أعمدة

بشفافية.. مشاهد من رمضان

WhatsApp Image 2022-04-06 at 1.51.14 PM
 
WhatsApp Image 2022-04-06 at 1.51.14 PM
كل عام وأنتم بخير، دخل علينا شهر الرحمة والغفران ونحن نصوم اليوم خامس أيامه، بجمالها وروحانياتها، رمضان هذا العام مختلف، بما حمله من تفاؤل وبهجة، بعد أن عشنا رمضان لعامين ونحن تحت وطأة الهلع من فيروس كورونا، لذلك وعلى الرغم من أننا تجاوزنا الكثير من الصعاب وولت الكثير من الحواجز والإغلاقات، يبقى الحذر واجبا.

في رمضان دائما تكون الفرص متاحة للكثير من التغيير الإيجابي إلى ما هو أفضل خصوصا في الجوانب الاجتماعية والإنسانية والصحية، ففي هذا الشهر الفضيل يقف الإنسان مع نفسه وقفات، يمكن من خلالها أن تكون بداية التغيير الحقيقي إلى الأفضل .

الكثير من المشاهد في واقع الحياة الرمضانية بحاجة إلى تغيير، فموضوع (الساعة الأخيرة)، والتزاحم أمام المحلات قبل الإفطار والسرعة الهائلة قبل دقائق من أذان المغرب بحاجة إلى تغيير، فلا شيء يستحق كل ذلك، الإفطار يمكن أن يكون حتى في السيارة، ومائدة الإفطار من الممكن أن يكتفي الإنسان فيها بما تيسر، فلماذا يعرض الإنسان نفسة وغيره للخطر والتزاحم ؟.

مشاهد ومقاطع تتداول لارتفاع أسعار الطماطم، كيف لا يكون هناك ارتفاع ونحن نتزاحم على الأسواق في مشهد يتكرر مع كل مناسبة ؟ هنا الموضوع أبعد من كونه ارتفاعا في الأسعار لصندوق الطماطم ليصل إلى سلوك من الضروري تغييره، كوننا مجتمعا يتصف بالرقي والثقافة والذوق، فكيف لنا أن نتزاحم على الأسواق بطريقة أشد من فترات ما قبل الصوم ؟!، خصوصا وأن الصوم فرصة للتخفيف من الطعام و من أساسياته الشعور بطعم الجوع والابتعاد عن الولائم العامرة بالملذات، والاقتداء بالسلف الصالح في عيشهم وطريقة صومهم وإفطارهم، وإذا كنا إلى الآن لم نكتسب ثقافة للتسوق والاستهلاك مغايرة عن الثقافة التي نعيشها، اعتقد بأن الظروف المعيشية كفيلة بأن تولد لدينا ثقافة استهلاكية مغايرة عن هذه التي نعيشها حاليا .

سريعة تكون هواتف ـ البعض ـ لتلتقط كل صغيرة وكبيرة لأي مشهد (سلبي)، فمع بداية رمضان كانت أبرز المقاطع المتداولة لارتفاع أسعار الـ (الطماطم)! مشهد يعرض فيه وافدون صناديق الطماطم في ظروف مخالفة حتى لأبسط طرق البيع، لم يلتفت المصور لموضوع طريقة البيع و المكان والمخالفة، لكنه انهمك في سرد تفاصيل ارتفاع سعر صندوق الطماطم .. متناسيا الحس بالمسؤولية تجاه مثل هذه المقاطع ومدى تأثيرها على الواقع العام للمجتمع خصوصا وأننا على أبواب شهر فضيل !؟ .

صفوف المصلين تقف متوجهة لله سبحانه وتعالى، وهناك من يتجاوز كل تلك الصفوف ليتربع في المقدمة، بعدها يتجاوز الصفوف مرة أخرى ليخرج شاقا كل الصفوف !.

هذا العام ومع بداية رمضان كان مشهد الازدحام المروري، أشد من أي فترة من فترات العام، ومع انتصاف شهر رمضان اعتقد بأن الزحمة سوف تتضاعف، والآمال معقودة على أن يفكر القائمون على مشاريع الطرق خصوصا في مسقط، بطريقة يشارك فيها أفكار المختصين و طلبة الجامعات المتخصصين في دراسة النماذج الحضرية في المدن، ولدى طلبة جامعة السلطان قابوس من الأفكار والدراسات ما قد تفيد المسؤولين حول تنفيذ الطرق وكيفية التخلص من حالة الازدحام المروري الدائم، فهل لدى الجهات المعنية (عزم) على الأخذ بهذه الدراسات والمشاريع والأفكار، وإعطاء ذوي الخبرة جزءا من المشورة عند البدء في تنفيذ أي مشاريع تخص الطرق؟ أتمنى ذلك، ويبقى تطبيق نظام الدوام المرن خطوة للتقليل من الازدحام .

عودة الدراما العمانية في رمضان أعادت الأجواء الجميلة الرمضانية التي افتقدناها منذ سنوات، خطوة بالاتجاه الصحيح نتمنى أن تستمر، (اسمع وشوف) مسلسل جاء ليسد الفراغ الذي يسود الشاشة العمانية منذ سنوات وخلوها من مسلسل بوجوه عمانية، فكيف بمسلسل جاء و هو يضم كوكبة من الفنانين في عمل واحد؟ أجزم بأنها خطوة غطت الفراغ تماما .

كثير من الجوانب بحاجة إلى وقفة، أولا مع الذات ومن ثم مع مشاهد من واقع الحياة اليومية، فجميل أن نكون دائما أمام واقع الحياة ونشاهدها من عدة جوانب لتكتمل الصورة أمامنا، وجميلة عودة تجمعنا على الشاشة العمانية ونحن في أيام رمضانية جميلة ونشاهد مسلسلا عمانيا، يذكرنا بالماضي الجميل، الذي نترقب فيه مع كل رمضان مسلسلا جديدا.

وكل عام وأنتم بخير.