الفنان المصري الطيب النجار: "جداريات الحج" فن تراثي يأبى الاندثار
الثلاثاء / 28 / ذو القعدة / 1443 هـ - 20:30 - الثلاثاء 28 يونيو 2022 20:30
الأقصر 'د.ب.أ': قال الفنان المصري، الطيب النجار، أحد رواد فن جداريات الحج في صعيد مصر،إان الرسوم واللوحات التي تُزين منازل الحجاج، في موسم الحج كل عام، فن شعبي مصري يأبى الإندثار، مشيرا إلى أن فن رسوم الحج بات يجذب مزيدا من الفنانين من طبقات اجتماعية شتى مثل الأطباء والأكاديميين وغيرهم ممن بهرهم ذلك الفن وأصبحوا من عشاقه ويحرصون على ممارسته.
وأضاف 'النجار' في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)، أن أجيالا تلو أجيال من الفنانين الفطريين، تتسلم الراية ممن سبقهم من فنانين وسط حرص على بقاء ذلك الفن المحفور في الذاكرة الشعبية، والذي يُعد أحد أهم الطقوس التي يشهدها موسم الحج في كل عام.
وأعتبر أن هؤلاء الفنانين الفطريين الذين ينشطون في رسم جداريات الحج بالمدن والقرى المصرية، وخاصة في محافظات الجنوب، يقفون بمثابة حراس لهذا الفن، ويحولون دون اندثاره، حيث تتواصل جهودهم لنقل فن رسوم وجداريات الحج من جيل إلى جيل.
وحول تجربته الخاصة في ممارسة الرسم على جدران منازل الحجاج، قال الفنان المصري، الطيب النجار، إنه استفاد كثيرا من وجوده وسط مقابر الفراعنة، وعمله بنسخ رسوم ونقوش تلك المقابر، في تطوير ممارسته لفن جداريات الحج، لافتا إلى أنه كان يقوم بصنع ألوانه المستخدمة في رسوم الحج من مواد متوفرة حول منزله الذي كان يقع وسط المقابر التي شيدها نبلاء مصر القديمة في البر الغربي من مدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، حيث تقع جبانة طيبة القديمة التي تضم بين جنباتها مئات المقابر الفرعونية.
وأضاف بأنه تأثر كثيرا -في أعماله الفنية التي تتنوع ما بين رسوم فنية، ورسوم فوق جدران منازل الحجاج، ولوحات شعبية تصور طقوس الحياة اليومية في صعيد مصر- تأثر بعمله في قطاع الآثار المصرية، حيث مكّنه عمله كرسام يتنقل من مقبرة لأخرى ضمن فرق التوثيق الأثري، من الاطلاع على مئات اللوحات والجداريات التي رسمها الفنان المصري القديم، وتعلم من تلك الرسوم كيف يُحدد ملامح الوجوه، وكيف يرسم تفاصيلها، وتعلم كيف يقوم بتركيب الألوان الزاهية التي يستخدمها في رسم جداريات الحج واللوحات الفنية الشعبية، وأن تلك الألوان التي جلب موادها من ذات المصادر التي جلب منها الفنان المصري القديم ألوانه التي رسم بها جدران المقابر والمعابد، وأنه فكّر كثيرا في كيفية الحصول على ألوان زاهية كتلك التي تُزين المقابر الفرعونية، وذلك بعد أن لاحظ أن رسومه فوق جدران منازل الحجاج، وواجهات الفنادق والمطاعم السياحية سرعان ما 'تبهت' وتفقد بريقها مع مرور الأيام.
وحول المشاهد التي يقوم برسمها على جدران منازل الحجاج، قال بأنه يقوم بتسجيل تفاصيل رحلة الحج كاملة، بداية من الاحتفالات المبهجة التي تسبق سفر الحجاج للأراضي المقدسة بالمملكة العربية السعودية، مثل الضرب على الدفوف، والرقص والغناء، ورقصات الخيول، وفرق المزمار البلدي ولعبة التحطيب التي تنتشر بصعيد مصر، ثم رحلة سفر الحاج راكبا الباخرة أو الطائرة، وطواف الحجاج حول الكعبة المشرفة، وزيارتهم للحرم النبوي الشريف، ووقفهم بجبل عرفات، وحتى عودة الحجاج واستقبالهم في مواكب احتفالية حاشدة.
