العام الجديد ومسار الأزمات الإقليمية
الثلاثاء / 23 / جمادى الأولى / 1443 هـ - 21:35 - الثلاثاء 28 ديسمبر 2021 21:35
ساعات تفصلنا عن العام الجديد ٢٠٢٢ الذي يتطلع فيه الجميع خاصة شعوب العالم إلى عام يتسم بالسلام والاستقرار وانتهاء الحروب والصراعات التي أنهكت عددًا من الشعوب وخاصة في المنطقة العربية حيث تتواصل المعاناة الإنسانية في أكثر من إقليم جغرافي، والأمل يحدو الجميع في أن تشهد تلك الأزمات الإقليمية انحسارًا يمهد لتلاشيها خاصة في صراعات وحروب قاسية، كما هو الحال في اليمن وسوريا وليبيا ومناطق عده في القارة الإفريقية.
العالم يتطلع إلى العام الجديد بانتهاء الجائحة الصحية أيضا والتي كان لها تداعيات كبيرة على الصعيد الإنساني وفقدان ملايين الأرواح وهناك أيضًا المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وزيادة نسبة الفقر والبطالة في أجزاء عديدة من العالم خاصة الدول النامية.
ولعل الباعث الأساسي على تدهور أحوال الشعوب هو استمرار تلك الحروب والصراعات وتدفق مبيعات السلاح من الشركات الغربية والدول الكبرى، وعلي ضوء ذلك فان مجمل تلك الأزمات الإقليمية ساهمت ولا تزال في وجع الشعوب وقللت من طموحاتها في العيش الكريم والتطلع إلى تحقيق الحياة المستقرة لها ولأجيالها.
الأزمة اليمنية
تتصدر الأزمة اليمنية والحرب الكارثية التي تتواصل منذ سبع سنوات المشهد في الأزمات الإقليمية وهذا يعود إلى تأثيراتها الإنسانية القاسية على الشعب اليمني، وعليه فإن وقف الحرب في اليمن الشقيق أصبح ضرورة إنسانية في المقام الأول أكثر منها اعتبارات سياسي..
الحرب في اليمن لا يمكن أن تحسم عسكريًا على ضوء تقديرات الخبراء العسكريين، كما أن تلك الحرب ومنذ بداية اندلاعها كانت حربًا إقليميةً تداخل فيها العنصر اليمني المحلي وأطراف خارجية ونقصد به هنا دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وعلى الجانب الآخر إيران وإن كان بشكل غير علني ولا شك أن أي حرب لها أهداف سياسية واستراتيجية وفي حال فشل أي طرف سواء المحلي أو الخارجي في تحقيق مجمل تلك الأهداف أو بعضها فإن المنطق السياسي يفرض البحث عن حلول سياسية موضوعية والدخول في مفاوضات يتم من خلالها التنازلات المتبادلة وعدم الإصرار على المواقف السياسية.
العام الجديد يأتي بعد ساعات والجميع يتطلع إلى نهاية الحرب الكارثية في اليمن وعودة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد العربي الشقيق الذي يحتاج إلى إنهاء تلك المأساة الإنسانية الكبرى، وأن مصلحة اليمن وشعبه هي أهم من المصالح الضيقة. ومن هنا فإن المصلحة الوطنية تفرض على الفرقاء اليمنيين بكل توجهاتهم السياسية الجلوس إلى طاولة الحوار، وهنا لابد من التذكير بالدور والجهد الكبير الذي بذلته الدبلوماسية العمانية ولا تزال، في إيجاد مقاربة سياسية ومن خلال التنسيق مع المبعوث الأممي والأمريكي لإيجاد حل سياسي للازمة والحرب في اليمن، لأن استمرار تلك الحرب والتي تحولت بسبب تراكم المدة الزمنية إلى حرب استنزاف مكلفة إنسانيًا في المقام الأول وأيضا اقتصادية على كل الأطراف، والأمل كبير أن تشهد المرحلة القادمة نهاية لتلك الحرب القاسية على الشعب اليمني وأيضا تأثيراتها الجيوسياسية على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج والجزيرة العربية.
الصراع النووي خطير
الصراع النووي في الشرق الأوسط يعد على جانب كبير من الخطورة خاصة وأن الكيان الصهيوني يمتلك عشرات القنابل النووية، وهذه القوة النووية التي تمتلكها إسرائيل هي خطر داهم على شعوب المنطقة العربية، ومن هنا فإن المشهد السياسي يحتاج إلى مراجعة متأنية من خلال الدعوة إلى جعل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خالية من الأسلحة النووية، ولعل موضوع الملف النووي الإيراني هو جزء أصيل من ذلك الصراع النووي في المنطقة وإذا كانت مفاوضات فيينا بين إيران والمجموعة الدولية تحاول العودة إلى الاتفاق الذي تم التوقيع عليه عام ٢٠١٥ ومن خلال جهود الدبلوماسية العمانية فإن على المجتمع الدولي أن يتنبه إلى خطورة الأسلحة النووية الأسرائيلية التي تشكل خطرًا كبيرًا على الشعوب العربية ومقدراتها وفي ظل الانتهاكات الخطيرة التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي العنصري ضد الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من سبعة عقود.
