عمان اليوم

عالم افتراضي أفسد علاقات أسرية وزاد الفجوة الاجتماعية

هل أصبح كبار السن ضحية التكنولوجيا في العيد؟!

 
مسنون:أعيادنا اختلفت والتكنولوجيا سرقت أبناءنا وأحفادنا ولم يعد للأحاديث مكان في لقاءاتنا -

مواطنون:ضرورة تهيئة الأبناء لاستقبال العيد باللقاءات الاجتماعية وغرس قيمة التواصل الأسري -

لا نختلف على أن وسائل التواصل الاجتماعي لها فوائد عديدة حيث سمحت لنا التواصل بسهولة مع الأهل والأصدقاء في جميع أنحاء العالم، وفي الجانب الآخر لديها سلبيات منها تأثيرها على العلاقات بين أفراد الأسرة، وممكن أن تسبب الانطوائية والعزلة الاجتماعية والإدمان على الإنترنت وما تترتب عليه من عادات سيئة.

وهنا نتحدث عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات في المناسبات الاجتماعية المختلفة منها العيد، ونرى في عصرنا الحالي إدمان الشباب والأطفال على مختلف الوسائل التقنية وقضاء وقت طويل أثناء استخدامها، حيث سيطرت على علاقاتهم الاجتماعية وقللت جلوسهم مع الأهل والأقرباء في الأعياد وغيرها من المناسبات وأصبح التواصل إلكترونيا يغني عن الزيارة والجلوس مع الأهل، ولابد أن يكون هناك دور توعوي في أن وسائل التواصل الاجتماعي تعد وسيلة علمية وبحثية وثقافية ليست لهدر الوقت في رسائل لا تحمل أي مضمون سوى أنها تؤثر سلبا على الروح الاجتماعية.

قال علي بن سعيد الرمضاني: «في الآونة الأخيرة أصبح تركيز الشباب فقط هو وسائل التواصل الاجتماعي، وعن هذا العيد أتحدث وأقول: إن الأطفال والشباب أصبحوا في عالم مختلف، ولقاؤهم بالأهل والأصدقاء ليس من أولوياتهم، تعودنا أن نجتمع في العيد في مجلس أبي لتبادل التهاني وتناول العرسية والحلويات وتبادل الأحاديث، ولكن هذا العيد لم يتواجد في المجلس إلا عدد قليل من الكبار، أما الشباب والأحفاد كانوا في الخارج يستخدمون هواتفهم المحمولة وتركيزهم منصب على متابعة الآخرين بوسائل التواصل وآخرون يستخدمون هواتفهم للعب فقط».

أعيادنا اختلفت

ويعبر أحمد بن حمد البوسعيدي- كبير في السن عن استيائه من سيطرة التكنولوجيا على عقول أحفاده، ويقول: «اشتقت الحديث مع أحفادي بشكل أطول، فالتكنولوجيا سرقت منا أحفادنا ولم تعد للأحاديث الجميلة والمكتملة مكان في لقاءاتنا، أتحدث إلى أحفادي وبعد فترة قصيرة ألاحظ انشغالهم بهواتفهم ولا أتذكر متى آخر حديث أكملته معهم، فجميع الأحاديث مقطعه وغير مكتملة.» مضيفا «من وجهة نظري أن التكنولوجيا أفسدت علاقاتنا الاجتماعية بكل سهولة.»

ويؤيده الوالد حمد المنذري بقوله: «أعيادنا قبل وسائل التواصل الاجتماعي لا تشبه أعيادنا الآن، الفرح بفعاليات العيد أصبح مقتصرا علينا نحن كبار السن، أما أحفادنا وأولادنا متعتهم في أجهزتهم الإلكترونية، بالإضافة إلى ذلك شعورنا بالملل في أول ساعات العيد نبقى أنا وجاري في المجلس والجميع يختفي، أحدهم نائم مرهق من السهر بسبب اللعب بالألعاب الإلكترونية لوقت متأخر، والآخر منشغل بمتابعة مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي متجاهلا أهله وأسرته، والآخر لا يهمه سواء التصوير وتنزيل جميع صور العيد في مختلف منصات التواصل دون الإحساس بمتعة هذه العادات ولا مشاركة أهله فيها».

كبار السن والتواصل المباشر

قال محمد بن سليمان العزري: «أثرت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير على تواصل الناس في العيد والمناسبات الأخرى حيث قلت الزيارات وأصبح التواصل محصورا بين التقنيات والتكنولوجيا وقلت الزيارات الاجتماعية».

وأضاف: «أحرص دائما على تهيئة أولادي لاستقبال العيد باللقاءات الاجتماعية وغرس قيمة التواصل الأسري وصلة الرحم وأهميتها في زيادة الألفة والتقارب.» مشيرا إلى أن التواصل الفعال بالحضور والزيارات يعلم الصغار كيفية الاستعداد للعيد ويؤثر عليهم بشكل كبير.

فجوة اجتماعية

قال ناصر بن علي العامري: «للأسف نلاحظ أن بعض الشباب يكرسون أوقاتهم في تصفح مختلف وسائل التواصل الاجتماعي حتى أصبحوا لا يهتمون بالمناسبات الاجتماعية، وفي الأعياد نلاحظ أن كبار السن أصبحوا في عالم مختلف يجلسون على زاوية والشباب منشغلون بوسائل التواصل، وكبار السن في أشد الحاجة للحديث مع أبنائهم وأحفادهم.» موضحا أن العيد فرصة لتعزيز صلة الرحم وتقوية الروابط الأسرية بتبادل الأحاديث والأخبار وتحقيق التقارب الاجتماعي، مؤكدا أن التكنولوجيا أثرت على الصغار والكبار فأصبحت المجالس ممتلئة بأشخاص تركيزهم على هواتفهم وأجهزتهم الإلكترونية المحمولة ليس على الأحاديث المباشرة مع الآخرين.

إدمان الإنترنت

تقول علياء بنت ماجد الشكيلية: «التكنولوجيا أثرت سلبا على الشباب والأطفال، وأخذت الكثير من حياتهم وأوقاتهم، وبسبب تأثير جائحة كورونا والحجر المنزلي والعمل عن بُعد أدى إلى زيادة استخدام الأجهزة الإلكترونية، وبالتالي ضعف الترابط الاجتماعي حتى في المناسبات، وانصب اهتمام الشباب في متابعة الآخرين على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، والتصوير لمشاركة الآخرين بصورهم في العيد، وفضول البعض لمتابعة بعض المشاهير الذين يعرضون فعاليات العيد أولا بأول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي كانت أجساد هؤلاء الشباب حاضرة في العيد وسط أهاليهم ولكن عقولهم وتركيزهم في مكان آخر».