طرق لا يؤذي النافذة ـ ٢ ـ
السبت / 5 / شوال / 1443 هـ - 16:43 - السبت 7 مايو 2022 16:43
ـ مضت أيام عيد الفطر المبارك في لمح البصر وقبلها غادرنا شهر رمضان الفضيل .. أما نحن فعُدنا نواصل حياتنا بنفَسِ جديد متناسين كآبة سنتين مرتا ثقالًا بسبب جائحة كورونا البغيضة آملين في أيام قادمة قد تكون أكثر بهجة وأقل منغصات.
ـ يفتتحُ الموظف يومه الأول بعد إجازة العيد بطقس تبادل التهاني مع مسؤوليه الكبار والصغار ورؤساء المكاتب والزملاء والأحبة وإذا قُدر لأحدهم وزار بيت الله الحرام في شهر رمضان هنأه بعمرته المبرورة وسعيه المشكور وإن تيسر جلب معه بعض حلوى العيد أما العمل فملحوق عليه وإذا مر ذكر إنجاز معاملات المراجعين جاءت إجابته جاهزة : 'ما لابقه ف لحفاف'.
ـ مكنتني إجازة هذا العيد الطويلة من التجول في بعض الحارات القديمة بولايتي 'الحمراء' وبيوتها التي كانت تضج بالحياة قبل سنوات عديدة مضت ومنازل الطين التي بُنيت وسط المزارع والتي تُعرف بـ'المقايظ' وكانت دهشتي كبيرة وأنا أكتشف حقيقة مساحات هذه البيوت على الواقع وليس تلك المُخزنة في ذهن طفل تلك السنوات فهي تبدو اليوم صغيرة جدًا ومتواضعة ربما لا تتجاوز مساحة بعضها 50 مترًا كانت تسكنها أسر قد يتجاوز عددها 7 أشخاص، في تلك البيوت عاش الناس حيواتهم مستمتعين بكل تفاصيلها وكأنهم يسكنون قصورًا قُدت من ذهب أما الرجل المتوسط الدخل منا فيسكن اليوم بيت مساحته بناءه قد تتعدى الـ400 متر ويعتبر أنه ضيقًا دون الطموح متناسيًا أن صافي ما يتبقى من راتبه لا يتعدى الـ350 ريالًا وأنه يرزح تحت عبء الديون إلى أجل لا يعلمه إلا الله.
ـ عندما نتداول متندرين عبارة 'انتظر سيزدحم هاتفك آخر أيام العيد برسائل تحمل عبارات من قبيل محتاجلك في موضوع ' كإشارة إلى نفاد رواتب بعضهم وطلبه سُلفة مستعجلة فإننا إما نكون جاهلين بأحوال الناس ولا نعرف عنها شيئا وإما أننا لم نجرب طعم الفقر ولهذا نصنع من معاناة الفقراء مادة للتندر والنكتة، نعم ستردنا رسائل كهذه بعد بعد شهر رمضان والعيد لكنها لا ترد إلا من مضطر أو محتاج أو قليل حيلة، إذا ما وصلتنا مثل هذه الرسائل ما علينا إلا أن نجبر بخاطر من أرسلها 'إن تمكنا' أو نلتزم أخلاقيًا الصمت.
ـ رغم ما قد يُطرح من مخارج وحلول لمشكلة صعوبات المعيشة المتوالية تلك الناتجة عن تأثر المواطن المباشر بالأزمة الاقتصادية وبسبب تعدد الضرائب التي لم يعتد عليها وأزمة كورونا وما ألقت بها من ظلال قاتمة على مختلف جوانب الحياة إلا أنه لا مهرب من جهد شخصي حقيقي مُنظم يذهب باتجاه إعادة صياغة أسلوب الحياة هذا الجهد قوامه اللعب على خيارات الشراء والتوفير وتقليل المصاريف وتجاوز تأثير العروض والتخفيضات التي عادة ما تصنع عادات شرائية سلبية وكذلك اقتناء ما نحتاجه فقط ووفق القدرة المالية المتاحة فشراء أُضحية لعيد الفطر المبارك من قِبل سكان بعض الولايات والتي قد تكلف ممن يقع تحت هيمنة العادات والتقاليد أو 'الفشرة' 500 ريال عُماني - رغم أنها ليست واجبة شرعًا - كأضحية عيد الأضحى أمر ممكن معالجته بطرق عدة.
