الإعلام الثقافي في سلطنة عمان ومتطلبات ازدهاره
الثلاثاء / 7 / ذو القعدة / 1443 هـ - 22:18 - الثلاثاء 7 يونيو 2022 22:18
أحدثت استضافة سلطنة عمان، ممثلة في جمعية الصحفيين العمانية، الأسبوع الماضي، المؤتمر العام الحادي والثلاثين للاتحاد الدولي للصحفيين حراكا ثقافيا وإعلاميا، كنا في أمس الحاجة إليه، وحركت الماء الراكد في نهر الحياة الثقافية والإعلامية التي تأثرت كغيرها بتداعيات أزمة جائحة كورونا الطويلة نسبيا، وما ترتب عليها من إغلاقات واحتياطات طالت كل جوانب الحياة.
لم يقتصر الحراك الثقافي الذي أحدثته استضافة مسقط للكونجرس الدولي للصحفيين على التغطيات الإعلامية الواسعة محليا وإقليميا وعالميا لحفل الافتتاح البديع والكلمات المعبرة التي ألقيت خلاله، وتأبين صحفية الجزيرة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ولا على الندوة التي نظمها قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس حول الاندماج الإعلامي في سلطنة عمان، وشارك بالحديث فيها عدد من الباحثين وطلبة الإعلام، ولا على المقالات الصحفية والبرامج التلفزيونية التي عالجت هذه التظاهرة الإعلامية والثقافية، وامتد الحراك إلى خارج حدود مركز عمان للمؤتمرات، الذي احتضن باقتدار كل هذه الأنشطة، ليصل إلى النادي الثقافي بمرتفعات القرم، الذي دشن فعالياته المباشرة وعاود أنشطته الحية بعد انقطاع كورونا، ونظم ندوة مهمة حول «الإعلام الثقافي» مساء الأربعاء الفائت، أدارها الكاتب محمد بن سيف الرحبي، وشارك فيها عدد من المثقفين والأكاديميين والمسؤولين السابقين. ربما يكون من المفيد في هذا المقال أن نلقي الضوء على واقع الإعلام الثقافي، خاصة وأن بعض حضور أمسية النادي الثقافي طرحوا سؤالا مباشرا وصعبا، لم يسمح وقت الندوة بالاستفاضة في الإجابة عنه، وهو
(هل لدينا إعلام ثقافي في سلطنة عمان؟).
واقع الأمر أن كل ما تنشره وتبثه وسائل الإعلام بكل أنواعها يمكن اعتباره «ثقافة»، كونه يمثل معرفة جديدة أو تأكيدا لمعارف قائمة لدي الجمهور، بما في ذلك الأخبار والتقارير عن الأحداث اليومية. ويتدرج مفهوم الثقافة من المعارف العامة إلى المعارف المتخصصة في مجال محدد من مجالات العلوم والحياة، ثم إلى المعتقدات والقيم والعادات والتقاليد والفكر والتراث الوطني والإنساني بوجه عام.
في هذا الإطار فإن مفهوم الإعلام الثقافي يتسع ليشمل كل المحتوى الإعلامي، ولا يقتصر كما يصوره البعض على المضمون المتخصص في المعرفة والفكر والأدب والعلوم.
وهناك اتفاق بين الباحثين في الاتصال على الوظيفة التثقيفية لوسائل الإعلام التي لا تقل أهمية عن الوظائف الأخرى الإخبارية والتفسيرية والتسويقية والترفيهية بالنسبة للأفراد، ودور تلك الوسائل سواء التقليدية منها أو الجديدة، على مستوى المجتمعات، في إحداث التراكم الثقافي في المجتمع على المدى الطويل، ونقل التراث الثقافي بين الأجيال، وربط أجزاء المجتمع ثقافيا.
