عمان اليوم

سلطنة عُمان تواصل احتفالاتها بالعيد السعيد.. ووعي مجتمعي بالإجراءات الاحترازية

مواطنون يعبرون عن مشاعر الفرحة وذكريات لا تنسى

 
- إقامة العديد من الأهازيج الشعبية كالرزحة والفنون العمانية المختلفة والعيود في مظاهر احتفالية متكاملة

تواصل سلطنة عُمان الاحتفال بعيد الفطر السعيد بإقامة العديد من الأهازيج الشعبية كالرزحة والفنون العمانية المختلفة والعيود في مظاهر احتفالية متكاملة مع تقيد ووعي مجتمعي بالإجراءات الاحترازية، لتجاوز جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على أعيادنا خلال العامين القادمين، والعودة إلى الحياة الطبيعية من جديد بعد تحقيق مستويات عالية من المناعة المجتمعية بارتفاع معدلات المطعمين وتراجع الإصابات.

تنهال بهجة العيد السعيد في ربوع سلطنة عمان وتوثق مظاهرالاحتفال، وكان هاشتاق 'لقطة عمانية في العيد' مختلفاً هذا العام إذ نشر المغردون لقطات من فرحة العيد وزيارة الأهل وبهجة الأطفال وتوزيع العيدية وإعداد العرسية في أول أيام العيد بينما شهدت يوم أمس الثلاثاء بصور عديدة من مظاهر الاحتفال والابتهاج بينها دفن الشواء، ومشاركة أفراد الأسر في إعداده، وإعداد المشاكيك.

وللعُمانيين عادات احتفال متشابهة إلى حد ما في هذه الأيام المباركة، ففي صبيحة أول أيام العيد يتناول الناس وجبة 'العرسية' ويبدأ بعضهم بذبح الذبائح استعداداً لما تليه من أيام، ويقدم البعض 'المقلاي' أو 'المحماس' وهي وجبة عمانية وفيها يُحمس اللحم، المُعد من الكبد وقطع من اللحم ويضاف له أطيب التوابل، ويكاد لا يخلو بيت عُماني من الحلوى العُمانية خلال أيام الأعياد، حيث يحرص معظم المواطنين على شراء الحلوى لتقديمها للضيوف.

ويتميز اليوم الأول للعيد بتقديم العيدية للأطفال وفيها يبرز معنى العطاء وغرس مفهوم الصدقة في نفوس الأطفال، وتجتمع العائلة العمانية في صباح ثاني أيام العيد لإعداد 'المشاكيك' وتعلو فيه قيمة العمل الجماعي، وعادة ما تقدم في هذا اليوم وجبة الخل وهي وجبة شعبية عادة ما تؤكل مع الخبز العُماني، ولا تكتمل نكهتها إلا بتوزيعها على الأهالي والجيران.

ويستخرج اليوم الأربعاء ثالث أيام العيد لحم الشواء من 'التنور' وهي حفرة بعمق نحو 3 ـ 4 أمتار وعرض مترين يوضع فيها اللحم بعد أن لُفّ في سعف النخيل مضافا له أوراق الموز الخضراء؛ لتجنب احتراق اللحم من لهيب التنور، وتوضع لحوم المواشي في التنور لمدة يوم في بعض الولايات ويومين في بعضها الآخر.

تجمع الأسر

وللأسر العُمانية في عيد الفطر السعيد أجواء ممزوجة بين فرحة الأهل بالزيارات العائلية وسرورالأطفال والكبار وباكتمال الاحتفال بمظاهرالعيد، تقضي هذه الأسر أوقاتا مبهجة في المتنزهات وحضور العيود في بعض المحافظات.

تقول منى بن منذر المجرفية: إن العيد بهجة للجميع وخاصة للأطفال الذين يتحمسون لأيامه وفعالياته الكثيرة، وكل عيد أحاول أن أنظم لهم جدولاً وبمساعدتهم نبدأ بتزيين البيت بمختلف أشكال الزينة المتوفرة وعمل ركن معين للحلويات ، وإن مشاركتهم لي هذه الفعالية تشعرهم بالفرحة وبذل المزيد من الجهد في الترتيب والتنسيق للإحتفال بهذه المناسبة .

وتضيف مزنة بنت حمود الفارسية: استغل إجازة العيد السعيد في قضاء وقت أطول مع عائلتي وأولادي، ويعتبر ذهابنا إلى ملاهي الألعاب والمتنزهات والحدائق العامة من أهم أسباب فرحة أطفالي بالعيد، وذلك للاستمتاع بالألعاب المتنوعة والجميلة، كالأراجيح ونسعد بسماع أصوات ضحكاتهم في أرجاء المكان، وفرحتهم بزيارة الأقارب، واللعب مع أقرانهم من الجيران والأقارب، فيلعبون ويلهون معا بالألعاب الشعبية المختلفة كقفز بالحبل وكرة القدم، أو اللعب بالدمى، فالأولاد يلعبون بالسيارات والشاحنات البلاستيكية، والفتيات تلعب بدمى 'العرائس'، وينتشر جو البهجة والسعادة فيما بينهم.

