العيّالة بين علمين: الفلكلور والموسيقى (2 ـ 3)
كلام فنون
الاحد / 17 / ذو الحجة / 1443 هـ - 17:46 - الاحد 17 يوليو 2022 17:46
وحسب الوثائق المسجلة في مكتبة الوثائق السمعية والمرئية بمركز عُمان للموسيقى التقليدية كانت الزيارة الأولى لفريق العمل الميداني في مشروع جمع وتوثيق الموسيقى التقليدية العُمانية إلى البريمي في عام 1983، وأشرف على تلك المهمة الميدانية الأستاذ الدكتور يوسف شوقي مصطفى الذي اشرف فيما بعد على تأسيس مركز عُمان للموسيقى التقليدية. ويعتبر الدكتور شوقي أول باحث في الموسيقى العُمانية وواحد من أهم علماء الموسيقى العربية في القرن العشرين، وقد أنعم عليه جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه بوسام عُمان من الطبقة الثانية في ديسمبر من عام1985، وفي مسقط توفي الدكتور شوقي -رحمه الله عليه- في العشرين من نوفمبر عام 1987، وتنفيذًا لوصيته دفن فيها.
ومن الوثائق المهمة بالمركز ذات الصلة بذلك المشروع الكتاب غير المنشور بعنوان: 'التقرير النهائي لمشروع جمع وتوثيق الموسيقى التقليدية الذي كتبه الأستاذ الدكتور يوسف شوقي مصطفى عام 1985 ورفعته وزارة الإعلام إلى جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-. ووثق شوقي في هذا التقرير عن ولاية البريمي وحدها تسعة فنون موسيقية، وثلاثة عقداء فرق موسيقى تقليدية، وأحد عشر مغنيًا، وتسعة وعشرون ضارب طبل.
وختم شوقي مسيرته العلمية في عُمان بإعداد كتاب 'معجم موسيقى عُمان التقليدية' الذي صدر بعد وفاته في عام 1989، وأحتوى على العديد من المصطلحات والتعريفات والتدوينات الموسيقية للرزفة البدوية والعيالة والويلية وغيرها من فنون الغناء المعروفة في البريمي والولايات التابعة لها. ومن النصوص التي ضمها المعجم نص للرزفة البدوية التي تؤدى في البريمي وغيرها من المحافظات النص الجميل التالي:
البارحة في النوم جاني .. طيرٍ يبشر عن حبيبة
والشوق من حلو العيانِ .. والعيش له لذة وطيبة
وفي وصفه للعيّالة كتب الدكتور يوسف شوقي في المعجم المشار إليه بأنها 'فن الفروسية والشجاعة والرجولة' وأثناء الزيارات التفقدية التي كان يقوم بها جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- للولايات الشمالية يشارك كبار مسؤولي الدولة في عروض العيالة التي تنظم ابتهاجا بمقدم جلالة السلطان المعظم. والعيّالة من فنون الغناء المصاحب بالأداء الإيقاعي، في هذا السياق ذكر شوقي خمسة أنواع من آلاتها المستعملة في منطقة الظاهرة التي كانت البريمي ولاية من ولاياتها. وهي:
الطبل الكاسر (المفلطح)
طبل الرنة
طبل الرحماني
الدف أو الطار أو السماع
الطاسة أو السحال
وبشكل عام معظم إصدارات مركز عُمان للموسيقى التقليدية، تطرقت بالتعريف إلى هذا الفن الموسيقي العريق في شمال عُمان، ورغم أن الدكتور يوسف شوقي دوّن الضرب الإيقاعي ولحن من ألحان العيالة ونشره في معجم موسيقى عُمان التقليدية إلا إن العيالة لم تدرس بعد دراسة وافية حسب علمي، وهذا حال معظم أنماط الغناء التقليدي، فالدراسات في الشأن لا تزال محدودة كمًا وكيفًا.
في يوم الأحد 20 يناير توجهنا من مركز عُمان للموسيقى التقليدية بمسقط إلى البريمي أنا زميلي علي بن راشد العلوي نحو ولاية البريمي لمقابلة الاستاذ راشد بن سعيد الشامسي مدير دائرة التراث والثقافة بعد أن أتصلت به واتفقت معه على زمن اللقاء والمكان.
وكان الدكتور سعيد اليعقوبي قد زودني بهاتف الأستاذ راشد عندما كشفت له عن رغبتي بزيارة البريمي ومقابلة مختصين بالعيالة، فقال لي: إن راشد الشامسي هو الرجل المناسب للمهمة.
استغرقت الرحلة إلى البريمي ساعتان ونصف تقريبًا عبر شارع الباطنة السريع الجديد الذي تم افتتاحه في النصف الثاني من عام 2018.
رتب الشامسي لقاء لنا معه في مكتبه ومع عبدالله بن حمد بن سالم العزاني (أبو منصور) رئيس فرقة عيالة البريمي وبحضور الفاضل هاشل بن خميس الكعبي المختص بالرزفة.
