التنمر بين الأشقاء .. ديدن الأطفال والمراهقين ولابد من التدخل الإيجابي للوالدين
التمييزبين الأبناء واستخدام العنف أبرز أسباب تفشي المشكلة
الجمعة / 11 / شوال / 1443 هـ - 20:13 - الجمعة 13 مايو 2022 20:13
أمهات: بث روح المحبة والألفة بين الأشقاء وتجنيبهم المواقف التي تجعلهم يتشاجرون
أخصائيون: يجب تشجيعهم على التفريغ الانفعالي من خلال ممارسة الرياضة أوأنشطة أخرى
أصبح التنمر أحد أشكال الإساءة والإيذاء المتعمّد بين شخص وآخر، أو مجموعةٍ من الأشخاص من قِبل أشخاص يسئيون السلطة أو يُمارسون قوتهم على من يشعرون بأنّهم غير قادرين على مواجهتهم، ويأخذ هذا التنمرأشكالا ما بين إساءة لفظية، أو جسدية، أو نفسية، أو عاطفية، مما ينعكس سلباً على سلوك الفرد في عزلته أو عند رجوعه للمنزل، وقد أكدت مجموعة من الأمهات أن أسلوب الضرب ليس الطريقة المثلى لردع ظاهرة التنمر بين الاشقاء، ولوقف ذلك لابد من معالجة التنمر بعد معرفة السبب، ويقع على الآباء والأمهات مسؤولية معاملة أبنائهم بطريقة مناسبة وعدم التميز والتفرقة بينهم، وبث روح المحبة والألفة بين الأشقاء.
ولمعرفة أسباب وأنواع وسلبيات التنمر في مجتمعاتنا استطلعت 'عمان' مجموعة من الأمهات والاختصاصيين للوقوف على هذه الظاهرة وكيفية التصرف مع الأبناء المتعرضين للتنمر، ومعرفة أسباب التنمر وطرق علاجها وكيف يمكن معرفة اذا تعرض الإبن للتنمر وما دور أولياء الأمور في ذلك؟.
حيث تروي إحدى الامهات طريقة تعاملها مع التنمر بين أطفالها ، وتقول كثير ما تحدث ملاسنات بين أطفالي بالكلام وليس العراك بالايدي ، واغلب ملاسناتهم لفظية بحيث لا تتعدى الالفاظ السيئة، واستخدم معهم أسلوب المنع، اي بمنعهم من الاشياء التي يحبونها وبالاخص الاجهزة الالكترونية او منعهم من الذهاب الى المطاعم والمولات التجارية، واتخذ هذا الاسلوب معهم بدلا من الضرب لاني لا احبذ ابدا استخدام أسلوب الضرب لانه قد يولد بينهم نوعا من الكراهية فيما بينهم او التحفز لطرف عن الطرف الاخر. بالإضافة الى الجلوس معهم ومعرفة ما بداخلهم وإصلاحه واغرس فيهم الحرص على محبة بعضهم بعض منذ الصغر.
بينما تحكي أم لاربعة أطفال قصتها مع ابنائها، وتقول احرص دائما على قضاء بعض الوقت مع ابنائي ـ، من عشر دقائق الى خمسة عشر دقيقة مثلا، ومع كل طفل منفردا، حتى يتعلموا الابناء ان العراك وضرب بعضهم البعض ليس مقبولا مع جعل كل طفل يجلس في غرفة بمفرده حتى يهدوا بعض الشيء وبعد ذلك اتحدث مع كل طفل على انفراد لمحاولة معرفة اسباب الخلاف بينهم، ثم اجمعهم جميعا حتى يتصالحوا ، وان لا يحمل كلا منهما حقدا في قلبه على الاخر، واتخذ هذا الاسلوب دائما وهو إبعادهم عن بعضهم البعض مع محاولة تجنب المواقف التي قد تكون سببا في جعلهم يتشاجرون.
