منوعات

الحمامات العثمانية القديمة...أحد الطقوس المهمة في الثقافة التركية

 
أنقرة، العمانية: تنتشر الحمامات العثمانية القديمة بكثرة في كافة أنحاء تركيا فهي موجودة في كل مقاطعة ومدينة وعلى وجه الخصوص في مدينة 'اسطنبول' أكبر المدن التركية. وقد اهتمت تركيا قديما بإنشاء العديد من الحمامات العثمانية فقد كان من النادر أن تمر في شارع لا يوجد فيه حمام عثمانى وما زالت موجودة حتى الآن في اسطنبول و بورصة و غيرها من المدن التركية ولا يزال بعضها يعمل حتى الآن. ولعل من أشهر هذه الحمامات هو 'حمام تشمبرلي طاش' وسط اسطنبول وقد أصبح قبلة السياح الأجانب لدرجة أنه بات يتردد هنا أنه 'لا سياحة بدون زيارة الحمامات'. وتأسس هذا الحمام التاريخي عام 1584م من قبل زوجة السلطان سليم الثاني على يد المهندس المعماري سنان، ويزور السياح هذه الحمامات لإجراء تنظيف جلدي واسترخاء عضلي. يقول مصطفى يلدز الباحث في التاريخ أن العثمانيين بنوا أكثر من 150 حماما عاما خلال القرنين السادس عشر والثامن عشر في المدن الرئيسة وبعضها من تصميم سنان أحد أشهر المعماريين في العهد العثماني. وأضاف يلدز لوكالة الأنباء العمانية أن ما يميز الحمام التركي جمال وفرادة بنائه المعماري ويتكون عادة من ثلاثة أقسام مختلفة تتدرج وفقا لمراحل الاستحمام ودرجة الحرارة. وأردف قائلا: 'القسم الرئيس فيه عبارة عن قاعة كبيرة قبّة سقفها واسعة ونوافذها صغيرة مصممة خصيصا لإدخال أشعة الشمس فيها مصطبات طويلة يستلقي عليها الزبائن للتدليك أو الراحة بينما يتكوّن القسم الثاني من غرفة للاستحمام تتوسّطها بركة للماء الساخن وفيها أدوات الاستحمام من صابون وغيره أما الغرفة الثالثة والأخيرة فيرتاح فيها المستحمّون وتكون حرارتها أقل درجة من سابقتيها'. وتطورت الحمامات في عهد السلاجقة والعثمانيين واكتسبت أهمية كبيرة بعد دخول الأتراك في الإسلام فشيّدت الحمامات في الصروح الدينية والاجتماعية لتلبية احتياجات الشعب وأصبح بناؤها فنا معماريا قائما بذاته امتاز به العثمانيون عمّن سبقوهم إليه. وما زالت الحمامات تحتفظ بمكانتها التاريخية كأحد المعالم السياحية والتراثية لتركيا يرتبط بها العديد من العادات القديمة كزفة العريس وحناء العروس كما تتمتع بأهمية خاصة لدى النخب الرفيعة في المجتمع التركي مما يدل على أنها ستبقى تاريخا مستمرا على مر العصور.