السفير أحمد بن النعمان في صورة ثلاثية الأبعاد يمكن تحريكها مستقبلا
إحياء شخصيات عمانية بارزة بواقعية عالية...
الاثنين / 22 / جمادى الأولى / 1443 هـ - 14:48 - الاثنين 27 ديسمبر 2021 14:48
يحوّل نصر العبري ورفاقه الشخصيات العمانية التاريخية البارزة إلى شخصيات ثلاثية الأبعاد، يستطيع خلالها المتلقي رؤيتهم متجسدين أمامه وهم يقفون بعمائمهم، أو جالسون بمهابة، بعد رحلة بحث مضنية وطويلة يحاول فيها العبري ورفاقه البحث في الكتب عن أقرب ما يمكن من الملامح وتفاصيل الوجه، ولون البشرة وحدة النظرة والهيئة الجسمانية، والشعر واللباس، بادئين بخطوات يصعب على المتلقي للعمل في شكله النهائي تخيلها وتصور دقتها بساعات عمل تقارب الـ٧٠ ساعة، راسمين لأنفسهم هدفا لإعادة رسم العلماء، والأئمة، والسلاطين العمانيين، لتكون مرجعا مصورا للباحثين، وإعادة تسليط الضوء عليهم، والتعريف بسيرهم الخالدة للأجيال القادمة. ومسلطين الضوء بذلك على النتاج الفكري والحضاري لهذه الشخصيات وتقديمها للأجيال الحالية بقالب فني مميز وجديد، في إظهار الرسومات بواقعية عالية تضاهي الواقع في التفاصيل والدقة. إلى جانب جاهزيتها للتحريك الكرتوني الواقعي.
وبعد العمل على أربع شخصيات بارزة في مشوارهم المبتكر أنجز الفريق شخصية الشيخ أبي مسلم ناصر بن سالم بن عديم البهلاني في عام ٢٠١٧م، والشيخ إبراهيم بن سعيد العبري (المفتي السابق لسلطنة عمان)، والسيد سعيد بن سلطان (حاكم عمان وزنجبار)، والشيخ القاضي عيسى بن صالح الطائي، فيما لا يزال العمل قائما على شخصية السيد برغش بن سعيد بن سلطان البوسعيدي. وأنهى الفريق وبالتعاون مع أستوديو 'كان' العمل على شخصية السفير العماني أحمد بن النعمان الكعبي (سفير السيد سعيد بن سلطان) واعتبروها تحديا آخر كبيرا، لاعتمادهم على الرسمة الوحيدة المتوفرة للسفير، والتي رسمت أثناء تواجده في الولايات المتحدة الأمريكية. واختيرت هذه الشخصية لدورها الكبير في العلاقات الدولية وخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية في عهد السيد سعيد بن سلطان.
يتحدث الباحث المتخصص في التاريخ حارث الخروصي حول المشروع، وأهميته وفكرة الاستفادة من الفن في التاريخ فقال: ' تحويل الشخصيات إلى ثلاثية الأبعاد مشروع رائد، ويواكب العصر، وباستخدام تقنيات جديدة لشرح التراث المادي وغير المادي'.
وأضاف: 'هذا العمل بحد ذاته يشجع بقية المبدعين على الابتكار، واستخدام تقنيات حديثة في توظيفها للهوية والثقافة العمانية، وقد يسهل في المستقبل عمل أفلام كرتونية، ويقرب المشهد التاريخي في أذهان أبناء اليوم، كما أنه إحياء لذكرى شخصيات تاريخية مهمة من خلال جعلها ماثلة أمام أعين المهتمين بالتاريخ'.
وحول تحويل شخصية السفير بن النعمان قال الخروصي: 'شخصية أحمد بن النعمان شخصية مهمة، وما قام به نصر والفريق من بحث كبير، وتغيير للصورة السائدة، بل ولم يكتف بالملامح وتخطاها إلى الملابس وأنماط العادات والتقاليد، وطبيعة الجلسة والعمر، جامعا معلومات متأصلة ومتواصلة ومعطيات تاريخية'.
