محمد الشقصي: ليس بالضرورة أن تمتلك قدرات وملكات كبيرة حتى تكون حافظا للقرآن
حوار مع أهل القرآن
الأربعاء / 4 / رمضان / 1443 هـ - 20:59 - الأربعاء 6 أبريل 2022 20:59
حفظة القرآن هم أهل الله وخاصته، اختارهم الله من بين الخلق لكي تكون صدورهم أوعية لكلامه العزيز، بفضله وتوفيقه، فتلك بركة أسبغها الله على حيواتهم، نالوها ثمرة لجهدهم في تدارس القرآن وحفظه، فبذلوا أوقاتهم رغبة منهم في حصولهم على هذا الوسام الرباني، فنالوا ما كانوا يرجون، كيف بدأت رحلتهم في الطريق المبين؟ ومَن أعانهم على سلوكه؟ وما العقبات التي ذلّلها الله لهم لاجتياز هذا الدرب؟ وقصص الشغف التي رافقتهم في هذا الطريق القويم؟ وما آمالهم وطموحاتهم المستقبلية، كل ذلك وغيره نستعرضه في هذا الحوار مع الحافظ لكتاب الله «محمد بن درويش الشقصي».
* متى بدأت رحلتك مع حفظ كتاب الله؟ وهل شجعتك العائلة على ذلك أم أن هنالك رغبة شخصية لديك؟ حدثنا عن قصة حفظك بالتفصيل؟
بدأت رحلتي في حفظ القرآن في عام 2011 وكنت آنذاك طالبا في الكلية التقنية في السنة الثالثة، وقد أتممت حفظ كتاب الله في عام 2013 وقد أنجزت حفظ القرآن الكريم كاملا في سنة و9 أشهر وكان يوم ختامي لحفظ كتاب الله عز وجل في تاريخ 31 من شهر مارس عام 2013، بعد أن دخلت دورة تتعلق بحفظ القرآن الكريم مع الأستاذ الدكتور مجدي عبيد بحريني الجنسية، وكانت الدورة تبصرنا وتنيرنا وتقنعنا أن الإنسان قادر على حفظ القرآن الكريم، وكان هدفي من دخول هذه الدورة أن أقنع نفسي بقدرتي على حفظ كتاب الله عز وجل، فالإنسان قد تأتيه أفكار في البداية بعدم القدرة على حفظ كتاب الله ولكن بعد أن يجد من يقنعه ويحفزه يستطيع الإيمان بقدراته والله ييسر له هذا الأمر، وكان والداي يأمرانني بقراءة القرآن الكريم، كما أنه كانت لدي الرغبة الشخصية لحفظه.
* هل شغلك حفظ القرآن الكريم عن التحصيل الدراسي أو مزاولة أعمالك والتزاماتك؟ وكيف ذلك؟
- لقد أعانني حفظ كتاب الله على تنظيم وقتي وقد كنت طالبا في السنة الثالثة من الكلية التقنية، وكان القرآن الكريم شغلي الشاغل، فكنت أراقب وقتي وأنظمه بحيث قللت خروجي، والتزمت مع أصحاب القرآن، إلى جانب الاهتمام بدراستي.
* ما هي الصعوبات والتحديات التي واجهتك في مسيرة حفظك للكتاب العزيز؟
من الصعوبات والتحديات التي واجهتها أنه لم يكن معي شيخ أحفظ على يديه، ولم يدرسني أحد التجويد، فحفظت بنفسي، وتعلمت التجويد من خلال «اليوتيوب»، فقد كنت كثيرا ما أسمع القرآن، ففي اليوم الواحد كنت أستمع من 5 إلى 7 ساعات لقراء متنوعين، كما كنت أطالع بعض المقاطع المرئية في التجويد وحفظ القرآن وعلومه.
ومن القواعد الأساسية في حفظ القرآن أنه يجب أن يكون لديك شيخ محفظ، أو صاحب قرآني، يتابعك ويصحح لك أخطاءك، وهذا الذي لم يكن متوفرا عندي، ولذلك بعد إكمالي لحفظ القرآن وجدت عندي بعض الأخطاء التي كان يمكن تفاديها لو أنني حفظت على يد شيخ محفظ، ولكن بحمد الله وتوفيقه، وبالعزيمة الصادقة، استطعت تجاوز تلك الأخطاء وتعديلها.
