مسند الربيع بن حبيب.. من علم الرواية إلى الفلولوجيا
* خميس العدوي كاتب عماني مهتم بقضايا الفكر والتاريخ ومؤلف كتاب "السياسة بالدين"
الاحد / 28 / جمادى الأولى / 1443 هـ - 19:23 - الاحد 2 يناير 2022 19:23
«مسند الربيع بن حبيب».. يقع في أربعة أجزاء، تضم حوالي ألف رواية. ابتدأ اهتمامي به في وقت مبكر؛ منذ المرحلة الإعدادية، وكان من حُسن الحظ وجود دروس في الثانوية عن كتب الرواية؛ منها المسند، هذه الدروس مع محدوديتها كانت مفتاحاً لولوجي «علم الحديث». ثم تخصصت في دراستي الجامعية في «أصول الدين»، التي اشتملت على مقررات من هذا العلم، ففتحتْ عينَي على المسند منهجياً؛ روايةً ودرايةً. اكتشفت أن منهجه مختلف عن مناهج علم الحديث، وله رواته الذين تجنبهم «علم الجرح والتعديل». واصلت اهتمامي بالمسند؛ بتدريسي علم الحديث خلال تسعينات القرن الميلادي المنصرم، مركِّزاً على المسند وشرحه للسالمي. لم تقف صلتي به عند هذا الحد، بل تواصلت بدراسات تدور حول محوره، أهمها «السنة.. الوحي والحكمة» بالاشتراك مع الزميلين: خالد الوهيبي وزكريا المحرمي.
المنهج الفقهي.. لدى الإباضية المتأخرين؛ مشرقاً ومغرباً يقوم على اعتبار المسند المصدر الثاني للأحكام بعد القرآن، ويعدّونه أصح كتب «السنة النبوية»، ومن أوائل ما ألّف في الحديث النبوي، ورواته من الفقهاء، وعموم سلسلته متصلة من الربيع بن حبيب (ت:~171هـ) حتى النبي الكريم. وما يعاني من إرسال عدّوه غير مؤثر على موثقيته، لكون غالبه من إرسال التابعي الكبير جابر بن زيد الأزدي (ت:~93هـ).
منذ القرن السادس الهجري قُدّمت العديد من الأعمال عليه، أولها ترتيبه من قِبَل أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني(ت:570هـ)، ثم وضع محمد بن عمر ابن أبي ستة السدويكشي(ت:1088هـ) حاشية عليه، ثم محمد بن يوسف أطفيش(ت:1332هـ) الذي أبحر واسعاً في محيط المرويات النبوية، فنالت سفينة المسند نصيبها منه، وقام عبدالله بن حميد السالمي(ت:1332هـ) بما يشبه التحقيق العلمي للمسند، وشرح جزئيه الأولين. وفي العصر الحديث.. توالت عليه الأعمال؛ بدايتها دراسات عمرو خليفة النامي، وآخرها دراسة ناصر السابعي لنيل الدكتوراه عام 2021م.
هذه الأعمال.. قدمت المسند لعموم المسلمين، وألقت الضوء على كثير من قضاياه، لكنها أثارت حوله إشكالات معرفية ومنهجية؛ منها: هل أُلِّف بقلم الربيع بن حبيب، أو شيخه أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة (ت:~145هـ)، أو جابر بن زيد؟ أو أبي سفيان محبوب بن الرحيل (ت:~200هـ)؟ أم تعاقبت الأقلام على تحبيره؟ أم جمع رواياته الإمام الرستمي أفلح بن عبدالوهاب؟ وهو ما قد يفسّر عدم ذكره المتقدم لدى إباضية المشرق. أو جمعها مرتبه الوارجلاني؟ وهو أيضاً قد يفسر عدم ذكره مغربياً قبل ذلك.
هذه الإشكالات.. جعلت بعض أتباع مدرسة أهل الحديث يشهرونها سلاحاً مذهبياً ضد الإباضية، وكثيراً ما دخل الطرفان في نزاع لا طائل منه، إلا ترف الوقت، وتأجيج عواطف أدبر زمنها. ومع رفض التعصب.. فإن الجدل حول هذه القضايا أثار إشكالات يُعَد بعضها منهجياً، وتدعو إلى قراءة المسند قراءة جديدة، لكن هذه المرة.. ينبغي ألا تعتمد على علم الرواية وحده، بل تقوم على علم الفلولوجيا، وهو علم لا يركن كتب الرواية على أرفف التاريخ الآفل، بل يجعل حضورها متوهجاً لإلقاء الضوء على نشأة الدين، ثم إبصار تطور معتقداته وأحكامه عبر حركة الاجتماع البشري، والتأثير الذي تركته كتب الرواية على المسلمين، وعلى مَن تعامل معهم؛ إيجاباً وسلباً، على تبدل أيامهم وتقلب أحوالهم.
