مشاهدة الأطفال لمقاطع العنف والرعب.. بين إدمان الأبناء ومخاوف الآباء!
تؤثر سلبا على أعصاب الدماغ والعين وتدفع للانطوائية والعزلة
الجمعة / 21 / شعبان / 1443 هـ - 18:15 - الجمعة 25 مارس 2022 18:15
ـ فيديوهات السوشيال ميديا وضعت بشكل عشوائي لا تلجمها القوانين ولا الأعراف
ـ تطرأ تغيرات سلوكية على الطفل حيث ينفعل وتظهر عصبيته في أبسط الأمور
ـ الأطفال الذين يعانون من القلق هم أكثر عرضة للتأثر سلبا بأفلام الرعب
«عمان»:
قلق وذعر واضطراب في النوم للأطفال، تعود أسبابها نتيجة للمشاهدة غير الصحية من أفلام ومقاطع فيديوهات تتسم بالعنف والرعب، وبالرغم من ذلك يرى بعض أولياء الأمور أن تلك المشاهدات قد تكون لها أبعاد إيجابية طالما أنها تحت المراقبة.
«عمان» استطلعت الآراء حول المتابعة المفرطة للأطفال لمقاطع الرعب والعنف وتأثيراتها النفسية على الصحة والسلوك، ويرى البعض أن المتابعة المفرطة لهذه المقاطع من قبل الأطفال تشكل تهديدا حقيقيا على السلوك وتعزز واقع الاضطراب النفسي لدى الأطفال مما يعزز من أهمية تفعيل الجوانب الرقابية، مع إتاحة الفرصة لمشاهدة المقاطع التعليمية المفيدة بما يعزز قدرة الطفل على مواجهة الواقع في المستقبل وإضافة معلومات مفيدة لمعارفه التعليمية والفكرية المختلفة.
تأثيرات سلبية
يرى محمد بن علي المقبالي أن هناك تأثيرات سلبية عديدة لمشاهدي الأفلام المرعبة، حيث نجد الكثير من الأبناء يفرطون في مشاهدة الأفلام المخيفة، وتتعدد سلبيات هذه الآفة وفي مقدمتها القلق والإضرابات النفسية خاصة أن العديد من الأبناء يسهرون الليالي في مشاهدة الأفلام ولساعات طويلة، بما يسبب لهم الأرق المستمر، إضافة إلى أن أغلب الاضطرابات النفسية وصعوبات النوم يعاني منها الأبناء في الوقت الراهن حيث ينتج الجسم نسبة كبيرة من هرمون الإدرينالين الناتجة عن متابعة مشاهد التشويق والرعب، فعند مشاهدة فيلم مخيف مثلا يكون نتاجه زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما يسهم في اضطرابات عقلية وصحية، إضافة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من القلق هم أكثر عرضة للتأثر سلبا بأفلام الرعب.
وأضاف المقبالي قائلا: إذا تناولنا الإفراط المتفشي بين الأبناء في متابعة اليوتيوب نجد أنهم يتابعون مشاهد منوعة من الرعب والقتال، حتى في الألعاب لذا يصبح عقل الطفل متبلدا للمشاعر وفاقدا للعاطفة بشكل كبير حيث تتأثر عقليته تدريجيا كما يتعكر مزاجه كثيرا، ولا يخفى أيضا التغييرات التي تطرأ على سلوكيات الطفل بين أسرته حيث ينفعل وتظهر عصبيته في أبسط الأمور، إضافة إلى الشرود الذهني الذي يلازم مدمني مشاهدة الأفلام المرعبة.
الإثارة والتوتر
من جانبه قال المعتصم العزري: نعم هناك متعة حقيقية في مشاهدة أفلام الأكشن والجرائم، تشعل الحماس والتوتر في الوقت نفسه وهو ما نبحث عنه لاختيار نوع الفيلم الذي نرغب في متابعته، وقد لا يروق للبعض مشاهدة فيلم بارد الأحداث يشعرك بالملل والنعاس، ولكن في الواقع أن أفلام الحركة لها جانب سلبي وتأثير مباشر على صغار السن حيث تتركز كل المشاهد في الدماغ، مما يسبب كوابيس وأحلام ليلية مخيفة لهم، علاوة على ذلك قد تتغير طباعهم نحو العنف في التعامل مع الآخرين كمحاولة تقليد أبطال الأفلام، وعلى المدى البعيد قد تنغرس لديهم نزعة إجرامية.
