أعمدة

في الشباك.. عدم الاستعجال

 
يوم الأحد 13 يونيو 2022 يكون قد مر 13 عاما على إعلان إنشاء أكاديمية السلطان قابوس للتميز الرياضي والتي لم تر النور حتى الآن وتم الاكتفاء بإنشاء دائرة للمنتخبات الوطنية بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر ثم تغير المسمى إلى دائرة التميز الرياضي.

في هذه الأيام طرحت فكرة إلغاء هذه الدائرة وإقامة مراكز تدريبية في الأندية الرياضية بالتعاون مع الاتحادات الرياضية وستبدأ وزارة الثقافة والرياضة والشباب خلال الأيام القادمة بعقد سلسلة من الاجتماعات مع الاتحادات الرياضية لشرح فكرة إقامة هذه المراكز.

في اعتقادي إن هذه الخطوة متسرعة وتحتاج لدراسة متعمقة أكثر يشارك فيها جميع الأطراف من اتحاد الرياضة المدرسية والاتحادات الرياضية والأندية والاستماع لوجهات نظرهم فيما يخص إقامة هذه المراكز وأهميتها وطرق تمويلها خاصة إذا عرفنا أن إقامة مثل هذه المراكز تحتاج لأجهزة فنية متخصصة من مدربين ومعدين ومحللين وفنيين وإداريين وغيرهم إضافة إلى توفير الأمور اللوجستية الأخرى ومنها الأدوات الرياضية ووسائل النقل وغيرها، وبما أن إمكانيات الأندية الرياضية محدودة وينطبق نفس الحال على الأندية، فإن هذا يتطلب أيضا دعما ماديا إضافيا من قبل الوزارة يغطي تكلفة هذه المراكز على مدار العام.

وقبل التفكير في إقامة مراكز تدريبية للألعاب الجماعية علينا أن ننظر إلى الوضع الرياضي في سلطنة عمان ولماذا يتم إهمال الألعاب الفردية والتركيز على الألعاب الجماعية؟ ولهذا من المهم أن تفكر وزارة الثقافة والرياضة والشباب في كيفية الاستفادة من منشآت الأندية الرياضية في إدخال ألعاب فردية للجنسين مثل: السباحة والدراجات الهوائية والجمباز والفروسية والمصارعة والرماية وألعاب القوى وكرة الريشة والجولف وهوكي الجليد والخماسي الحديث والتجديف وكرة الطاولة والتنس الأرضي والبادل ورفع الاثقال والقوة البدنية والبولو والكاراتيه والتايكواندو والجوستو إضافة إلى الألعاب الشاطئية.

ومن خلال هذه الألعاب الفردية التي ستكون تكلفتها أقل من الألعاب الجماعية بالإمكان أن يكون لدينا رياضيون أولمبيون يتم إعدادهم وتأهيلهم من الصغر، أما فيما يخص الألعاب الجماعية الأخرى، فإن هذا هو دور الاتحادات الرياضية في إقامة مدارس تعليم في الأندية، تمنح لها هذه الصلاحيات وتكون هي الجهة المسؤولة عنها.

وإذا كانت البنية الأساسية للأندية شبه مكتملة من خلال وجود صالات رياضية في بعضها، إلا أن إمكانيات الأندية المادية لا يمكنها -بأي حال من الأحوال- إدراج جميع الألعاب الرياضية في نشاطها، إلا إذا وجدت الاهتمام والدعم وهذا الأمر أيضا يتطلب وجود تسويق ورعاية حتى نحقق الهدف في نشر جميع الألعاب الرياضية خاصة الفردية منها فهي الأساس في تحقيق ميداليات أولمبية.

الفرصة قائمة في دراسة الوضع وعدم الاستعجال في مشروع مراكز التدريب في الأندية للألعاب الجماعية ومن الجيد أن يتم الجلوس مع الاتحادات وإشراك الأندية ولا يمنع إشراك اللجنة الأولمبية العمانية والاستماع لجميع الأطراف للخروج بصورة نهائية لمشروع وطني متكامل حتى يحقق الهدف منه ولا يكون مصيره مثل مصير الأكاديمية ودائرة المنتخبات ودائرة التميز والتي كانت الاستفادة من مخرجاتها محدودة.