عمان اليوم

ضلكوت أرض الطبيعة البكر وموطن أشجار الكاذي العطرية

نقوش أثرية على جدران الكهوف ومياه ينابيع منحدرة من جبل القمر

 
حماية شجرة التبلدي بولاية ضلكوت من خطر الانقراض

تعد ولاية ضلكوت إحدى الولايات المتميزة بمحافظة ظفار والشهيرة بجمال طبيعتها البكروتعدد مناظرها الرائعة، وهي تقع في الركن الغربي من محافظة ظفار وتتصل شرقا بولاية رخيوت، وغربا بحدود سلطنة عمان مع الجمهورية اليمنية عبر المنفذ البري منفذ صرفيت الذي يعد منفذا نشطا في حركة المسافرين بين البلدين برا، ويبعد مركز الولاية عن مدينة صلالة 160 كيلومترا، وقديما كان لها حضور في حركة التبادل التجاري لتوسط موقعها وقربها من المدن الساحلية في سلطنة عمان، وتمتاز ضلكوت بتوافر اللقى الأثرية والنقوش المكتشفة على جدران الكهوف ما يدلل على عمق الولاية الحضاري والتاريخي، والزائر لهذه الولاية يستمتع ببهاء المكان وما يحويه من طبيعة خلابة، كما تتعدد في الولاية الأعمال الحرفية والمنتوجات الزراعية علاوة على طقسها المعتدل على مدار العام ناهيك عن أشجارها النادرة العطرية الشهيرة مثل أشجار الكاذي وغيرها.

في العصور القديمة

بحكم موقع ولاية ضلكوت الجغرافي الخاص، كانت ضلكوت في العصور القديمة محطة للقوافل التجارية وبندر للسفن القادمة والعابرة للتزود باحتياجاتها وللمتاجرة مع المنطقة من الدول المجاورة من الخليج ومن المدن الساحلية العمانية الأخرى وغيرها والتي تحمل ما تنتجه المنطقة من اللبان والجلود والحبوب متجهة إلى اليمن، ثم تعود تلك القوافل مرة أخرى مرورا بضلكوت أيضا حاملة سلع أخرى.

أما ولاية ضلكوت بشكل خاص، فقد كان لها تجارتها البحرية مع دول الخليج واليمن والهند، حيث يصدر سكانها قديم إنتاجها من الجلود والعسل واللبان والسمن البلدي والصبار والزراعات الموسمية، ويستوردون سلع غذائية أخرى مثل السكر والشاي والأرز والملابس والبهارات.

مواقع أثرية وطبيعية

يوجد في ولاية ضلكوت مسجد قديم تم بناؤه قبل حوالي 350 عاما كما يوجد بقايا جدران مقبرة مسورة في خيرفوت. وتتميز الولاية بتضاريسها التي تجمع بين مرتفعات الجبال الخضراء من جانب وقربها من الشواطئ البحرية المطلة على بحر العرب من جانب آخر - كما يوجد بها العديد من العيون الطبيعية المنحدرة من باطن الأودية في جبل القمر إضافة إلى العديد من الكهوف والمغارات الطبيعية والتي كانت قديما ملجأ للإنسان والحيوان في مواجهة تقلبات الطقس وأصبحت الآن ومعها العيون والشواطئ والجبال الخضراء من المعالم السياحية للولاية. أهم الكهوف: (شيساع - مشلول - اصبـير) ويوجد على جدرانها بعض النقوش الأثرية.

حرف وفنون

يعتمد السكان في ولاية ضلكوت على عدد من الحرف والصناعات أهمها الرعي وتربية الماشية وصيد الأسماك والشارخة واستخراج العسل وبعض الزراعات الموسمية - خلال موسم الخريف - وهي زراعات تعتمد على الأمطار مثل: الذرة والخيار والجزر، وهناك صناعة مشتقات الألبان والجلود والفخار.

وتزخر الفنون التقليدية بالعديد من الألوان الشعرية والغنائية وبأنواع مختلفة من الرقصات في كل مناطق وولايات محافظة ظفار ومنها بالطبع ولاية ضلكوت التي تشارك سنويا في فعاليات مهرجان صلالة السياحي بعدة أنواع من هذه الفنون التي تماثل فيها غيرها من ولايات المحافظة مثل الهبوت والنانا والدبرارات وغيرها وهي من الفنون المحببة التي تمتاز بطابعها وخصوصيتها التي تعبر عن المكان حيث الألحان التي تميز مناطق الغرب في محافظة ظفار عن الوسط والشرق.

الحفاظ على أشجار الكاذي

تعتبر ولاية ضلكوت وتحديدا نيابة خضرفي المنطقة الوحيدة في محافظة ظفار وربما السلطنة التي تنمو فيها أشجار الكاذي العطرية طبيعيا حيث كانت تلك الأشجار توجد بأعداد كبيرة في الماضي وبمرور الزمن بدأت تقل أعدادها تدريجيا نظرا للرعي الجائر وزيادة أعداد الحيوانات بالمنطقة، وكادت هذه الشجرة النادرة أن تنقرض حيث أصبحت أعدادها تعد على أصابع اليد الواحدة مما استدعى التدخل للحفاظ على هذه الأشجار وإكثارها ونشرها وقد ساهمت جامعة السلطان قابوس في هذا المشروع في السنوات الماضية من خلال البحث العملي وهذه الأشجار حاليا تحت الحماية.