وقالت رحمة بنت ناصر الحاتمية: إن مشاهدة الأطفال لمثل هذه الأفلام لها تأثيرات سلبية خطيرة على عقل وجسم الطفل، حيث أصبح تطور صناعة الأفلام مخيفا جدا، فكمية مشاهد القتال والعنف فيه تكاد لا تنتهي، ويظل تركيز الطفل عاليا طول مشاهدته لها مما يؤثر سلبا على أعصاب الدماغ والعين، بالإضافة إلى أن مداومته عليها يزيد من تعلقه بها وجعله إنطوائي منعزل، ولا يندمج مع المحيطين من حوله، فتسلب منه براءة الطفولة وحب التعلم والاكتشاف والاندماج في متاهات هذه الأفلام، ومن خلال تجربتي مع أبنائي فقد بدأت ألاحظ كمية الخوف وتغير بعض سلوكياتهم بعد مشاهدة مقاطع من أفلام الرعب، تصل أحيانا إلى الصراخ أثناء نومهم، مما سبب لي القلق الشديد ومن هنا اتخذت قرارا بمنعهم من الاستمرار في مشاهدتها واستبدالها بمقاطع تعليمية مشوقة تجذب انتباههم ويستفيدوا منها في نفس الوقت.
الدفاع عن النفس
أما جوخة بنت موسى الفارسية فكان لها رأي مختلف فهي مع مشاهدة الأطفال لبعض أفلام العنف وحكت تجربتها فقالت: ابني كان يتعرض في المدرسة لمضايقات من قبل زملائه وأحيانا تصل للضرب، فلاحظت أنه بدأ مشاهدة أفلام المصارعة المناسبة وعندما سألته عن السبب، أجاب أنه يريد أن يتعلم كيف يحمي نفسه في المدرسة ويعتبر المصارعة طريقة سهلة لتعلم أساليب مختلفة للدفاع عن النفس، وفعلا استفاد كثيرا منها وبدأت حالات المضايقة له تقل وزادت ثقته بنفسه أمام الآخرين
وشاركها الرأي ماجد بن هلال النوفلي فقال: إن مشاهدة أفلام العنف والرعب للأطفال تقوي جهاز المناعة لديهم، فمع استمرارهم لمشاهدتها تصبح المشاهد عادية مع الوقت ولا تؤثر عليهم سلبا، بالإضافة إلى أن مشاهدة شيء ذي طابع مخيف ومرعب من خلال الشاشة يمنحهم أيضا شعورا بالسيطرة على الخطر والتعود عليه.
حس المسؤولية
وتقول أمل الصخبورية: إن الاعتدال والانتقاء الصحيح دائما ما يكون ناجحا، في التعامل مع البرامج والتقنيات الحديثة، فثمة برامج هادفة ومفيدة قائمة على برامج اليوتيوب لا ينكرها أحد، ولكن في المقابل الإدمان على برامج وفيديوهات اليوتيوب تبني جدارا غير مرئي بين الأبناء وبين محيطهم، وتفقدهم حس المسؤولية، وعدم إدراك قيمة الوقت فتشيع الفوضى في جدولهم اليومي، وإذا كانت تلك البرامج تحمل طابع عنف وعدوان فالطامة أدهى وأمرّ.
