ثقافة

كتاب جديد يوثق حياة وسيرة الشيخ إبراهيم الكندي الممتدة من 1954 إلى 2018

شخصية عمانية تجاوزت عقدة العمى إلى رحاب البصيرة

 
«عمان»: صدر عن مكتبة الجيل الواعد كتاب «الشيخ الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي(1945- 2018)»، للدكتور محسن بن حمود الكندي، وهو كتاب يقدم صورة مكتملة لمناخات شخصية الشيخ الكندي وبيئات حياته وفكره، ويشتمل على إبداعاته المختلفة المشارب والاتجاهات.

ويقع في658 صفحة، وينضوي في حقل التاريخ الثقافي للشخصيات العلمية العمانية الأكثر حضورًا وإنتاجًا، وليس المقصود منه -كما يقول المؤلف- الغوص في غمار المباحث التخصصية التي يقدمها ولاسيما الفقهية والنحوية والتربوية والإعلامية، وإنما المقصود به رسم صورة كلية شاملة لحياة وتراث شخصية الشيخ العلامة إبراهيم الكندي بعيدًا عن قضايا التخصص في تلك العلوم التي عرف بها الشيخ وأبدع فيها.

وقد حاول المؤلف فيه بذل قصارى جهده الإحاطة بعبقريات الشيخ متعددة الأوجه: الأصولية والفقهية والنحوية واللغوية والإعلامية والخطابية والأكاديمية والاجتماعية وتحليل هذه الشخصية الجامعة لهذه العبقريات، فمهما كان تناوله لها كاملًا مكتملًا إلا أن الكتاب يظل عاجزًا عن سبر أغوار هذه الشخصية الفذة والغوص في محيطها الواسع.

وقد ترك المؤلف ذلك كله لذوي الاختصاص والدراية بتلك العلوم العميقة، مستفيدًا في الجانب التوثيقي والنظرات التوضيحية ممن لقيهم المؤلف وقدموا شهادات عنه.

ومن جانب آخر، فإن هذا الكتاب يأتي استكمالًا لجهود المؤلف الثقافية التي عني فيها بالبحث في فكر وتاريخ شخصيات أدبية وشعرية وإعلامية مماثلة، وقصد بها إظهار إنتاجها وبيان تأثيراتها في خريطة الثقافة العمانية في القرن العشرين؛ ولتكون دافعا للباحثين نحو مزيد من البحث والتقصي لتاريخ فردي مجيد سيبقى منارة عصر علمي زاهر عاشته هذه الشخصيات في الديار العمانية، وسجله التاريخ بعدهم بأحرف من نور.