الكتابات الغربية عن الإسلام وفكره ومحدّداته
الأربعاء / 21 / رجب / 1443 هـ - 19:02 - الأربعاء 23 فبراير 2022 19:02
برز في السنوات الخمس الماضية في العديد من الدول الغربية والولايات المتحدة، اهتمام لافت بالإسلام ونظمه وتشريعاته، وكأن الأمر جديد عليهم، ولم يتطرق إليه بعض الغربيين قبل ذلك بقرون خاصة الباحثين، وأصبح لا يمر أحد الشهور، إلا ويظهر كتاب جديد مترجم عن الإسلام، وأحيانا نجد في بعض الكتب نفسها مقارنته بالنظم الغربية، بالنظام السياسي الغربي: كالديمقراطية والعلمانية والتشريعات الوضعية وغيرها، وأخذت قضية الدولة والسلطة والسياسة والجانب الأكبر من الأطروحات في هذه المؤلفات، وهذا حدث بعد الربيع العربي في عام 2011، والذي ظهرت فيه الفكرة الإسلامية ومؤيدوها بشكل أوسع، يختلف عليه الحال في فترة الستينات وبداية السبعينات، ولفتت الكثير من المتابعين والباحثين في الغرب، من حيث البروز والشعبية التي كسبتها بعض هذه التيارات، والتي تنتمي للفكر الإسلامي الأكثر اعتدالا بالقياس إلى التيارات الأكثر تشددا وتطرفا، وظهرت في العديد من الدول العربية التي جرى فيها الحراك السياسي ثم الانتخابي.
ومن هذه الكتب التي صدرت كتاب:(الإسلام ضد الغرب) و(سقوط الدولة الإسلامية ونهوضها) و(إرهاب الإسلاموفوبيا) و(سياسات تقنين الشريعة) وغيرها من المؤلفات السياسية والفكرية التي لم تتوقف حتى الآن، وهذه النزعة بالاهتمام، سبق أن جرى بعد الثورة في إيران في عام 1979، وصدرت عشرات الكتب التي تحدثت عن ظاهرة عودة الدين مجددا بعدما ظن بعض الفلاسفة أن الدين سيختفي بعد عصر ما سميّ بـ(التنوير)، لكنهم ربما تفاجأوا بهذه القدرة على الحشد والتجييش والقبول الجماهيري لدى الكثيرين، وعلى القبول بهم بعد الانتخابات التي جرت في دول عربية وإسلامية.
ولا شك أن هذا الاهتمام، أظهر فشل الاستشراق في مهمته في معرفة الإسلام بصورة أكثر شمولا ودقة في نظمه وتشريعاته، وهذا الاستشراق المدعوم من الدول الاستعمارية، وسبق حملتها احتلال في أغلب البلاد العربية في القرنين الماضيين ـ كما أشرنا آنفا ـ وكتبوا مئات الكتب والدراسات والأبحاث المختلفة عن العرب والمسلمين، وأغلبها أعطت معلومات استخباراتية وجغرافية عن هذه الدول، وغيرها من المعلومات، مع أنهم كتبوا الكثير من المعارف والمخطوطات والتعرف على الشعوب وعاداتها، لكنهم لم يتعرفوا جيدا على هذا الدين وقدرته على التأثير في الإنسان المسلم، وقد اعترف العديد من الباحثين الغربيين بهذه السقطة المعرفية منهم، من هؤلاء المستشرقين، من خلال فكر الشعوب الإسلامية، وربما كتبوا من أجل أن يعرف الاستعمار طرقه وهيمنته وسبل السيطرة، وأظهر منذ عقد تقريبا مصطلح (الاستشراق الجديد)، الذي خلف الاستشراق التقليدي القديم. ومن الحق أن نذكر أن بعض المستشرقين كانوا منصفين وصادقين فيما كتبوه، وإن كانوا قلة منهم، ولم يأتوا للشرق خدمة للاستعمار، بل من أجل معرفة هذا الشرق وتاريخه العريق، وكونه مهدا للديانات السماوية، ويريد البعض منهم عن الآثار التي بقيت في دول عديدة، والتي ظهرت فيها العديد من الحضارات القديمة، والبعض أخذ بعض هذه الآثار للغرب لبيعها أو التي تم وضعها في متاحفهم، وهذا ما يتحسر عليه البعض من الغربيين، من أن الحضارات الكبيرة وجدت في الشرق، ولم توجد في الغرب!.
