العرب والعالم

قريب اللورد بلفور يأسف لعدم تطبيق الوعد بشكل متوازن مما تسبب في معاناة الفلسطينيين

1151527
 
1151527
نتانياهو يحضر إحياء الذكرى المئوية المشؤومة بلندن - القدس-(أ ف ب) - وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء أمس إلى لندن لإحياء الذكرى المئوية لإعلان بلفور ولعقد لقاءات سياسية واقتصادية. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء إن نتانياهو «سيلتقي رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ووزير الخارجية بوريس جونسون». وتحل اليوم الذكرى المائة لوعد بلفور عندما قال وزير الخارجية البريطاني في حينه آرثر بلفور ان حكومته «تؤيد إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين» في الثاني من نوفمبر 1917. وكان الوعد عبارة عن جملة واحدة مؤلفة من 67 كلمة، ولكنه يعد أقوى دعم في حينه من قوة عالمية لأهداف الحركة الصهيونية. وأضاف مكتب نتانياهو أن زوجته سارة ستحضر «احتفالية الذكرى المئوية لإعلان بلفور بدعوة من اللورد روثتشيلد وبحضور رئيسة الوزراء ماي ومسؤولين بريطانيين كبار آخرين بمن فيهم أقارب اللورد بلفور». وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية أن بلادها ستحتفل «بافتخار» بوعد بلفور. وقالت «نحن فخورون بالدور الذي لعبناه في إقامة دولة إسرائيل وبالتأكيد سنحتفل بالمئوية بافتخار». وأعلن زعيم المعارضة جيريمي كوربين انه لا يستطيع حضور العشاء، من دون المزيد من التفاصيل، بينما ستحضر وزيرة خارجية حكومة الظل العمالية اميلي ثورنبيري الحفل. ويخطط الفلسطينيون لتظاهرة اليوم في مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، في إطار حملتهم التي دعوا فيها بريطانيا للاعتذار عن وعد بلفور، وقال مسؤولون انهم يفكرون في مقاضاة بريطانيا بسببه. انعدام التوازن التام بعد قرن على الرسالة التي وقعها عم والده والتي أصبحت حجر الأساس لقيام دولة إسرائيل، يعرب اللورد بلفور عن الأسف بسبب «انعدام التوازن التام» في تطبيق الشق الفلسطيني منها. وفي الرسالة التي نشرت في الثاني من نوفمبر 1917، دعا وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر بلفور إلى «إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين». وطلبت الرسالة الموجهة إلى ليونيل روثتشيلد الممثل الأعلى للطائفة اليهودية البريطانية «يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر». وشكلت هذه المبادرة من قبل لندن مرحلة مهمة في العملية التي أدت في العام 1948 الى إعلان استقلال دولة اسرائيل وايضا تهجير 750 الف فلسطيني وعقود من النزاع المتواصل. في مقابلة مع وكالة فرانس برس عشية الذكرى المئوية للرسالة، قال رودريك بلفور (68 عاما) الذي يعمل مصرفيا «أنا واثق من أن آرثر سيقول «هذا غير مقبول». وشدد بلفور على ان الظروف التي يعيش فيها العديد من الفلسطينيين «مُذلّة» مضيفا ان «الوقت حان على الأرجح» لتأخذ إسرائيل «الأمر في الاعتبار وتقوم بمساعدة» من هم بحاجة إلى ذلك. كما حمّل بلفور حركة حماس وحزب الله اللبناني مسؤولية استمرار النزاع، وقال «لدينا انطباع بان بعض مسؤوليهما لا يريدون لفلسطين الازدهار ، لان الناس سيشعرون عندها بالراحة وربما يصبحون أقل عدائية». - «كبش فداء» - يشارك اللورد بلفور مساء اليوم إلى جانب اللورد جيكوب روثتشيلد أحد أقارب ليونيل روثتشيلد في عشاء في قصر لانكستر هاوس في لندن بمناسبة الذكرى المئوية للوثيقة وبحضور رئيسة الوزراء تيريزا ماي ونظيرها الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. لا يزال لدى رودريك بلفور نسخة من الرسالة يعلقها فوق المدفأة في شقته، ومضى يقول ان عم والده سيفاجأ على الأرجح للطريقة التي تطورت فيها إسرائيل منذ تأسيسها. وأضاف «هناك ما يدعو للفخر لكن من الواضح أن أمام الأسرة الدولية الكثير لتقوم به حتى لا تظل هذه المسألة جرحا مفتوحا في السياسة الدولية». وأقر بلفور انه أدرك أهمية الرسالة بشكل تدريجي خلال حياته «اذ لا احد في اسرتنا كان يقول «علينا تذكر وعد بلفور». وأضاف انه أدرك ذلك عندما راح سائق أجرة يهودي يؤدي أغاني الفها لتكريمه عندما عرف اسمه وكان لا يزال مراهقا آنذاك. لكن اسمه لم يسهل الامور دائما، اذ عند دعوته في تسعينات القرن الماضي إلى إسرائيل من قبل الرئيس آنذاك عازر وايزمان، أخضع لاستجواب فعلي قبل خروجه من البلاد، ويقول ان موظفا في الجمارك سأله عندما أظهر له الدعوة الرئاسية «هذا جيد لكن ماذا فعلت في ال48 ساعة المتبقية؟» كما انه يتعرض أحيانا لتعليقات مهينة في بعض اللقاءات الاجتماعية اذ يوجه إلى أسرته اللوم بانها أساس كل الشرور في الشرق الأوسط. وأضاف «أرد في هذه الحالات ان هذا الحكم قاس بعض الشيء اذ ان الحكومة البريطانية» هي وراء الوعد «لكن الناس يريدون كبش فداء».