يبدو ان عدوى الدهس بالسيارات والشاحنات التي يتبعها عناصر تنظيم داعش حاليا، انتقلت من بريطانيا واوروبا الى شوارع الولايات المتحدة الامريكية، حيث قام أحد الذئاب المنفردة التابعين لتنظيم داعش، باستخدام شاحنة دهس بها المارة وتسبب في قتل 8 اشخاص وإصابة 12 آخرين باقتحامه طريقا للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية في حي مانهاتن بمدينة نيويورك. وتناولت الصحف البريطانية هذا الهجوم الارهابي الذي نفذه المهاجر الاوزباكستاني سيف الله سايبوف (29 عاما)، الذي عمل سائقا بشركة اوبر قبل مجيئه مهاجرا الى امريكا عام 2010. صحيفة «ديلي تلجراف» قالت إن المشتبه فيه سيف الله سايبوف، أبلغ الشرطة بعد القبض عليه واستجوابه أنه «فخور» بما فعله، وأن محققي مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) يحاولون ربط الأمور ببعضها بناء على خلفية المتهم الشخصية بعد الادعاء بأنه تطرف في الولايات المتحدة. وذكرت الصحيفة أن أوزباكستان، وهي الموطن الأصلي للارهابي سايبوف ليست مدرجة على قائمة الدول التي أدخل عليها ترامب ضوابط أكثر تشددا للهجرة، وأشارت الصحيفة الى ان سايبوف كان بحوزته عند اعتقاله 90 مشهد فيديو و3800 صورة على هاتفيه المحمولين، والعديد منها كانت مشاهد دعاية متعلقة بتنظيم الدولة، بما في ذلك صور سجناء مقطوعي الرؤوس أو مقتولين بأعيرة نارية أو مدعوسين بدبابة. وباستجوابه في المستشفى قال سايبوف إنه كان ملهما من أشرطة التنظيم التي كان يشاهدها على هاتفه وبدأ يخطط للهجوم قبل عام ثم قرر استخدام شاحنة نقل قبل شهرين. وأكدت صحيفة «التايمز» ما ذهبت اليه صحيفة «ديلي تلجراف» من ان سايبوف لجأ الى العنف والتطرف بعد هجرته لأمريكا، حيث نقلت الصحيفة عن احد اصدقاء سايبوف المقربين وهو الناشط المجتمعي الأوزبكي بولاية أوهايو، مير أحمد مومينوف قوله «أن سايبوف أصبح متدينا هكذا فجأة»، وأضاف «لقد كان منطويا وعصبيا وأحيانا عدوانيا، وبسبب ذلك كان وحيدا وعاش في عالمه الخاص. ولم يحظ بشعبية كبيرة». وتنقل الصحيفة عن المتخصصة في الأمن في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية، إريكا مارات قولها: «يبحث المهاجرون من وسط آسيا عن فرص عمل، ومن يصبح منهم متشددا عادة ما يتحول بعد الهجرة»، وتضيف أن السبب هو «عدم قدرتهم على التكيف مع المجتمع الغربي، بالإضافة إلى الخلافات السياسية في بلادهم، بحيث يمنحهم خطاب المتطرفين معنى وشعورا بالانتماء». واعتبر الرئيس الأمريكي ترامب أن الحادث ارهابي، مؤكدا في تغريدة له انه «لن يسمح لداعش بالعودة او دخول الولايات المتحدة بعد هزيمتها في الشرق الاوسط»، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارا ساندرز: «نعرب عن مساندتنا لكل من تأثروا بالحادث»، ووصف حاكم نيويورك، أندرو كومو، الحادث بالإرهابي. ونشرت صحيفة «ديلي ميرور» تقريرا بعنوان «مذبحة في الشوارع.. هجوم نيويورك الارهابي»، اشارت فيه الى وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمهاجر سيف الله سايبوف بـ«الارهابي». ونقلت عن ترامب تغريدته التي قال فيها: «إرهابي نيويورك كان سعيدا عندما طلب تعليق علم تنظيم داعش في غرفته في المستشفى. قتل 8 أشخاص، وأصاب 12 آخرين بإصابات خطيرة. يجب أن يٌحكم عليه بالإعدام». وذكرت الصحيفة ان ترامب اصدر تعليماته الى سلطات الحدود بتشديد الرقابة على دخول الأجانب الى الولايات المتحدة بعد هجوم مانهاتن.