منوعات

«كسر عضم» بين الكاتب والمنتج والمخرج.. من سرق من.. ؟

فتح ملف السرقات الأدبية والفنية

 
اتهامات متبادلة اشتعلت على صفحات السوشيال ميديا وعبر وسائل الإعلام بعد أن أطلق الكاتب فؤاد حميرة اتهامات بالسرقة لعمله الذي كتبه قبل حوالي 10 سنوات وهو «حياة مالحة» الذي كان مقررا أن يتم إنتاجه ذلك الحين من قبل المنتج عماد ضحية وتقوم بإخراجه المخرجة رشا شربتجي ولكن لم يتم إنتاج العمل حينذاك لخلافات حصلت وتطورات كثيرة وبقي العمل في عهدة الشركة التي اشترته من الكاتب، وباعته للمنتج إياد نجار.

وفي هذا الموسم وبعد عرض مسلسل «كسر عضم» لذات المخرجة وبتوقيع كاتب جديد، وجه الحميرة عتبه للمخرجة واتهم شركة الإنتاج الجديدة التي اشترت النص من الشركة الأولى أنها قامت بتعديله وأبقت على الفكرة وكثير من الخطوط الموجودة فيه، وأبرز الكاتب عبر منشورات بصفحته الشخصية على الفيس بوك وعبر وسائل الإعلام كثيرا من التفاصيل التي تثبت ملكية فكرته ومنها أوراق من السيناريو ورسائل وصلته من كتاب عُرض عليهم تعديل النص ورفضوا وشهادات بعض الممثلين والفنيين على وجود سرقة للنص الذي كتبه حميرة وقبض مستحقاته، ولكنه كان يود لو أنه تمت الإشارة إلى اسمه وفكرته على الأقل.

المخرجة توضح

كل هذه الضجة دفعت المخرجة رشا شربتجي للتوضيح وكتابة رد أيضا عبر صفحتها الشخصية بالفيس بوك قالت فيه: «بعد كل هذا الضجيج الذي حدث مؤخرا حول مسلسل

«كسر عضم» وادعاءات فؤاد حميرة بسرقة فكرة مسلسل «حياة مالحة» منه، أعتقد أنه جاء دوري كمخرجة لأوضح كافة التفاصيل خصوصا أنني مخرجة (كسر عضم) وكنت على وشك تنفيذ (حياة مالحة) في يوم من الأيام ولديّ اطلاع كامل على النصين

القصة بدأت عام 2010 بعد أن تسلمتُ الورق الذي كتبه فؤاد (حياة مالحة)، وكان العمل مكتوبا منه مائتي صفحة فقط، وبدأنا التصوير في دمشق رغم أن الورق لا يكفي لإنجاز مسلسل بثلاثين حلقة لكن كنا على أمل أن نلحق بموسم رمضان وأن يكمل الكاتب حميرة باقي العمل لكن ذلك لم يحصل بسبب عدم تتمة الكاتب للنص بالأساس، ومن ثم توقف المشروع، وهنا نسأل الأستاذ فؤاد بما أنه صرح أنه نال مستحقاته كاملة من شركة كلاكيت أي أن الحقوق الكاملة للنص باتت له، فما الذي ستخسره الشركة لو وضعت اسم (فؤاد حميرة) كصاحب فكرة العمل؟ على العكس هذا سيفيدها أكثر من ناحية التسويق للمحطات لأن اسم الأستاذ فؤاد معروف والجمهور متعطش لمشاهدة عمل جديد له، هذا أولا، أما ثانيا، فإن خط مرض الإيدز الذي يتحدث عنه الكاتب فؤاد بأنه متشابه مع كسر عضم، فإن هذا الخط موجود في 24 مشهدا من أصل 1200 مشهد وهي مختلفة بشكل كلي عما ورد في حياة مالحة، فهل كل عمل طرح فكرة أن هناك مسؤولا مصابا بالإيدز هو فكرة مسروقة؟ إذن نحن أمام عشرات الأعمال السورية والعربية المسروقة، وإن كان فعلا مسروقا فنتمنى عليه أن يخبرنا ماذا سيحصل مع الشخصيات المصابة بالمرض في الحلقات القادمة؟

