عمان اليوم

ما العمر المناسب لامتلاك الهاتف الذكي لدى المراهقين ؟

أخصائي نفسي: تقف وراء تراجع المهارات الاجتماعية وتسبب التوتر والقلق

 
أصبحت مسألة امتلاك الأطفال والمراهقين أجهزة هواتف ذكية خاصة بهم أمرا مخيفا بعض الشيء، وخاصة للآباء الذين يحيطون أطفالهم بسياج منيع من الحماية والنصائح اليومية، وذلك خوفا عليهم من الاستغلال، والإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي، والتأثير على التحصيل الدراسي.

«عمان» سلطت الضوء على آراء أولياء الأمور حول العمر المناسب لاقتناء الهواتف الذكية للمراهقين، بما يساهم في حماية المراهق وتجنيبه التبعات من وراء امتلاك الهواتف الذكية والوقوع تحت تأثيرها بما لها من أضرار مختلفة.

يقول محمد بن ناصر المنذري: إن امتلاك المراهق لهاتفه المحمول قد يعود عليه بالنفع من حيث سهولة الاتصال والمتابعة وفتح آفاق المراهق في اكتشاف العالم وزيادة حصيلته المعرفية، ولكن لابد من وضع شروط معينة قبل السماح بهذا الأمر بحيث يتم إلزامه بقواعد لا ينبغي تجاوزها، سواء كان المراهق لديه هاتف محمول أو جهاز حاسوب شخصي «لابتوب»، فامتلاك الجهاز المحمول الخاص يجب أن تقترن به الكثير من المسؤوليات الواجب مراعاتها، وشخصيا أرى أن سن 18 سنة مناسب جدا في الحصول على الهاتف الذكي، حيث إن هذا العمر يعد فاصلا بين الحياة المدرسية والجامعية مع التشديد والمراقبة الجيدة من قبل الأهل في اختيار القيم والعناوين التي يتم التعامل معها.

الكثير من المخاطر

أضافت فاطمة بنت حمد المعمرية: إن العمر المناسب لامتلاك أبنائي الهاتف الذكي هو 18 سنة بعد إنهائهم مرحلة التعليم المدرسي، وذلك لعدة أسباب أهمها حمايتهم من التعرض للمخاطر، فقد يتعرض الطفل المراهق للاستغلال الجنسي ومشاهد العنف، والتنمر، والتعلق الشديد بالحياة الافتراضية وتهميش الحياة الأسرية والاجتماعية، والهاتف الذكي يحوي الكثير من المخاطر ويجب أن نضع في اعتبارنا العديد من النقاط المهمة قبل إعطائه الهاتف من مثل فهم محتوى الرسائل النصية وضوابط النشر عبر منصات التواصل الاجتماعي؟ وعدم الاستجابة لرسائل الغرباء والمبادرة بالتواصل مع أشخاص غير معروفين لديه

كما ينبغي الوقوف على مدى تغير مزاجه لدى استقباله رسالة مزعجة من شخص مجهول على منصات التواصل الاجتماعي؟

ذكاء ومهارات

وبينت موزة بنت فارس الزدجالية أن المراهقين لديهم ذكاء ومهارات مذهلة في استخدام الأجهزة الإلكترونية، وهذا قد يمثل عامل خطورة بالنسبة لهم في حال سارت الأمور في الاتجاه الخاطئ لذلك لا تعطهم فرصة لإقناعك بالعكس، وشخصيا أرى أن عمر 11 أو 12 سنة غير مناسب إطلاقا لإعطاء الطفل الهاتف الذكي، وفي حالة إعطاء المراهق الهاتف يجب التأكد من أنك تعرف ما هي التطبيقات التي تم تحميلها؟ وكيف يستخدمها؟ ومن المهم معرفة كيفية حفظ الصور والنصوص ورسائل البريد الإلكتروني، لذلك عند إجراء عمليات البحث المفاجئة للهاتف عليك أن تعرف بالضبط ما الذي تبحث عنه كنوع من المراقبة غير المباشرة.

اختراق الخصوصية

وذكر أحمد بن عبدالله الرواحي أن حمل المراهق للهاتف المحمول في سن أقل من 18 عاما، يجعله متحررا في التقاط الصور واستقبالها سواء كانت صورا شخصية أو صورا لأفراد العائلة ومن الممكن أن يسبب هذا الأمر العديد من المشاكل، لذا فإن الجلوس مع الطفل المراهق أمر ضروري لمناقشة ما يجب نشره من عدمه على شبكات التواصل الاجتماعي، وتحذيره بأن هنالك بعض الصور والفيديوهات الشخصية لا مكان لها على هذه الشبكات، وهل أنه في حاجة إلى الهاتف حقا؟ إذا كان لا يبتعد كثيرا عن أهله ويقضي وقته بين جوانب المنزل ووسط أسرته.

شخصية انطوائية

يؤكد طلال بن محمود المزروعي أن للهواتف المحمولة سلبيات كثيرة في سن المراهقة دون سن 18، كونها تؤدي إلى بقاء المراهق ملازما للهاتف المحمول مما يتسبب في فجوة وفراغ بينه وبين والديه وأشقائه والمقربين منه، وتصبح لديه نظرة تشاؤمية، لا يدركها في هذه المرحلة العمرية بالذات، إلا حينما تتراكم هذه الترسبات وتتسبب لاحقا في بناء شخصية هشة وانطوائية، حيث تلعب الهواتف المحمولة لدى بعض المراهقين دور المربي بصورة غير مباشرة، وبالتالي نجد أنها تؤثر في نموهم وعواطفهم وأفكارهم على المدى بعيد، بالإضافة إلى أن هذا الأمر يؤثر على القدرات العقلية للمراهق، بالحصول على المعلومات بسهوله دون بذل جهد يذكر.

اكتئاب وقلق

وفي السياق ذاته قال الدكتور هلال بن عبدالله الخروصي أخصائي إرشاد نفسي: إنه ينبغي حماية المراهقين من الأجهزة الإلكترونية وخاصة الهواتف الذكية، حيث يفضل أن لا يعطى له الهاتف المحمول إلا بعد إنهائه للمراحل الدراسية أي بعمر 18 عاما، لكونها تسهم في تدمير 3 صفات أساسية وهي التذكر، والانتباه، والتركيز. كما أنه لابد من الانتباه لحياة المراهق التي يجب أن تتمحور حول التحصيل الدراسي والتفوق في المدرسة، والهواتف الذكية تسبب تراجعا في المهارات الاجتماعية لدى المراهق، حيث تجده يأخذ وقتا أطول للدخول إلى عالم الكبار من ناحية تحمل المسؤولية بسبب غرقه في العالم الافتراضي وانشغاله بالأنشطة المختلفة على الإنترنت (أونلاين)، وأيضا تتيح فرصة للشعور بالعزلة الشديدة عن الأصدقاء والعائلة وعدم الشعور بالراحة إلا مع الهاتف الذكي، مما يسبب مشاكل في الصحة العقلية والنفسية مثل الاكتئاب والقلق.