طاهر العمري: «المركزي العماني» ملتزم بتحديث القطاع والعمل جارٍ على العملة الرقمية
استراتيجيات جديدة ومنتجات مبتكرة للوصول إلى الزبائن
الثلاثاء / 29 / شوال / 1443 هـ - 15:45 - الثلاثاء 31 مايو 2022 15:45
طاهر العمري
- مؤتمر يبحث تطور الخدمات المصرفية والمالية في العصر الرقمي
أقيمت صباح اليوم أعمال النسخة السابعة من مؤتمر العصر الجديد للصيرفة، برعاية سعادة طاهر بن سالم العمري الرئيس التنفيذي للبنك المركزي العماني، وبمشاركة كبار المسؤولين التنفيذيين في القطاع المصرفي وقطاعات التمويل والاستثمار والتأمين.
استعرض المؤتمر تطورات النظام الاقتصادي المالي في ظل هذا العصر الرقمي، وكيف يمكن للبنوك أن تكون جاهزة للمستقبل من خلال اعتماد استراتيجيات جديدة، وابتكار منتجات وخدمات جديدة، والوصول إلى الزبائن عبر المنصات الرقمية، مع العمل على مكافحة المخاطر السيبرانية.
- تغيرات متسارعة
وأشار العمري في كلمته إلى مستقبل الخدمات المصرفية والمالية، مؤكدًا أن هذا القطاع يشهد تغيرات متسارعة في هذه الخدمات، حيث صاحبها تغيرات في سلوك الزبائن، وتغيرات اقتصادية، وتركيز أكثر على التغير المناخي، فضلًا عن المستجدات التكنولوجية المتسارعة. كما شهد عددًا من التطورات التكنولوجية، حيث أسهمت هذه التطورات في تغيير قطاع الخدمات المالية من حيث تقديم المنتجات وتصميمها. وقد تسارع التحول الرقمي إبان الجائحة وبشكل خاص في أنظمة الدفع والتسوية، كذلك تطورت الخدمات المصرفية عبر الزمن في سلطنة عُمان، وحتى عام 2003م، وتسارع استخدام الشيكات بدلًا من النقد. أما بحلول عام 2003م فقد تغير الحال، وبدأ إطلاق استراتيجية تحويل الأموال إلكترونيًا، وفي عام 2005 حتى 2011 تم تطبيق أنظمة المدفوعات الوطنية، ومن عام 2011 حتى 2017 تم العمل ببوابة المدفوعات للتسوق الإلكتروني، وتطبيق نظام المدفوعات عبر الهاتف النقال، وفي 2018م تم العمل بقانون المدفوعات الوطنية. أما عام 2019 أنشئت اللائحة التنفيذية لقانون المدفوعات الوطنية، كما ارتفع عدد معاملات نقاط البيع من 24 مليونًا إلى 115 مليونًا سنويًا خلال الأعوام الخمسة الماضية، وارتفع عدد معاملات التجارة الإلكترونية من 0.3 مليون في عام 2017م إلى 32 مليونًا في عام 2021م.
أما عن المبادرات الحالية فهناك البيئة التجريبية الرقابية للتكنولوجيا المالية، وكذلك العمل جارٍ على العملة الرقمية للبنك المركزي العماني، والخدمات المصرفية المفتوحة، وتوجد الكثير من التحديات التي تواجه رقمنة القطاع منها الأمن السيبراني وخسائر مالية قد يتكبدها الزبائن، والثقة في الأنظمة المالية، والاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، والاستثمار في رأس المال البشري للتغلب على تحديات الأمن السيبراني.
كما أكد سعادته على أن التطورات التقنية تؤدي إلى تعزيز الشمول المالي، وتحسين تجربة المستخدم، وتعزيز الكفاءة في الخدمات المالية، والاستجابة لاحتياجات الزبائن بشكل أفضل، والأخذ بالاعتبار مختلف الجوانب التي تؤثر على مستقبل القطاع، بحيث إن البنك المركزي العُماني ملتزم بدعم الابتكار، وتحديث القطاع المالي بما يتماشى مع ضمان الاستقرار المالي.
- تحديات الأمن السيبراني
وأضاف في تصريح خاص لـ«عُمان»: إن من أهم التحديات التي تواجه هذا التطور هو (الأمن السيبراني)، وبطبيعة الحال يجب أن يكون لدينا متابعة دائمة من هذه الناحية، ولدينا بعض المؤسسات و الحلول الرقمية التي تستخدمها كل الجهات لمواجهة أي طارئ في هذا المجال، ويوجد لدينا تعاون مع كافة الجهات المحلية أو الجهات الخارجية في آخر الحلول الموجودة لزيادة الحماية والأمن، ولقد وضعنا في حساباتنا الحماية الأمنية التي لابد أن تكون مواكبة لهذا التطور.
وعرض المؤتمر نماذج الأعمال الجديدة التي تجعل البنوك ملائمة لزبائنها للجيل القادم، وتمكنهم من ابتكار مسارات نمو جديدة وتعزيز مستوى الكفاءة في التشغيل والأداء. كما شمل تقديم عددٍ من العروض والجلسات الحوارية التي شارك فيها عدد من خبراء الصناعة من سلطنة عُمان وبقية دول مجلس التعاون الخليجي والأسواق الدولية.
