منوعات

"آنغكور" في كمبوديا.. أحد أهم المواقع الأثرية في جنوب شرق آسيا

آثار المدينة الدينية
 
آثار المدينة الدينية
بنوم بنه، العمانية: يمثل موقع 'آنغكور' الذي تصل مساحته إلى 400 كيلومتر مربع رمزا خاصا في كمبوديا، ومن أهم المواقع الأثرية في شبه قارة جنوب شرق آسيا، ويضم العديد من المعابد والمنشآت المائية كالأحواض والسدود والخزانات والقنوات وطرق التواصل المشيدة بعناية فائقة.

ويمثل 'آنغكور' الذي ظل طيلة قرون عديدة مركزا لمملكة 'الخمير' شاهدا بارزا على حضارة استثنائية عاشت على هذه الأرض، وتشهد الهندسة المعمارية ومخططات العواصم المتتالية لهذه المملكة على مستوى رفيع من النظام والهرمية الاجتماعية والدينية.

ويعد 'آنغكور فات' أعظم المعابد الموجودة في الموقع، وقد بني من طرف ملك 'الخمير'سيريافرمان الثاني (الذي حكم بين 1113 و1150) في بداية القرن الثاني عشر ومع أن هذا المعبد كان في الأصل هندوسيًّا، إلا أنه تم تحويله تدريجيا إلى معبد بوذي في نهاية القرن ذاته وقد أصبح رمزا لكمبوديا وتم إدراجه في علمها الوطني، فضلا عن كونه أكبر وجهة سياحية هناك.

ويتميز 'آنغكور فات' بحجمه الكبير وتناسق هندسته المعمارية والنقوش العديدة التي تزين جدرانه، ما جعل الكثيرين ينظرون إليه على أنه الأعجوبة الثامنة في العالم؛ وهو مسجل في التراث العالمي لليونسكو ويعتقد المؤرخون أن أعمال بناء المعبد اكتملت مع وفاة الملك باستثناء بعض نقوش التزيين.

غير أن 'آنغكور فات' لم يصبح معروفا في الغرب قبل وسط القرن الـ 19 بفضل نشر مذكرات سفر عالم الطبيعة الفرنسي هانري موهو والذي كتب هو الآخر: 'من يقول لنا اسم عبقري الشرق الذي صمم مثل هذه التحفة ونسق كل أجزائها بالفن الأكثر إثارة للإعجاب وراقب تنفيذها من القاعدة إلى القمة؟'. وقد حثت تقاريره الحكومة الفرنسية الموجودة آنذاك في الهند الصينية على دراسة الأنقاض؛ وتمت إعادة تشكيل المعبد انطلاقا من الأدلة الأسلوبية والكتابية المتراكمة أثناء أعمال التنظيف والترميم اللاحقة.

وفي الواقع، شجع غياب المراجع المكتوبة ونقل الروايات الشفوية بين السكان المحليين على بروز أغرب الأساطير حول المعبد المذكور وهوية مهندسي تصميمه وتنفيذه. وظلت تلك الأساطير سيدة الموقف لغاية الأعمال الأثرية المنجزة في بداية القرن العشرين في موقع 'آنغكور' لتحديد مصدره الذي يعود إلى 'الخمير'.

الجدير بالذكر أن الموقع يتعرض لنوعين من الضغوط فمن جهة، هناك الضغوط الداخلية من السكان المحليين الذين يسعون إلى توسيع فضائهم السكني. ومن جهة ثانية، هناك الضغوط الخارجية المرتبطة بقرب مدينة 'سيام ريب' التي تعتبر منصة سياحية بامتياز بحسب ما وضحته اليونسكو.