كما أنني لم أكن في بيئة قرآنية أو مراكز تحفيظ أو دورات تحفيظ في المساجد وهذا لم يكن متوفرا عندي أثناء حفظي للقرآن الكريم ولكن توفيق الله لي ومع الإصرار والعزيمة يمكن تجاوز هذه التحديات.
* من خلال تجربتك الذاتية، كيف تجسدت البركة التي يتركها القرآن في حياة من يحفظه؟
- ومن حيث بركة القرآن على حافظه، تجد أن حفظة القرآن مكرمون في الدنيا قبل الآخرة، وهنالك الكثير من القصص حدثت لي ولإخواني من الحفظة تجسد هذا المعنى، فتجد الحظوة في قلوب الناس، وتجدهم غاية في اللطف والاحترام أثناء التعامل مع حافظ القرآن، وتجد البركة حاضرة في وقتك، وفي مالك، فتلك البركة لا يشعر بها إلا حافظ القرآن نفسه.
* هل تغيير القناعات حول قدرات الراغبين في حفظ كتاب الله من الممكن أن تجعل عملية الحفظ أسرع؟
- نعم، فهنالك الكثير من الأفكار المترسخة في أذهان الناس، وبالإمكان تغييرها من خلال الأفكار المربوطة بالوقائع والأحداث والتجارب الدالة على سهولة ويسر حفظ القرآن الكريم، وليس بالضرورة أن تكون إنسانا يمتلك قدرات وملكات كبيرة حتى تكون حافظا للقرآن، فقد كانت عندي فكرة في السابق أن حفظة القرآن هم أناس يمتلكون قدرات خارقة في الحفظ، ولكن علمت لاحقًا أن هؤلاء الحفظة هم ناس عاديون جدا من حيث مهارات الحفظ، ولكن مع العزيمة والاستمرارية، نجدهم يحفظون كتاب الله كاملا، فتجد حافظًا للقرآن وهو عامل مسجد، أو حافظًا للقرآن، وهو يعمل في محطة تعبئة الوقود، وكذلك تجد الكثير من أئمة المساجد، وطلاب الجامعات وطلاب المدارس، هم حفظة لكتاب الله، فبمجرد أن يقتنع الإنسان أن حفظ القرآن الكريم كاملا هي عملية ممكنة، وقد تكون سهلة، فعندما يمتلك هذه القناعة سيعينه الله على إنجاز الحفظ.
* يعاني البعض من سرعة نسيانه لما حفظه من القرآن الكريم، ما هي الطرق الحديثة التي طبقتموها التي تعيين على رسوخ الحفظ وعدم النسيان؟
- أما في تثبيت المحفوظ فيتمثل في كلمة واحدة فقط وهي التكرار، فيذكر أن «الشناقطة» يكررون الصفحة الواحدة 280 مرة، فهم يكررون تلك الصفحة مشيًا 70 مرة، وقيامًا 70 مرة، وقعودًا 70 مرة، وعلى جنوبهم 70 مرة، كما يذكر عن الشيخ حمود الصوافي (حفظه الله) أنه يكرر الصفحة الواحدة من 100 إلى ألف مرة.
أما الطريقة التي أتبعها أني أراجع القرآن كل يوم 5 أجزاء، وأختم المصحف كاملا في 6 أيام، ولا توجد طريقة أخرى إلا هذه الطريقة، فيجب أن يتعهد الإنسان ويراجعه باستمرار، وقد التقيت بالكثير من الحفظة ووجدت أن الكل متفق على هذه الطريقة.