شرارة التنمر
ومن أسباب التنمر بين الأشقاء تقول الدكتورة منال بنت خصيب الفزارية، استاذ مشارك، بقسم علم النفس في كلية التربية ، أن الغيرة بسبب تفضيل الأم أو الأب او احدهما لأحد الأشقاء عن البقية، والحساسية بين الأشقاء بسبب تفوق أحدهما عن الأخر أو تميزه عنه بشكل من الأشكال، و التقارب بين الأعمار وخصوصا بين صغار السن بحيث لا يمنح كل طفل ما يحتاجه من الاهتمام أو الانتباه والرعاية هي أسباب تؤدي الى تنمرالشقيق على الأصغر منه، وايضا الفرق الكبير في العمر بحيث يكون أول شقيق في مرحلة المراهقة مثلا والآخر لا يزال في مرحلة الطفولة، بحيث يلجأ المراهق الى تفريغ ما لديه من طاقة (تنمر) باتجاه الشقيق الأصغر بسبب جهله بالطريقة المناسبة للتعامل، والتقليد الأعمى لما يشاهده الأشقاء في البرامج التلفزيونية أو القنوات الفضائية أو في وسائل التواصل الاجتماعي من برامج عنف وغيرها، والرغبة في حب الظهور ولفت الانتباه من خلال التنمر على بقية الأشقاء، وايضا التفريغ الإنفعالي لما يشعر به أحد الأشقاء من مشاعر بغضاء تجاه بقية الأشقاء، وفي بعض الأحيان يكون التنمر بين الأشقاء بسبب تعرض أحد الأشقاء للتنمر خارج المنزل، لذلك يقوم بالتنمر ضد أشقاءه كردة فعل للتنمر الذي تعرض اليه.
تلاحم الأخوة
ومن أجل وقف التنمرالمؤذي بين الأشقاء ، ذكرت الدكتورة منال لابد من التعرف على السبب الرئيسي للتنمر بين الأشقاء من أجل معالجته، ومعاملة الآباء والأمهات لأبنائهم بطريقة مناسبة بحيث يتم عدم تمييز أحدهما على الآخر، وتنمية روح المحبة والألفة بين الأشقاء، ومراقبة ومتابعة ما يشاهده الأشقاء من برامج تلفزيونية وغيرها، ولابد من إعطاء فرصة للأشقاء للتعبير عن مشاعرهم بطرق تربوية مناسبة، وتشجيع الأشقاء لبعضهم البعض، وفتح قنوات الحوار والمناقشة مع الأشقاء من أجل الوقوف على احتياجاتهم، وتعليم الأشقاء أهمية القيم الأخلاقية من الإحترام والتقدير وغيرها، وإشراك الأخوة في أنشطة أو مسؤوليات اجتماعية والتي من الممكن أن تقربهم من بعض والتي قد تخلق التعاون والمشاركة والاهتمام فيما بينهم، ولرفع ونشر الوعي بين أفراد الأسرة وخاصة الأبناء عن التنمر وآثاره السلبية أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وضرورة الإهتمام بتوجيه الطلبة في المدرسة وإرشادهم لأهمية التواصل الإيجابي بين بعضهم.
نتائج التنمر
وتطرقت الدكتورة منال إلى الاثار المترتبة على التنمر بين الأشقاء ، ومنها فقدان الشعور بالراحة والطمأنينة في الأسرة، وبث مشاعر الكراهية والتباغض بين الأشقاء، وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي لدى الشقيق الذي تعرض للتنمر من قبل شقيقه (الضحية) و شعوره بنقص الثقة بالنفس، وايضا من الآثارهي مشاهدة أشقاء آخرون لموقف التنمر الذي ينعكس عليهم بطريقة سلبية بحيث من الممكن أن يقلدوا هذا الموقف أو يوحي لهم بشعور عدم الاحترام أو التقدير للشقيق الذي تعرض للتنمر (الضحية).