إن الدراسات التي أدعو إلى إقامتها على «مسند الربيع» ترتكز على كونه نصاً دينياً ذا بُعد تأريخي واجتماعي، يحتاج إلى أدوات تحليل أوسع من الأساليب الكلاسيكية، فهو نص رصد جانباً من تفاعلات الاجتماع الإسلامي. فالنصوص الدينية ثرية، لا ينبغي حصرها في مجال بعينه، ولا التوجس خيفة من النتائج التي قد تتعارض مع مسارنا التاريخي ومعتقداتنا الدينية، فقد حفظ الله الدين: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، ومع ذلك.. تبقى أية دراسة حول المسند جهداً بشرياً غير مقطوع به، يتجدد تصحيحاً ورفضاً بمرور الأيام. فالنصوص باقية ثابتة؛ والأعمال حولها مستمرة متغيرة.
ما أرمي إليه.. هو الشروع في دراسة المسند وفق منهج فلولوجي، مما يجعله متجدداً في رفده الساحة العلمية، فمثلاً.. بدلاً أن نصرّ على حضوره روائياً بذات الآلية التي حضرت بها كتب روائية أخرى، فإننا نبحث عن طبيعة البيئة الحاضنة له، والظروف المتقدمة التي جعلت ذكره ضعيفاً، بل أحياناً منعدماً. واليوم.. نعلم من «علم الوثائق» إن اختفاء كتاب معيّن ثم ظهوره لا يُعد مشكلة على مستوى الوثيقة ذاتها، ولا على مستوى مضامينها العلمية، فهناك.. وثائق اختفت قروناً متطاولة، ثم بعثت من تحت ركام الزمن لتؤدي دوراً في عالم المعرفة. إن اختفاء وثيقة في مرحلة ما ثم ظهورها هو في ميزان العلم ثروة، حيث سيفسّر جانباً من طبيعة تلك المرحلة، والبيئة التي لم تهتم بها. وكذلك هو الحال.. عندما تروج وثيقة في مجتمع وتختفي عن آخر؛ يجمعهما المعتقد نفسه، في وقت واحد، يسمح ذلك بالدراسة المقارنة بين المجتمعَين.
فتأخر ذكر المسند حتى القرن السادس الهجري؛ مع اشتماله على روايات الإمام الرستمي أفلح بن عبدالوهاب(ت:240هـ)، وعناية المغاربة به قبل العمانيين بأمد، يكشف خارطة سير المسند عبر الزمن، ويدفع لدراسة طبيعة الدولة الرستمية، ولماذا اختفت وثائقها؟ وما هو الطريق الذي سلكته؟ ثم لماذا لم يتداول المسند بهيئته الحالية في عمان؛ وهي موطن أئمته الأوائل؟ وما الدواعي التي جعلته يبرز ذكره في المغرب قبل عمان؟ الإجابة على هذه الأسئلة.. ذات قيمة علمية عالية. كما أن الافتراض وارد بأن المسند في فترة ما كان متداولاً بروايات موزعة بين المراجع الإباضية، مما يحث المختصين على البحث عنها، وتجميعها، ثم إقامة الدراسات عليها، ومقارنتها بترتيب المسند.
إن علم الفلولوجيا.. يتيح مدىً واسعاً من البحث والتقصي والمقارنة، ولا يقتصر على الأسانيد، بل يشمل اللغة المستعملة في المسند وأسلوب تأليفه؛ ورجعه للمرحلة التي جُمع فيها، وهو علم يشرك معه في ذلك علوماً عدة كالأنثروبولوجيا وعلوم الاجتماع والنفس والسياسة ومقارنة الأديان.
أضرب هنا مثالاً.. لما يمكن أن تشتغل عليه الدراسة الفلولوجية، وهو المقارنة بين رواية المسند: (قال الربيع: قال أبو عبيدة: بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن كان زيد بن عمرو لأول من عاب عليّ عبادة الأصنام والذبح عليها، وذلك أني أقبلت من الطائف ومعي زيد بن حارثة، ومعنا خبز ولحم، وكانت قريش آذت زيد بن عمرو حتى خرج من بين أظهرنا، فمررت به وعرضت عليه السفرة. فقال: يا ابن أخي.. أنتم تذبحون على أصنامكم هذه. فقلت: نعم. فقال: لا آكلها. ثم عاب الأصنام والأوثان ومن يطعمها ومن يدنو منها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله ما دنوت من الأصنام شيئاً حتى أكرمني الله بالنبوة)، وبين قول الله: (وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى)، فالمرحلة المكية من البعثة المحمدية.. كانت أطول من المرحلة المدنية، بيد أنه لم يُروَ عنها إلا النَّزر؛ مقارنة بما روي عن المرحلة المدنية، منها هذه القصة المبكرة من حياة النبي، والتي قصّها بالمدينة بعد السنة الخامسة من هجرته. وهي رواية لم يروها معظم الرواة، فكون الربيع يرويها.. يطرح تساؤلاً: ما الداعي الذي حمله على روايتها؟ وهل القلة الذين رووها من بعده كالطبراني وابن حجر العسقلاني أخذوها عنه، أم رووها أصالة بإسنادهم؟ وما معنى دنو النبي من الأصنام؟
المقال.. لا يسعى للإجابة على هذه الأسئلة، وإنما يبتغي أن يبيّن بأن المسند قد يساعد على سد ثغرات في فهم تاريخ المسلمين وفكرهم لم يُلتفت إليه فيها؛ فيما إذا تُوسِّع في دراسته وفق أدوات منهجية موضوعية.