والذي لاقى ويلاقى الاهتمام من بعض الباحثين والسياسيين الغربيين، وهو: لماذا لا يقبل المسلمون أن يكون في قيمهم وتشريعاتهم الدينية والمدنية، مثل الديانة المسيحية التي تفصل بين الدين والدولة، أو لا يكون للدين رأي في السياسة التشريعية العامة أو التفريق بين الروحي والزمني أو عدم التداخل بينهما، وهذا ما يراد لهم أن يتحقق في عالم الإسلام،على كل المسلمين بطريقة كما هو في فكرهم الحديث، أي أن ما يطبقونه من قيم لديهم باعتباره هو الصواب، ومن يخالفهم هذه الأفكار هو المخطئ، لكن المسألة التي يتجاهلونها، هي أن الديانة المسيحية ديانة روحية، والمقولة الشهيرة للسيد المسيح عليه السلام (دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر)، تبرز مسألة الفصل بين الزمني والروحي، وهذه قضية تاريخية وضمن التراث الروماني القديم، مع أنهم ينتقدون المسلمين لماذا يأخذون قيم الدين من التاريخ الإسلامي القديم، وتسمى عندهم بـ (التاريخانية)، وتعني أدلجة التاريخ القديم، واستجلابه للعصر الحاضر مع أنهم هم الأسبق في الاحتفاظ بقيم تاريخهم القديم، والآخرون ليس لهم الحق مثلهم!.
والبعض من أبناء جلدتنا ممن تأثروا بفكر الغرب ورؤيته، كما أشرنا، يعتقد أن العلمانية مستحدثة، وكأنها جاءت في عصر الأنوار ومن انقلابه على الكنيسة الغربية، وهذا ليس صحيحا، فالعلمنة ظهرت في القرن الأول للمسيحية، مع دخول الإمبراطورية الرومانية في الديانة المسيحية، لكن بالنسبة للإسلام فالأمر مختلف تماما، لوجود التشريع في النصوص القطعية وليست الاجتهادية أو كما قال الفقيه الشهير شيخ الأزهر في الستينات: (الإسلام عقيدة وشريعة) وهذه الشريعة تحتاج إلى سلطة ومن ثم إلى دولة تملك حق تطبيق الأحكام الشرية أو التدبير، بحكم المفهوم عند الفقهاء القدماء، وهذا هو الفرق بين الإسلام والمسيحية، لكن أيضا في الإسلام،هناك تمييز بين الدين والدولة، أو بين المؤسسات الدينية والمؤسسات المدنية التي تدير الدولة، وكل مؤسسة من هذه المؤسسات لها عملها، ولها مهامها الإدارية والدينية، لا فصل بينهما ولا وصل تام، بل أن كل الدول الإسلامية في عصرنا الراهن هي التي تدير المؤسسة الدينية، وتدير شؤونها في كل الدول الإسلامية، أو ما قال العلامة ابن خلدون عن الاستخلاف في الإسلام:'خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به '. وهذا ما هو سائد عند المسلمين منذ العصر الأول الإسلامي.