وقال الدكتور سلمان الحجري أستاذ التصميم الجرافيكي المشارك بجامعة السلطان قابوس: 'هذا المشروع مهم جدا، لأن استخدام التقنيات الرقمية الحديثة، والمتمثلة في برامج الطباعة ثلاثية الأبعاد أصبح متطورا تطورا كبيرا، نتيجة تطور التكنولوجيا في التصميم الجرافيكي والتصميم ثلاثي الأبعاد المرئي والمجسم الذي يستخرج عن طريق طابعات ثلاثية الأبعاد ' .
وأضاف: 'أهمية المشروع كبيرة بحكم أن التفاصيل البسيطة العادية جدا لا يمكن الحصول عليها من خلال تجديد الصورة القديمة ولكن من خلال هذه التقنيات نستطيع الوصول إلى تفاصيل دقيقة لهذه الشخصيات بحيث يكون تفاعل الملتقي معها كبيرا جدا والتعاطي معها يسبب نوعا من الدهشة والتأمل'.
وتابع: 'الفن كان ولايزال رافعة مهمة للتاريخ، والتصوير عبر مئات السنين الماضية وثق حركة التاريخ وحركة الناس والتطور الحضاري، ما يؤكد أن الفن كان وما زال مهما في توثيق الفن ودعمه وسرد التفاصيل المهمة التي تتضح بمثل هذه الرسومات والمجسمات، والمتلقي عندما يتفاعل مع مثل هذه الأعمال يتفاعل بنوع من المتعة والتجديد والرؤية البصرية الجديدة غير المطروحة سابقا'.
وحول مراحل العمل، يقول سالم الحجري من الفريق: 'تتم إعادة إنتاج الشخصيات بعد البحث والتقصي، فبداية نهتم بتوفير الصور المرجعية المتوفرة للشخصيات، وهو ما حدث في شخصيات كالشيخ العلامة إبراهيم بن سعيد العبري، والشيخ أبي مسلم البهلاني، والشيخ عيسى بن صالح الطائي، حيث إن الصور الفوتوغرافية متوفرة لهذه الشخصيات، لذلك مرحلة الإنتاج ثلاثي الأبعاد تكون متقاربة مع الصور المتوفرة بشكل جدا كبير. في المقابل نجد أن شخصية السيد سعيد بن سلطان تطلبت جهدا أكبر من البحث والتقصي، وذلك بسبب عدم توفر الصور الفوتوغرافية، حيث إن المتوفر هو رسمتان، الأولى أمريكية والأخرى فرنسية، وكذلك وصوف مختلفة للشخصية وهيئتها نجدها في العديد من المراجع التاريخية، وقد اختلف الإنتاج النهائي للسيد السعيد عن ما هو متداول وهي الرسمة الأمريكية، وذلك لإيماننا أن الرسمة الأمريكية للسيد تحتوي على العديد من الأخطاء التشريحية والفنية، وأخطاء أخرى لا تتفق مع الوصوف التاريخية التي وجدناها لمن عاصر أو رأى السيد سعيد بن سلطان، والتي نجد أغلبها قد ذكرت في كتاب جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار لكاتبه الشيخ سعيد بن علي المغيري، وكذلك كتاب مذكرات أميرة عربية لكاتبته السيدة سالمة ابنة السيد سعيد بن سلطان'.
وإن بدت عملية التحويل هذه متشابهة، فإنها تختلف حسب الشخصية وحسب ما تمتلكه من أرشيف مرئي، يضيف الحجري: 'مراحل العمل تقريبا متشابهة في كل الشخصيات لكن ما يختلف هو المدة الزمنية لإنجاز العمل فيتراوح من شهر ونصف لغاية عدة أشهر اعتمادا على الصور المرجعية المتوفرة للشخصية، على سبيل المثال لا الحصر نجد أن إنتاجنا الخاص بالشيخ إبراهيم بن سعيد العبري يعتبر الأسهل وذلك لأن الشيخ توفي عام 1975م، حيث توفرت لدينا العديد من الصور الفوتوغرافية وحتى مقاطع الفيديو للشيخ، وتم توفيرها بالتعاون مع عائلته. في المقابل نجد أن السيد سعيد بن سلطان قد امتد إنتاجه لعدة أشهر، وذلك بسبب عدم توفر أي صورة للسيد، وبالتالي تشكيل وجه وملامح الشخصية تطلب التعديل عدة مرات في برامج الثري دي للوصول لتوافق كبير ما بين الشكل والمتوفر لدينا من المراجع، كما أن البحث عن الملابس وشكل الخنجر مثلا أو السيف يتطلب البحث وسؤال المختصين. كما نجد أنه من المهم دائما فهم الجوانب التشريحية للوجه والجسم'.