وعلى نفس المنوال فإن أحد أهم تأثيرات وسائل الإعلام هو ما اصطلح على تسميته بالتأثير التراكمي طويل المدى على ثقافة المجتمع، والذي يؤكد أن تأثيرات الرسالة الإعلامية على الفرد قد تكون تأثيرات ضئيلة، ولكن هذه التأثيرات الضئيلة تتراكم بمرور الوقت. وتتضح هذه التأثيرات في تزايد عدد الأشخاص الذين يعدلون أو يغيرون معارفهم ومعتقداتهم وفهمهم للأمور واتجاهاتهم نحو الأحداث أو القضايا التي تركز وسائل الإعلام على تقديمها. وعندما يحدث ذلك فإن تغيرا واضحا يحدث في اتجاهات ومعتقدات الأفراد على المدى الطويل. ويحدث التأثير المتراكم طويل المدى في المجتمع عندما يتبنى أفراد المجتمع أنماطا جديدة من التفكير والثقافة، وطرقا جديدة لحل مشكلة أو مشكلات قديمة أو طريقة محددة للاعتقاد والسلوك.
بالعودة إلى السؤال الذي طرحته ندوة «الإعلام الثقافي» يصبح من البديهي القول إن كل الإعلام العُماني هو إعلام ثقافي طالما أنه يسهم في نشر المعرفة والثقافة في المجتمع، ويقوم بوظائفه في نقل التراث الثقافي بين الأجيال، ويربط الثقافات الفرعية في الولايات والمحافظات بالثقافة العامة للمجتمع، بالإضافة إلى نقل وتوزيع الثقافة الوطنية على الآخر المختلف ثقافيا عبر وسائل الإعلام العابرة للوطنية، وما أكثرها الآن، مثل البث الإذاعي والتلفزيوني الفضائي، والمواقع الإلكترونية، وشبكات التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الهواتف الذكية.
لا يعني استخدام التعريف الواسع للثقافة، ومن ثم التعريف الواسع للإعلام الثقافي تجاهل الإعلام الثقافي المتخصص، الذي يتصدر المشهد ويكون في الغالب هو المقصود عندما يتساءل البعض عن حضور أو عدم حضور إعلام ثقافي في دولة ما مثل سلطنة عُمان. والواقع أن هذا الإعلام يشهد ازدهارا عالميا نتيجة تنوع وتعدد منصات نشره سواء من خلال تكنولوجيا الطباعة أو من خلال تكنولوجيا الأقمار الصناعية، أو تكنولوجيا الإنترنت. وأصبح بالإمكان نشر المنتج الثقافي للدولة في جميع أنحاء العالم بضغطة زر واحدة، ولم تعد الحدود الجغرافية تقف عائقا أمام التبادل الثقافي بين الدول عبر وسائل الإعلام. ومع ذلك فإن لهذا الإعلام متطلبات يجب توافرها ليكون قادرا على المساهمة بفعالية، سواء في تعزيز التراث الثقافي الوطني أو في تعريف العالم بثقافتنا.
ولحسن الحظ تتوافر لدى سلطنة عُمان غالبية تلك المتطلبات، وأولها وجود قاعدة بشرية منتجة للثقافة تضم المفكرين والكتاب والأدباء والمبدعين بوجه عام. ويمكن القول إن تلك القاعدة قادرة على إنتاج الثقافة أصبحت متوافرة إلى حد كبير في سلطنة عمان وغيرها من الدول العربية نتيجة النهضة التعليمية التي شهدتها وما زالت طوال العقود الفائتة، والتي أنتجت لنا كما كبيرا من المبدعين في مجالات الثقافة، يمثلون إضافة كمية ونوعية مهمة إلى الرصيد العربي المتجدد من نظرائهم الذين يثرون الساحات الثقافية في مختلف الدول العربية. وتحتاج تلك القاعدة إلى نوافذ ومنصات تنشر من خلالها إبداعاتها الثقافية، وحركة نقدية تواكبها بالمتابعة والتصويب.