المنهج الفقهي.. لدى الإباضية المتأخرين؛ مشرقاً ومغرباً يقوم على اعتبار المسند المصدر الثاني للأحكام بعد القرآن، ويعدّونه أصح كتب «السنة النبوية»، ومن أوائل ما ألّف في الحديث النبوي، ورواته من الفقهاء، وعموم سلسلته متصلة من الربيع بن حبيب (ت:~171هـ) حتى النبي الكريم. وما يعاني من إرسال عدّوه غير مؤثر على موثقيته، لكون غالبه من إرسال التابعي الكبير جابر بن زيد الأزدي (ت:~93هـ).
منذ القرن السادس الهجري قُدّمت العديد من الأعمال عليه، أولها ترتيبه من قِبَل أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني(ت:570هـ)، ثم وضع محمد بن عمر ابن أبي ستة السدويكشي(ت:1088هـ) حاشية عليه، ثم محمد بن يوسف أطفيش(ت:1332هـ) الذي أبحر واسعاً في محيط المرويات النبوية، فنالت سفينة المسند نصيبها منه، وقام عبدالله بن حميد السالمي(ت:1332هـ) بما يشبه التحقيق العلمي للمسند، وشرح جزئيه الأولين. وفي العصر الحديث.. توالت عليه الأعمال؛ بدايتها دراسات عمرو خليفة النامي، وآخرها دراسة ناصر السابعي لنيل الدكتوراه عام 2021م.
هذه الأعمال.. قدمت المسند لعموم المسلمين، وألقت الضوء على كثير من قضاياه، لكنها أثارت حوله إشكالات معرفية ومنهجية؛ منها: هل أُلِّف بقلم الربيع بن حبيب، أو شيخه أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة (ت:~145هـ)، أو جابر بن زيد؟ أو أبي سفيان محبوب بن الرحيل (ت:~200هـ)؟ أم تعاقبت الأقلام على تحبيره؟ أم جمع رواياته الإمام الرستمي أفلح بن عبدالوهاب؟ وهو ما قد يفسّر عدم ذكره المتقدم لدى إباضية المشرق. أو جمعها مرتبه الوارجلاني؟ وهو أيضاً قد يفسر عدم ذكره مغربياً قبل ذلك.
هذه الإشكالات.. جعلت بعض أتباع مدرسة أهل الحديث يشهرونها سلاحاً مذهبياً ضد الإباضية، وكثيراً ما دخل الطرفان في نزاع لا طائل منه، إلا ترف الوقت، وتأجيج عواطف أدبر زمنها. ومع رفض التعصب.. فإن الجدل حول هذه القضايا أثار إشكالات يُعَد بعضها منهجياً، وتدعو إلى قراءة المسند قراءة جديدة، لكن هذه المرة.. ينبغي ألا تعتمد على علم الرواية وحده، بل تقوم على علم الفلولوجيا، وهو علم لا يركن كتب الرواية على أرفف التاريخ الآفل، بل يجعل حضورها متوهجاً لإلقاء الضوء على نشأة الدين، ثم إبصار تطور معتقداته وأحكامه عبر حركة الاجتماع البشري، والتأثير الذي تركته كتب الرواية على المسلمين، وعلى مَن تعامل معهم؛ إيجاباً وسلباً، على تبدل أيامهم وتقلب أحوالهم.
إن الدراسات التي أدعو إلى إقامتها على «مسند الربيع» ترتكز على كونه نصاً دينياً ذا بُعد تأريخي واجتماعي، يحتاج إلى أدوات تحليل أوسع من الأساليب الكلاسيكية، فهو نص رصد جانباً من تفاعلات الاجتماع الإسلامي. فالنصوص الدينية ثرية، لا ينبغي حصرها في مجال بعينه، ولا التوجس خيفة من النتائج التي قد تتعارض مع مسارنا التاريخي ومعتقداتنا الدينية، فقد حفظ الله الدين: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، ومع ذلك.. تبقى أية دراسة حول المسند جهداً بشرياً غير مقطوع به، يتجدد تصحيحاً ورفضاً بمرور الأيام. فالنصوص باقية ثابتة؛ والأعمال حولها مستمرة متغيرة.