ولعلاج التنمر لابد من تدخل الوالدين للحد منه، فتقول الدكتورة منال 'من خلال الإشراف والمراقبة والاهتمام لطريقة تعامل الأشقاء مع بعضهم البعض وعدم استخدام العنف معهم من أجل ابراز النموذج الإيجابي في التعامل، وتثقيف وتعليم أنفسهم بطرق التربية المناسبة والتي تنمي روح الحب والتعاون والألفة بين الأشقاء، وتثقيف أبنائهم بطرق التعامل المناسبة بين الأشقاء وأهمية تنمية القيم الأخلاقية التي تعزز الاحترام والتقدير بينهم مع تعزيز الثقة بالأطفال وتشجيعهم على التفريغ الانفعالي من خلال ممارسة الرياضة أو أية أنشطة أخرى، ووقف أي موقف تنمر يشاهده الأهل بين الأشقاء ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة للتعامل مع هذا الموقف، مع إظهار مشاعر التعاطف والاحتواء للشقيق الذي تعرض للتنمر، و ضرورة التواصل مع المؤسسات التعليمية وخاصة المدارس للتعاون مع البيت من أجل أيجاد قنوات تعاون مشترك بينهم للتعامل مع التنمر، و معرفة ومراقبة جماعات الأصدقاء وخصوصا للمراهقين، حيث أن البعض قد يتعرض للتنمر بأشكاله من قبل جماعات الأصدقاء، ولابد من مراقبة الألعاب الإلتكرونية التي يستخدمها الأبناء من أجل منع الألعاب العنيفة منها'.
أساليب التعامل
وفي كيفية التعامل الإبن في حال تعرض لتنمر، كشفت الدكتورة منال 'في حالة ملاحظة أي علامات للتنمر على الأبناء، فلابد من عمل خطة محددة مع الطفل عند تعرضه للتنمر يتم من خلالها تحديد الطرق المناسبة للتعامل مع أي موقف تنمر سواء أكان جسدي أو لفظي أو غيره، وعدم المبالغة في لوم الطفل في حالة تعرضه للتنمر ومراعاة شعوره، وبناء علاقة قوية مع الأبناء وتشجيعهم على التعبير عما في أنفسهم والحديث عن أي موقف يتعرضون فيه للتنمر سواء من قبل أحد الأشقاء أو من خارج المنزل خصوصا أن بعض الأبناء يتهربون من الحديث عن مواقف التنمر التي يتعرضون لها'.
أضافت ايضا في حالة تعرض الأبناء للتنمر في المدرسة، لابد من تشجيعهم للحديث مع معلم الفصل أو مع المرشد المدرسي أو الإخصائي الإجتماعي في المدرسة من أجل وقف التنمر وإيجاد الحلول لموضوع التنمر. وفي حالة تعرض الأبناء للتنمر في البيت من أحد الأشقاء، تشجيع الأبناء للحديث عن هذا الموضوع مع الآباء والأمهات من أجل التعامل مع هذه المواقف.
علامات التنمر
قد يتعرض الابن للتنمر ولا يبوح لذلك ، ولمعرفة انه قد تعرض لذلك ، أشارت الدكتورة منال إلى أنه قد تظهر عليه بعض الدلالات التي تدل انه تعرض للتنمر مثل الإنطواء والإنعزال، والحزن المستمر والإكتئاب والخوف، وايضا الغضب المستمر والشعور بالقلق المستمر وعدم الارتياح، وعدم الرغبة في المشاركة في اللعب مع بقية الأشقاء او الأصدقاء خصوصا مع الشقيق الذي هو مصدر التنمر، وعدم القدرة على النوم أو كوابيس، وعدم الرغبة في تناول الطعام والشعور بالضعف العام، وايضا الشعور بعدم القدرة على الحوار والحديث مع بقية الأشقاء أو التلعثم في الكلام، والبكاء المستمر والشعور بالانزعاج وعدم الرغبة في المشاركة في المناسبات الإجتماعية الخاصة بالأسرة، واذا كان مصدر التنمر هو أثناء وجود الأشقاء في المدرسة، فيرفض الطفل الرغبة في الذهاب الى المدرسة، وهذا قد يؤثر في انخفاض المستوى التحصيلي للدراسة.
تعزيز العلاقة الاخوية
وتقول فاطمة بنت سعيد الزعابية، كاتبة وباحث تربوية، 'إن تربية الأبناء من الأعباء العظيمة التي يتحملها الوالدان، وكثير منهم يشتكي ثقلها، وتأتي الخلافات بين الأخوة لتزيد الأمر سوءً، والتي تظهر في صورة مشاحنات ونزاعات لأسباب عديدة، ومهما اختلفت مظاهرها وأسبابها، فهي ترهق الوالدين وتؤدي لتوترهم، وغضبهم. وتجد قلة منهم يعي أن طبيعة العلاقة بين الأخوة وما يتخللها من شد وجذب هي حالة اعتيادية، ومن باب المسؤولية يلجأ العديد من المربين للاستشارات والإرشاد، للوصول بأبنائهم لبر الأمان، فيأخذ بزمام الأمر في السعي لتقوية وتعزيز العلاقة بين الأخوة، وفي سبيل ذلك يمكن للوالدين البدء بخلق جو مفعم بالحماس، والتفاعل، والمشاركة، وذلك من خلال تنظيم أيام للفعاليات الجماعية في المنزل، كما تضفي المسابقات الحركية المرح، وتوظف طاقاتهم باتجاهات إيجابية بعيدة عن المشاحنات. ولا يمكننا توقع انتهاء الخلافات خلال هذه الأنشطة، ولكن المهم ألا يتدخل الوالدان في كل موقف، فقد تصفو النفوس بعد حين.