ويتمثل المتطلب الثاني لازدهار الإعلام الثقافي في الدولة وجود وسائل ومنصات إعلامية قادرة على حمل الرسائل الثقافية سواء داخل الدولة أو خارجها. وبمفهوم الإعلام المتخصص فإن لدى سلطنة عمان وسائل إعلام ثقافية متخصصة تتمثل في الصفحات الثقافية المتخصصة في الصحف العامة، والملاحق الثقافية مثل ملحق عمان الثقافي الشهري الذي مثلت عودته إلى الصدور في نهاية يناير الماضي بعد انقطاع رد الاعتبار للإعلام الثقافي، بالإضافة إلى قناة عُمان التلفزيونية الثقافية التي انطلقت في مطلع يناير من العام 2016، وتمارس وظيفتها - في حدود الإمكانات المتاحة- في التعريف بالهوية الثقافية والإرث الحضاري العُماني، والبرامج الإذاعية ذات الطابع الثقافي التي تحرص إذاعة سلطنة عُمان على وجودها باستمرار في خريطتها البرامجية، والمنصات والمواقع الثقافية على شبكة الويب مثل منصة «عين».
ويبقى المتطلب الثالث والمهم لازدهار الإعلام الثقافي، وهو وجود قاعدة جماهيرية قادرة على استهلاك المنتج الثقافي الذي تقدمه وسائل الإعلام العامة والمتخصصة في المجال الثقافي. وهنا قد يحق للبعض التساؤل عن مدى إقبال الجمهور على المحتوى الإعلامي الثقافي في ظل سيطرة المنصات الإعلامية الجديدة على اهتمامات الجمهور، وتراجع الثقافة بوجه عام في المجتمعات الحديثة. ولعل هذا ما يحتاج إلى مزيد من الاهتمام بدراسات الجمهور في سلطنة عمان لتحديد استخداماته من وسائل الإعلام الثقافي، ودوافع تلك الاستخدامات والعوامل المؤثرة فيها بالإضافة إلى الإشباعات التي تحققها له.
ربما لا نحتاج إلى مزيد من الأدلة التي تؤكد وجود إعلام ثقافي في سلطنة عمان قادر إذا توافرت له الإمكانات، على إثراء الواقع والتعبير عن الفعل الثقافي في سلطنة عمان، ونقله إلى الجمهور الداخلي والخارجي، والوصول بالرسالة الثقافية العُمانية إلى العالم كله، لكننا نحتاج بالفعل إلى المزيد من البحوث التي تضع هذا الإعلام موضع التقويم العلمي الرصين.
أ.د. حسني نصر كاتب مصري وأستاذ في قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس
لم يقتصر الحراك الثقافي الذي أحدثته استضافة مسقط للكونجرس الدولي للصحفيين على التغطيات الإعلامية الواسعة محليا وإقليميا وعالميا لحفل الافتتاح البديع والكلمات المعبرة التي ألقيت خلاله، وتأبين صحفية الجزيرة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ولا على الندوة التي نظمها قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس حول الاندماج الإعلامي في سلطنة عمان، وشارك بالحديث فيها عدد من الباحثين وطلبة الإعلام، ولا على المقالات الصحفية والبرامج التلفزيونية التي عالجت هذه التظاهرة الإعلامية والثقافية، وامتد الحراك إلى خارج حدود مركز عمان للمؤتمرات، الذي احتضن باقتدار كل هذه الأنشطة، ليصل إلى النادي الثقافي بمرتفعات القرم، الذي دشن فعالياته المباشرة وعاود أنشطته الحية بعد انقطاع كورونا، ونظم ندوة مهمة حول «الإعلام الثقافي» مساء الأربعاء الفائت، أدارها الكاتب محمد بن سيف الرحبي، وشارك فيها عدد من المثقفين والأكاديميين والمسؤولين السابقين. ربما يكون من المفيد في هذا المقال أن نلقي الضوء على واقع الإعلام الثقافي، خاصة وأن بعض حضور أمسية النادي الثقافي طرحوا سؤالا مباشرا وصعبا، لم يسمح وقت الندوة بالاستفاضة في الإجابة عنه، وهو
(هل لدينا إعلام ثقافي في سلطنة عمان؟).