تقول شيماء بنت علي القرنية: لا ننكر أن اليوتيوب سلاح ذو حدين، حيث إنه يعد مصدرا من مصادر المعرفة بطريقة لا يستهان بها، فالأجيال الحديثة تجد لديها مهارات عالية في استخدام التكنولوجيا ككل واليوتيوب بشكل خاص في سن مبكرة جدا، بعكس الأجيال السابقة، في المقابل أيضا لليوتيوب دور كبير في التأثير على الأطفال من عدة جوانب منها التأثير على اللغة المستخدمة، فقد تجد الطفل يستخدم لغة ركيكة مصدرها برامج اليوتيوب فتارة يستخدم لغة أخرى لا عربية ولا حتى أجنبية، واستخدام ألفاظ غير جيدة مثل «سوف اقتلك، وأكرهكم» وغيرها، وأيضا يؤثر على السلوك فتجد الأطفال يسيئون التصرفات كالعنف والضرب والتكسير والعداونية في التعامل مع أقرانهم، وأضافت يجب أن نركز على سن ما قبل المدرسة، فالإفراط في مشاهدة اليوتيوب قد يساهم في تكوين شخصية الطفل وتنشئته فقد تجد الطفل لديه قيم وعادات مختلفة جدا غير التي نشأ عليها، ومن هنا أكدت القرنية على أهمية الرقابة المكثفة من الوالدين على مثل هذه الأمور.
تأخر النطق !
وأشارت سعاد بنت عبدالله الصخبورية، أن اليوتيوب يعتبر من مواقع التواصل المهمة لما له من تأثير في اكتساب مهارات جديدة والاطلاع على عدة ثقافات وتوسيع المدارك، إلا أن الإفراط والمبالغة في استخدامه لها تأثيرات سلبية على سلوكيات الأبناء وتوسيع الفجوة بين جيل الأبناء والآباء، وترى الصخبورية أن الإفراط في مشاهدة الأطفال لأفلام الرعب والمصارعة وبالأخص المقاطع الصامتة له تأثير قوي في تأخر النطق لدى الأطفال واكتساب سلوكيات عدوانية.
تشاركها رأيها وفاء بنت سالم الحنشية بقولها: مما لا شك فيه إن الاستخدام المفرط لليوتيوب له تأثيرات سلبية على الأبناء لا سيما مع اختفاء الرقابة أو مشاركة الأبناء ما تتم مشاهدته، ومع أن هذا الجيل جيل واعٍ لدرجة كبيرة إلا أنه يفتقد للكثير من المقومات التي ساهمت مسبقا في تقويم الأجيال السابقة، والتي كانت تقدم محتوى له غاية علمية، ثقافية وتربوية هادفة، كما إن أفلام الرعب والمصارعة التي دخلت على هيئة ألعاب إلكترونية أو مواقع يوتيوبية لمن شاهدها من الآباء سيدرك أن بعضها ملغم بما هو غير صحي لأبنائنا.
أفكار مشوشة !
تقول فخرية بنت خميس المعشرية: إن محتوى موضوع قنوات اليوتيوب وبعض القنوات الأخرى المشابهة لمحتوياته وضعت بشكل عشوائي لا تلجمه القوانين ولا الأعراف، فتجد ما هو غث وسمين وما هو جيد ومدروس، وإن لهذه القنوات أثرا كبيرا على الجيل الناشئ الذي لا يجد ما يثري فكره ولا يغذي عوده الغض، ومن أهم المحتويات المؤثرة على أطفالنا هي أفلام الرعب والمصارعة، حيث إنها تحجر تلك الطفولة اللينة فيصبح الطفل مشحونا بالقسوة والأفكار المشوشة لما تعرضه من لقطات مرعبة وفيها من العنف الكثير، كما أنها تبيح القتل والضرب وسفك الدماء، وقد يعتاد على رؤية هذه المناظر الخارجة عن الفطرة المعتادة.
وترى ابتسام بنت سالم العبرية: أنه لا شك في أن المشاهدة المستمرة لقنوات السوشيال ميديا تؤثر سلبا على الأبناء، بين ما يهدم ثقة ما تربى عليه وبين تكوين شخصية جديدة لم يألفها ولم يتربَ عليها، فكل ما يشاهده الأبناء ينعكس على شخصيتهم سواء كان بالإيجاب أو بالسلب، أما بالنسبة لأفلام الرعب فإنها تهدم الثقة وتبني شخصية مهزوزة لا يستطيع معها الفرد مجابهة الحياة بمفرده، فقد تراكمت في مخيلته أشياء لا وجود لها على الإطلاق في الواقع، وهذا يجعل الشخص لا يقوى على عمل أي شيء، أما المصارعة فإنها تجعل الأبناء ينتحلون شخصيات لا تلائم أعمارهم وتغرس فيهم حب العنف وقد يثار غضبه لأي سبب كان.