وعن أساس تقوية العلاقة بين الأبناء والمساواة في المعاملة، أشارت الزعابية إلى أنه لابد من ترك مساحة من التفاعل والتي تعتبر ضرورية لنمو شخصياتهم، وفي نفس الوقت عدم تركهم دون ضوابط وقوانين، ولنجاح هذه الضوابط والقوانين فلابد أن يتم تحديد الثواب والعقاب للسلوكيات؛ مما يشكل حافزا لهم.
مضيفة وفي إطار حرص الوالدين على التربية الحسنة لأبنائهم، فهم يسعون لغرس المحبة والثقة فيما بينهم، مستخدمين في ذلك التوجيه والإرشاد والنصيحة، بينما يكون للنموذج والقدوة أثر أبقى. كذلك يتعلم الأبناء من المواقف والتجارب بصورة أفضل، وهذه المواقف تأتي مع روتين الحياة اليومي بما فيه من أحداث، وإن توظيفها بصورة صحيحة كفيل بتشكيل الوعي ومعرفة طبيعة العلاقات في الأسرة وما تتضمنه من ثقة وانسجام وتفاهم.
وأوضحت الزعابية : 'حتى تحقق الأسرة فاعليتها في المجتمع فمن الضروري أن تعمل على تمكين الأبناء من التواصل فيما بينهم، ونجد الكثير من المواقف في الحياة اليومية يمكن أن تتيح مجالا للتفاعل والإندماج، ومن بينها اللقاءات العائلية وما يدور خلالها من تفاعلات، كذلك فالأعمال اليومية الروتينية والمسؤوليات فرص أخرى لبناء قنوات للتواصل'.
أخصائيون: يجب تشجيعهم على التفريغ الانفعالي من خلال ممارسة الرياضة أوأنشطة أخرى
أصبح التنمر أحد أشكال الإساءة والإيذاء المتعمّد بين شخص وآخر، أو مجموعةٍ من الأشخاص من قِبل أشخاص يسئيون السلطة أو يُمارسون قوتهم على من يشعرون بأنّهم غير قادرين على مواجهتهم، ويأخذ هذا التنمرأشكالا ما بين إساءة لفظية، أو جسدية، أو نفسية، أو عاطفية، مما ينعكس سلباً على سلوك الفرد في عزلته أو عند رجوعه للمنزل، وقد أكدت مجموعة من الأمهات أن أسلوب الضرب ليس الطريقة المثلى لردع ظاهرة التنمر بين الاشقاء، ولوقف ذلك لابد من معالجة التنمر بعد معرفة السبب، ويقع على الآباء والأمهات مسؤولية معاملة أبنائهم بطريقة مناسبة وعدم التميز والتفرقة بينهم، وبث روح المحبة والألفة بين الأشقاء.
ولمعرفة أسباب وأنواع وسلبيات التنمر في مجتمعاتنا استطلعت 'عمان' مجموعة من الأمهات والاختصاصيين للوقوف على هذه الظاهرة وكيفية التصرف مع الأبناء المتعرضين للتنمر، ومعرفة أسباب التنمر وطرق علاجها وكيف يمكن معرفة اذا تعرض الإبن للتنمر وما دور أولياء الأمور في ذلك؟.