واقع الأمر أن كل ما تنشره وتبثه وسائل الإعلام بكل أنواعها يمكن اعتباره «ثقافة»، كونه يمثل معرفة جديدة أو تأكيدا لمعارف قائمة لدي الجمهور، بما في ذلك الأخبار والتقارير عن الأحداث اليومية. ويتدرج مفهوم الثقافة من المعارف العامة إلى المعارف المتخصصة في مجال محدد من مجالات العلوم والحياة، ثم إلى المعتقدات والقيم والعادات والتقاليد والفكر والتراث الوطني والإنساني بوجه عام.
في هذا الإطار فإن مفهوم الإعلام الثقافي يتسع ليشمل كل المحتوى الإعلامي، ولا يقتصر كما يصوره البعض على المضمون المتخصص في المعرفة والفكر والأدب والعلوم.
وهناك اتفاق بين الباحثين في الاتصال على الوظيفة التثقيفية لوسائل الإعلام التي لا تقل أهمية عن الوظائف الأخرى الإخبارية والتفسيرية والتسويقية والترفيهية بالنسبة للأفراد، ودور تلك الوسائل سواء التقليدية منها أو الجديدة، على مستوى المجتمعات، في إحداث التراكم الثقافي في المجتمع على المدى الطويل، ونقل التراث الثقافي بين الأجيال، وربط أجزاء المجتمع ثقافيا.
وعلى نفس المنوال فإن أحد أهم تأثيرات وسائل الإعلام هو ما اصطلح على تسميته بالتأثير التراكمي طويل المدى على ثقافة المجتمع، والذي يؤكد أن تأثيرات الرسالة الإعلامية على الفرد قد تكون تأثيرات ضئيلة، ولكن هذه التأثيرات الضئيلة تتراكم بمرور الوقت. وتتضح هذه التأثيرات في تزايد عدد الأشخاص الذين يعدلون أو يغيرون معارفهم ومعتقداتهم وفهمهم للأمور واتجاهاتهم نحو الأحداث أو القضايا التي تركز وسائل الإعلام على تقديمها. وعندما يحدث ذلك فإن تغيرا واضحا يحدث في اتجاهات ومعتقدات الأفراد على المدى الطويل. ويحدث التأثير المتراكم طويل المدى في المجتمع عندما يتبنى أفراد المجتمع أنماطا جديدة من التفكير والثقافة، وطرقا جديدة لحل مشكلة أو مشكلات قديمة أو طريقة محددة للاعتقاد والسلوك.
بالعودة إلى السؤال الذي طرحته ندوة «الإعلام الثقافي» يصبح من البديهي القول إن كل الإعلام العُماني هو إعلام ثقافي طالما أنه يسهم في نشر المعرفة والثقافة في المجتمع، ويقوم بوظائفه في نقل التراث الثقافي بين الأجيال، ويربط الثقافات الفرعية في الولايات والمحافظات بالثقافة العامة للمجتمع، بالإضافة إلى نقل وتوزيع الثقافة الوطنية على الآخر المختلف ثقافيا عبر وسائل الإعلام العابرة للوطنية، وما أكثرها الآن، مثل البث الإذاعي والتلفزيوني الفضائي، والمواقع الإلكترونية، وشبكات التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الهواتف الذكية.
لا يعني استخدام التعريف الواسع للثقافة، ومن ثم التعريف الواسع للإعلام الثقافي تجاهل الإعلام الثقافي المتخصص، الذي يتصدر المشهد ويكون في الغالب هو المقصود عندما يتساءل البعض عن حضور أو عدم حضور إعلام ثقافي في دولة ما مثل سلطنة عُمان. والواقع أن هذا الإعلام يشهد ازدهارا عالميا نتيجة تنوع وتعدد منصات نشره سواء من خلال تكنولوجيا الطباعة أو من خلال تكنولوجيا الأقمار الصناعية، أو تكنولوجيا الإنترنت. وأصبح بالإمكان نشر المنتج الثقافي للدولة في جميع أنحاء العالم بضغطة زر واحدة، ولم تعد الحدود الجغرافية تقف عائقا أمام التبادل الثقافي بين الدول عبر وسائل الإعلام. ومع ذلك فإن لهذا الإعلام متطلبات يجب توافرها ليكون قادرا على المساهمة بفعالية، سواء في تعزيز التراث الثقافي الوطني أو في تعريف العالم بثقافتنا.
