المنوعات

«التراث والثقافة بالداخلية» تنظم رحلة ثقافية للأماكن التاريخية والأثرية بإزكي

1145640
 
1145640
لغرس الانتماء بالهوية لدى الشباب - كتب – سيف بن زاهر العبري - نظمت دائرة التراث والثقافة رحلة سياحية ثقافية، وذلك احتفالا بيوم الشباب العماني الذي يصادف السادس والعشرين من شهر أكتوبر من كل عام، وهي التي تضمنت زيارة الأماكن التاريخية والأثرية في كل من قرية زكيت وحارة اليمن وفلج الملكي بولاية إزكي، بمشاركة عدد من موظفي المؤسسات الحكومية والأهلية والأفراد من أبناء ولايات محافظة الداخلية. و قد بدأت الجولة السياحية بقرية زكيت التي تعد من القرى القديمة في ولاية إزكي بمحافظة الداخلية، وتشير المصادر المعلوماتية إلى وجود عدد من المعالم السياحية منها عدد من الحارات القديمة مثل حارة المرباخ وحارة البرج وحارة المال والحجرة، ويقع برج زكيت وسط القرية، وكذلك الحارة القديمة التي تسمى بـ(الحجرة) وتضم عددا من الآثار والمنازل القديمة التي تعبر عن بساطة البناء قديما حيث إنها مختلفة في الأحجام والأشكال فقد بنيت من طين. وفي الجانب الغربي من البلدة توجد الصخرة الكبيرة التي تحتوي على فجوة في وسطها؛ حيث كان الأجداد سابقاً يستعملونها في دق وطحن البهارات خاصة قبل العيد. وقد كان في استقبال المشاركين في الرحلة سعادة يونس بن علي المنذري عضو مجلس الشورى ممثل ولاية إزكي الذي رحب بهم، وتحدث عن عراقة التاريخ الذي يحكي قدم ولاية إزكي بمعالمها العديدة التي تعود إلى ما قبل الميلاد. كما تحدث سعيد بن سالم الجديدي أخصائي آثار عن الوجود والاستيطان البشري في زكيت، بما في ذلك القبور والمدافن القديمة المبنية على شكل قبور برجية، وكذلك الأواني النحاسية والصابون الحجري والأدوات التي كان يستخدمها القدامى في حياتهم اليومية. وقد شاهد الحضور القبور المتوزعة في أعالي القرية الأثرية القديمة. بعد ذلك قام المشاركون في الرحلة الثقافية السياحية بزيارة إلى حارة اليمن، حيث قدم علي بن سعيد العدوي رئيس قسم التراث بدائرة التراث والثقافة بمحافظة الداخلية شرحا عن الحارة القديمة التي تعد من الآثار الحضارية والتاريخية الممتدة نتيجة التراكمات المتعاقبة، التي تتمثل في وجود منازل الحارة القديمة، وما تدله عليه من وجود حياة بشرية منذ القدم. ويعود تاريخ هذه القرية إلى ما قبل الإسلام، وتشير المصادر إلى وجود قرية اليمن بفتح الياء والميم كما أورد المؤرخون قديما كالسالمي وابن رزيق والسرحني، إلا أن النطق السائد بين أهل البلدة «يمن» بسكون الياء والنون وفتح الميم، كما أورد البهلاني في كتاب «نزهة المتأملين في معالم الازكويين»، وقد سميت بهذا الاسم لأن سكانها القدامى من العرب اليمانيين وهم القحطانيون. كما شاهد المشاركون في هذه الرحلة فلج الملكي أحد أبرز المعالم المائية الأثرية وأقدم الأفلاج الموجودة بالسلطنة، وهو معلم آخر من المعالم الأثرية التي تم إدراجها في قائمه التراث العالمي، وتعود تسميته بهذا الاسم – كما تشير المصادر المعلوماتية إلى «مالك بن فهم الأزدي». كما يعد من أكبر الأفلاج من حيث عدد السواعد المغذية للفلج حيث بلغت 17 ساعدا، ويتفرع إلى قسمين القسم الأول يروي منطقة النزار، وأما الآخر فيروي منطقة اليمن. وقد قدم المهندس سيف بن خلفان الغريبي من دائرة شؤون موارد المياه بالمديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه بمحافظة الداخلية نبذة عن الفلج وأهميته كمصدر مائي قائم منذ القدم، وأحد أهم الشواهد التاريخية على وجود الحياة البشرية في هذه المنطقة وما صاحبها من نشاط مائي وزراعي هام على مر الزمان. وأكد أحمد بن محمد التميمي مدير دائرة التراث والثقافة بمحافظة الداخلية أن تنظيم الرحلة الثقافية السياحية لعدد من الأماكن التاريخية بولاية إزكي جاء مشاركة من مركز نزوى الثقافي في الاحتفال بيوم الشباب العماني، فقد تم إيجاد أسلوب مبتكر لإيصال المعلومة حول المواقع الأثرية، بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية المحافظة عليها، وغرس الانتماء لدى الشباب بهويته وتاريخ بلده من خلال تنظيم مثل هذه الرحلات التي يلامس من خلالها المشاركون هذه المواقع على الطبيعة معززا بما سيتم تقديمه من شروحات من قبل متخصصين في تلك المواقع.