وحول الأجواء التي كانت تحيط به خلال قيامه برسم جداريات الحج، قال الفنان الشعبي المصري، الطيب النجار، إنه كان يقوم بالرسم وسط مظاهر احتفالية، حيث يغني الجميع من حوله، ويرقصون على وقع أصوات أغاني الحجاج، مشيرا إلى أن ما يرسم من لوحات على جدران منزل من يقوم بالحج من الرجال، يختلف عن تلك اللوحات التي ترسم على منازل النساء اللاتي يقمن برحلة آداء مناسك الحج.
وحول موضوعات رسومه الشعبية التي تُزيّن واجهات الفنادق والمطاعم والبازارات السياحية في البر الغربي من مدينة الأقصر التي تعد أحد أهم مقاصد السياحة الثقافية بالعالم، قال 'النجار' بأن موضوعات تلك اللوحات مستوحاة من طبيعة الحياة اليومية وسط تلك النجوع التي كان يقيم سكانها وسط مقابر والمعابد التي نحتها وشيدها قدماء المصريين، في أحضان جبل القرنة، حيث كان يقيم في صباه وشبابه، وسط تلك المقابر والمعابد التي كانت تحيط به طوال يومه.
وتابع بأنه كان يرسم جداريات تصور قيام سكان تلك المناطق الأثرية بجلب المياه، إما على رؤوس النساء، أو فوق ظهور الحمير، ثم فوق عربات صممت لتجرها الدواب بين الدروب والطرق ووسط المدقات الجبلية، بجانب رسم مشاهد لرحلة نقل الأحجار التي يستخدمها الفنانون الفطريون في نحت لوحات وتماثيل لملوك وملكات الفراعنة، وتفاصيل الحياة اليومية في مصر القديمة، حيث كان يتم جلب تلك الأحجار من وسط الجبال محمولة على ظهور الحمير.
وحول بداية ممارسته لرسم جداريات الحج، قال الفان المصري، الطيب النجار، بأنه قام برسم أول جدارية على منازل الحجاج، قبل قرابة 4 عقود مضت، وتحديدا في العام 1984، وأنه مع مرور الأيام والتحاقه بالعمل في قطاع الآثار المصرية، صار يرسم جداريات فرعونية بجانب جداريات الحج والرسوم الشعبية التي تحظى بشهرة واسعة في أوساط المصريين، خاصة في محافظات الجنوب الغنية بآثار الفراعنة، والمعالم السياحية مثل الأقصر وأسوان.
وأوضح بأن منزله ومنازل الكثيرين من سكان المناطق الأثرية في جبانة طيبة القديمة بالبر الغربي لمدينة الأقصر، تتزين برسوم الحج، التي تعد الأكثر شعبية وحضورا بين سكان تلك المناطق، بجانب الرسوم الشعبية، والجداريات الفرعونية، مؤكدا على أن منزل عائلته القديم الذي كان يقع وسط مقابر نبلاء مصر القديمة، كانت الرسوم تُزين جميع جدرانه، وأنه حين انتقلت العائلة إلى مدينة القرنة الجديدة التي شُيّدت لتهجير سكان المناطق الأثرية، قام أيضا برسم جميع جدران المنزل، وأن أغلب السكان يحرصون على رسم جدران وواجهات منازلهم، على غرار الرسوم التي تُزين أغلب واجهات الفنادق والمطاعم والبازارات السياحية، وما يُعرف بـ 'مصانع الألباستر' نسبة إلى أحجار الألباستر، حيث تُنحت اللوحات والتماثيل الفرعونية، لتُباع للسياح الذين يتوافدون بالآلاف لزيارة الآثار الفرعونية التي تنتشر في البر الغربي لمدينة الأقصر، وفي مقدمتها مقبرة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، ومقبرة الملكة نفرتاري، ومعبد الملكة حتشبسوت، وغير ذلك من التي معابد ومقابر حكام مصر القديمة التي أقيمت بالمنطقة قبل آلاف السنين.
يُذكر أن الفنان المصري، الطيب النجار، هو أحد رواد فن رسوم وجداريات الحج، والرسوم الشعبية بصعيد مصر، وقد درس فن الرسم بالمدارس الفنية الصناعية، قبل أن يحترف العمل في نسخ رسوم ونقوش مقابر الفراعنة، وينشط في رسم الجداريات الفنية على جدران منازل الحجاج، وواجهات المباني السياحية، مثل الفنادق والمطاعم والبازارات، وقد وردت بعض رسومه بكتاب 'رسوم الحج' الذي أعدته المُصورة الأمريكية آن باركر، والكاتبة آفون نيل، ونشرته الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهو الكتاب الذي يوثق شغف الناس في صعيد مصر برسم آدائهم لمناسك فريضة الحج وما يحيط بها من طقوس واحتفالات شعبية على جدران منازلهم.
