نوافذ : وَلَكِنَّ..
الجمعة / 10 / ذو القعدة / 1443 هـ - 20:50 - الجمعة 10 يونيو 2022 20:50
shialoom@gmail.com
شروحات كثيرة تصاحب التعريف بكلمة «لكِنَّ» ومن عموميات هذه الشروحات النص التالي: «حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، معناه الاستدراك، هو أن تُثبِت لما بعدها حُكمًا مخالفًا لحكم ما قبلها، ولذلك لا بدَّ أَن يتقدَّمها كلامٌ مناقضٌ لما بعدها، نحو: ما هذا شاعرًا لكنَّه كاتبٌ»– انتهى النص؛ حسب المصدر.
وعلى الرغم من سهولة المعنى وبساطته الذي تحمله «لكِنَّ» إلا أن المتحدث يذهب إلى الـ «تغويل» وهو تضليل المعاني والمقاصد، فتتحول الآمال إلى إحباطات؛ وانشراح النفوس إلى كآباتها، حيث يتم تقصِّي المنجز المستحق للإشادة واختزاله إلى مستوى التقزيم، فعندما يطرح على العامة شيئا من ذلك، تجد من يقول نعم؛ ولكن ذلك، ويبدأ في سرد مجموعة من السلبيات التي تنسف كل جهد بذل، وأخلص فيه صاحبه، حتى وصل إلى ما وصل إليه من مراحل متحققة على أرض الواقع، وأنا هنا لا أخص مشاريع بعينها، فهذه المواقف في استخدام «لكِنَّ» رائجة في المواقف، حتى وصل الأمر إلى التشكيك في العلاقة بين الإنسان وخالقه، ففلان من الناس صالح في مظهره، وفي تعاطيه مع الآخرين من حوله، ومع ذلك هو معرض كغيره لأن يرزح تحت وطأة هذه الـ «لكِنَّ» فهناك من الناس؛ على ما يبدو؛ لهم القدرة على استراق السمع في هذه العلاقة، ولذلك قد تنزوي الكثير من الهمم المتوقدة للعمل الصالح؛ على سبيل المثال؛ لأن هناك مدافع مضادة سوف توجه إليه أفواهها، بقوة «لكِنَّ» المشككة في خلقه، وأمانته، ونصاعته، وطهره، فلا يكفي أن يصلي، وأن يزكي، وأن يتلو القرآن ليل نهار، وأن يعامل الآخرين معاملة حسنة، فهو في تقييم «لكِنَّ» قد يكون مرائي، وقد يكون يطلب السمعة، وقد يكون ينتظر إشادة الآخرين بما يقوم به، وقد يكون يحسن ذلك لموقف معين، وأمام شخص معين، وقد تصاب بشيء من الغثيان من كثرة ما تسمع من أقوال توظف فيها «لكِنَّ» التوظيف السيئ (شيء غريب حقا).
إنها حالة من التشكيك مسيطرة على أجواء العلاقات القائمة بين الناس، تخفت في مواقف، وتشتعل نموا في مواقف أخرى، وكأن البشرية ما خلقت في هذا الكون إلا للترويج لـ «لكِنَّ» المشككة في أعمال الآخرين، وأفعالهم، وأقوالهم، هل هي فطرة لا يستطيع الإنسان أن يفك نفسه منها، أم أنها ممارسة اجتماعية مكتسبة، أم أنها محفزات وجدانية تشعلها الغيرة المبالغ فيها، أم أنها صورة أخرى من صور الحسد الممقوت والمعاب أصلا؟ كل هذه التوجسات مقبولة في ظل بيئات اجتماعية تسبق أقوال أفرادها أعمالهم، ولو أن ما يحدث هو العكس (الأفعال تسبق الأقوال) لربما ما كان لـ «لكِنَّ» التوظيف السيئ، بقدر ما تحمله في معنى الذي جاء في التعريف أعلاه.
من هنا يلزم الأمر التأكيد على ضرورة الإصرار على بقاء المسافة الفاصلة بين الأفراد، لأن هذه المسافة هي التي تريح الأنفس المشغولة بالآخر لأن تتموضع على ذاتها، فتصلحها، وتهذبها، وتذهب بها إلى حيث مظان الصلاح والطهر والنقاء، بدلا من هذا الانشغال المؤذي باعتناق «لكِنَّ» الذي يجعل النفوس لا تهدأ فتريح نفسها من الآخر، ولذلك فحالات ارتفاع الضغط، والسكري، وما يؤديان به من تداعيات صحية خطيرة؛ ما هي إلا واحدة من النتائج المتوقعة ممن يشغلهم أمر «لكِنَّ» وهذا ما يؤسف له حقا في ظل ما يعرف بالوعي المعرفي، وبالوعي بأهمية أن يكون هناك مجتمع متصالح أفراده.