حيث تروي إحدى الامهات طريقة تعاملها مع التنمر بين أطفالها ، وتقول كثير ما تحدث ملاسنات بين أطفالي بالكلام وليس العراك بالايدي ، واغلب ملاسناتهم لفظية بحيث لا تتعدى الالفاظ السيئة، واستخدم معهم أسلوب المنع، اي بمنعهم من الاشياء التي يحبونها وبالاخص الاجهزة الالكترونية او منعهم من الذهاب الى المطاعم والمولات التجارية، واتخذ هذا الاسلوب معهم بدلا من الضرب لاني لا احبذ ابدا استخدام أسلوب الضرب لانه قد يولد بينهم نوعا من الكراهية فيما بينهم او التحفز لطرف عن الطرف الاخر. بالإضافة الى الجلوس معهم ومعرفة ما بداخلهم وإصلاحه واغرس فيهم الحرص على محبة بعضهم بعض منذ الصغر.
بينما تحكي أم لاربعة أطفال قصتها مع ابنائها، وتقول احرص دائما على قضاء بعض الوقت مع ابنائي ـ، من عشر دقائق الى خمسة عشر دقيقة مثلا، ومع كل طفل منفردا، حتى يتعلموا الابناء ان العراك وضرب بعضهم البعض ليس مقبولا مع جعل كل طفل يجلس في غرفة بمفرده حتى يهدوا بعض الشيء وبعد ذلك اتحدث مع كل طفل على انفراد لمحاولة معرفة اسباب الخلاف بينهم، ثم اجمعهم جميعا حتى يتصالحوا ، وان لا يحمل كلا منهما حقدا في قلبه على الاخر، واتخذ هذا الاسلوب دائما وهو إبعادهم عن بعضهم البعض مع محاولة تجنب المواقف التي قد تكون سببا في جعلهم يتشاجرون.
شرارة التنمر
ومن أسباب التنمر بين الأشقاء تقول الدكتورة منال بنت خصيب الفزارية، استاذ مشارك، بقسم علم النفس في كلية التربية ، أن الغيرة بسبب تفضيل الأم أو الأب او احدهما لأحد الأشقاء عن البقية، والحساسية بين الأشقاء بسبب تفوق أحدهما عن الأخر أو تميزه عنه بشكل من الأشكال، و التقارب بين الأعمار وخصوصا بين صغار السن بحيث لا يمنح كل طفل ما يحتاجه من الاهتمام أو الانتباه والرعاية هي أسباب تؤدي الى تنمرالشقيق على الأصغر منه، وايضا الفرق الكبير في العمر بحيث يكون أول شقيق في مرحلة المراهقة مثلا والآخر لا يزال في مرحلة الطفولة، بحيث يلجأ المراهق الى تفريغ ما لديه من طاقة (تنمر) باتجاه الشقيق الأصغر بسبب جهله بالطريقة المناسبة للتعامل، والتقليد الأعمى لما يشاهده الأشقاء في البرامج التلفزيونية أو القنوات الفضائية أو في وسائل التواصل الاجتماعي من برامج عنف وغيرها، والرغبة في حب الظهور ولفت الانتباه من خلال التنمر على بقية الأشقاء، وايضا التفريغ الإنفعالي لما يشعر به أحد الأشقاء من مشاعر بغضاء تجاه بقية الأشقاء، وفي بعض الأحيان يكون التنمر بين الأشقاء بسبب تعرض أحد الأشقاء للتنمر خارج المنزل، لذلك يقوم بالتنمر ضد أشقاءه كردة فعل للتنمر الذي تعرض اليه.
تلاحم الأخوة
ومن أجل وقف التنمرالمؤذي بين الأشقاء ، ذكرت الدكتورة منال لابد من التعرف على السبب الرئيسي للتنمر بين الأشقاء من أجل معالجته، ومعاملة الآباء والأمهات لأبنائهم بطريقة مناسبة بحيث يتم عدم تمييز أحدهما على الآخر، وتنمية روح المحبة والألفة بين الأشقاء، ومراقبة ومتابعة ما يشاهده الأشقاء من برامج تلفزيونية وغيرها، ولابد من إعطاء فرصة للأشقاء للتعبير عن مشاعرهم بطرق تربوية مناسبة، وتشجيع الأشقاء لبعضهم البعض، وفتح قنوات الحوار والمناقشة مع الأشقاء من أجل الوقوف على احتياجاتهم، وتعليم الأشقاء أهمية القيم الأخلاقية من الإحترام والتقدير وغيرها، وإشراك الأخوة في أنشطة أو مسؤوليات اجتماعية والتي من الممكن أن تقربهم من بعض والتي قد تخلق التعاون والمشاركة والاهتمام فيما بينهم، ولرفع ونشر الوعي بين أفراد الأسرة وخاصة الأبناء عن التنمر وآثاره السلبية أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وضرورة الإهتمام بتوجيه الطلبة في المدرسة وإرشادهم لأهمية التواصل الإيجابي بين بعضهم.
