عمان اليوم

دراسة: مناهج تقنية المعلومات لم يتم تحديثها لتتوافق مع التطور العالمي

استشرفت واقع التعليم الريادي وتكنولوجيا المستقبل بسلطنة عمان

 
- 28 % من تقنيات تكنولوجيا المستقبل فقط يتم تناولها في المناهج المدرسية

- الشهومي: قلة الكوادر البشرية المختصة وضعف التدريب أبرز صعوبات التعليم الريادي

حصدت الورقة البحثية بعنوان (واقع التعليم الريادي وتكنولوجيا المستقبل في التعليم المدرسي بسلطنة عُمان) جائزة أفضل ورقة علمية منشورة في قطاع التعليم والموارد البشرية لفئة الناشئين في الجائزة الوطنية للبحث العلمي في دورتها الثامنة لعام 2021م التي أجراها الباحث ياسر بن جمعة الشهومي مدير مدرسة فلاح بن محسن النبهاني بمحافظة الظاهرة ولاية عبري.

وقال الباحث ياسر الشهومي لـ«عمان»: إن هذه الدراسة تناولت التعليم المدرسي في سلطنة عمان من حيث تدريس تكنولوجيا المستقبل كنوع من التعليم الريادي لضمان ربط التعليم بريادة الأعمال ووظائف المستقبل، وتحليل مدى توفر الدروس في المناهج التي تتعلق بتكنولوجيا المستقبل، وتحليل أساليب تقديمها للطلبة، وتحديد مدى توفر أنشطة ومشروعات ريادية مخططة ومنظمة تقدم للطلبة في مجال تكنولوجيا المستقبل، وتحديد الصعوبات التي تواجه التعليم الريادي في مجال تكنولوجيا المستقبل بالتعليم المدرسي بسلطنة عمان.

مضيفًا: اهتمت الدراسة بتكنولوجيا المستقبل وهي من أبرز توجهات «رؤية عمان 2040» لمواكبة التطور والتوجه العالمي، حيث شملت عينة من مديرين المدارس لتحديد مدى الاهتمام بإدراج تقنيات المستقبل في الخطط المدرسية والإجراءات المدرسية لتفعيلها، بالإضافة إلى معلمي تقنية المعلومات لتحديد أساليب تدريس تكنولوجيا المستقبل، وأخصائي التوجيه المهني لتحديد دورهم في توجيه الطلبة نحو مهن ووظائف المستقبل وريادة الأعمال في مجال تكنولوجيا المستقبل، وأخصائي الأنشطة التربوية لدراسة دورهم في تفعيل المسابقات والأنشطة ذات العلاقة بتكنولوجيا المستقبل كالبرمجة والروبوتات وغيرها، والرعاية والاهتمام بالمجيدين في مجالات التقنيات الحديثة.

ويتابع الشهومي قائلًا: استخدمت هذه الدراسة عدة أدوات لجمع البيانات من بينها قائمة تكنولوجيا المستقبل التي تحتوي على (24) فقرة قدمت على شكل أربع استبانات لفئات عينة الدراسة الأربع، بالإضافة إلى مقابلات على شكل مجموعات من أجل تحقيق أهداف الدراسة التي هدفت إلى تحقيق واقع التعليم الريادي وتكنولوجيا المستقبل في التعليم المدرسي بسلطنة عُمان، ودراسة مدى توفر أنشطة ومشروعات ريادية مخططة ومنظمة لتدريب الطلبة في مجال تكنولوجيا المستقبل، ودراسة صعوبات التعليم الريادي في مجال تكنولوجيا المستقبل بالتعليم المدرسي بسلطنة عُمان، وإعداد مخطط الأدوار التكاملية لتعزيز التعليم الريادي في مجال تكنولوجيا المستقبل بالنظام التعليمي بسلطنة عمان، بالإضافة إجراء الدراسات عن واقع التعليم الريادي وتكنولوجيا المستقبل في التعليم المدرسي بسلطنة عمان وذلك للإسهام في تطوير نظام التعليم بما يتوافق مع التوجهات المحلية والدولية.

وتسعى الدراسة إلى إضافة التعليم الريادي في مجال تكنولوجيا المستقبل ضمن خطط وزارة التربية والتعليم عند إعداد المناهج، والاستفادة من مخطط الأدوار التكاملية لتعزيز التعليم الريادي في مجال تكنولوجيا المستقبل بالنظام التعليمي بسلطنة عمان.

وكشفت الدراسة البحثية عدم وجود تطبيق رسمي واضح لريادة الأعمال في مجال تكنولوجيا المستقبل بمدارس سلطنة عمان الحكومية إلى الآن، فهناك فقط ما يقارب 28% من تقنيات تكنولوجيا المستقبل يتم تناولها في المناهج المدرسية، وجلها يتم تقديمها للطلبة من خلال أسلوب نظري لا يحقق اكتساب المهارات اللازمة لريادة الأعمال، كما لاحظنا من خلال هذه الدراسة أن مناهج تقنية المعلومات لم يتم تحديثها بما يتوافق مع التطور والتوجه العالمي، فالعالم متجه نحو تدريس تقنيات المستقبل وتجاوز تعليم أساسيات تقنية المعلومات.

وحول النتائج التي خرجت بها هذه الدراسة البحثية يقول الباحث ياسر الشهومي: أظهرت النتائج أنه لا يوجد أي مشروعات أو أنشطة منظمة ومخططة لدى مديري المدارس وأخصائي الأنشطة التربوية و التوجيه المهني في مجال تكنولوجيا المستقبل لتدريب وتوجيه الطلبة في مجال تكنولوجيا المستقبل، مشيرًا إلى أن من أبرز الصعوبات التي تواجه التعليم الريادي بالمدارس قلة توفر الكوادر البشرية المختصة، وضعف التدريب للكوادر البشرية الموجودة، وغموض فكرة تطبيق ريادة الأعمال في مجال تكنولوجيا المستقبل في المدارس، وذلك بسبب عدم توفر القرارات المنظمة لتطبيقها وتحديد المسؤول عنها وآليات وإجراءات العمل بها.

وأوصت الدراسة بضرورة تشريب تكنولوجيا المستقبل بالمناهج الدراسية والتكامل بين الأنشطة التربوية وبرنامج التوجيه المهني لتدريب الطلبة على بعض التكنولوجيا التي لم يغطيها منهج تقنية المعلومات ضمن خطة استراتيجية للمدرسة، وتعزيز التعاون مع المؤسسات العامة والخاصة المتخصصة في مجال التكنولوجيا لدعم وتعزيز التعليم الريادي في مجال تكنولوجيا المستقبل من خلال التدريب والمسابقات، كما أوصت بتعزيز الإمكانات البشرية والمادية للمدارس في التعليم الريادي في مجال تكنولوجيا المستقبل، وضرورة تعميق دراسة كيفية تعليم تكنولوجيا المستقبل في المدارس، وتحديد المناهج الدراسية التي يفضل أن تتناولها والصفوف التي يفضل التدريس فيها، وقدمت محتوى الدروس التعليمية وآليات وأساليب تقديمها للطلبة لضمان خروجهم من التعليم المدرسي، وهم يمتلكون المهارات التقنية اللازمة التي تمكنهم من العمل في وظائف ومهن مرتبطة بتكنولوجيا المستقبل التي هي أساس وظائف المستقبل، ومواصلة البحث في الموضوعات التعليمية المرتبطة بمستقبل التعليم المدرسي.