وبعض ممن يريد أن ينحي نحو الغرب، ونقلد رؤيتهم في العلمنة، يفسرون أن عدم الفصل بين الدين والدولة، أو السياسة والدين أنها تعني أن الدولة ثيوقراطية كهنوتية، أو كما تسمى بـ (الحكم الإلهي)، كما فعلته الكنائس في الغرب قبل إقصائها، بعد ممارساتها في القرن الثامن عشر، وتحجيم دورها في الجانب الروحي، وهذا هو الدور الحقيقي للكنيسة الغربية، وجاء الإقصاء نتيجة لتدخلاتها في غير شؤونها، عندما خرجت عن مسارها خارج صلاحيتها، مثل تدخلها في قضايا العلم والسياسة والاختراع، وقتلت وتعسفت في ممارساتها عندما تطرح قضية علمية من المخترعين في الغرب، لكن الإسلام ليس له صراع بين الدين والعلم، بل هناك حديث نبوي يقول: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)، وقد جرت في القرن التاسع عشر عندما احتلت بعض الدول العربية من قبل الاستعمار البريطاني والفرنسي، وبدأ التحرك لتغريب المؤسسات التعليمية والثقافية والجامعات، وقام بعض الباحثين الغربيين بطرح النقاش حول أهمية تطبيق العلمانية والنظم الغريبة، وحاولوا إظهار مزايا الغرب الفكرية والثقافية، فتصدى لهم البعض من الغيورين من هذه الأمة، ومن هؤلاء الإمام محمد عبده،، الذي قام بالدور البارز في الرد على بعض هؤلاء الغربيين، وبعض المسيحيين العرب الذين انحازوا للغرب الفكري بحكم التقارب الديني، في مسألة نظرة الدين الإسلامي للعلم، ووقع هؤلاء في هذا الفهم الخاطئ، وهو أنه لا يوجد فصل بين الدين والدولة في الإسلام، ويعني أنها دولة ثيوقراطية أو الحكم الإلهي من خلال البشر وتقديس ما يطرحونه، وهذاه مغالطة واضحة، ولا تفرق بين رؤية الديانة المسيحية ورؤية الدين الإسلامي، من حيث التمايز والاختلاف، وهذا ما يسعى إليه الغرب من جعل العالم الإسلامي تابعا وملتحقا بفكره ورؤيته الثقافية وينسلخ تماما من كل ما يتميز به من تقاطعات فكرية في جوانب كثيرة، ولذلك جاءت ردود الإمام محمد عبده على مجادليه واضحة ومنطقية، على أفضل ما تكون الردود من حيث العمق والطرح الحصيف، وسعة المعارف الفكرية الإسلامية والغربية أيضا، تجاه ما طرحه بعضهم، خاصة المؤرخ والدبلوماسي الفرنسي 'ألبرت أوغست هانوتو'، واللبناني المسيحي: (فرح انطون)، وأدعو أن المسيحية أكثر انفتاحا من الإسلام، وتجاهل فرح انطون، ما فعل المسيحيون في المسلمين، في أسبانيا عندما سقط الحكم الإسلامي، وفعلوا فيهم ما تقشعر منه الأبدان، أو مما سماه بعض الغربيين بـ(محاكم التفتيش) في أسبانيا: إما التنصر أو القتل، أو الخروج قصرا، فأين هو هذا الانفتاح والتسامح والحريات العامة؟ وللحديث بقية...
ومن هذه الكتب التي صدرت كتاب:(الإسلام ضد الغرب) و(سقوط الدولة الإسلامية ونهوضها) و(إرهاب الإسلاموفوبيا) و(سياسات تقنين الشريعة) وغيرها من المؤلفات السياسية والفكرية التي لم تتوقف حتى الآن، وهذه النزعة بالاهتمام، سبق أن جرى بعد الثورة في إيران في عام 1979، وصدرت عشرات الكتب التي تحدثت عن ظاهرة عودة الدين مجددا بعدما ظن بعض الفلاسفة أن الدين سيختفي بعد عصر ما سميّ بـ(التنوير)، لكنهم ربما تفاجأوا بهذه القدرة على الحشد والتجييش والقبول الجماهيري لدى الكثيرين، وعلى القبول بهم بعد الانتخابات التي جرت في دول عربية وإسلامية.