* ما الآية التي تتردد في ذهنك دائما؟ تجد نفسك تتلفظ بها دون أن تشعر؟
- الآيات التي أجدها تتردد في ذهني دائما هما آيتان الأولى: «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ» والآية الثانية هي «قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا»
* أمام هذا الكم الهائل من الملهيات ووسائل الترفيه واللعب.. ما هي الطرق والأساليب الحديثة التي تتبعونها في ربط الناشئة بالقرآن الكريم؟
- نعم هذه مسؤولية تقع على عاتق ولي الأمر، فعليه أن ينظم جدول ابنه ويكون مخصصا في هذا الجدول وقتًا كافيًا لتعلم كتاب الله وحفظه، حتى لا يجعل له فراغا، ذلك الفراغ الذي يجعله يحتاج إلى الهاتف والآيباد وغيرها من الأجهزة الحديثة، كما ينصح أن يأخذ ولي الأمر ابنه إلى الترفيه مثل رياضة كرة القدم والسباحة وركوب الخيل ورياضات الدفاع عن النفس، وألا يكون وقت الترفيه هو أن يعطيه الهاتف أو الآيباد.
* ما هي المسابقات القرآنية التي شاركت فيها؟ وهل تجد أن هذه المسابقات حافز للحفظ ولتجويد الحفظ؟
- أما في ما يتعلق بالمشاركة في المسابقات القرآنية فهي كثيرة، فقد شاركت في مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم لأربع سنوات، فشاركت في دورتها السادسة والعشرين عام 2016، شاركت في مستوى حفظ 12 جزءا، وحصلت على المركز الثاني، وفي دورتها السابعة والعشرين، شاركت في مستوى حفظ 18 جزءا، وحصلت على المركز الأول، وكذلك حصلت على المركز الأول على مستوى حفظ 24 جزءا في دورتها الثامنة والعشرين، كما حصلت على المركز الأول على مستوى حفظ القرآن الكريم كاملا في دورتها التاسعة والعشرين عام 2019.
كما شاركت في مسابقة البراعم لحفظ القرآن الكريم في صلالة وحصلت على المركز الثاني، وحصلت على المركز الثالث في مسابقة خريف صلالة لحفظ القرآن الكريم، وكذلك شاركت في مسابقة أولاد آدم، وحصلت على المركز الأول في التلاوة، وحصلت على المركز الأول في حفظ نصف القرآن، وحصلت على المركز الثاني في حفظ القرآن كاملا، في دوراتها المختلفة، كما حصلت على المركز الأول في مسابقات صحار والباطنة، وهي مشاركات كثيرة.
وفائدة هذه المسابقات أنها تجعلك تثبت حفظك وتتقنه، لأنه فيها منافسة في إتقان حفظ كتاب الله.
* كيف يتم استعداد الحفاظ للمشاركة في المسابقات الدولية لحفظ القرآن الكريم؟
- هنالك طرق كثيرة للاستعداد للمسابقات، ولكن الطريقة التي كنت أتبعها، أنه يجب في البداية أن تعرف المستوى الذي تشارك فيه وكم عدد الأجزاء المقررة للحفظ، وسوف أذكر مثالًا إذا كان المتسابق مشاركا في مستوى حفظ 12 جزءا، ففي البداية لا بد أن أحسب الفترة الزمنية المناسبة للمراجعة، فمثلا أوزع الجزء الواحد لمراجعته في أربعة أيام، أي أحتاج في البداية 48 يوما، وبعد الانتهاء من هذه العملية أقوم مرة أخرى بتقسيم 12 جزءا على 24 يوما بحيث أقسم الجزء في يومين، وبعد هذه المرحلة أقوم بمراجعة كل يوم جزءا، وأكرر مراجعته في اليوم بما لا يقل عن 7 مرات، وفي هذه المرحلة أختم 12 جزءا في 12 يوما، وبعد ذلك أزيد الكم وأقلل الفترة الزمنية، فأراجع 12 جزءا في 6 أيام، أي بمعدل كل يوم جزأين، ثم أراجع 3 أجزاء في أربعة أيام، ثم أراجع أربعة أجزاء في أربعة أيام إلى أن أصل لمرحلة أن أراجع 6 أجزاء في يومين، وأظل على هذا إلى أن تحين المسابقة، أي أنني أحتاج للاستعداد للمسابقة في فترة زمنية لا تقل عن 4 أشهر، وهذه الطريقة يطبقها أقوى الحفظة في سلطنة عمان وخارجها.
* ما هي المشروعات المستقبلية التي تطمحون إلى تحقيقها والتي تخص كتاب الله؟
- المشروعات هي ضبط حفظ القرآن، ثم تعلم القراءات العشر الصغرى، ثم تعلم القراءات العشر الكبرى، ثم أسجل ختمات قرآنية بصوتي ثم أعمل استوديو وأسجل ختمات للقراء المعروفين وغير المعروفين في سلطنة عمان، ثم أعلم أبنائي حفظ كتاب الله، ثم أعلم أبناء المجتمع.
* متى بدأت رحلتك مع حفظ كتاب الله؟ وهل شجعتك العائلة على ذلك أم أن هنالك رغبة شخصية لديك؟ حدثنا عن قصة حفظك بالتفصيل؟
بدأت رحلتي في حفظ القرآن في عام 2011 وكنت آنذاك طالبا في الكلية التقنية في السنة الثالثة، وقد أتممت حفظ كتاب الله في عام 2013 وقد أنجزت حفظ القرآن الكريم كاملا في سنة و9 أشهر وكان يوم ختامي لحفظ كتاب الله عز وجل في تاريخ 31 من شهر مارس عام 2013، بعد أن دخلت دورة تتعلق بحفظ القرآن الكريم مع الأستاذ الدكتور مجدي عبيد بحريني الجنسية، وكانت الدورة تبصرنا وتنيرنا وتقنعنا أن الإنسان قادر على حفظ القرآن الكريم، وكان هدفي من دخول هذه الدورة أن أقنع نفسي بقدرتي على حفظ كتاب الله عز وجل، فالإنسان قد تأتيه أفكار في البداية بعدم القدرة على حفظ كتاب الله ولكن بعد أن يجد من يقنعه ويحفزه يستطيع الإيمان بقدراته والله ييسر له هذا الأمر، وكان والداي يأمرانني بقراءة القرآن الكريم، كما أنه كانت لدي الرغبة الشخصية لحفظه.
* هل شغلك حفظ القرآن الكريم عن التحصيل الدراسي أو مزاولة أعمالك والتزاماتك؟ وكيف ذلك؟
- لقد أعانني حفظ كتاب الله على تنظيم وقتي وقد كنت طالبا في السنة الثالثة من الكلية التقنية، وكان القرآن الكريم شغلي الشاغل، فكنت أراقب وقتي وأنظمه بحيث قللت خروجي، والتزمت مع أصحاب القرآن، إلى جانب الاهتمام بدراستي.
* ما هي الصعوبات والتحديات التي واجهتك في مسيرة حفظك للكتاب العزيز؟
من الصعوبات والتحديات التي واجهتها أنه لم يكن معي شيخ أحفظ على يديه، ولم يدرسني أحد التجويد، فحفظت بنفسي، وتعلمت التجويد من خلال «اليوتيوب»، فقد كنت كثيرا ما أسمع القرآن، ففي اليوم الواحد كنت أستمع من 5 إلى 7 ساعات لقراء متنوعين، كما كنت أطالع بعض المقاطع المرئية في التجويد وحفظ القرآن وعلومه.
ومن القواعد الأساسية في حفظ القرآن أنه يجب أن يكون لديك شيخ محفظ، أو صاحب قرآني، يتابعك ويصحح لك أخطاءك، وهذا الذي لم يكن متوفرا عندي، ولذلك بعد إكمالي لحفظ القرآن وجدت عندي بعض الأخطاء التي كان يمكن تفاديها لو أنني حفظت على يد شيخ محفظ، ولكن بحمد الله وتوفيقه، وبالعزيمة الصادقة، استطعت تجاوز تلك الأخطاء وتعديلها.
كما أنني لم أكن في بيئة قرآنية أو مراكز تحفيظ أو دورات تحفيظ في المساجد وهذا لم يكن متوفرا عندي أثناء حفظي للقرآن الكريم ولكن توفيق الله لي ومع الإصرار والعزيمة يمكن تجاوز هذه التحديات.