وفي (كسر عضم) هناك خط (عبلة) التي تسعى للانتقام من أحد مسببي مقتل زوجها، وهي فكرة تكررت كثيرا في الدراما وحتى في السينما ومن المعروف أن الأفكار تتشابه أحيانا وهذا وارد لكن طريقة الطرح والمعالجة تختلف من عمل إلى آخر وهذا هو المتعارف عليه، عموما ليس لدي أي مشكلة بالتعاون مع كاتب مهم مثل الأستاذ فؤاد حميرة خصوصا بعد تعاون رائع ومثمر في مسلسل غزلان في غابة الذئاب، لكن لدي عتبا كبيرا عليه بتوجيه أصابع الاتهام لي وكأنني فعلاً سارقة وهو ما لم أفعله طيلة مشواري المهني المتواضع وإن أصر الكاتب حميرة على موقفه فليس لدينا حلول سوى نشر النصين كاملين وعندها على الجمهور أن يحكم وليس نحن خصوصا أن فكرة ومشاهد حياة مالحة الأصلية التي لم تتحول إلى نص كامل أصلا موجودة لدينا، هناك وثائق وثبوتيات وإيميلات تثبت صدقي وأنا مستعدة لنشرها للناس إن تطلب الأمر بدءا من طرح الفكرة حتى آخر حلقة مكتوبة، وأؤكد أن نص «كسر عضم» هو للشاب علي معين صالح وكان نتاج ورشة دراما رود، واقترحتْه الدكتورة رانيا الجبان مع ثلاث حلقات مكتوبة، فتبنّينا النص وبدأتُ بالعمل عليه ولا علاقة له بأي شكل بـ«حياة مالحة».

اتهامات الكاتب

وكان الكاتب قد شرح في البداية بمنشور طويل نقتطف منه التالي ملابسات السرقة بقوله: «لا أبحث عن الشهرة صدقوني فقد نلت منها ما يرضيني وأكثر زيادة، كما أني لست الشخص الذي يقفز على تعب الآخرين بل تعودت الصمت على قفز الآخرين على أكتافي وعلى تعبي والدليل صمتي إلى الآن على أشخاص فعلوها ويفعلونها ولم أوجه لهم كلمة عتب، حقي المادي أخذته كاملا من الشركة التي بعت لها النص وهي شركة عماد ضحية والتي رفضت أن تكون رشا شربتجي هي المخرجة رغم إصراري عليها، فكان الحل أن يتم بيع المسلسل لشركة أياد النجار (كلاكيت) لنتمكن من جلب رشا لإخراج العمل فحقي المادي وصل، لكني أريد حقي المعنوي والذي كان يمكن أن أناله وأسامح به بكامل الرضا لو أن أحدا من الشركة اتصل وقال سوف نستفيد من نصك في تقديم عمل وسأكون سعيدا جدا حينها. لكن رشا خانت هذه التضحية وباعت كل شيء ولقد اعتادت على مثل هذه المواقف منذ غزلان في غابة الذئاب وسوف اشرح هذه المواقف مستقبلا لتعرفونها على حقيقتها، الإثباتات التي بين يدي كثيرة ومعظمها جاء من فريق التصوير الذي عمل في مسلسل «كسر عضم» من الكتابة إلى الإخراج والمعلومات تتوالى تباعا وأشكر كل من أرسل معلومة من الداخل مهما كانت صغيرة فهي مفيدة بالتأكيد في إثبات أحقيتي بكلمة شكر أو كلمة اعتذار على أقل تقدير، ولا أطلب أكثر من ذلك».

السجال متواصل

قمة السجالات بين الكاتب والمنتج حدثت في حوار بثته إحدى القنوات الفضائية وأوضح كل طرف وجهة نظره وتبادلا الاتهامات وأكد المنتج أن الكاتب لم يكتب سوى عدة حلقات عندما اشترى النص، وفند الحميرة تلك الادعاءات ورفض عرض النجار للتعاون مجددا، ومحاولة الفضائية القوم بدور الوسيط لإطلاق مصالحة وإغلاق الملف الذي أثار الوسط الفني والأدبي كثيرا وفتح ملف السرقات الفنية والأدبية التي كانت وسائل التواصل والإعلام مسرحا لها خلال اليومين الماضيين ولا تزال بين أخذ ورد.

الجدير بالذكر أن المسلسل لاقى أصداء إيجابية لدى المتابعين لسخونة الأحداث التي يعرضها وأشاد الكثيرون بالعمل والمخرجة التي قامت بإخراج أعمال مشابهة مثل «غزلان في غابة الذئاب» للكاتب ذاته، و«الولادة من الخاصرة» للكاتب سامر رضوان ومسلسل «العار» للكاتب نجيب نصير، وكانت نقلة نوعية في الدراما السورية.