وشملت الجلسات الحوارية على عددٍ من الموضوعات المهمة كالتحول الرقمي، والتكنولوجيا المالية، والذكاء الاصطناعي، والأتمتة الذكية، والمدفوعات الرقمية، والتمويل الأخضر، والخدمات المصرفية الأساسية، ونظام التشفير البيئي، والأمن السيبراني، وتجربة الزبائن الرقمية، والشمول المالي، والجيل الخامس والخدمات السحابية.
وقد شارك في المؤتمر خبراء ومسؤولون مصرفيون ومتخصصون في التكنولوجيا المالية، وخبراء التمويل والاستثمار، وخبراء التأمين والاستشاريون. كما أقيم على هامش المؤتمر حفل توزيع جوائز عُمان للصيرفة والتمويل التي تم خلالها تكريم قادة الصناعة والمؤسسات والمنتجات؛ الحلول الرئيسية في مجال الخدمات المالية الحديثة في سلطنة عُمان.
كما تضمن المؤتمر ورشة عمل حول موضوع «اعتماد الحوكمة البيئية والاجتماعية في قطاع الخدمات المصرفية والمالية والتأمين، من تقديم» عماد الفاضل، المؤسس والشريك الإداري، ESG Integrate، الإمارات العربية المتحدة.
- مذكرة تفاهم
وعلى هامش المؤتمر، وقعّت عمان داتا بارك مذكرة تفاهم مع بنك نزوى تركز على خدمات مركز البيانات، وتأتي مذكرة التفاهم هذه ترجمة لجهود بنك نزوى المستمرة في توظيف الرقمنة والابتكار؛ لتقديم خدمات مصرفية متميزة ومخصصة لزبائنه. ويتعامل البنك مع البيانات كعنصر أساسي لفهم احتياجات الزبائن، حيث استمر في الاستثمار في أنظمة إدارة البيانات؛ لتقديم حلول مبتكرة تتجاوز توقعات زبائنه؛ ومنذ تأسيسه تعاون بنك نزوى مع شركة عُمان داتا بارك لإدارة بياناته، حيث تقوم الشركة باستضافة البيانات وإدارتها مع ضمان تحقيق مستوى عالٍ من الحماية والأمان والكفاءة.
و قال المهندس مقبول الوهيبي، الرئيس التنفيذي لشركة عمان داتا بارك: لقد شكلت مشاركتنا في النسخة السابعة لمؤتمر العصر الجديد للصيرفة نقطة فارقة في مسيرة إنجازات عمان داتا بارك، وذلك لتوقيعنا لمذكرات تفاهم مهمة مع بنك نزوى في مجالات قطعنا فيها شوطًا من المهنية والاحترافية.
وأضاف الوهيبي، قائلًا: إن توقيعنا لهذه المذكرات مع بنك نزوى يعزز دورنا في الإسهام الفاعل في تحقيق التحول الرقمي الآمن بمجال الصيرفة والخدمات المالية في سلطنة عُمان، وذلك في عالم يتجه نحو الاستفادة القصوى من خدمات الذكاء الاصطناعي بمختلف المجالات.
من جانبه قال خالد الكايد، الرئيس التنفيذي لبنك نزوى: نحن سعداء بشراكتنا مع عمان داتا بارك في مجالات التقنية المتطورة التي ستسهم في انسيابية تدفق البيانات وضمان حمايتها لما تتميز به عمان داتا بارك من تخصصية في مجال صون البيانات والخدمات المدارة، وباعتبارنا أول بنك إسلامي بسلطنة عُمان، فقد حرصنا في بنك نزوى على ريادتنا بمختلف مجالات عملنا المصرفي، وذلك عبر مواكبتنا لأحدث تطورات تكنولوجيا العمل المصرفي بما في ذلك سعينا للاستفادة من خدمات الذكاء الاصطناعي وخدمات مراكز البيانات. وبلا شك فإن مواكبتنا لتقنيات الذكاء الاصطناعي سوف تسهم في تعزيز خدماتنا المصرفية للأفراد والشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وخدمات العمليات المصرفية الدولية للأسواق والأعمال المصرفية الاستثمارية.
وقد سلّط المؤتمر الضوء على التحديات والفرص في تبني التحول الرقمي بوتيرة أسرع وعلى عملية تحول النظام البيئي للخدمات المالية في ظل تغييرات اللوائح المنظمة، واحتياجات المستهلكين الناشئة والتكنولوجيا المالية سريعة التغير، وأهمية إدارة التوازن بين توقعات المساهمين والأجندة الوطنية، وكيفية التغلب على تهديدات نمو الأعمال، وفرص التعاون بين البنوك والتكنولوجيا المالية والهيئات التنظيمية؛ لأجل تلبية الالتزامات والامتثال للقوانين.
شارك في المؤتمر عدد من المتحدثين في المجالات المصرفية والمالية بينهم: مجاهد الزدجالي مدير عام تقنية المعلومات والعمليات في بنك نزوى، وعلي حسن موسى الرئيس التنفيذي لجمعية المصارف العمانية، وبدر الشنفري الرئيس التنفيذي للعمليات لدى أومينفيست، وإيوان جون ماكليود الرئيس التنفيذي للتحول الرقمي لدى بنك صحارالدولي، وبحضور نخبة من المصرفيين والمتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات.