتها في بقية الولايات، ولكن هذا الاستنتاج الشكلي قد يحتاج إلى مزيد من الدراسة والمقارنة، فقد تكون بعض الاختلافات الشكلية جوهرية تكتشف بالدراسة الميدانية والتحليل.
ومن أصول الأداء الفني أن يقوم الملقن ويسمى الشاعر أيضا باختيار النص واللحن ويلقنهما الصفوف. و'الشلة يشيلونها أول خلاوي من دون دق، والمرة الثالثة تدخل طبول السماع والدمامات ومن عقب يتكلم الكاسر'، ومن نصوص العيالة:
والله اليوم يا والي البصيرة ... بالله السماء منشئ الغمام
ادعو الله ولا تدعون غيره ... وادعو الله في حزّات الزحام
وفي 6 فبراير من عام 2019 التقيت بالفنان صدام شلول بن جمعه بن عبيد النعيمي وهو صاحب فرقة عيّالة، وكان كل من راشد وعبدالله قد وجهوني إليه باعتباره من الأشخاص المهمين العارفين بالعيّالة. والواقع أن صدام شلول أكد ما ذكره السابقون من معلومات عامة، لذلك كان حواري معه مركزا على الجانب العملي أي على الألحان والنصوص؛ فالرجل من الحفاظ والممارسين البارزين لهذا الفن العريق، ورغم ذلك يقول إنه كلما رغب في التأكد من صحة كلمات نص أو لحن معين يرجع إلى الشايب عبيد بن بخيت النعيمي.
وكما ذكرت سابقا فإن الدكتور يوسف شوقي مصطفى قد وصل مع فريق عمله إلى ولاية البريمي في مهمة جمع ميداني وتوثيق عام 1983 ولهذا قارنت في هذه العجالة بعض بيانات الآلات الموسيقية المستعملة التي حصلت عليها من رواتي المحترمين مع تلك التي نشرها الدكتور شوقي ووثقها في رحلته تلك ولم أجد اختلافا بينها باستثناء طبل الرنة الذي ربما كان قد دونه شوقي من رواته في أحدى ولايات البريمي والظاهرة. والمقارنة كالاتي:
ـــ طبول الصوت الغليظ: الدمام/ الرحماني ( الرنة والرحماني حسب الدكتور يوسف شوقي )
ـــ طبول الصوت الرفيه: السماع / الطارات
ــــ آلات الأداء الارتجالي: الكاسر ( أو الكاسر المفلطح حسب الدكتور يوسف شوقي)
ــــ آلات الأداء الزخرفي: الطاسة
التعبير في ألحان العيالة قوي، والأداء الفني مهيب وفخم، وتفسير ذلك ربما يعود إلى نوع الميزان الإيقاعي (4/3) وأسلوب الأداء الفني اللحني والإيقاعي المعتدل السرعة. فالألحان التي استمعت إليها تتكون من درجات نغمية زمنها الإيقاعي طويل، بحيث قد تستغرق الدرجة الواحدة زمن مازورة ( خانة) أي دورة إيقاعية كاملة.
وهكذا، فمع السرعة المعتدلة في أداء الضرب الإيقاعي الثلاثي الميزان، وأصوات الرجال القوية مع المدود النغمية، والعدد الكبير من الآلات الإيقاعية وأدوارها المختلفة، يزداد تأثير الأداء الفني المهيب والفخم الذي يشعر به المستمع للعيالة.
والبناء اللحني يعتمد على التأثير الإيقاعي، ولكن، الجمل اللحنية بشكل عام قد تصل إلى الدرجة الموسيقية الرابعة انطلاقا من درجة الركوز، وهذا ما يعطينا جنس مقام حسب نظريات الموسيقى العربية. وعناصر البناء الفني للعيالة تتكون من: اللحن، والنص الشعري، والإيقاع، والأداء الحركي.
وفي عام 2018، قدمنا بواسطة مركز عُمان للموسيقى التقليدية فيديو كليب لعيالة قديمة بنص جديد للشاعر شاعر بن جمعه بن خديم الكعبي، وقد تم بث الفيديو كليب الذي أخرجه الفنان والمخرج جاسم البطاشي في تلفزيون سلطنة عُمان في نفس العام، ونصه هو:
يا ديرة التوحيد يا ديرة بن سعيد
زبن المخيف وعون من ضاقت سماه
الحاضر الميمون والماضي التليد
يا مرعدٍ بالخير دن وهل ماه
دونك نسوم الروح في يوم الوعيد
وإلا المنية أو تعز إلنا الحياة
يوم الملاقاة بأسنا بأس الحديد
يا موطنٍ نهواه ونقدس ثراه
في كنف قائد ما يفكر بالزهيد
زبن المخيف وعون من ضاقت سماه
..