ولا شك أن هذا الاهتمام، أظهر فشل الاستشراق في مهمته في معرفة الإسلام بصورة أكثر شمولا ودقة في نظمه وتشريعاته، وهذا الاستشراق المدعوم من الدول الاستعمارية، وسبق حملتها احتلال في أغلب البلاد العربية في القرنين الماضيين ـ كما أشرنا آنفا ـ وكتبوا مئات الكتب والدراسات والأبحاث المختلفة عن العرب والمسلمين، وأغلبها أعطت معلومات استخباراتية وجغرافية عن هذه الدول، وغيرها من المعلومات، مع أنهم كتبوا الكثير من المعارف والمخطوطات والتعرف على الشعوب وعاداتها، لكنهم لم يتعرفوا جيدا على هذا الدين وقدرته على التأثير في الإنسان المسلم، وقد اعترف العديد من الباحثين الغربيين بهذه السقطة المعرفية منهم، من هؤلاء المستشرقين، من خلال فكر الشعوب الإسلامية، وربما كتبوا من أجل أن يعرف الاستعمار طرقه وهيمنته وسبل السيطرة، وأظهر منذ عقد تقريبا مصطلح (الاستشراق الجديد)، الذي خلف الاستشراق التقليدي القديم. ومن الحق أن نذكر أن بعض المستشرقين كانوا منصفين وصادقين فيما كتبوه، وإن كانوا قلة منهم، ولم يأتوا للشرق خدمة للاستعمار، بل من أجل معرفة هذا الشرق وتاريخه العريق، وكونه مهدا للديانات السماوية، ويريد البعض منهم عن الآثار التي بقيت في دول عديدة، والتي ظهرت فيها العديد من الحضارات القديمة، والبعض أخذ بعض هذه الآثار للغرب لبيعها أو التي تم وضعها في متاحفهم، وهذا ما يتحسر عليه البعض من الغربيين، من أن الحضارات الكبيرة وجدت في الشرق، ولم توجد في الغرب!.
والذي لاقى ويلاقى الاهتمام من بعض الباحثين والسياسيين الغربيين، وهو: لماذا لا يقبل المسلمون أن يكون في قيمهم وتشريعاتهم الدينية والمدنية، مثل الديانة المسيحية التي تفصل بين الدين والدولة، أو لا يكون للدين رأي في السياسة التشريعية العامة أو التفريق بين الروحي والزمني أو عدم التداخل بينهما، وهذا ما يراد لهم أن يتحقق في عالم الإسلام،على كل المسلمين بطريقة كما هو في فكرهم الحديث، أي أن ما يطبقونه من قيم لديهم باعتباره هو الصواب، ومن يخالفهم هذه الأفكار هو المخطئ، لكن المسألة التي يتجاهلونها، هي أن الديانة المسيحية ديانة روحية، والمقولة الشهيرة للسيد المسيح عليه السلام (دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر)، تبرز مسألة الفصل بين الزمني والروحي، وهذه قضية تاريخية وضمن التراث الروماني القديم، مع أنهم ينتقدون المسلمين لماذا يأخذون قيم الدين من التاريخ الإسلامي القديم، وتسمى عندهم بـ (التاريخانية)، وتعني أدلجة التاريخ القديم، واستجلابه للعصر الحاضر مع أنهم هم الأسبق في الاحتفاظ بقيم تاريخهم القديم، والآخرون ليس لهم الحق مثلهم!.
والبعض من أبناء جلدتنا ممن تأثروا بفكر الغرب ورؤيته، كما أشرنا، يعتقد أن العلمانية مستحدثة، وكأنها جاءت في عصر الأنوار ومن انقلابه على الكنيسة الغربية، وهذا ليس صحيحا، فالعلمنة ظهرت في القرن الأول للمسيحية، مع دخول الإمبراطورية الرومانية في الديانة المسيحية، لكن بالنسبة للإسلام فالأمر مختلف تماما، لوجود التشريع في النصوص القطعية وليست الاجتهادية أو كما قال الفقيه الشهير شيخ الأزهر في الستينات: (الإسلام عقيدة وشريعة) وهذه الشريعة تحتاج إلى سلطة ومن ثم إلى دولة تملك حق تطبيق الأحكام الشرية أو التدبير، بحكم المفهوم عند الفقهاء القدماء، وهذا هو الفرق بين الإسلام والمسيحية، لكن أيضا في الإسلام،هناك تمييز بين الدين والدولة، أو بين المؤسسات الدينية والمؤسسات المدنية التي تدير الدولة، وكل مؤسسة من هذه المؤسسات لها عملها، ولها مهامها الإدارية والدينية، لا فصل بينهما ولا وصل تام، بل أن كل الدول الإسلامية في عصرنا الراهن هي التي تدير المؤسسة الدينية، وتدير شؤونها في كل الدول الإسلامية، أو ما قال العلامة ابن خلدون عن الاستخلاف في الإسلام:'خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به '. وهذا ما هو سائد عند المسلمين منذ العصر الأول الإسلامي.
