السعادةُ قد تكمن في مُتعٍ صغيرةٍ جدا
الاحد / 2 / شعبان / 1443 هـ - 19:45 - الاحد 6 مارس 2022 19:45
«نحن نبحث عن السعادة بعمق ثم نجدها في أبسط الأشياء». المهاتما غاندي
يتصور البعض أن السعادة وجدت لتكون حكرًا على أناس بعينهم وهم «الأغنياء» أو فئة محدودة تمتلك مواصفات خاصة أن التفكير في الوصول إليها هو ضرب من الخيال فيما يرى آخرون أن السعادة هي الاستقرار العاطفي والذهني وما المال إلا وسيلة قد تُحسن من جودة الحياة.
ويحصر الفريق الأول مفهوم السعادة في حيز ضيق جدًا فهو لديهم لا يخرج عن الاستطاعة المالية والقدرة المادية دون أي اعتبار لأي جانب آخر فالعواطف كما يرون «لا تشتري بيتًا ولا سيارة ولا تأمنُ رحلات سفر إلى البلاد القصِية ولا تجلب التقدير والاحترام من البشر ولا شيء مما قلْ منذلك أو كثُر».
وإذا كان هؤلاء لا يصطفون بالمطلق مع الذين يعتبرون أن السعادة قد تكمن في مُتع صغيرة جدًا يستشعرها الشخص عندما « يمسكها بين يديه ولكن إذا تركها فسيعرف فورًا كبر حجمها ومدى أهميتها» كما يذهب «مكسيم جوركي» فإن لديهم أسبابهم التي لا يمكن لغيرهم تقدير مدى سطوتها وحضورها في حياتهم فهم من يعيشون التجربة وهم من يكابدون.
ولعله من البديهي أن يبحث الإنسان عن الجزء الذي يعتبر أنه مفقود في حياته ويناضل من أجل عيش حياة مثالية لكنه يغفل في أحايين كثيرة أن للسعادة مفاهيم متعددة وأنها لا تكمن فقط في تحقيق الثروات وجمع الأموال واللهاث وراء النجومية وأن لكل شيء ضريبته وكل ما هو مادي ذات لا محالة العدم.
أقول ذلك من باب أن الإنسان في الحقيقة لا يملك المال ولكن المال هو من يتملك الإنسان ويسيطر عليه وقد يُجمله أو يجعل منه قبيحًا حتى في الميراث فإن القاعدة التي لا جدال فيها أن المال هو من يرث الإنسان وليس العكس بدليل أن ثروات من هلكوا وأصبحوا نسيًا منسيًا لم تزل تُتداول في الأيدي والبنوك والمؤسسات المالية وستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ويحدث كثيرًا أن يمتلك الإنسان المال والوجاهة والحضور الاجتماعي لكن ماله يقف عاجزًا أمام حصوله على ابن واحد ولو صرف كل مقدراته وهذه المقدرات قد لا تجدي نفعًا في علاج طفله المعوق أو إن كان هو نفسه يُعاني إشكالًا صحيًا لم يجد له الطب حلًا وبالتالي توصد في وجهه كل المنافذ التي تحقق السعادة.
السعادة والمتعة قد تتمثلان في جلسة وُد مع حبيب أو مكالمة هاتفية طال انتظارها أو تناول فنجان قهوة مع إنسان استثنائي أو قراءة كتاب ولا يُشترط لإيجادهما كثرة الأموال أو السفر أو امتلاك أفخم السيارات واقتناء أثمن العطور والماركات رغم أهمية المال التي لا سبيل لنُكرانها في الحياة.
وطالما نحن بصدد الحديث عن المُتع الصغيرة أو البسيطة وقدرتها على تحقيق الشعور بالرضا والقناعة الداخلية التي لا سقف لها فإننا سنطرقُ باب أي بيت من بيوت ممن لا يراكمون الثروات ولا تُقلقهم الاتصالات ولا تُربكهم التقلبات من الذين لا يعرفون «البوفيه» و«الصُفرة» في عشائهم.. من البسطاء الذين عادة لا يخرج العشاء في بيوتهم عن الخبز والجبن و«بطاطس عُمان» أو الفول أو الفاصولياء» إذا تحّصل ذلك «سنجد هؤلاء بعد صلاة العشاء مُلتّفين حول بعضهم لا يفكر والدهم في انخفاض مؤشر البورصة ولا في تدني مبيعات شركته للسيارات ولا فيا لأنظمة والقوانين الجديدة التي تفرضها وزارة العمل وتأثيراتها على جلب عُمال جدد ولا ......».
من المؤكد أن رب هذا المنزل متواضع الحال يعيش متعه الصغيرة والخاصة والفريدة .. إنه يستمتع بملاطفات أطفاله ومذاكرة الدروس معهم والحديث إلى زوجته وهما يشربان الشاي في الصالة محدودة التأثيث حول كيف يمكن أن تكون الأسرة في حالٍ أفضل بعيدًا عن اللجوء إلى القروض قدر المستطاع.
سيتحدثان أيضًا وهما يجلسان سويًا يشاهدان التلفاز عن كيفية البدء في شراء متطلبات شهر رمضان وملابس العيد للأطفال في وقت مبكر تلافياً لأي أزمة مالية .. سيتبادلان موضوعات كثيرة مكرورة ربما لكنها تبعث فيهما الأمل لبناء مستقبل أفضل لأولادهما حتى يُسلمُ أفراد الأسرة أنفسهم للنوم بانتظار يوم جديد تتجدد فيه مُتعهم الصغيرة وأحلامهم الكبيرة وآمالهم البيضاء.