ـ تطرأ تغيرات سلوكية على الطفل حيث ينفعل وتظهر عصبيته في أبسط الأمور
ـ الأطفال الذين يعانون من القلق هم أكثر عرضة للتأثر سلبا بأفلام الرعب
«عمان»:
قلق وذعر واضطراب في النوم للأطفال، تعود أسبابها نتيجة للمشاهدة غير الصحية من أفلام ومقاطع فيديوهات تتسم بالعنف والرعب، وبالرغم من ذلك يرى بعض أولياء الأمور أن تلك المشاهدات قد تكون لها أبعاد إيجابية طالما أنها تحت المراقبة.
«عمان» استطلعت الآراء حول المتابعة المفرطة للأطفال لمقاطع الرعب والعنف وتأثيراتها النفسية على الصحة والسلوك، ويرى البعض أن المتابعة المفرطة لهذه المقاطع من قبل الأطفال تشكل تهديدا حقيقيا على السلوك وتعزز واقع الاضطراب النفسي لدى الأطفال مما يعزز من أهمية تفعيل الجوانب الرقابية، مع إتاحة الفرصة لمشاهدة المقاطع التعليمية المفيدة بما يعزز قدرة الطفل على مواجهة الواقع في المستقبل وإضافة معلومات مفيدة لمعارفه التعليمية والفكرية المختلفة.
تأثيرات سلبية
يرى محمد بن علي المقبالي أن هناك تأثيرات سلبية عديدة لمشاهدي الأفلام المرعبة، حيث نجد الكثير من الأبناء يفرطون في مشاهدة الأفلام المخيفة، وتتعدد سلبيات هذه الآفة وفي مقدمتها القلق والإضرابات النفسية خاصة أن العديد من الأبناء يسهرون الليالي في مشاهدة الأفلام ولساعات طويلة، بما يسبب لهم الأرق المستمر، إضافة إلى أن أغلب الاضطرابات النفسية وصعوبات النوم يعاني منها الأبناء في الوقت الراهن حيث ينتج الجسم نسبة كبيرة من هرمون الإدرينالين الناتجة عن متابعة مشاهد التشويق والرعب، فعند مشاهدة فيلم مخيف مثلا يكون نتاجه زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما يسهم في اضطرابات عقلية وصحية، إضافة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من القلق هم أكثر عرضة للتأثر سلبا بأفلام الرعب.
وأضاف المقبالي قائلا: إذا تناولنا الإفراط المتفشي بين الأبناء في متابعة اليوتيوب نجد أنهم يتابعون مشاهد منوعة من الرعب والقتال، حتى في الألعاب لذا يصبح عقل الطفل متبلدا للمشاعر وفاقدا للعاطفة بشكل كبير حيث تتأثر عقليته تدريجيا كما يتعكر مزاجه كثيرا، ولا يخفى أيضا التغييرات التي تطرأ على سلوكيات الطفل بين أسرته حيث ينفعل وتظهر عصبيته في أبسط الأمور، إضافة إلى الشرود الذهني الذي يلازم مدمني مشاهدة الأفلام المرعبة.
الإثارة والتوتر
من جانبه قال المعتصم العزري: نعم هناك متعة حقيقية في مشاهدة أفلام الأكشن والجرائم، تشعل الحماس والتوتر في الوقت نفسه وهو ما نبحث عنه لاختيار نوع الفيلم الذي نرغب في متابعته، وقد لا يروق للبعض مشاهدة فيلم بارد الأحداث يشعرك بالملل والنعاس، ولكن في الواقع أن أفلام الحركة لها جانب سلبي وتأثير مباشر على صغار السن حيث تتركز كل المشاهد في الدماغ، مما يسبب كوابيس وأحلام ليلية مخيفة لهم، علاوة على ذلك قد تتغير طباعهم نحو العنف في التعامل مع الآخرين كمحاولة تقليد أبطال الأفلام، وعلى المدى البعيد قد تنغرس لديهم نزعة إجرامية.