إن الصراع العربي الإسرائيلي هو صراع متواصل على الأقل على الصعيد الشعبي ولا يمكن تخيل أي علاقات طبيعية بين العرب والكيان الإسرائيلي الغاصب دون تحقيق تسوية سياسية عادلة تضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وعودة الجولان السوري المحتل إلى سوريا وأيضًا عودة الأراضي اللبنانية المحتلة في جنوب لبنان.
ومن هنا فإن الصراع الاستراتيجي بين الكيان الإسرائيلي وإيران هو جزء من مشهد أكبر في الشرق الأوسط وينبغي أن تخضع إسرائيل لنفس المقاربة الإيرانية في ضرورة الابتعاد عن تملك السلاح النووي الذي يشكل خطورة على البشرية، وقد شاهده العالم متجسدًا في اليابان مع نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث قصفت الولايات المتحدة الأمريكية مدن هيروشيما ونجازاكي بالقنابل النووية مخلفة كارثة إنسانية وجريمة تاريخية لا تزال آثارها في نفوس الشعب الياباني.
تفاؤل عربي
هناك تفاؤل عربي على الصعيد السياسي والشعبي بأن يكون العام الجديد أفضل حالًا من العام الحالي الذي يلملم أوراقه ولعل حل الأزمة الخليجية كان من الخطوات الإيجابية على صعيد المنطقة وتطلعات شعوبها نحو التعاون والتكامل الاقتصادي والاجتماعي كما ظهر في قمة الرياض الأخيرة ومن خلال البيان الختامي، وعلى ضوء ذلك يمكن البناء على تلك الخطوة الخليجية نحو تحسن العلاقات العربية العربية وانتهاء الصراعات والتوتر كما تمت الإشارة في اليمن وسوريا وليبيا والعراق وأفغانستان ولبنان وأن تشهد القمة العربية في الجزائر خلال العام الجديد مرحلة سياسية عربية أكثر إيجابية وضرورة الحفاظ على الأمن القومي العربي الذي تهدده عدد من الأخطار على أكثر من صعيد.
ومن هنا فإن الشعوب العربية تتطلع إلى مستقبل عربي مشرق من خلال عودة العلاقات العربية والإسلامية إلى وضعها الطبيعي ولعل الحوار السعودي الإيراني يمثل بارقة أمل حقيقية نحو إيجاد حلول سياسية موضوعية تنهي التوتر وعدم الاستقرار والسلام والتعاون بين الدول والشعوب لأن ذلك سوف يخلق حالة من التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الدول الإسلامية، كما أن عودة العلاقات العربية مع محيطها الإفريقي يعد على جانب كبير من الأهمية؛ لأن إفريقيا هي جزء مهم من الأمن القومي العربي.
عوض بن سعيد باقوير صحفي ومحلل سياسي
العالم يتطلع إلى العام الجديد بانتهاء الجائحة الصحية أيضا والتي كان لها تداعيات كبيرة على الصعيد الإنساني وفقدان ملايين الأرواح وهناك أيضًا المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وزيادة نسبة الفقر والبطالة في أجزاء عديدة من العالم خاصة الدول النامية.
ولعل الباعث الأساسي على تدهور أحوال الشعوب هو استمرار تلك الحروب والصراعات وتدفق مبيعات السلاح من الشركات الغربية والدول الكبرى، وعلي ضوء ذلك فان مجمل تلك الأزمات الإقليمية ساهمت ولا تزال في وجع الشعوب وقللت من طموحاتها في العيش الكريم والتطلع إلى تحقيق الحياة المستقرة لها ولأجيالها.
الأزمة اليمنية
تتصدر الأزمة اليمنية والحرب الكارثية التي تتواصل منذ سبع سنوات المشهد في الأزمات الإقليمية وهذا يعود إلى تأثيراتها الإنسانية القاسية على الشعب اليمني، وعليه فإن وقف الحرب في اليمن الشقيق أصبح ضرورة إنسانية في المقام الأول أكثر منها اعتبارات سياسي..
الحرب في اليمن لا يمكن أن تحسم عسكريًا على ضوء تقديرات الخبراء العسكريين، كما أن تلك الحرب ومنذ بداية اندلاعها كانت حربًا إقليميةً تداخل فيها العنصر اليمني المحلي وأطراف خارجية ونقصد به هنا دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وعلى الجانب الآخر إيران وإن كان بشكل غير علني ولا شك أن أي حرب لها أهداف سياسية واستراتيجية وفي حال فشل أي طرف سواء المحلي أو الخارجي في تحقيق مجمل تلك الأهداف أو بعضها فإن المنطق السياسي يفرض البحث عن حلول سياسية موضوعية والدخول في مفاوضات يتم من خلالها التنازلات المتبادلة وعدم الإصرار على المواقف السياسية.
