عمان اليوم

سفير سلطنة عمان المعتمد لدى مصر لـ«عمان»: العلاقات العمانية ـ المصرية تشهد زخمًا اقتصاديًا وسياسيًا كبيرًا

 


  • سلطنة عمان وشقيقتها مصر تمثلان محور ارتكاز مهمًا على الساحة السياسية العربية والإقليمية


  • اللقاءات بين قيادتي البلدين نموذجًا حيًا لحيوية العلاقات والتشاوروالتنسيق المستمر




تضيف زيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ولقاءه بحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ اليوم الاثنين لبنة مهمة وحيوية للعلاقات بين سلطنة عمان وشقيقتها جمهورية مصر العربية، التي كانت على الدوام نموذجا يحتذى للعلاقات العربية من خلال اللقاءات المتواصلة بين مسؤولي البلدين التي تمثل أيضا نموذجًا حيًا لحيوية العلاقات والتشاور والتنسيق المستمر بين قيادتي البلدين، واكتسبت العلاقات السياسية المصرية ـ العمانية منذ تولي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي سدة الحكم زخمًا كبيرًا على كافة الأصعدة والمستويات في إطار حرص الدولة المصرية على دفع تدعيم العلاقات الأخوية والتاريخية بين الشعبين المصري والعماني وتعزيز التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين.


  • تدعيم العلاقات الأخوية




وقال سعادة عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان المعتمد لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية: لا يختلف اثنان سواء في سلطنة عمان أو جمهورية مصر العربية على عمق العلاقات بين البلدين على مستوى القمة أو المستوى الشعبي ومنذ تولي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي سدة الحكم في مصر عام 2014 اكتسبت العلاقات السياسية المصرية ـ العمانية زخماً كبيراً على كافة الأصعدة والمستويات في إطار حرص الدولة المصرية على دفع تدعيم العلاقات الأخوية والتاريخية بين الشعبين المصري والعماني وتعزيز التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين بشأن مختلف القضايا الثنائية والإقليمية بما يصب في صالح الشعبين الشقيقين والأمة العربية بأسرها مما نتج عن ذلك توحيد الأهداف السياسية والاستراتيجية وعليه تلاقت الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة، وعندما قام فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة إلى سلطنة عمان أبان المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ رحب به في سلطنة عمان ترحيبا حارا وتم استقباله استقبالا حافلا "استقبال دولة" يليق بمكانة مصر ومكانة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتلك الزيارة التاريخية أسست علاقة متميزة أخرى بين البلدين، إضافة إلى ذلك فعندما تولى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مقاليد الحكم، وفي أول خطاب لجلالته ـ أبقاه الله ـ أكد ذات المبادئ الثابتة وهي السير على نفس النهج في التعاطي مع الأصدقاء والأشقاء، فأرسى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأخوه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي بما يجمعهما من علاقات أخوية وتواصل مستمر؛ مزيدًا من التفاهم وتوحيد الرؤى حول مختلف القضايا، وإن كافة الاتصالات واللقاءات بين البلدين تؤكد عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين ومتانتها وثباتها والتأكيد على أن الإنسان المصري ينال كل التقدير والاحترام والرعاية في سلطنة عمان، وكما نجد نحن العمانيين مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية كل حب وود وتعاون.

وإن القمة الأولى بين جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي تأتي تأكيدا للعمل نحو مزيد من التعاون والتنسيق ودعم التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين لصالح الشعبين.


  • محور ارتكاز




وأشار سعادته إلى أن سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية تربطهما علاقات سياسية واقتصادية قوية وهذه العلاقة المشتركة تمثل محور ارتكاز مهمًا على الساحة السياسية العربية والإقليمية.. حيث يسعى البلدان دائمًا إلى سياسة حل الخلافات والنزاعات سواء العربية أو الإقليمية على مبدأ الحوار والتفاوض وتغليب لغة العقل والمنطق على أي لغة أخرى، وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول، كما يدعوان إلى إحلال السلام والاستقرار إقليميًا ودوليًا مع عدم التخلي عن أي من الحقوق العربية عامة والفلسطينية خاصة.. لذلك فإن للدولتين رؤية سياسية واحدة، تقبلها كل الأطراف مما يسمح لكلا البلدين للعب دور حيوي في ترسيخ السلام والاستقرار، وهناك تشاور وتنسيق مستمر بينهما في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ويقدر المسؤولون العمانيون على جميع المستويات الدور الذي تلعبه جمهورية مصر العربية في حل الخلافات والنزاعات العربية والإقليمية من أجل شعوب المنطقة، وتقدر جمهورية مصر العربية أيضاً الدور الحيوي الذي تلعبه سلطنة عمان في الوساطة في الكثير من القضايا والنزاعات في المنطقة، ولذلك يتم التنسيق بين البلدين في كافة القضايا السياسية المطروحة في المحافل العربية والدولية مثل جامعة الدول العربية والجمعية العامة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات من أجل هدف واحد وهو السلام والاستقرار والمصالح العربية خاصة في المجالات السياسية والاستراتيجية والأمنية.