ما أرمي إليه.. هو الشروع في دراسة المسند وفق منهج فلولوجي، مما يجعله متجدداً في رفده الساحة العلمية، فمثلاً.. بدلاً أن نصرّ على حضوره روائياً بذات الآلية التي حضرت بها كتب روائية أخرى، فإننا نبحث عن طبيعة البيئة الحاضنة له، والظروف المتقدمة التي جعلت ذكره ضعيفاً، بل أحياناً منعدماً. واليوم.. نعلم من «علم الوثائق» إن اختفاء كتاب معيّن ثم ظهوره لا يُعد مشكلة على مستوى الوثيقة ذاتها، ولا على مستوى مضامينها العلمية، فهناك.. وثائق اختفت قروناً متطاولة، ثم بعثت من تحت ركام الزمن لتؤدي دوراً في عالم المعرفة. إن اختفاء وثيقة في مرحلة ما ثم ظهورها هو في ميزان العلم ثروة، حيث سيفسّر جانباً من طبيعة تلك المرحلة، والبيئة التي لم تهتم بها. وكذلك هو الحال.. عندما تروج وثيقة في مجتمع وتختفي عن آخر؛ يجمعهما المعتقد نفسه، في وقت واحد، يسمح ذلك بالدراسة المقارنة بين المجتمعَين.
فتأخر ذكر المسند حتى القرن السادس الهجري؛ مع اشتماله على روايات الإمام الرستمي أفلح بن عبدالوهاب(ت:240هـ)، وعناية المغاربة به قبل العمانيين بأمد، يكشف خارطة سير المسند عبر الزمن، ويدفع لدراسة طبيعة الدولة الرستمية، ولماذا اختفت وثائقها؟ وما هو الطريق الذي سلكته؟ ثم لماذا لم يتداول المسند بهيئته الحالية في عمان؛ وهي موطن أئمته الأوائل؟ وما الدواعي التي جعلته يبرز ذكره في المغرب قبل عمان؟ الإجابة على هذه الأسئلة.. ذات قيمة علمية عالية. كما أن الافتراض وارد بأن المسند في فترة ما كان متداولاً بروايات موزعة بين المراجع الإباضية، مما يحث المختصين على البحث عنها، وتجميعها، ثم إقامة الدراسات عليها، ومقارنتها بترتيب المسند.
إن علم الفلولوجيا.. يتيح مدىً واسعاً من البحث والتقصي والمقارنة، ولا يقتصر على الأسانيد، بل يشمل اللغة المستعملة في المسند وأسلوب تأليفه؛ ورجعه للمرحلة التي جُمع فيها، وهو علم يشرك معه في ذلك علوماً عدة كالأنثروبولوجيا وعلوم الاجتماع والنفس والسياسة ومقارنة الأديان.
أضرب هنا مثالاً.. لما يمكن أن تشتغل عليه الدراسة الفلولوجية، وهو المقارنة بين رواية المسند: (قال الربيع: قال أبو عبيدة: بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن كان زيد بن عمرو لأول من عاب عليّ عبادة الأصنام والذبح عليها، وذلك أني أقبلت من الطائف ومعي زيد بن حارثة، ومعنا خبز ولحم، وكانت قريش آذت زيد بن عمرو حتى خرج من بين أظهرنا، فمررت به وعرضت عليه السفرة. فقال: يا ابن أخي.. أنتم تذبحون على أصنامكم هذه. فقلت: نعم. فقال: لا آكلها. ثم عاب الأصنام والأوثان ومن يطعمها ومن يدنو منها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله ما دنوت من الأصنام شيئاً حتى أكرمني الله بالنبوة)، وبين قول الله: (وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى)، فالمرحلة المكية من البعثة المحمدية.. كانت أطول من المرحلة المدنية، بيد أنه لم يُروَ عنها إلا النَّزر؛ مقارنة بما روي عن المرحلة المدنية، منها هذه القصة المبكرة من حياة النبي، والتي قصّها بالمدينة بعد السنة الخامسة من هجرته. وهي رواية لم يروها معظم الرواة، فكون الربيع يرويها.. يطرح تساؤلاً: ما الداعي الذي حمله على روايتها؟ وهل القلة الذين رووها من بعده كالطبراني وابن حجر العسقلاني أخذوها عنه، أم رووها أصالة بإسنادهم؟ وما معنى دنو النبي من الأصنام؟
المقال.. لا يسعى للإجابة على هذه الأسئلة، وإنما يبتغي أن يبيّن بأن المسند قد يساعد على سد ثغرات في فهم تاريخ المسلمين وفكرهم لم يُلتفت إليه فيها؛ فيما إذا تُوسِّع في دراسته وفق أدوات منهجية موضوعية.