وبعض ممن يريد أن ينحي نحو الغرب، ونقلد رؤيتهم في العلمنة، يفسرون أن عدم الفصل بين الدين والدولة، أو السياسة والدين أنها تعني أن الدولة ثيوقراطية كهنوتية، أو كما تسمى بـ (الحكم الإلهي)، كما فعلته الكنائس في الغرب قبل إقصائها، بعد ممارساتها في القرن الثامن عشر، وتحجيم دورها في الجانب الروحي، وهذا هو الدور الحقيقي للكنيسة الغربية، وجاء الإقصاء نتيجة لتدخلاتها في غير شؤونها، عندما خرجت عن مسارها خارج صلاحيتها، مثل تدخلها في قضايا العلم والسياسة والاختراع، وقتلت وتعسفت في ممارساتها عندما تطرح قضية علمية من المخترعين في الغرب، لكن الإسلام ليس له صراع بين الدين والعلم، بل هناك حديث نبوي يقول: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)، وقد جرت في القرن التاسع عشر عندما احتلت بعض الدول العربية من قبل الاستعمار البريطاني والفرنسي، وبدأ التحرك لتغريب المؤسسات التعليمية والثقافية والجامعات، وقام بعض الباحثين الغربيين بطرح النقاش حول أهمية تطبيق العلمانية والنظم الغريبة، وحاولوا إظهار مزايا الغرب الفكرية والثقافية، فتصدى لهم البعض من الغيورين من هذه الأمة، ومن هؤلاء الإمام محمد عبده،، الذي قام بالدور البارز في الرد على بعض هؤلاء الغربيين، وبعض المسيحيين العرب الذين انحازوا للغرب الفكري بحكم التقارب الديني، في مسألة نظرة الدين الإسلامي للعلم، ووقع هؤلاء في هذا الفهم الخاطئ، وهو أنه لا يوجد فصل بين الدين والدولة في الإسلام، ويعني أنها دولة ثيوقراطية أو الحكم الإلهي من خلال البشر وتقديس ما يطرحونه، وهذاه مغالطة واضحة، ولا تفرق بين رؤية الديانة المسيحية ورؤية الدين الإسلامي، من حيث التمايز والاختلاف، وهذا ما يسعى إليه الغرب من جعل العالم الإسلامي تابعا وملتحقا بفكره ورؤيته الثقافية وينسلخ تماما من كل ما يتميز به من تقاطعات فكرية في جوانب كثيرة، ولذلك جاءت ردود الإمام محمد عبده على مجادليه واضحة ومنطقية، على أفضل ما تكون الردود من حيث العمق والطرح الحصيف، وسعة المعارف الفكرية الإسلامية والغربية أيضا، تجاه ما طرحه بعضهم، خاصة المؤرخ والدبلوماسي الفرنسي 'ألبرت أوغست هانوتو'، واللبناني المسيحي: (فرح انطون)، وأدعو أن المسيحية أكثر انفتاحا من الإسلام، وتجاهل فرح انطون، ما فعل المسيحيون في المسلمين، في أسبانيا عندما سقط الحكم الإسلامي، وفعلوا فيهم ما تقشعر منه الأبدان، أو مما سماه بعض الغربيين بـ(محاكم التفتيش) في أسبانيا: إما التنصر أو القتل، أو الخروج قصرا، فأين هو هذا الانفتاح والتسامح والحريات العامة؟ وللحديث بقية...