وقالت رحمة بنت ناصر الحاتمية: إن مشاهدة الأطفال لمثل هذه الأفلام لها تأثيرات سلبية خطيرة على عقل وجسم الطفل، حيث أصبح تطور صناعة الأفلام مخيفا جدا، فكمية مشاهد القتال والعنف فيه تكاد لا تنتهي، ويظل تركيز الطفل عاليا طول مشاهدته لها مما يؤثر سلبا على أعصاب الدماغ والعين، بالإضافة إلى أن مداومته عليها يزيد من تعلقه بها وجعله إنطوائي منعزل، ولا يندمج مع المحيطين من حوله، فتسلب منه براءة الطفولة وحب التعلم والاكتشاف والاندماج في متاهات هذه الأفلام، ومن خلال تجربتي مع أبنائي فقد بدأت ألاحظ كمية الخوف وتغير بعض سلوكياتهم بعد مشاهدة مقاطع من أفلام الرعب، تصل أحيانا إلى الصراخ أثناء نومهم، مما سبب لي القلق الشديد ومن هنا اتخذت قرارا بمنعهم من الاستمرار في مشاهدتها واستبدالها بمقاطع تعليمية مشوقة تجذب انتباههم ويستفيدوا منها في نفس الوقت.
الدفاع عن النفس
أما جوخة بنت موسى الفارسية فكان لها رأي مختلف فهي مع مشاهدة الأطفال لبعض أفلام العنف وحكت تجربتها فقالت: ابني كان يتعرض في المدرسة لمضايقات من قبل زملائه وأحيانا تصل للضرب، فلاحظت أنه بدأ مشاهدة أفلام المصارعة المناسبة وعندما سألته عن السبب، أجاب أنه يريد أن يتعلم كيف يحمي نفسه في المدرسة ويعتبر المصارعة طريقة سهلة لتعلم أساليب مختلفة للدفاع عن النفس، وفعلا استفاد كثيرا منها وبدأت حالات المضايقة له تقل وزادت ثقته بنفسه أمام الآخرين
وشاركها الرأي ماجد بن هلال النوفلي فقال: إن مشاهدة أفلام العنف والرعب للأطفال تقوي جهاز المناعة لديهم، فمع استمرارهم لمشاهدتها تصبح المشاهد عادية مع الوقت ولا تؤثر عليهم سلبا، بالإضافة إلى أن مشاهدة شيء ذي طابع مخيف ومرعب من خلال الشاشة يمنحهم أيضا شعورا بالسيطرة على الخطر والتعود عليه.
حس المسؤولية
وتقول أمل الصخبورية: إن الاعتدال والانتقاء الصحيح دائما ما يكون ناجحا، في التعامل مع البرامج والتقنيات الحديثة، فثمة برامج هادفة ومفيدة قائمة على برامج اليوتيوب لا ينكرها أحد، ولكن في المقابل الإدمان على برامج وفيديوهات اليوتيوب تبني جدارا غير مرئي بين الأبناء وبين محيطهم، وتفقدهم حس المسؤولية، وعدم إدراك قيمة الوقت فتشيع الفوضى في جدولهم اليومي، وإذا كانت تلك البرامج تحمل طابع عنف وعدوان فالطامة أدهى وأمرّ.
تقول شيماء بنت علي القرنية: لا ننكر أن اليوتيوب سلاح ذو حدين، حيث إنه يعد مصدرا من مصادر المعرفة بطريقة لا يستهان بها، فالأجيال الحديثة تجد لديها مهارات عالية في استخدام التكنولوجيا ككل واليوتيوب بشكل خاص في سن مبكرة جدا، بعكس الأجيال السابقة، في المقابل أيضا لليوتيوب دور كبير في التأثير على الأطفال من عدة جوانب منها التأثير على اللغة المستخدمة، فقد تجد الطفل يستخدم لغة ركيكة مصدرها برامج اليوتيوب فتارة يستخدم لغة أخرى لا عربية ولا حتى أجنبية، واستخدام ألفاظ غير جيدة مثل «سوف اقتلك، وأكرهكم» وغيرها، وأيضا يؤثر على السلوك فتجد الأطفال يسيئون التصرفات كالعنف والضرب والتكسير والعداونية في التعامل مع أقرانهم، وأضافت يجب أن نركز على سن ما قبل المدرسة، فالإفراط في مشاهدة اليوتيوب قد يساهم في تكوين شخصية الطفل وتنشئته فقد تجد الطفل لديه قيم وعادات مختلفة جدا غير التي نشأ عليها، ومن هنا أكدت القرنية على أهمية الرقابة المكثفة من الوالدين على مثل هذه الأمور.