شروحات كثيرة تصاحب التعريف بكلمة «لكِنَّ» ومن عموميات هذه الشروحات النص التالي: «حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، معناه الاستدراك، هو أن تُثبِت لما بعدها حُكمًا مخالفًا لحكم ما قبلها، ولذلك لا بدَّ أَن يتقدَّمها كلامٌ مناقضٌ لما بعدها، نحو: ما هذا شاعرًا لكنَّه كاتبٌ»– انتهى النص؛ حسب المصدر.
وعلى الرغم من سهولة المعنى وبساطته الذي تحمله «لكِنَّ» إلا أن المتحدث يذهب إلى الـ «تغويل» وهو تضليل المعاني والمقاصد، فتتحول الآمال إلى إحباطات؛ وانشراح النفوس إلى كآباتها، حيث يتم تقصِّي المنجز المستحق للإشادة واختزاله إلى مستوى التقزيم، فعندما يطرح على العامة شيئا من ذلك، تجد من يقول نعم؛ ولكن ذلك، ويبدأ في سرد مجموعة من السلبيات التي تنسف كل جهد بذل، وأخلص فيه صاحبه، حتى وصل إلى ما وصل إليه من مراحل متحققة على أرض الواقع، وأنا هنا لا أخص مشاريع بعينها، فهذه المواقف في استخدام «لكِنَّ» رائجة في المواقف، حتى وصل الأمر إلى التشكيك في العلاقة بين الإنسان وخالقه، ففلان من الناس صالح في مظهره، وفي تعاطيه مع الآخرين من حوله، ومع ذلك هو معرض كغيره لأن يرزح تحت وطأة هذه الـ «لكِنَّ» فهناك من الناس؛ على ما يبدو؛ لهم القدرة على استراق السمع في هذه العلاقة، ولذلك قد تنزوي الكثير من الهمم المتوقدة للعمل الصالح؛ على سبيل المثال؛ لأن هناك مدافع مضادة سوف توجه إليه أفواهها، بقوة «لكِنَّ» المشككة في خلقه، وأمانته، ونصاعته، وطهره، فلا يكفي أن يصلي، وأن يزكي، وأن يتلو القرآن ليل نهار، وأن يعامل الآخرين معاملة حسنة، فهو في تقييم «لكِنَّ» قد يكون مرائي، وقد يكون يطلب السمعة، وقد يكون ينتظر إشادة الآخرين بما يقوم به، وقد يكون يحسن ذلك لموقف معين، وأمام شخص معين، وقد تصاب بشيء من الغثيان من كثرة ما تسمع من أقوال توظف فيها «لكِنَّ» التوظيف السيئ (شيء غريب حقا).
إنها حالة من التشكيك مسيطرة على أجواء العلاقات القائمة بين الناس، تخفت في مواقف، وتشتعل نموا في مواقف أخرى، وكأن البشرية ما خلقت في هذا الكون إلا للترويج لـ «لكِنَّ» المشككة في أعمال الآخرين، وأفعالهم، وأقوالهم، هل هي فطرة لا يستطيع الإنسان أن يفك نفسه منها، أم أنها ممارسة اجتماعية مكتسبة، أم أنها محفزات وجدانية تشعلها الغيرة المبالغ فيها، أم أنها صورة أخرى من صور الحسد الممقوت والمعاب أصلا؟ كل هذه التوجسات مقبولة في ظل بيئات اجتماعية تسبق أقوال أفرادها أعمالهم، ولو أن ما يحدث هو العكس (الأفعال تسبق الأقوال) لربما ما كان لـ «لكِنَّ» التوظيف السيئ، بقدر ما تحمله في معنى الذي جاء في التعريف أعلاه.
من هنا يلزم الأمر التأكيد على ضرورة الإصرار على بقاء المسافة الفاصلة بين الأفراد، لأن هذه المسافة هي التي تريح الأنفس المشغولة بالآخر لأن تتموضع على ذاتها، فتصلحها، وتهذبها، وتذهب بها إلى حيث مظان الصلاح والطهر والنقاء، بدلا من هذا الانشغال المؤذي باعتناق «لكِنَّ» الذي يجعل النفوس لا تهدأ فتريح نفسها من الآخر، ولذلك فحالات ارتفاع الضغط، والسكري، وما يؤديان به من تداعيات صحية خطيرة؛ ما هي إلا واحدة من النتائج المتوقعة ممن يشغلهم أمر «لكِنَّ» وهذا ما يؤسف له حقا في ظل ما يعرف بالوعي المعرفي، وبالوعي بأهمية أن يكون هناك مجتمع متصالح أفراده.