  • نشاط دبلوماسي




وأوضح سعادة عبدالله الرحبي أن العلاقات العمانية ـ المصرية تشهد زخماً اقتصادياً وسياسياً كبيراً خاصة في ظل إيمان القيادة السياسية في البلدين بأهمية تنمية وتوسيع حجم العلاقات المشتركة بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، لأنها علاقات وثيقة واستراتيجية تقوم على تعزيز التعاون في كافة المجالات خاصة الاقتصادي والاستثماري المشترك بين البلدين، لتعزيز معدلات النمو، ومن هنا يأتي دور البعثات الدبلوماسية في كلا البلدين، ومنذ تكليفي بالمرسوم السلطاني من جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بمنصب سفير سلطنة عمان المعتمد لدى جمهورية مصر العربية ووصولي إلى القاهرة وجدت كل ترحيب من المسؤولين المصريين وكذلك رجال الأعمال وعموم الشعب المصري، وكان لابد من الاطلاع أولاً على التجربة التنموية المصرية وكيفية الاستفادة منها لصالح البلدين، وخلال كافة الاجتماعات واللقاءات التي تنظمها سفارة سلطنة عمان بالقاهرة لدعم علاقات التعاون الثنائي القائمة عبر المشاركون من رجال الأعمال والقيادات الاقتصادية عن ارتياحها للمستوى الذي وصلت إليه هذه العلاقات التي تحظى بدعم قيادتي البلدين الشقيقين حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وكذلك خلال لقاءات دورية تنظمها بعثة سفارة سلطنة عمان لدى جمهورية مصر العربية في مقرها مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين والعمانيين، للانطلاق نحو عمل مشترك خاصة فيما يتعلق بأوجه الاستفادة من الصناعات الغذائية، ونجحت سفارة سلطنة عمان في القاهرة بالفعل في تحقيق العديد من النتائج الإيجابية من خلال اللقاءات مع الوزراء في الحكومة المصرية مثل اللقاء مع الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بحضور المهندس حمد بن علي النزواني وكيل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني للإسكان، لعرض التجربة العمرانية التي تشهدها الدولة المصرية في عهد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مختلف المجالات متمنيًا نقل الخبرة المصرية لسلطنة عمان، وتحقيق تعاون مشترك في مختلف المجالات التنموية وتكرار الزيارات بين الجانبين.

وأكد سعادته أن سفارة سلطنة عمان بالقاهرة سعت أيضاً لزيادة التبادل التجاري والاستثماري من خلال الترويج للفرص في كلا البلدين وتوفير زيارات لرجال الأعمال وأعضاء الغرف التجارية وخلال الفترة الماضية قام وفد تجاري مصري بزيارة إلى مسقط، والتقى عدداً من المسؤولين في سلطنة عمان في مجالات السياحة والمقاولات والطاقة والاتصالات.. كما نظمت سفارة سلطنة عمان بالقاهرة زيارة لوفود من غرفة تجارة وصناعة عمان ورجال الأعمال العمانيين إلى جمهورية مصر العربية لزيارة القاهرة، كما نظمت زيارة لمجموعة من رواد الأعمال إلى مصر وشملت جولتهم زيارة العديد من المصانع المصرية وبحث التعاون في المجالات الاقتصادية، أيضاً رتبت السفارة من خلال جمعية رجال الأعمال العمانية ـ المصرية زيارة إلى مصر وتلك المحطات لها دور كبير في تنشيط التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتم عقد لقاءات عمانية مع رئيس هيئة الاستثمار في مصر بحضور عدد من المسؤولين من وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للاطلاع على التجربة المصرية في مجال الاستثمار، وإطلاع المسؤولين في هيئة الاستثمار المصرية على التجربة العمانية في هذا المجال وخاصة المحطة الواحدة والتسهيلات للمستثمرين، ووجدنا الكثير من الفرص التي يمكن التعاون من خلالها، وفي المجال الثقافي أيضاً ترى سفارة سلطنة عمان في القاهرة عقد صالون ثقافي "صالون أحمد بن ماجد الثقافي" يجتمع من خلاله نخبة من المثقفين للاطلاع على التجربة الثقافية والسياسية العمانية، وأخيراً فإن سفارة سلطنة عمان لدى القاهرة وسفارة جمهورية مصر العربية لدى مسقط؛ تلعبان دوراً حيوياً في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بدعم من القيادة السياسية في البلدين وتعاون كافة المسؤولين فيهما ويكفي أن كل المسؤولين الذين ألتقي بهم في مصر كان لهم مردود طيب ورغبة صادقة لتفعيل العلاقات التجارية وإعادة تنشيطها والعكس صحيح حيث تقوم السفارة المصرية في مسقط بلعب نفس الدور مع رجال الأعمال في سلطنة عمان، وفقاً لتوجيهات قيادتي البلدين بإعطاء السفراء لهذا الملف كامل الاهتمام وأن الجانب الاقتصادي يوثق العلاقات بين الشعوب لأنه يزيد من المصالح المشتركة.