تأخر النطق !
وأشارت سعاد بنت عبدالله الصخبورية، أن اليوتيوب يعتبر من مواقع التواصل المهمة لما له من تأثير في اكتساب مهارات جديدة والاطلاع على عدة ثقافات وتوسيع المدارك، إلا أن الإفراط والمبالغة في استخدامه لها تأثيرات سلبية على سلوكيات الأبناء وتوسيع الفجوة بين جيل الأبناء والآباء، وترى الصخبورية أن الإفراط في مشاهدة الأطفال لأفلام الرعب والمصارعة وبالأخص المقاطع الصامتة له تأثير قوي في تأخر النطق لدى الأطفال واكتساب سلوكيات عدوانية.
تشاركها رأيها وفاء بنت سالم الحنشية بقولها: مما لا شك فيه إن الاستخدام المفرط لليوتيوب له تأثيرات سلبية على الأبناء لا سيما مع اختفاء الرقابة أو مشاركة الأبناء ما تتم مشاهدته، ومع أن هذا الجيل جيل واعٍ لدرجة كبيرة إلا أنه يفتقد للكثير من المقومات التي ساهمت مسبقا في تقويم الأجيال السابقة، والتي كانت تقدم محتوى له غاية علمية، ثقافية وتربوية هادفة، كما إن أفلام الرعب والمصارعة التي دخلت على هيئة ألعاب إلكترونية أو مواقع يوتيوبية لمن شاهدها من الآباء سيدرك أن بعضها ملغم بما هو غير صحي لأبنائنا.
أفكار مشوشة !
تقول فخرية بنت خميس المعشرية: إن محتوى موضوع قنوات اليوتيوب وبعض القنوات الأخرى المشابهة لمحتوياته وضعت بشكل عشوائي لا تلجمه القوانين ولا الأعراف، فتجد ما هو غث وسمين وما هو جيد ومدروس، وإن لهذه القنوات أثرا كبيرا على الجيل الناشئ الذي لا يجد ما يثري فكره ولا يغذي عوده الغض، ومن أهم المحتويات المؤثرة على أطفالنا هي أفلام الرعب والمصارعة، حيث إنها تحجر تلك الطفولة اللينة فيصبح الطفل مشحونا بالقسوة والأفكار المشوشة لما تعرضه من لقطات مرعبة وفيها من العنف الكثير، كما أنها تبيح القتل والضرب وسفك الدماء، وقد يعتاد على رؤية هذه المناظر الخارجة عن الفطرة المعتادة.
وترى ابتسام بنت سالم العبرية: أنه لا شك في أن المشاهدة المستمرة لقنوات السوشيال ميديا تؤثر سلبا على الأبناء، بين ما يهدم ثقة ما تربى عليه وبين تكوين شخصية جديدة لم يألفها ولم يتربَ عليها، فكل ما يشاهده الأبناء ينعكس على شخصيتهم سواء كان بالإيجاب أو بالسلب، أما بالنسبة لأفلام الرعب فإنها تهدم الثقة وتبني شخصية مهزوزة لا يستطيع معها الفرد مجابهة الحياة بمفرده، فقد تراكمت في مخيلته أشياء لا وجود لها على الإطلاق في الواقع، وهذا يجعل الشخص لا يقوى على عمل أي شيء، أما المصارعة فإنها تجعل الأبناء ينتحلون شخصيات لا تلائم أعمارهم وتغرس فيهم حب العنف وقد يثار غضبه لأي سبب كان.