وأضاف 'النجار' في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)، أن أجيالا تلو أجيال من الفنانين الفطريين، تتسلم الراية ممن سبقهم من فنانين وسط حرص على بقاء ذلك الفن المحفور في الذاكرة الشعبية، والذي يُعد أحد أهم الطقوس التي يشهدها موسم الحج في كل عام.
وأعتبر أن هؤلاء الفنانين الفطريين الذين ينشطون في رسم جداريات الحج بالمدن والقرى المصرية، وخاصة في محافظات الجنوب، يقفون بمثابة حراس لهذا الفن، ويحولون دون اندثاره، حيث تتواصل جهودهم لنقل فن رسوم وجداريات الحج من جيل إلى جيل.
وحول تجربته الخاصة في ممارسة الرسم على جدران منازل الحجاج، قال الفنان المصري، الطيب النجار، إنه استفاد كثيرا من وجوده وسط مقابر الفراعنة، وعمله بنسخ رسوم ونقوش تلك المقابر، في تطوير ممارسته لفن جداريات الحج، لافتا إلى أنه كان يقوم بصنع ألوانه المستخدمة في رسوم الحج من مواد متوفرة حول منزله الذي كان يقع وسط المقابر التي شيدها نبلاء مصر القديمة في البر الغربي من مدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، حيث تقع جبانة طيبة القديمة التي تضم بين جنباتها مئات المقابر الفرعونية.
وأضاف بأنه تأثر كثيرا -في أعماله الفنية التي تتنوع ما بين رسوم فنية، ورسوم فوق جدران منازل الحجاج، ولوحات شعبية تصور طقوس الحياة اليومية في صعيد مصر- تأثر بعمله في قطاع الآثار المصرية، حيث مكّنه عمله كرسام يتنقل من مقبرة لأخرى ضمن فرق التوثيق الأثري، من الاطلاع على مئات اللوحات والجداريات التي رسمها الفنان المصري القديم، وتعلم من تلك الرسوم كيف يُحدد ملامح الوجوه، وكيف يرسم تفاصيلها، وتعلم كيف يقوم بتركيب الألوان الزاهية التي يستخدمها في رسم جداريات الحج واللوحات الفنية الشعبية، وأن تلك الألوان التي جلب موادها من ذات المصادر التي جلب منها الفنان المصري القديم ألوانه التي رسم بها جدران المقابر والمعابد، وأنه فكّر كثيرا في كيفية الحصول على ألوان زاهية كتلك التي تُزين المقابر الفرعونية، وذلك بعد أن لاحظ أن رسومه فوق جدران منازل الحجاج، وواجهات الفنادق والمطاعم السياحية سرعان ما 'تبهت' وتفقد بريقها مع مرور الأيام.
وحول المشاهد التي يقوم برسمها على جدران منازل الحجاج، قال بأنه يقوم بتسجيل تفاصيل رحلة الحج كاملة، بداية من الاحتفالات المبهجة التي تسبق سفر الحجاج للأراضي المقدسة بالمملكة العربية السعودية، مثل الضرب على الدفوف، والرقص والغناء، ورقصات الخيول، وفرق المزمار البلدي ولعبة التحطيب التي تنتشر بصعيد مصر، ثم رحلة سفر الحاج راكبا الباخرة أو الطائرة، وطواف الحجاج حول الكعبة المشرفة، وزيارتهم للحرم النبوي الشريف، ووقفهم بجبل عرفات، وحتى عودة الحجاج واستقبالهم في مواكب احتفالية حاشدة.
وحول الأجواء التي كانت تحيط به خلال قيامه برسم جداريات الحج، قال الفنان الشعبي المصري، الطيب النجار، إنه كان يقوم بالرسم وسط مظاهر احتفالية، حيث يغني الجميع من حوله، ويرقصون على وقع أصوات أغاني الحجاج، مشيرا إلى أن ما يرسم من لوحات على جدران منزل من يقوم بالحج من الرجال، يختلف عن تلك اللوحات التي ترسم على منازل النساء اللاتي يقمن برحلة آداء مناسك الحج.