ولكن تبقى نصوص العيالة وألحانها في معظم الأحوال متوارثة، ومن حيث المبدأ لا توجد حسب ملاحظاتي اختلافات جوهرية بين عيالة البريمي ومثيلاتها في بقية الولايات، ولكن هذا الاستنتاج الشكلي قد يحتاج إلى مزيد من الدراسة والمقارنة، فقد تكون بعض الاختلافات الشكلية جوهرية تكتشف بالدراسة الميدانية والتحليل.
ومن أصول الأداء الفني أن يقوم الملقن ويسمى الشاعر أيضا باختيار النص واللحن ويلقنهما الصفوف. و'الشلة يشيلونها أول خلاوي من دون دق، والمرة الثالثة تدخل طبول السماع والدمامات ومن عقب يتكلم الكاسر'، ومن نصوص العيالة:
والله اليوم يا والي البصيرة ... بالله السماء منشئ الغمام
ادعو الله ولا تدعون غيره ... وادعو الله في حزّات الزحام
وفي 6 فبراير من عام 2019 التقيت بالفنان صدام شلول بن جمعه بن عبيد النعيمي وهو صاحب فرقة عيّالة، وكان كل من راشد وعبدالله قد وجهوني إليه باعتباره من الأشخاص المهمين العارفين بالعيّالة. والواقع أن صدام شلول أكد ما ذكره السابقون من معلومات عامة، لذلك كان حواري معه مركزا على الجانب العملي أي على الألحان والنصوص؛ فالرجل من الحفاظ والممارسين البارزين لهذا الفن العريق، ورغم ذلك يقول إنه كلما رغب في التأكد من صحة كلمات نص أو لحن معين يرجع إلى الشايب عبيد بن بخيت النعيمي.
وكما ذكرت سابقا فإن الدكتور يوسف شوقي مصطفى قد وصل مع فريق عمله إلى ولاية البريمي في مهمة جمع ميداني وتوثيق عام 1983 ولهذا قارنت في هذه العجالة بعض بيانات الآلات الموسيقية المستعملة التي حصلت عليها من رواتي المحترمين مع تلك التي نشرها الدكتور شوقي ووثقها في رحلته تلك ولم أجد اختلافا بينها باستثناء طبل الرنة الذي ربما كان قد دونه شوقي من رواته في أحدى ولايات البريمي والظاهرة. والمقارنة كالاتي:
ـــ طبول الصوت الغليظ: الدمام/ الرحماني ( الرنة والرحماني حسب الدكتور يوسف شوقي )
ـــ طبول الصوت الرفيه: السماع / الطارات
ــــ آلات الأداء الارتجالي: الكاسر ( أو الكاسر المفلطح حسب الدكتور يوسف شوقي)
ــــ آلات الأداء الزخرفي: الطاسة
التعبير في ألحان العيالة قوي، والأداء الفني مهيب وفخم، وتفسير ذلك ربما يعود إلى نوع الميزان الإيقاعي (4/3) وأسلوب الأداء الفني اللحني والإيقاعي المعتدل السرعة. فالألحان التي استمعت إليها تتكون من درجات نغمية زمنها الإيقاعي طويل، بحيث قد تستغرق الدرجة الواحدة زمن مازورة ( خانة) أي دورة إيقاعية كاملة.
وهكذا، فمع السرعة المعتدلة في أداء الضرب الإيقاعي الثلاثي الميزان، وأصوات الرجال القوية مع المدود النغمية، والعدد الكبير من الآلات الإيقاعية وأدوارها المختلفة، يزداد تأثير الأداء الفني المهيب والفخم الذي يشعر به المستمع للعيالة.
والبناء اللحني يعتمد على التأثير الإيقاعي، ولكن، الجمل اللحنية بشكل عام قد تصل إلى الدرجة الموسيقية الرابعة انطلاقا من درجة الركوز، وهذا ما يعطينا جنس مقام حسب نظريات الموسيقى العربية. وعناصر البناء الفني للعيالة تتكون من: اللحن، والنص الشعري، والإيقاع، والأداء الحركي.
وفي عام 2018، قدمنا بواسطة مركز عُمان للموسيقى التقليدية فيديو كليب لعيالة قديمة بنص جديد للشاعر شاعر بن جمعه بن خديم الكعبي، وقد تم بث الفيديو كليب الذي أخرجه الفنان والمخرج جاسم البطاشي في تلفزيون سلطنة عُمان في نفس العام، ونصه هو:
يا ديرة التوحيد يا ديرة بن سعيد
زبن المخيف وعون من ضاقت سماه
الحاضر الميمون والماضي التليد
يا مرعدٍ بالخير دن وهل ماه
دونك نسوم الروح في يوم الوعيد
وإلا المنية أو تعز إلنا الحياة
يوم الملاقاة بأسنا بأس الحديد
يا موطنٍ نهواه ونقدس ثراه
في كنف قائد ما يفكر بالزهيد
زبن المخيف وعون من ضاقت سماه
..