* من خلال تجربتك الذاتية، كيف تجسدت البركة التي يتركها القرآن في حياة من يحفظه؟
- ومن حيث بركة القرآن على حافظه، تجد أن حفظة القرآن مكرمون في الدنيا قبل الآخرة، وهنالك الكثير من القصص حدثت لي ولإخواني من الحفظة تجسد هذا المعنى، فتجد الحظوة في قلوب الناس، وتجدهم غاية في اللطف والاحترام أثناء التعامل مع حافظ القرآن، وتجد البركة حاضرة في وقتك، وفي مالك، فتلك البركة لا يشعر بها إلا حافظ القرآن نفسه.
* هل تغيير القناعات حول قدرات الراغبين في حفظ كتاب الله من الممكن أن تجعل عملية الحفظ أسرع؟
- نعم، فهنالك الكثير من الأفكار المترسخة في أذهان الناس، وبالإمكان تغييرها من خلال الأفكار المربوطة بالوقائع والأحداث والتجارب الدالة على سهولة ويسر حفظ القرآن الكريم، وليس بالضرورة أن تكون إنسانا يمتلك قدرات وملكات كبيرة حتى تكون حافظا للقرآن، فقد كانت عندي فكرة في السابق أن حفظة القرآن هم أناس يمتلكون قدرات خارقة في الحفظ، ولكن علمت لاحقًا أن هؤلاء الحفظة هم ناس عاديون جدا من حيث مهارات الحفظ، ولكن مع العزيمة والاستمرارية، نجدهم يحفظون كتاب الله كاملا، فتجد حافظًا للقرآن وهو عامل مسجد، أو حافظًا للقرآن، وهو يعمل في محطة تعبئة الوقود، وكذلك تجد الكثير من أئمة المساجد، وطلاب الجامعات وطلاب المدارس، هم حفظة لكتاب الله، فبمجرد أن يقتنع الإنسان أن حفظ القرآن الكريم كاملا هي عملية ممكنة، وقد تكون سهلة، فعندما يمتلك هذه القناعة سيعينه الله على إنجاز الحفظ.
* يعاني البعض من سرعة نسيانه لما حفظه من القرآن الكريم، ما هي الطرق الحديثة التي طبقتموها التي تعيين على رسوخ الحفظ وعدم النسيان؟
- أما في تثبيت المحفوظ فيتمثل في كلمة واحدة فقط وهي التكرار، فيذكر أن «الشناقطة» يكررون الصفحة الواحدة 280 مرة، فهم يكررون تلك الصفحة مشيًا 70 مرة، وقيامًا 70 مرة، وقعودًا 70 مرة، وعلى جنوبهم 70 مرة، كما يذكر عن الشيخ حمود الصوافي (حفظه الله) أنه يكرر الصفحة الواحدة من 100 إلى ألف مرة.
أما الطريقة التي أتبعها أني أراجع القرآن كل يوم 5 أجزاء، وأختم المصحف كاملا في 6 أيام، ولا توجد طريقة أخرى إلا هذه الطريقة، فيجب أن يتعهد الإنسان ويراجعه باستمرار، وقد التقيت بالكثير من الحفظة ووجدت أن الكل متفق على هذه الطريقة.
* ما الآية التي تتردد في ذهنك دائما؟ تجد نفسك تتلفظ بها دون أن تشعر؟
- الآيات التي أجدها تتردد في ذهني دائما هما آيتان الأولى: «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ» والآية الثانية هي «قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا»
* أمام هذا الكم الهائل من الملهيات ووسائل الترفيه واللعب.. ما هي الطرق والأساليب الحديثة التي تتبعونها في ربط الناشئة بالقرآن الكريم؟
- نعم هذه مسؤولية تقع على عاتق ولي الأمر، فعليه أن ينظم جدول ابنه ويكون مخصصا في هذا الجدول وقتًا كافيًا لتعلم كتاب الله وحفظه، حتى لا يجعل له فراغا، ذلك الفراغ الذي يجعله يحتاج إلى الهاتف والآيباد وغيرها من الأجهزة الحديثة، كما ينصح أن يأخذ ولي الأمر ابنه إلى الترفيه مثل رياضة كرة القدم والسباحة وركوب الخيل ورياضات الدفاع عن النفس، وألا يكون وقت الترفيه هو أن يعطيه الهاتف أو الآيباد.
* ما هي المسابقات القرآنية التي شاركت فيها؟ وهل تجد أن هذه المسابقات حافز للحفظ ولتجويد الحفظ؟
- أما في ما يتعلق بالمشاركة في المسابقات القرآنية فهي كثيرة، فقد شاركت في مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم لأربع سنوات، فشاركت في دورتها السادسة والعشرين عام 2016، شاركت في مستوى حفظ 12 جزءا، وحصلت على المركز الثاني، وفي دورتها السابعة والعشرين، شاركت في مستوى حفظ 18 جزءا، وحصلت على المركز الأول، وكذلك حصلت على المركز الأول على مستوى حفظ 24 جزءا في دورتها الثامنة والعشرين، كما حصلت على المركز الأول على مستوى حفظ القرآن الكريم كاملا في دورتها التاسعة والعشرين عام 2019.
كما شاركت في مسابقة البراعم لحفظ القرآن الكريم في صلالة وحصلت على المركز الثاني، وحصلت على المركز الثالث في مسابقة خريف صلالة لحفظ القرآن الكريم، وكذلك شاركت في مسابقة أولاد آدم، وحصلت على المركز الأول في التلاوة، وحصلت على المركز الأول في حفظ نصف القرآن، وحصلت على المركز الثاني في حفظ القرآن كاملا، في دوراتها المختلفة، كما حصلت على المركز الأول في مسابقات صحار والباطنة، وهي مشاركات كثيرة.
وفائدة هذه المسابقات أنها تجعلك تثبت حفظك وتتقنه، لأنه فيها منافسة في إتقان حفظ كتاب الله.
* كيف يتم استعداد الحفاظ للمشاركة في المسابقات الدولية لحفظ القرآن الكريم؟
- هنالك طرق كثيرة للاستعداد للمسابقات، ولكن الطريقة التي كنت أتبعها، أنه يجب في البداية أن تعرف المستوى الذي تشارك فيه وكم عدد الأجزاء المقررة للحفظ، وسوف أذكر مثالًا إذا كان المتسابق مشاركا في مستوى حفظ 12 جزءا، ففي البداية لا بد أن أحسب الفترة الزمنية المناسبة للمراجعة، فمثلا أوزع الجزء الواحد لمراجعته في أربعة أيام، أي أحتاج في البداية 48 يوما، وبعد الانتهاء من هذه العملية أقوم مرة أخرى بتقسيم 12 جزءا على 24 يوما بحيث أقسم الجزء في يومين، وبعد هذه المرحلة أقوم بمراجعة كل يوم جزءا، وأكرر مراجعته في اليوم بما لا يقل عن 7 مرات، وفي هذه المرحلة أختم 12 جزءا في 12 يوما، وبعد ذلك أزيد الكم وأقلل الفترة الزمنية، فأراجع 12 جزءا في 6 أيام، أي بمعدل كل يوم جزأين، ثم أراجع 3 أجزاء في أربعة أيام، ثم أراجع أربعة أجزاء في أربعة أيام إلى أن أصل لمرحلة أن أراجع 6 أجزاء في يومين، وأظل على هذا إلى أن تحين المسابقة، أي أنني أحتاج للاستعداد للمسابقة في فترة زمنية لا تقل عن 4 أشهر، وهذه الطريقة يطبقها أقوى الحفظة في سلطنة عمان وخارجها.
* ما هي المشروعات المستقبلية التي تطمحون إلى تحقيقها والتي تخص كتاب الله؟
- المشروعات هي ضبط حفظ القرآن، ثم تعلم القراءات العشر الصغرى، ثم تعلم القراءات العشر الكبرى، ثم أسجل ختمات قرآنية بصوتي ثم أعمل استوديو وأسجل ختمات للقراء المعروفين وغير المعروفين في سلطنة عمان، ثم أعلم أبنائي حفظ كتاب الله، ثم أعلم أبناء المجتمع.