التبلدي العملاقة

كما توجد في ولاية ضلكوت شجرة عملاقة ونادرة تسمى شجرة التبلدي ويقصدها السياح لأخذ الصور التذكارية بجانبها وتنفذ الحكومة مشروع حماية شجرة التبلدي بولاية ضلكوت من خطر الانقراض كونها الشجرة الوحيدة خارج المجموعة التي توجد في نيابة طوي أعتير بولاية مرباط، واشتمل المشروع على عمل سياج حول الشجرة لحمايتها وتأهيل المنطقة المحيطة وجعلها من مواقع المشاهدة بالإضافة إلى وضع لوحة تعريفية عن الشجرة.

كما تقوم الحكومة بجهود مستمرة في مجال حماية وتأهيل أشجار التبلدي في محافظة ظفار وإعادة زراعتها في عدد من المشاتل الزراعية في المحافظة بهدف صونها وحمايتها من أخطار الانقراض.

إرشادات مهمة

معظم القاطنين في ولاية ضلكوت وما يحيط بها من قرى يتكلمون اللغة الجبالية ويوجد في ولاية ضلكوت فندق للإيجار اليومي والشهري بالإضافة إلى إن جو الولاية يتميز بكونه معتدلا حتى في غير موسم الخريف.

ويفضل الذهاب لزيارة الولاية منذ الصباح الباكر حتى تستطيع العودة عصرا أو قبل أذان المغرب ولبعد المسافة ووعورة الطريق إليها يفضل أن تسلك الطريق المؤدي إلى منطقة المغسيل ويفضل أيضا أن تقوم بتعبئة السيارة بالوقود من محطة المغسيل، وتواصل الطريق حتى تصل إلى- عقبة قيشان- وهو طريق جبلي متعرج كالثعبان ويجب عليك فيه أخذ الحيطة والحذر عند القيادة ويعتمد الطريق على اللوحات الإرشادية حتى تصل إلى ضلكوت ويجب توخي الحذر خلال رحلتك إلى ضلكوت من الحيوانات الموجودة بكثرة على الطريق الرئيسي من المغسيل إلى ولاية ضلكوت مرورا بولاية رخيوت مثل الأبقار والجمال ويجب الحذر أكثر من الجمال خاصة في لليل فهناك الكثير من الحوادث التي أزهقت أرواحا بسبب الاصطدام بالجمال.

الخدمات الصحية والتعليم

أولت الحكومة اهتماما كبيرا بالخدمات الصحية لتقديم الرعاية الصحية للمواطن العماني أينما وجد، ففي ضلكوت يوجد مركز صحي يشمل العديد من التخصصات المهمة كتشخيص العلاج والوقاية من الأمراض ، ويوجد بالمركز طبيب عام وهيئة تمريض ومختبر وصيدلية وغرفة للولادة وغرفة للأشعة وعدد ثلاث غرف للملاحظة وسيارة إسعاف، كذلك يقوم فريق طبي للأسنان بزيارة شهرية للولاية ليؤدي الخدمات المتعلقة بهذا الجانب للمواطنين وطلاب المدارس ويرشدهم إلى العادات السليمة التي تحافظ على صحتهم ، كما يوجد مركز صحي بنيابة خضرفي ليكون مكملا لمركز صحي ضلكوت في تقديم الرعاية الصحية.

أما في مجال التعليم فقد نال كثير من أبناء الولاية نصيبهم من التعليم وأصبحوا قادرين على المشاركة في مسيرة التقدم والبناء على أرض عمان في مختلف مجالات العمل والإنتاج ففي المراكز الإدارية توجد مدرستان إحداهما ثانوية في ضلكوت والأخرى إعدادية في خضرفي ومع ازدياد عدد السكان تم إنشاء مدرستين للتعليم الأساسي في دحق وحفوف، بالإضافة إلى مدرسة ثانوية للبنات في الولاية، وقد تم تزويدها بأحدث الوسائل التعليمية في مجال المختبرات المدرسية ومكتبة، إضافة إلى افتتاح العديد من مراكز محو الأمية بالولاية.

خدمات الطرق

يعتبر قطاع الطرق من أهم عناصر البنية الأساسية اللازمة لإحداث التنمية الاقتصادية كما أنها ضرورية للنشاط التجاري وتسهيل حركة انتقال المواطنين بين الولايات بسهولة ويسر فقد اهتمت الحكومة بربط الولاية بشبكة طرق حديثة بمدينة صلالة بالإضافة إلى شبكة طرق داخلية معبدة وكما يوجد طرق ممهدة لجميع القرى والمناطق في الولاية، ومن أهم الطرق المعبدة في الولاية طريق (أرجوت واشخريت وحفوف) وطريق (حموت وخضرفي) وقد اختصرت هذه الطرق الكثير من المسافات ووفرت على المواطنين والزائرين الكثير من الجهد والوقت.