يتصور البعض أن السعادة وجدت لتكون حكرًا على أناس بعينهم وهم «الأغنياء» أو فئة محدودة تمتلك مواصفات خاصة أن التفكير في الوصول إليها هو ضرب من الخيال فيما يرى آخرون أن السعادة هي الاستقرار العاطفي والذهني وما المال إلا وسيلة قد تُحسن من جودة الحياة.
ويحصر الفريق الأول مفهوم السعادة في حيز ضيق جدًا فهو لديهم لا يخرج عن الاستطاعة المالية والقدرة المادية دون أي اعتبار لأي جانب آخر فالعواطف كما يرون «لا تشتري بيتًا ولا سيارة ولا تأمنُ رحلات سفر إلى البلاد القصِية ولا تجلب التقدير والاحترام من البشر ولا شيء مما قلْ منذلك أو كثُر».
وإذا كان هؤلاء لا يصطفون بالمطلق مع الذين يعتبرون أن السعادة قد تكمن في مُتع صغيرة جدًا يستشعرها الشخص عندما « يمسكها بين يديه ولكن إذا تركها فسيعرف فورًا كبر حجمها ومدى أهميتها» كما يذهب «مكسيم جوركي» فإن لديهم أسبابهم التي لا يمكن لغيرهم تقدير مدى سطوتها وحضورها في حياتهم فهم من يعيشون التجربة وهم من يكابدون.
ولعله من البديهي أن يبحث الإنسان عن الجزء الذي يعتبر أنه مفقود في حياته ويناضل من أجل عيش حياة مثالية لكنه يغفل في أحايين كثيرة أن للسعادة مفاهيم متعددة وأنها لا تكمن فقط في تحقيق الثروات وجمع الأموال واللهاث وراء النجومية وأن لكل شيء ضريبته وكل ما هو مادي ذات لا محالة العدم.
أقول ذلك من باب أن الإنسان في الحقيقة لا يملك المال ولكن المال هو من يتملك الإنسان ويسيطر عليه وقد يُجمله أو يجعل منه قبيحًا حتى في الميراث فإن القاعدة التي لا جدال فيها أن المال هو من يرث الإنسان وليس العكس بدليل أن ثروات من هلكوا وأصبحوا نسيًا منسيًا لم تزل تُتداول في الأيدي والبنوك والمؤسسات المالية وستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ويحدث كثيرًا أن يمتلك الإنسان المال والوجاهة والحضور الاجتماعي لكن ماله يقف عاجزًا أمام حصوله على ابن واحد ولو صرف كل مقدراته وهذه المقدرات قد لا تجدي نفعًا في علاج طفله المعوق أو إن كان هو نفسه يُعاني إشكالًا صحيًا لم يجد له الطب حلًا وبالتالي توصد في وجهه كل المنافذ التي تحقق السعادة.
السعادة والمتعة قد تتمثلان في جلسة وُد مع حبيب أو مكالمة هاتفية طال انتظارها أو تناول فنجان قهوة مع إنسان استثنائي أو قراءة كتاب ولا يُشترط لإيجادهما كثرة الأموال أو السفر أو امتلاك أفخم السيارات واقتناء أثمن العطور والماركات رغم أهمية المال التي لا سبيل لنُكرانها في الحياة.
وطالما نحن بصدد الحديث عن المُتع الصغيرة أو البسيطة وقدرتها على تحقيق الشعور بالرضا والقناعة الداخلية التي لا سقف لها فإننا سنطرقُ باب أي بيت من بيوت ممن لا يراكمون الثروات ولا تُقلقهم الاتصالات ولا تُربكهم التقلبات من الذين لا يعرفون «البوفيه» و«الصُفرة» في عشائهم.. من البسطاء الذين عادة لا يخرج العشاء في بيوتهم عن الخبز والجبن و«بطاطس عُمان» أو الفول أو الفاصولياء» إذا تحّصل ذلك «سنجد هؤلاء بعد صلاة العشاء مُلتّفين حول بعضهم لا يفكر والدهم في انخفاض مؤشر البورصة ولا في تدني مبيعات شركته للسيارات ولا فيا لأنظمة والقوانين الجديدة التي تفرضها وزارة العمل وتأثيراتها على جلب عُمال جدد ولا ......».
من المؤكد أن رب هذا المنزل متواضع الحال يعيش متعه الصغيرة والخاصة والفريدة .. إنه يستمتع بملاطفات أطفاله ومذاكرة الدروس معهم والحديث إلى زوجته وهما يشربان الشاي في الصالة محدودة التأثيث حول كيف يمكن أن تكون الأسرة في حالٍ أفضل بعيدًا عن اللجوء إلى القروض قدر المستطاع.
سيتحدثان أيضًا وهما يجلسان سويًا يشاهدان التلفاز عن كيفية البدء في شراء متطلبات شهر رمضان وملابس العيد للأطفال في وقت مبكر تلافياً لأي أزمة مالية .. سيتبادلان موضوعات كثيرة مكرورة ربما لكنها تبعث فيهما الأمل لبناء مستقبل أفضل لأولادهما حتى يُسلمُ أفراد الأسرة أنفسهم للنوم بانتظار يوم جديد تتجدد فيه مُتعهم الصغيرة وأحلامهم الكبيرة وآمالهم البيضاء.