العام الجديد يأتي بعد ساعات والجميع يتطلع إلى نهاية الحرب الكارثية في اليمن وعودة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد العربي الشقيق الذي يحتاج إلى إنهاء تلك المأساة الإنسانية الكبرى، وأن مصلحة اليمن وشعبه هي أهم من المصالح الضيقة. ومن هنا فإن المصلحة الوطنية تفرض على الفرقاء اليمنيين بكل توجهاتهم السياسية الجلوس إلى طاولة الحوار، وهنا لابد من التذكير بالدور والجهد الكبير الذي بذلته الدبلوماسية العمانية ولا تزال، في إيجاد مقاربة سياسية ومن خلال التنسيق مع المبعوث الأممي والأمريكي لإيجاد حل سياسي للازمة والحرب في اليمن، لأن استمرار تلك الحرب والتي تحولت بسبب تراكم المدة الزمنية إلى حرب استنزاف مكلفة إنسانيًا في المقام الأول وأيضا اقتصادية على كل الأطراف، والأمل كبير أن تشهد المرحلة القادمة نهاية لتلك الحرب القاسية على الشعب اليمني وأيضا تأثيراتها الجيوسياسية على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج والجزيرة العربية.
الصراع النووي خطير
الصراع النووي في الشرق الأوسط يعد على جانب كبير من الخطورة خاصة وأن الكيان الصهيوني يمتلك عشرات القنابل النووية، وهذه القوة النووية التي تمتلكها إسرائيل هي خطر داهم على شعوب المنطقة العربية، ومن هنا فإن المشهد السياسي يحتاج إلى مراجعة متأنية من خلال الدعوة إلى جعل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خالية من الأسلحة النووية، ولعل موضوع الملف النووي الإيراني هو جزء أصيل من ذلك الصراع النووي في المنطقة وإذا كانت مفاوضات فيينا بين إيران والمجموعة الدولية تحاول العودة إلى الاتفاق الذي تم التوقيع عليه عام ٢٠١٥ ومن خلال جهود الدبلوماسية العمانية فإن على المجتمع الدولي أن يتنبه إلى خطورة الأسلحة النووية الأسرائيلية التي تشكل خطرًا كبيرًا على الشعوب العربية ومقدراتها وفي ظل الانتهاكات الخطيرة التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي العنصري ضد الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من سبعة عقود.
إن الصراع العربي الإسرائيلي هو صراع متواصل على الأقل على الصعيد الشعبي ولا يمكن تخيل أي علاقات طبيعية بين العرب والكيان الإسرائيلي الغاصب دون تحقيق تسوية سياسية عادلة تضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وعودة الجولان السوري المحتل إلى سوريا وأيضًا عودة الأراضي اللبنانية المحتلة في جنوب لبنان.
ومن هنا فإن الصراع الاستراتيجي بين الكيان الإسرائيلي وإيران هو جزء من مشهد أكبر في الشرق الأوسط وينبغي أن تخضع إسرائيل لنفس المقاربة الإيرانية في ضرورة الابتعاد عن تملك السلاح النووي الذي يشكل خطورة على البشرية، وقد شاهده العالم متجسدًا في اليابان مع نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث قصفت الولايات المتحدة الأمريكية مدن هيروشيما ونجازاكي بالقنابل النووية مخلفة كارثة إنسانية وجريمة تاريخية لا تزال آثارها في نفوس الشعب الياباني.
تفاؤل عربي
هناك تفاؤل عربي على الصعيد السياسي والشعبي بأن يكون العام الجديد أفضل حالًا من العام الحالي الذي يلملم أوراقه ولعل حل الأزمة الخليجية كان من الخطوات الإيجابية على صعيد المنطقة وتطلعات شعوبها نحو التعاون والتكامل الاقتصادي والاجتماعي كما ظهر في قمة الرياض الأخيرة ومن خلال البيان الختامي، وعلى ضوء ذلك يمكن البناء على تلك الخطوة الخليجية نحو تحسن العلاقات العربية العربية وانتهاء الصراعات والتوتر كما تمت الإشارة في اليمن وسوريا وليبيا والعراق وأفغانستان ولبنان وأن تشهد القمة العربية في الجزائر خلال العام الجديد مرحلة سياسية عربية أكثر إيجابية وضرورة الحفاظ على الأمن القومي العربي الذي تهدده عدد من الأخطار على أكثر من صعيد.
ومن هنا فإن الشعوب العربية تتطلع إلى مستقبل عربي مشرق من خلال عودة العلاقات العربية والإسلامية إلى وضعها الطبيعي ولعل الحوار السعودي الإيراني يمثل بارقة أمل حقيقية نحو إيجاد حلول سياسية موضوعية تنهي التوتر وعدم الاستقرار والسلام والتعاون بين الدول والشعوب لأن ذلك سوف يخلق حالة من التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الدول الإسلامية، كما أن عودة العلاقات العربية مع محيطها الإفريقي يعد على جانب كبير من الأهمية؛ لأن إفريقيا هي جزء مهم من الأمن القومي العربي.
عوض بن سعيد باقوير صحفي ومحلل سياسي