ولحسن الحظ تتوافر لدى سلطنة عُمان غالبية تلك المتطلبات، وأولها وجود قاعدة بشرية منتجة للثقافة تضم المفكرين والكتاب والأدباء والمبدعين بوجه عام. ويمكن القول إن تلك القاعدة قادرة على إنتاج الثقافة أصبحت متوافرة إلى حد كبير في سلطنة عمان وغيرها من الدول العربية نتيجة النهضة التعليمية التي شهدتها وما زالت طوال العقود الفائتة، والتي أنتجت لنا كما كبيرا من المبدعين في مجالات الثقافة، يمثلون إضافة كمية ونوعية مهمة إلى الرصيد العربي المتجدد من نظرائهم الذين يثرون الساحات الثقافية في مختلف الدول العربية. وتحتاج تلك القاعدة إلى نوافذ ومنصات تنشر من خلالها إبداعاتها الثقافية، وحركة نقدية تواكبها بالمتابعة والتصويب.
ويتمثل المتطلب الثاني لازدهار الإعلام الثقافي في الدولة وجود وسائل ومنصات إعلامية قادرة على حمل الرسائل الثقافية سواء داخل الدولة أو خارجها. وبمفهوم الإعلام المتخصص فإن لدى سلطنة عمان وسائل إعلام ثقافية متخصصة تتمثل في الصفحات الثقافية المتخصصة في الصحف العامة، والملاحق الثقافية مثل ملحق عمان الثقافي الشهري الذي مثلت عودته إلى الصدور في نهاية يناير الماضي بعد انقطاع رد الاعتبار للإعلام الثقافي، بالإضافة إلى قناة عُمان التلفزيونية الثقافية التي انطلقت في مطلع يناير من العام 2016، وتمارس وظيفتها - في حدود الإمكانات المتاحة- في التعريف بالهوية الثقافية والإرث الحضاري العُماني، والبرامج الإذاعية ذات الطابع الثقافي التي تحرص إذاعة سلطنة عُمان على وجودها باستمرار في خريطتها البرامجية، والمنصات والمواقع الثقافية على شبكة الويب مثل منصة «عين».
ويبقى المتطلب الثالث والمهم لازدهار الإعلام الثقافي، وهو وجود قاعدة جماهيرية قادرة على استهلاك المنتج الثقافي الذي تقدمه وسائل الإعلام العامة والمتخصصة في المجال الثقافي. وهنا قد يحق للبعض التساؤل عن مدى إقبال الجمهور على المحتوى الإعلامي الثقافي في ظل سيطرة المنصات الإعلامية الجديدة على اهتمامات الجمهور، وتراجع الثقافة بوجه عام في المجتمعات الحديثة. ولعل هذا ما يحتاج إلى مزيد من الاهتمام بدراسات الجمهور في سلطنة عمان لتحديد استخداماته من وسائل الإعلام الثقافي، ودوافع تلك الاستخدامات والعوامل المؤثرة فيها بالإضافة إلى الإشباعات التي تحققها له.
ربما لا نحتاج إلى مزيد من الأدلة التي تؤكد وجود إعلام ثقافي في سلطنة عمان قادر إذا توافرت له الإمكانات، على إثراء الواقع والتعبير عن الفعل الثقافي في سلطنة عمان، ونقله إلى الجمهور الداخلي والخارجي، والوصول بالرسالة الثقافية العُمانية إلى العالم كله، لكننا نحتاج بالفعل إلى المزيد من البحوث التي تضع هذا الإعلام موضع التقويم العلمي الرصين.
أ.د. حسني نصر كاتب مصري وأستاذ في قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس