عمان اليوم

الإجهاض المتكرر.. هاجس يؤرق النساء

مخاطر حدوثه تزداد مع التقدم في السن

 


  • د. مريم الشبيبية: 60 بالمائة يتعرضن لفقدان الحمل المتكرر دون معرفة الأسباب




الإجهاضات المتكررة كابوس يؤرق كثيرا من النساء ويحرمهن فرحة إتمام الحمل. والإجهاض قد يحدث تلقائيًا دون سبب أو بسبب ظرف صحي تتعرض له المرأة الحامل. ووفقا للأطباء، إذا تعرضت المرأة للإجهاض فإن فرصتها في الحصول على حمل ناجح لا تختلف عن أي أنثى أخرى لم تجرب الأمر.

عن حالات الإجهاض وأسبابها وطرق تشخيصها، قالت الدكتورة مريم بنت سالم الشبيبية استشارية أمراض النساء والولادة، بالمستشفى السلطاني: إن فقد الحمل يعتبر من الهواجس التي تقلق كل حامل مرت بتجربة سابقة مشابهة، فتعيش في قلق دائم من خطر تكرار فقد الحمل، والإجهاض هو فقدان الحمل التلقائي قبل الأسبوع العشرين من عمر الحمل. كما أن معظم النساء اللائي مررن بتجربة فقد الحمل قد أنجبن أطفالًا فيما بعد.

وأوضحت الدكتورة مريم في حال تكرر فقد الحمل ثلاث مرات أو أكثر بشكل متتابع فإن هذا يعتبر فقدان حمل متكرر، وعندها ينصح بعمل الفحوصات اللازمة لمعرفة ما إذا كان هناك سبب للفقد المتكرر أو لا.


  • أعراض وأسباب





وبينت الدكتورة مريم أن الأعراض التي تسبب الإجهاض هي النزيف المهبلي، وألم بالبطن أو أسفل الظهر، أو خروج سوائل أو أنسجة من المهبل، لأسباب وراثية بوجود خلل جيني في الزوجين، وتشكل 3 إلى 8 بالمائة من حالات فقدان الحمل المتكرر، ومن المهم معرفة أن التقدم في السن يُعد سببًا في حدوث خلل جيني في كروموسومات البويضة، وبالتالي تؤدي إلى خلل بتركيبة المادة الوراثية بالجنين المتكون، حيث أن نسبة فقد الحمل في سن أصغر من 35 سنة يتراوح من 16 إلى 20 بالمائة، في حين تزيد إلى 40 بالمائة في سن الأربعين، و80 بالمائة في عمر 45 سنة.

أما الأسباب التشريحية كوجود تشوه خلقي في تجويف الرحم (كالحاجز) أو وجود ورم ليفي داخل تجويف الرحم، أو التصاقات في تجويف الرحم، وعادة ما يحدث فقدان الحمل في هذه الحالات بعد الأسبوع الثاني عشر من الحمل، وقصور عنق الرحم.

وأضافت الشبيبية: إن من أسباب فقدان الحمل المتكرر أيضًا اختلال وظائف الغدد الصماء مثل عدم انتظام السكر، وما ينتج عنه من مضاعفات من بينها حدوث تشوهات في الجنين، وأمراض الغدة الدرقية.

أما الأسباب الدموية فهي حدوث جلطات دموية صغيرة في الرحم (انغراس المشيمة)، وبالتالي يقلل من نسبة الأوكسجين التي تصل إلى الجنين، ومن الأمثلة على ذلك متلازمة تخثر الدم، ومتلازمة أضداد فوسفوليبيد. وهناك أسباب أخرى مثل متلازمة تكيس المبايض، وإصابات جرثومية أو فيروسية (عادة لا تسبب فقدان حمل متكرر)، وأسباب مناعية (وجود أجسام مضادة تهاجم الحمل)، ونمط الحياة كالسمنة والتدخين وتناول الكحوليات.


  • خطة العلاج




فيما يتعلق بالفحوصات اللازمة وخطة العلاج المتبعة تقول دكتورة مريم: ينصح بالمتابعة مع طبيب مختص بفقدان الحمل المتكرر الذي يحدد نوعية الفحوصات المطلوبة على حسب عمر الحمل التي وقع فيه الفقد، والأسباب المتوقعة لكل حالة على حدة، ومن المهم معرفة أنه لا توجد ضرورة لعمل جميع الفحوصات لكل حالة من الحالات، لذلك وجب التنبيه على أن يكون تقييم الأسباب، وعمل الفحوصات ورسم خطة العلاج (للحمل القادم) من قبل الطبيب المختص.

وتابعت أنه عادة لا يوجد ما يمكن فعله لتجنب فقد الحمل، ولكن يجب التركيز على الاهتمام بالصحة العامة، وتجنب السمنة والتدخين، وتناول الفيتامينات المتعددة يوميًا، وفي حالة وجود حالة مزمنة فيجب الحرص على المتابعة مع الفريق الصحي المختص للسيطرة عليها.


  • الإجهاض القانوني





تقول الدكتورة بدرية الفهدية استشارية أمراض نساء وولادة: وفقًا للقانون لا يجوز لمزاول مهنة الطب، والمهن الطبية المساعدة القيام بكل ما من شأنه أن يؤدي إلى إجهاض امرأة حامل، وتستثنى من ذلك الحالتان الآتيتان:

إذا كان في استمرار الحمل خطر جسيم يهدد حياة الأم، أو يصيبها بمشقة مرضية بالغة لا تقدر على تحملها.

إذا ثبت تشوه الجنين تشوها خطيرًا غير قابل للعلاج، بناءً على تقرير من لجنة طبية تتكون من ثلاثة أطباء متخصصين.