ـ أخيرًا .. ستصل يومًا ما إلى اكتشاف حقيقة الحياة، ستصل إلى تلك المحطة وإن متأخرًا، ستدرك أنك بحاجة ماسة لمعرفة نفسك التي 'يا للغرابة' لم تكن تعرفها حق المعرفة، ستتذكر مقولة سيدنا عُمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ الشهيرة 'اعتزل ما يؤذيك' وستشعر براحة لا حدود لها.
ـ يفتتحُ الموظف يومه الأول بعد إجازة العيد بطقس تبادل التهاني مع مسؤوليه الكبار والصغار ورؤساء المكاتب والزملاء والأحبة وإذا قُدر لأحدهم وزار بيت الله الحرام في شهر رمضان هنأه بعمرته المبرورة وسعيه المشكور وإن تيسر جلب معه بعض حلوى العيد أما العمل فملحوق عليه وإذا مر ذكر إنجاز معاملات المراجعين جاءت إجابته جاهزة : 'ما لابقه ف لحفاف'.
ـ مكنتني إجازة هذا العيد الطويلة من التجول في بعض الحارات القديمة بولايتي 'الحمراء' وبيوتها التي كانت تضج بالحياة قبل سنوات عديدة مضت ومنازل الطين التي بُنيت وسط المزارع والتي تُعرف بـ'المقايظ' وكانت دهشتي كبيرة وأنا أكتشف حقيقة مساحات هذه البيوت على الواقع وليس تلك المُخزنة في ذهن طفل تلك السنوات فهي تبدو اليوم صغيرة جدًا ومتواضعة ربما لا تتجاوز مساحة بعضها 50 مترًا كانت تسكنها أسر قد يتجاوز عددها 7 أشخاص، في تلك البيوت عاش الناس حيواتهم مستمتعين بكل تفاصيلها وكأنهم يسكنون قصورًا قُدت من ذهب أما الرجل المتوسط الدخل منا فيسكن اليوم بيت مساحته بناءه قد تتعدى الـ400 متر ويعتبر أنه ضيقًا دون الطموح متناسيًا أن صافي ما يتبقى من راتبه لا يتعدى الـ350 ريالًا وأنه يرزح تحت عبء الديون إلى أجل لا يعلمه إلا الله.
ـ عندما نتداول متندرين عبارة 'انتظر سيزدحم هاتفك آخر أيام العيد برسائل تحمل عبارات من قبيل محتاجلك في موضوع ' كإشارة إلى نفاد رواتب بعضهم وطلبه سُلفة مستعجلة فإننا إما نكون جاهلين بأحوال الناس ولا نعرف عنها شيئا وإما أننا لم نجرب طعم الفقر ولهذا نصنع من معاناة الفقراء مادة للتندر والنكتة، نعم ستردنا رسائل كهذه بعد بعد شهر رمضان والعيد لكنها لا ترد إلا من مضطر أو محتاج أو قليل حيلة، إذا ما وصلتنا مثل هذه الرسائل ما علينا إلا أن نجبر بخاطر من أرسلها 'إن تمكنا' أو نلتزم أخلاقيًا الصمت.
ـ رغم ما قد يُطرح من مخارج وحلول لمشكلة صعوبات المعيشة المتوالية تلك الناتجة عن تأثر المواطن المباشر بالأزمة الاقتصادية وبسبب تعدد الضرائب التي لم يعتد عليها وأزمة كورونا وما ألقت بها من ظلال قاتمة على مختلف جوانب الحياة إلا أنه لا مهرب من جهد شخصي حقيقي مُنظم يذهب باتجاه إعادة صياغة أسلوب الحياة هذا الجهد قوامه اللعب على خيارات الشراء والتوفير وتقليل المصاريف وتجاوز تأثير العروض والتخفيضات التي عادة ما تصنع عادات شرائية سلبية وكذلك اقتناء ما نحتاجه فقط ووفق القدرة المالية المتاحة فشراء أُضحية لعيد الفطر المبارك من قِبل سكان بعض الولايات والتي قد تكلف ممن يقع تحت هيمنة العادات والتقاليد أو 'الفشرة' 500 ريال عُماني - رغم أنها ليست واجبة شرعًا - كأضحية عيد الأضحى أمر ممكن معالجته بطرق عدة.
ـ أخيرًا .. ستصل يومًا ما إلى اكتشاف حقيقة الحياة، ستصل إلى تلك المحطة وإن متأخرًا، ستدرك أنك بحاجة ماسة لمعرفة نفسك التي 'يا للغرابة' لم تكن تعرفها حق المعرفة، ستتذكر مقولة سيدنا عُمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ الشهيرة 'اعتزل ما يؤذيك' وستشعر براحة لا حدود لها.