وأضاف: 'تكمن أهمية ذلك في إمكانية تشكيل الأجزاء الغير واضحة في الصور المرجعية، حيث إن الكثير من الصور أو الرسومات المتوفرة لأي شخصية غالبا ما تكون صورا أمامية، لذلك يبرز هنا دور الجوانب التشريحية لفهم شكل الوجه من الجنب. كما أننا نعمل أيضا جنبا إلى جنب مع العديد من المؤرخين والباحثين المتخصصين في الجوانب التاريخية، وذلك حتى نضمن أننا نعمل على أسس صحيحة بقدر الإمكان عند إنتاج أي شخصية، الجدير بالذكر أن الأخطاء البسيطة موجودة في أعمالنا لكن نحاول بقدر الإمكان إنجاز الشخصيات بتقارب كبير مع الواقع'.
وبعد العمل على أربع شخصيات بارزة في مشوارهم المبتكر أنجز الفريق شخصية الشيخ أبي مسلم ناصر بن سالم بن عديم البهلاني في عام ٢٠١٧م، والشيخ إبراهيم بن سعيد العبري (المفتي السابق لسلطنة عمان)، والسيد سعيد بن سلطان (حاكم عمان وزنجبار)، والشيخ القاضي عيسى بن صالح الطائي، فيما لا يزال العمل قائما على شخصية السيد برغش بن سعيد بن سلطان البوسعيدي. وأنهى الفريق وبالتعاون مع أستوديو 'كان' العمل على شخصية السفير العماني أحمد بن النعمان الكعبي (سفير السيد سعيد بن سلطان) واعتبروها تحديا آخر كبيرا، لاعتمادهم على الرسمة الوحيدة المتوفرة للسفير، والتي رسمت أثناء تواجده في الولايات المتحدة الأمريكية. واختيرت هذه الشخصية لدورها الكبير في العلاقات الدولية وخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية في عهد السيد سعيد بن سلطان.
- الفن في خدمة التاريخ
يتحدث الباحث المتخصص في التاريخ حارث الخروصي حول المشروع، وأهميته وفكرة الاستفادة من الفن في التاريخ فقال: ' تحويل الشخصيات إلى ثلاثية الأبعاد مشروع رائد، ويواكب العصر، وباستخدام تقنيات جديدة لشرح التراث المادي وغير المادي'.
وأضاف: 'هذا العمل بحد ذاته يشجع بقية المبدعين على الابتكار، واستخدام تقنيات حديثة في توظيفها للهوية والثقافة العمانية، وقد يسهل في المستقبل عمل أفلام كرتونية، ويقرب المشهد التاريخي في أذهان أبناء اليوم، كما أنه إحياء لذكرى شخصيات تاريخية مهمة من خلال جعلها ماثلة أمام أعين المهتمين بالتاريخ'.
وحول تحويل شخصية السفير بن النعمان قال الخروصي: 'شخصية أحمد بن النعمان شخصية مهمة، وما قام به نصر والفريق من بحث كبير، وتغيير للصورة السائدة، بل ولم يكتف بالملامح وتخطاها إلى الملابس وأنماط العادات والتقاليد، وطبيعة الجلسة والعمر، جامعا معلومات متأصلة ومتواصلة ومعطيات تاريخية'.
وقال الدكتور سلمان الحجري أستاذ التصميم الجرافيكي المشارك بجامعة السلطان قابوس: 'هذا المشروع مهم جدا، لأن استخدام التقنيات الرقمية الحديثة، والمتمثلة في برامج الطباعة ثلاثية الأبعاد أصبح متطورا تطورا كبيرا، نتيجة تطور التكنولوجيا في التصميم الجرافيكي والتصميم ثلاثي الأبعاد المرئي والمجسم الذي يستخرج عن طريق طابعات ثلاثية الأبعاد ' .
