داخل الصورة
السبت / 23 / ذو الحجة / 1443 هـ - 15:36 - السبت 23 يوليو 2022 15:36
أن تُسمي اسمًا مألوفًا متعارف على معناه يعد الآن ' تخلفًا ' أو ارتدادا غير مقبول للوراء .. ألا تواكب الموجة الجديدة في اختيار الأسماء 'الغريبة' بسبب أنك لا تملك المبرر الكافي لاختيارها أو شرح معناها لأي متطفل يسألك هو أمر غاية في الرجعية. والغريب في الأمر أنه لن يقبل منك أحد بسهولة اليوم أن تسمي الذكر بما عُبِدَ لأنها أسماء ' طويلة ومركبة ' ولا ما حُمِدَ لأنها 'عتيقة لا تواكب الزمن' أما للإناث فحدث ولا حرج. وعادة ما نتركُ اختيار أسماء البنات للأم أو للأخوات لأسباب مختلفة أو عُقد مُتوارثة، فإن كُن ممن يُتابعن المسلسلات التركية أو برامج المسابقات اللبنانية لن يخرج الاسم عن ' تانيا ' أو ' رولا ' أو ' نانسي' أو ' تاليا ' أو ' ساندرا ' وليس المهم أن يكون معنى الاسم وردة تزرع في شمال إيران أو غرب النمسا أو اسم من أسماء آلهة الإغريق أو الرومان، المهم أن الاسم غريب فحسب لا تخجل صاحبته به عندما تكبر، أما الوالد فليس مهمته مطلقا التفكير في كيف ستُنادى ' تانيا ' ابنته عندما تبلغ الثمانين من العمر وليس مطلوب منه في هذا الوقت طرح أسماء كعائشة وفاطمة وخولة ونورة وشيخة وأمل و... لأنه ' لا يفقه شيئا في جديد أسماء البنات ' .
ما إن ' يُشرّفُ ' الابن الذكر الأول حتى تتغير ضيعة مناداة الوالد من أبو فلانة إلى أبو فلان من قِبل الجميع وإن كان عُمر الابنة أربعين عامًا دون حتى طلب موافقته لأن التفكير الجمعي يُقر أن الذكر هو فقط من يجب أن يفخر به الأب ولا يخجل من المناداة باسمه ولو كان واحدًا بين عشرين بنتًا. ورغم أن التجارب الإنسانية والفطرة تؤكدان أن البنت هي الأحنُ دائمًا والأكثر رأفة بوالدها بحكم طبيعتها إلا أننا لم نتمكن بعد من تجاوز العُقدة ليس لأننا كأشخاص لا نُريد ذلك إنما لأن من حولنا يرون الصحيح عكس ذلك .
بيننا من يستمتع متعة لا حدود لها وهو يقبض على معلومات جديدة تخص الغير .. ينتشي وهو يخوض في خصوصيات الآخرين وأسرارهم ويحللها ويقدم التفسيرات المختلفة لها لكنه يثور ويغضب إذا ما اقترب أحد من سور بيته بل ويقيم الدنيا ولا يُقعدها إذا ما اخترق ذلك السور في تناقض غريب يُنبئ عن شخصية مضطربة تعيش حالة من الانفصام.
يقول فريدريك نيتشه في كتابه ' العِلْم المَرِح ' إن الكرم ' يحمل في داخله نفس القدر من الأنانية الذي يحمله الانتقام، غير أنها أنانية من نوع آخر'. وإذا كان مفهوم الكرم عند نيتشه يحمل هذه الصفة فإنه ليس الكرم الذي نعرفه ذلك الذي يعني العطاء دون وجود أي نية في انتظار مردود ما .. إذًا من ينشرون أنواع مأكولات ضيوفهم ومظاهر الاحتفاء بهم وأصابعهم وهي تمتد لما اُعد لهم لا يدخلون في عدادِ الكرماء بل الأنانيون الذين يطلبون السُمعة والمديح والثناء لا غير.
نقطة أخيرة
الذي لا يجد أي غضاضة في إهدائك أخطائك وتذكيرك بهفواتك ولا يرى بُدًا من أن يُريك الوجه القبيح للواقع الذي قد لا تراه بوضوح يستحق أن تستمع إليه وأن تثق به لأنه يحبك لنفسك.
ما إن ' يُشرّفُ ' الابن الذكر الأول حتى تتغير ضيعة مناداة الوالد من أبو فلانة إلى أبو فلان من قِبل الجميع وإن كان عُمر الابنة أربعين عامًا دون حتى طلب موافقته لأن التفكير الجمعي يُقر أن الذكر هو فقط من يجب أن يفخر به الأب ولا يخجل من المناداة باسمه ولو كان واحدًا بين عشرين بنتًا. ورغم أن التجارب الإنسانية والفطرة تؤكدان أن البنت هي الأحنُ دائمًا والأكثر رأفة بوالدها بحكم طبيعتها إلا أننا لم نتمكن بعد من تجاوز العُقدة ليس لأننا كأشخاص لا نُريد ذلك إنما لأن من حولنا يرون الصحيح عكس ذلك .
بيننا من يستمتع متعة لا حدود لها وهو يقبض على معلومات جديدة تخص الغير .. ينتشي وهو يخوض في خصوصيات الآخرين وأسرارهم ويحللها ويقدم التفسيرات المختلفة لها لكنه يثور ويغضب إذا ما اقترب أحد من سور بيته بل ويقيم الدنيا ولا يُقعدها إذا ما اخترق ذلك السور في تناقض غريب يُنبئ عن شخصية مضطربة تعيش حالة من الانفصام.
يقول فريدريك نيتشه في كتابه ' العِلْم المَرِح ' إن الكرم ' يحمل في داخله نفس القدر من الأنانية الذي يحمله الانتقام، غير أنها أنانية من نوع آخر'. وإذا كان مفهوم الكرم عند نيتشه يحمل هذه الصفة فإنه ليس الكرم الذي نعرفه ذلك الذي يعني العطاء دون وجود أي نية في انتظار مردود ما .. إذًا من ينشرون أنواع مأكولات ضيوفهم ومظاهر الاحتفاء بهم وأصابعهم وهي تمتد لما اُعد لهم لا يدخلون في عدادِ الكرماء بل الأنانيون الذين يطلبون السُمعة والمديح والثناء لا غير.
نقطة أخيرة
الذي لا يجد أي غضاضة في إهدائك أخطائك وتذكيرك بهفواتك ولا يرى بُدًا من أن يُريك الوجه القبيح للواقع الذي قد لا تراه بوضوح يستحق أن تستمع إليه وأن تثق به لأنه يحبك لنفسك.