وحول موضوعات رسومه الشعبية التي تُزيّن واجهات الفنادق والمطاعم والبازارات السياحية في البر الغربي من مدينة الأقصر التي تعد أحد أهم مقاصد السياحة الثقافية بالعالم، قال 'النجار' بأن موضوعات تلك اللوحات مستوحاة من طبيعة الحياة اليومية وسط تلك النجوع التي كان يقيم سكانها وسط مقابر والمعابد التي نحتها وشيدها قدماء المصريين، في أحضان جبل القرنة، حيث كان يقيم في صباه وشبابه، وسط تلك المقابر والمعابد التي كانت تحيط به طوال يومه.
وتابع بأنه كان يرسم جداريات تصور قيام سكان تلك المناطق الأثرية بجلب المياه، إما على رؤوس النساء، أو فوق ظهور الحمير، ثم فوق عربات صممت لتجرها الدواب بين الدروب والطرق ووسط المدقات الجبلية، بجانب رسم مشاهد لرحلة نقل الأحجار التي يستخدمها الفنانون الفطريون في نحت لوحات وتماثيل لملوك وملكات الفراعنة، وتفاصيل الحياة اليومية في مصر القديمة، حيث كان يتم جلب تلك الأحجار من وسط الجبال محمولة على ظهور الحمير.
وحول بداية ممارسته لرسم جداريات الحج، قال الفان المصري، الطيب النجار، بأنه قام برسم أول جدارية على منازل الحجاج، قبل قرابة 4 عقود مضت، وتحديدا في العام 1984، وأنه مع مرور الأيام والتحاقه بالعمل في قطاع الآثار المصرية، صار يرسم جداريات فرعونية بجانب جداريات الحج والرسوم الشعبية التي تحظى بشهرة واسعة في أوساط المصريين، خاصة في محافظات الجنوب الغنية بآثار الفراعنة، والمعالم السياحية مثل الأقصر وأسوان.
وأوضح بأن منزله ومنازل الكثيرين من سكان المناطق الأثرية في جبانة طيبة القديمة بالبر الغربي لمدينة الأقصر، تتزين برسوم الحج، التي تعد الأكثر شعبية وحضورا بين سكان تلك المناطق، بجانب الرسوم الشعبية، والجداريات الفرعونية، مؤكدا على أن منزل عائلته القديم الذي كان يقع وسط مقابر نبلاء مصر القديمة، كانت الرسوم تُزين جميع جدرانه، وأنه حين انتقلت العائلة إلى مدينة القرنة الجديدة التي شُيّدت لتهجير سكان المناطق الأثرية، قام أيضا برسم جميع جدران المنزل، وأن أغلب السكان يحرصون على رسم جدران وواجهات منازلهم، على غرار الرسوم التي تُزين أغلب واجهات الفنادق والمطاعم والبازارات السياحية، وما يُعرف بـ 'مصانع الألباستر' نسبة إلى أحجار الألباستر، حيث تُنحت اللوحات والتماثيل الفرعونية، لتُباع للسياح الذين يتوافدون بالآلاف لزيارة الآثار الفرعونية التي تنتشر في البر الغربي لمدينة الأقصر، وفي مقدمتها مقبرة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون، ومقبرة الملكة نفرتاري، ومعبد الملكة حتشبسوت، وغير ذلك من التي معابد ومقابر حكام مصر القديمة التي أقيمت بالمنطقة قبل آلاف السنين.
يُذكر أن الفنان المصري، الطيب النجار، هو أحد رواد فن رسوم وجداريات الحج، والرسوم الشعبية بصعيد مصر، وقد درس فن الرسم بالمدارس الفنية الصناعية، قبل أن يحترف العمل في نسخ رسوم ونقوش مقابر الفراعنة، وينشط في رسم الجداريات الفنية على جدران منازل الحجاج، وواجهات المباني السياحية، مثل الفنادق والمطاعم والبازارات، وقد وردت بعض رسومه بكتاب 'رسوم الحج' الذي أعدته المُصورة الأمريكية آن باركر، والكاتبة آفون نيل، ونشرته الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهو الكتاب الذي يوثق شغف الناس في صعيد مصر برسم آدائهم لمناسك فريضة الحج وما يحيط بها من طقوس واحتفالات شعبية على جدران منازلهم.