وفي سؤالي عن معنى العيالة، ذكروا لي أن التسمية قديمة وربما جاءت من كلمة 'العيال'، وكان الأولين يسمونها العرضة. ويضيف العزاني مادحا 'كلام الأولين الحماسي' حسب وصفه، ويقول: إن شعر العيالة وألحانها متوارثه وتؤخذ من مصدرين محلي وخارجي وتحديدًا من منطقة نجد بالمملكة العربية السعودية. ومعظم نصوص العيالة لا يعرف لها صاحب، وبسبب ذلك يسمى حافظ أشعارها وألحانها بــ'الملقن' لأنه الذي يلقن صفوف المؤدين. ومن أهم حفظه نصوص العيالة الباقين على قيد الحياة هو عبيد بن بخيت النعيمي وهو رجل طاعن بالسن ومقعد... وللمقال بقية.
ومن الوثائق المهمة بالمركز ذات الصلة بذلك المشروع الكتاب غير المنشور بعنوان: 'التقرير النهائي لمشروع جمع وتوثيق الموسيقى التقليدية الذي كتبه الأستاذ الدكتور يوسف شوقي مصطفى عام 1985 ورفعته وزارة الإعلام إلى جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-. ووثق شوقي في هذا التقرير عن ولاية البريمي وحدها تسعة فنون موسيقية، وثلاثة عقداء فرق موسيقى تقليدية، وأحد عشر مغنيًا، وتسعة وعشرون ضارب طبل.
وختم شوقي مسيرته العلمية في عُمان بإعداد كتاب 'معجم موسيقى عُمان التقليدية' الذي صدر بعد وفاته في عام 1989، وأحتوى على العديد من المصطلحات والتعريفات والتدوينات الموسيقية للرزفة البدوية والعيالة والويلية وغيرها من فنون الغناء المعروفة في البريمي والولايات التابعة لها. ومن النصوص التي ضمها المعجم نص للرزفة البدوية التي تؤدى في البريمي وغيرها من المحافظات النص الجميل التالي:
البارحة في النوم جاني .. طيرٍ يبشر عن حبيبة
والشوق من حلو العيانِ .. والعيش له لذة وطيبة
وفي وصفه للعيّالة كتب الدكتور يوسف شوقي في المعجم المشار إليه بأنها 'فن الفروسية والشجاعة والرجولة' وأثناء الزيارات التفقدية التي كان يقوم بها جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- للولايات الشمالية يشارك كبار مسؤولي الدولة في عروض العيالة التي تنظم ابتهاجا بمقدم جلالة السلطان المعظم. والعيّالة من فنون الغناء المصاحب بالأداء الإيقاعي، في هذا السياق ذكر شوقي خمسة أنواع من آلاتها المستعملة في منطقة الظاهرة التي كانت البريمي ولاية من ولاياتها. وهي:
الطبل الكاسر (المفلطح)
طبل الرنة
طبل الرحماني
الدف أو الطار أو السماع
الطاسة أو السحال
وبشكل عام معظم إصدارات مركز عُمان للموسيقى التقليدية، تطرقت بالتعريف إلى هذا الفن الموسيقي العريق في شمال عُمان، ورغم أن الدكتور يوسف شوقي دوّن الضرب الإيقاعي ولحن من ألحان العيالة ونشره في معجم موسيقى عُمان التقليدية إلا إن العيالة لم تدرس بعد دراسة وافية حسب علمي، وهذا حال معظم أنماط الغناء التقليدي، فالدراسات في الشأن لا تزال محدودة كمًا وكيفًا.
في يوم الأحد 20 يناير توجهنا من مركز عُمان للموسيقى التقليدية بمسقط إلى البريمي أنا زميلي علي بن راشد العلوي نحو ولاية البريمي لمقابلة الاستاذ راشد بن سعيد الشامسي مدير دائرة التراث والثقافة بعد أن أتصلت به واتفقت معه على زمن اللقاء والمكان.
وكان الدكتور سعيد اليعقوبي قد زودني بهاتف الأستاذ راشد عندما كشفت له عن رغبتي بزيارة البريمي ومقابلة مختصين بالعيالة، فقال لي: إن راشد الشامسي هو الرجل المناسب للمهمة.
استغرقت الرحلة إلى البريمي ساعتان ونصف تقريبًا عبر شارع الباطنة السريع الجديد الذي تم افتتاحه في النصف الثاني من عام 2018.
رتب الشامسي لقاء لنا معه في مكتبه ومع عبدالله بن حمد بن سالم العزاني (أبو منصور) رئيس فرقة عيالة البريمي وبحضور الفاضل هاشل بن خميس الكعبي المختص بالرزفة.
وفي سؤالي عن معنى العيالة، ذكروا لي أن التسمية قديمة وربما جاءت من كلمة 'العيال'، وكان الأولين يسمونها العرضة. ويضيف العزاني مادحا 'كلام الأولين الحماسي' حسب وصفه، ويقول: إن شعر العيالة وألحانها متوارثه وتؤخذ من مصدرين محلي وخارجي وتحديدًا من منطقة نجد بالمملكة العربية السعودية. ومعظم نصوص العيالة لا يعرف لها صاحب، وبسبب ذلك يسمى حافظ أشعارها وألحانها بــ'الملقن' لأنه الذي يلقن صفوف المؤدين. ومن أهم حفظه نصوص العيالة الباقين على قيد الحياة هو عبيد بن بخيت النعيمي وهو رجل طاعن بالسن ومقعد... وللمقال بقية.