وتصف الطفلة ريماس بنت حمود الكلبانية قائلة: أيام العيد الجميلة تضفي علينا الكثير من مشاعر البهجة، وخاصة التقاط الصور التذكارية لنا ونحن نلبس الفساتين الملونة المبهجة، وأجمع العيدية التي أستقبلها من أهلي وأقاربي لشراء ألعاب وأدخر بعضا منها.

وتشير رحمة بنت سيف الناصرية إلى أن فرحة الأطفال بالعيد تترك في نفوسهم ذكريات مميزة تعيش بداخل قلوبهم وذاكرتهم، ومثل هذه الذكريات تتناقل بين الأطفال حين يكبرون وينجبون أطفالًا ثم أحفادًا وهكذا، لذلك فمن واجب كل شخص منا أن يزرع بداخل طفله ذكرى جميلة ترتبط بفرحة العيد لتظل في ذاكرته طوال العمر، فأطفالي يفرحون بقضاء العيد خارج العاصمة مسقط وذلك بالذهاب للقاء أقاربهم في المحافظات الأخرى، ونجتمع في بيت العائلة الكبير وتبدأ مراسم العيد السعيد من أول يوم وحتى آخر يوم، فيساعد الكبير والصغير في إعداد مختلف أنواع الحلويات ويتبادلون الهدايا المختلفة ويذهبون معا لمشاهدة الأفلام في السينما.

ويعبر سليمان بن سعيد البحري عن بركة أيام العيد قائلا: إن الأطفال أكثر أفراد الأسرة والمجتمع انتظارا لقدوم العيد والأكثر فرحة به، ولا تخلو حياتنا جميعا من ذكريات حلول أيام الأعياد، فقد كنت في القدم وأنا انتظر العيد أشارك أمي بكل سرور وبهجة في تنظيف وتجهيز المنزل لاستقبال العيد، وفي ليلة العيد تقوم أمي بتجهيز ثيابي الجديدة وأنا أضعها بجواري على سريري فعندما استيقظ ارتديها وأخرج مع أبي للمسجد للمشاركة في تكبيرات العيد مع الجميع، وعند الانتهاء نذهب لزيارة الأهل والأقارب، وأجمع من العيدية الكثير لتمتلئ جيوبي بالنقود لأشتري كل ما أريده، ولا تختلف ذكرياتي عن العيد عن ذكريات الكثير من الأطفال فالعيد بالنسبة للطفل تكبيرات العيد والثياب الجديدة والعيدية واللهو واللعب.

وعن فرحة العيد وتجمع العوائل يقول منير بن سالم المعمري: نجتمع مع الأهل والأقارب في استراحة وتستمر فيها الفعاليات المتنوعة من الصباح وحتى الليل، فالأطفال يقومون بالسباحة والتمتع بالألعاب المختلفة والآباء يقومون بإعداد المشاكيك والمشاوي ويتشارك الجميع في التجهيزات والتحضير، ونستمتع بالمسابقات الثقافية والرياضية المحضرة من قبل الأمهات ويتنافس فيها الكل بروح من المرح والفكاهة.

ويضيف محمود بن سالم النعماني: إن الأنشطة التي يقوم بها أطفالي تختلف في أيام العيد السعيد وتستمر فعالياتهم لعدة أيام بين الزيارات والقيام بجولة في عدة ولايات من السلطنة خاصة أن إجازة العيد أسبوع كامل، وأحببت أن أغير روتينهم قليلا خاصة بعد شهر رمضان المبارك وفترة الاختبارات، وقمت بإشراك أطفالي بصنع مغلفات هدايا للعيد ووضع مبالغ مالية أو بطاقات وتقديمها للأرقارب والأصدقاء.

ويحتفل عزام بن ماجد الهطالي مع أطفاله بالعيد من خلال صنع ذكرى مميزة وذلك بالقيام بتسجيل فعالياته الكثيرة في مقاطع فيديو والاحتفاظ بها للمستقبل، وخاصة الكثير من الناس يرى أن العيد ليس له بهجة مثل السابق، وأحاول قدر الإمكان حثهم على الخروج والالتقاء بأصدقائهم وأقاربهم.

وقالت سهام بنت حمد اليوسفية: مع كل عيد يطل علينا أحاول أن أعمل فعاليات مختلفة لأطفالي، واستعدادات هذا العيد جاءت مميزة بسبب الانقطاع عن الحضورالاجتماعي لمدة سنتين، وقمنا بشراء كمية كبيرة من البالونات، وعلب كرتونية ملونة مطبوع عليها رسومات وعبارات العيد مع وضع الحلوى بداخل تلك العلبة تعبر عن مشاعر الفرحة والابتهاج بهذه المناسبة السعيدة، وشراء مجموعة من الألعاب وتوزيعها على الأطفال، وتزيين حديقة المنزل للتجمع العائلي فيها لقضاء أوقات ممتعة مع أصدقائهم.