نتائج التنمر
وتطرقت الدكتورة منال إلى الاثار المترتبة على التنمر بين الأشقاء ، ومنها فقدان الشعور بالراحة والطمأنينة في الأسرة، وبث مشاعر الكراهية والتباغض بين الأشقاء، وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي لدى الشقيق الذي تعرض للتنمر من قبل شقيقه (الضحية) و شعوره بنقص الثقة بالنفس، وايضا من الآثارهي مشاهدة أشقاء آخرون لموقف التنمر الذي ينعكس عليهم بطريقة سلبية بحيث من الممكن أن يقلدوا هذا الموقف أو يوحي لهم بشعور عدم الاحترام أو التقدير للشقيق الذي تعرض للتنمر (الضحية).
ولعلاج التنمر لابد من تدخل الوالدين للحد منه، فتقول الدكتورة منال 'من خلال الإشراف والمراقبة والاهتمام لطريقة تعامل الأشقاء مع بعضهم البعض وعدم استخدام العنف معهم من أجل ابراز النموذج الإيجابي في التعامل، وتثقيف وتعليم أنفسهم بطرق التربية المناسبة والتي تنمي روح الحب والتعاون والألفة بين الأشقاء، وتثقيف أبنائهم بطرق التعامل المناسبة بين الأشقاء وأهمية تنمية القيم الأخلاقية التي تعزز الاحترام والتقدير بينهم مع تعزيز الثقة بالأطفال وتشجيعهم على التفريغ الانفعالي من خلال ممارسة الرياضة أو أية أنشطة أخرى، ووقف أي موقف تنمر يشاهده الأهل بين الأشقاء ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة للتعامل مع هذا الموقف، مع إظهار مشاعر التعاطف والاحتواء للشقيق الذي تعرض للتنمر، و ضرورة التواصل مع المؤسسات التعليمية وخاصة المدارس للتعاون مع البيت من أجل أيجاد قنوات تعاون مشترك بينهم للتعامل مع التنمر، و معرفة ومراقبة جماعات الأصدقاء وخصوصا للمراهقين، حيث أن البعض قد يتعرض للتنمر بأشكاله من قبل جماعات الأصدقاء، ولابد من مراقبة الألعاب الإلتكرونية التي يستخدمها الأبناء من أجل منع الألعاب العنيفة منها'.
أساليب التعامل
وفي كيفية التعامل الإبن في حال تعرض لتنمر، كشفت الدكتورة منال 'في حالة ملاحظة أي علامات للتنمر على الأبناء، فلابد من عمل خطة محددة مع الطفل عند تعرضه للتنمر يتم من خلالها تحديد الطرق المناسبة للتعامل مع أي موقف تنمر سواء أكان جسدي أو لفظي أو غيره، وعدم المبالغة في لوم الطفل في حالة تعرضه للتنمر ومراعاة شعوره، وبناء علاقة قوية مع الأبناء وتشجيعهم على التعبير عما في أنفسهم والحديث عن أي موقف يتعرضون فيه للتنمر سواء من قبل أحد الأشقاء أو من خارج المنزل خصوصا أن بعض الأبناء يتهربون من الحديث عن مواقف التنمر التي يتعرضون لها'.
أضافت ايضا في حالة تعرض الأبناء للتنمر في المدرسة، لابد من تشجيعهم للحديث مع معلم الفصل أو مع المرشد المدرسي أو الإخصائي الإجتماعي في المدرسة من أجل وقف التنمر وإيجاد الحلول لموضوع التنمر. وفي حالة تعرض الأبناء للتنمر في البيت من أحد الأشقاء، تشجيع الأبناء للحديث عن هذا الموضوع مع الآباء والأمهات من أجل التعامل مع هذه المواقف.
