عمان اليوم

السمنة في سلطنة عمان ارتفعت بمقدار 12% خلال عقد

د أميرة الخروصية : اتباع نمط الحياة الصحي.. أفضل الحلول

2018253_228
 
2018253_228
كتبت - خالصة الشيبانية

أكدت الدكتورة أميرة بنت ناصر الخروصية اختصاصية طب سمنة بالمركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء بالمستشفى السلطاني، ارتفاع مؤشرات الإصابة بالأمراض المزمنة داخل سلطنة عمان في مقارنة بالأرقام بين عامي 2008 و2017م، حيث أوضحت المؤشرات نسبة زيادة في الأمراض المزمنة بين السكان أغلبها في السمنة التي بلغت حوالي 12% زيادة في نسبة السمنة في سلطنة عمان .

ويبلغ عدد المصابين بالسمنة حسب آخر البيانات حوالي 30% من عدد السكان، فيما يعاني 40% من السكان من ارتفاع ضغط الدم، ويبلغ عدد المصابين بالسكري ما نسبته 12% من إجمالي عدد السكان، كما أكدت على أن الأمراض المزمنة تمثل أكثر أسباب الوفاة في سلطنة عمان بنسبة تبلغ 72% من إجمالي الوفيات.

وقالت الخروصية إن السلطنة قد وضعت عدة استراتيجيات للتقليل من الإصابة بالأمراض المزمنة من ضمنها الفحص المبكر للأمراض المزمنة خاصة للفئات العمرية التي تشمل الأشخاص من 40 سنة فما فوق، والاستراتيجيات الأخرى المتمثلة في العلاج والإرشادات الطبية المستخدمة في علاج مرضى السكري، وكذلك تدريب وتأهيل الأطباء لعلاج السمنة في مختلف محافظات سلطنة عمان والفحص الطبي للسمنة، وفي جانب السمنة تحديدا عملت سلطنة عمان على العديد من الإجراءات لتوعية الناس حتى يعتمدوا على أنماط حياة وعادات غذائية صحية حسب رؤية عمان الصحية 2050 والخطط الاستراتيجية للحد من الأمراض غير المعدية، ومن بينها فرض الضرائب على المشروبات المحلاة، حيث فرضت سلطنة عمان ضريبة انتقائية بنسبة 100 % على مشروبات الطاقة و50 % على المشروبات الغازية في شهر يونيو من عام 2019، وكان هذا جزءا من مبادرة خليجية مشتركة، ووضعت سلطنة عمان خطة وطنية متكاملة ومتعددة القطاعات للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها للفترة من 2016 إلى 2025، والتي تشمل خططا لتعزيز النشاط البدني وتحسين العادات الغذائية، وتعمل سلطنة عمان على حملات وطنية لتعزيز ممارسة النشاط البدني، حيث تحتفل سلطنة عمان في شهر أكتوبر من كل عام بيوم النشاط البدني، وفيه يتم تنظيم سلسلة من الفعاليات لتعزيز أنماط الحياة الصحية وممارسة الرياضة، وتنظم سلطنة عمان حملة مستمرة على مدار العام بعنوان «الصحة تبدأ بخطوة».

التخلص من المرض المزمن

وقالت الدكتورة أميرة الخروصية إن المرض المزمن هو مرض يصاحب الشخص على المدى البعيد، وبالتالي «هل يمكن التخلص منه» حيث تعتمد إجابة هذا السؤال على حالات مختلفة، مثلا كنا نقول إن مرض السكري من النوع الثاني لا يمكن الشفاء منه، ولكن حاليا هناك فئات معينة استطاعت التغلب على مرض السكري بعد فقدان نسبة معينة من الوزن فيرجع السكري في حالة خمول أي بمعنى أنه يصبح غير نشط، ولكن هذا الشخص معرض مستقبلا لعودة مشكلة السكري، وذلك يعني أن الخطورة ما تزال موجودة لكن يمكن السيطرة عليها، وأضافت أيضا أن الأمراض المزمنة مصاحبة للشخص مدى الحياة، وبالتالي يجب التحكم بهذه الأمراض سواء كان بالعلاج الطبي أو غير الطبي المتمثل في أسلوب الحياة الصحي.

وأكدت الخروصية أن التشخيص والفحص المبكر ضروري من خلال التوجه لعيادات الصحة الأولية وقياس السكر والضغط والكوليسترول في الدم، فإذا ما ظهرت لدى الفرد مؤشرات لما قبل السكري أو ارتفاع بسيط في ضغط الدم أو أن الكوليسترول مرتفع بدرجة كبيرة هنا يكون المرض المزمن في بداياته، فالشخص هنا معرض للإصابة بالمرض المزمن ولكن دائما أسلوب الحياة الصحي هو العلاج الأول لهذه الأمراض المزمنة ويكون بالعلاج السلوكي من خلال التغذية والرياضة واتباع نمط حياة صحي مدى الحياة، لتجنب الوصول لمراحل متقدمة من المرض.

وقالت الخروصية إن تلافي حدوث المرض المزمن للأشخاص المعرضين لهذه الأمراض يعتمد على التاريخ المرضي للعائلة، فإذا كان لدى الشخص في العائلة أفراد يعانون من أمراض مثل السكري والسمنة والضغط فإن هذه الأمراض المزمنة كلها لها عوامل جينية وراثية، فالأشخاص يتناقلون الأمراض المزمنة حسب الجينات الوراثية، فإذا كان أحد الأفراد لديه ارتفاع في الكوليسترول ممكن أن يظهر في أفراد آخرين من العائلة كذلك، لذلك على الفرد اتباع أسلوب حياة صحي لتجنب حدوث المرض المزمن والفحص المبكر للكشف عن تلك الأمراض.

عوامل مؤدية لخطورة الإصابة

وعن العوامل المؤدية لخطورة الإصابة أكدت أن هذا يعود إلى التأخر في تشخيص الأمراض المزمنة مثل حالة الوصول للسمنة إلى الدرجة الثالثة بدل الدرجتين الأولى والثانية، ووصول السكري إلى مضاعفات سواء كان ذلك في شبكية العين أو في الكلى أو تأثيره على القلب، وارتفاع الكوليسترول إلى درجة تؤدي إلى حدوث نوبات قلبية أو الذبحة أو الجلطات، وهنا يعتبر أن المرض وصل لمرحلة الخطورة، وكذلك ضغط الدم ممكن أن يسبب أزمات قلبية، وفي حالة السمنة هناك مضاعفات مثل الصعوبة في الحركة وصعوبة التنفس وأمراض القلب وارتفاع نسبة الإصابة بمرض السرطان، كما يكون المريض عادة عرضة لمرض السكري، ولذلك نصحت الخروصية المصاب بالمرض المزمن بضرورة تجنب الوصول بالمرض إلى مراحل متقدمة، وبالتالي التعرض لخطورة المضاعفات المترتبة عن الإصابة بالأمراض المزمنة.

72% من إجمالي الوفيات سببه الأمراض المزمنة

الفحص المبكر وتأهيل الأطباء المتخصصين ووضع خطة متكاملة.. أهم الاستراتيجيات

فرض الضرائب على المشروبات المحلاة وحملات وطنية لتعزيز النشاط البدني