علامات التنمر
قد يتعرض الابن للتنمر ولا يبوح لذلك ، ولمعرفة انه قد تعرض لذلك ، أشارت الدكتورة منال إلى أنه قد تظهر عليه بعض الدلالات التي تدل انه تعرض للتنمر مثل الإنطواء والإنعزال، والحزن المستمر والإكتئاب والخوف، وايضا الغضب المستمر والشعور بالقلق المستمر وعدم الارتياح، وعدم الرغبة في المشاركة في اللعب مع بقية الأشقاء او الأصدقاء خصوصا مع الشقيق الذي هو مصدر التنمر، وعدم القدرة على النوم أو كوابيس، وعدم الرغبة في تناول الطعام والشعور بالضعف العام، وايضا الشعور بعدم القدرة على الحوار والحديث مع بقية الأشقاء أو التلعثم في الكلام، والبكاء المستمر والشعور بالانزعاج وعدم الرغبة في المشاركة في المناسبات الإجتماعية الخاصة بالأسرة، واذا كان مصدر التنمر هو أثناء وجود الأشقاء في المدرسة، فيرفض الطفل الرغبة في الذهاب الى المدرسة، وهذا قد يؤثر في انخفاض المستوى التحصيلي للدراسة.
تعزيز العلاقة الاخوية
وتقول فاطمة بنت سعيد الزعابية، كاتبة وباحث تربوية، 'إن تربية الأبناء من الأعباء العظيمة التي يتحملها الوالدان، وكثير منهم يشتكي ثقلها، وتأتي الخلافات بين الأخوة لتزيد الأمر سوءً، والتي تظهر في صورة مشاحنات ونزاعات لأسباب عديدة، ومهما اختلفت مظاهرها وأسبابها، فهي ترهق الوالدين وتؤدي لتوترهم، وغضبهم. وتجد قلة منهم يعي أن طبيعة العلاقة بين الأخوة وما يتخللها من شد وجذب هي حالة اعتيادية، ومن باب المسؤولية يلجأ العديد من المربين للاستشارات والإرشاد، للوصول بأبنائهم لبر الأمان، فيأخذ بزمام الأمر في السعي لتقوية وتعزيز العلاقة بين الأخوة، وفي سبيل ذلك يمكن للوالدين البدء بخلق جو مفعم بالحماس، والتفاعل، والمشاركة، وذلك من خلال تنظيم أيام للفعاليات الجماعية في المنزل، كما تضفي المسابقات الحركية المرح، وتوظف طاقاتهم باتجاهات إيجابية بعيدة عن المشاحنات. ولا يمكننا توقع انتهاء الخلافات خلال هذه الأنشطة، ولكن المهم ألا يتدخل الوالدان في كل موقف، فقد تصفو النفوس بعد حين.
وعن أساس تقوية العلاقة بين الأبناء والمساواة في المعاملة، أشارت الزعابية إلى أنه لابد من ترك مساحة من التفاعل والتي تعتبر ضرورية لنمو شخصياتهم، وفي نفس الوقت عدم تركهم دون ضوابط وقوانين، ولنجاح هذه الضوابط والقوانين فلابد أن يتم تحديد الثواب والعقاب للسلوكيات؛ مما يشكل حافزا لهم.
مضيفة وفي إطار حرص الوالدين على التربية الحسنة لأبنائهم، فهم يسعون لغرس المحبة والثقة فيما بينهم، مستخدمين في ذلك التوجيه والإرشاد والنصيحة، بينما يكون للنموذج والقدوة أثر أبقى. كذلك يتعلم الأبناء من المواقف والتجارب بصورة أفضل، وهذه المواقف تأتي مع روتين الحياة اليومي بما فيه من أحداث، وإن توظيفها بصورة صحيحة كفيل بتشكيل الوعي ومعرفة طبيعة العلاقات في الأسرة وما تتضمنه من ثقة وانسجام وتفاهم.
وأوضحت الزعابية : 'حتى تحقق الأسرة فاعليتها في المجتمع فمن الضروري أن تعمل على تمكين الأبناء من التواصل فيما بينهم، ونجد الكثير من المواقف في الحياة اليومية يمكن أن تتيح مجالا للتفاعل والإندماج، ومن بينها اللقاءات العائلية وما يدور خلالها من تفاعلات، كذلك فالأعمال اليومية الروتينية والمسؤوليات فرص أخرى لبناء قنوات للتواصل'.