وأضاف: 'أهمية المشروع كبيرة بحكم أن التفاصيل البسيطة العادية جدا لا يمكن الحصول عليها من خلال تجديد الصورة القديمة ولكن من خلال هذه التقنيات نستطيع الوصول إلى تفاصيل دقيقة لهذه الشخصيات بحيث يكون تفاعل الملتقي معها كبيرا جدا والتعاطي معها يسبب نوعا من الدهشة والتأمل'.
وتابع: 'الفن كان ولايزال رافعة مهمة للتاريخ، والتصوير عبر مئات السنين الماضية وثق حركة التاريخ وحركة الناس والتطور الحضاري، ما يؤكد أن الفن كان وما زال مهما في توثيق الفن ودعمه وسرد التفاصيل المهمة التي تتضح بمثل هذه الرسومات والمجسمات، والمتلقي عندما يتفاعل مع مثل هذه الأعمال يتفاعل بنوع من المتعة والتجديد والرؤية البصرية الجديدة غير المطروحة سابقا'.
- مراحل العمل
وحول مراحل العمل، يقول سالم الحجري من الفريق: 'تتم إعادة إنتاج الشخصيات بعد البحث والتقصي، فبداية نهتم بتوفير الصور المرجعية المتوفرة للشخصيات، وهو ما حدث في شخصيات كالشيخ العلامة إبراهيم بن سعيد العبري، والشيخ أبي مسلم البهلاني، والشيخ عيسى بن صالح الطائي، حيث إن الصور الفوتوغرافية متوفرة لهذه الشخصيات، لذلك مرحلة الإنتاج ثلاثي الأبعاد تكون متقاربة مع الصور المتوفرة بشكل جدا كبير. في المقابل نجد أن شخصية السيد سعيد بن سلطان تطلبت جهدا أكبر من البحث والتقصي، وذلك بسبب عدم توفر الصور الفوتوغرافية، حيث إن المتوفر هو رسمتان، الأولى أمريكية والأخرى فرنسية، وكذلك وصوف مختلفة للشخصية وهيئتها نجدها في العديد من المراجع التاريخية، وقد اختلف الإنتاج النهائي للسيد السعيد عن ما هو متداول وهي الرسمة الأمريكية، وذلك لإيماننا أن الرسمة الأمريكية للسيد تحتوي على العديد من الأخطاء التشريحية والفنية، وأخطاء أخرى لا تتفق مع الوصوف التاريخية التي وجدناها لمن عاصر أو رأى السيد سعيد بن سلطان، والتي نجد أغلبها قد ذكرت في كتاب جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار لكاتبه الشيخ سعيد بن علي المغيري، وكذلك كتاب مذكرات أميرة عربية لكاتبته السيدة سالمة ابنة السيد سعيد بن سلطان'.
- شخصيات مختلفة.. عمل مختلف
وإن بدت عملية التحويل هذه متشابهة، فإنها تختلف حسب الشخصية وحسب ما تمتلكه من أرشيف مرئي، يضيف الحجري: 'مراحل العمل تقريبا متشابهة في كل الشخصيات لكن ما يختلف هو المدة الزمنية لإنجاز العمل فيتراوح من شهر ونصف لغاية عدة أشهر اعتمادا على الصور المرجعية المتوفرة للشخصية، على سبيل المثال لا الحصر نجد أن إنتاجنا الخاص بالشيخ إبراهيم بن سعيد العبري يعتبر الأسهل وذلك لأن الشيخ توفي عام 1975م، حيث توفرت لدينا العديد من الصور الفوتوغرافية وحتى مقاطع الفيديو للشيخ، وتم توفيرها بالتعاون مع عائلته. في المقابل نجد أن السيد سعيد بن سلطان قد امتد إنتاجه لعدة أشهر، وذلك بسبب عدم توفر أي صورة للسيد، وبالتالي تشكيل وجه وملامح الشخصية تطلب التعديل عدة مرات في برامج الثري دي للوصول لتوافق كبير ما بين الشكل والمتوفر لدينا من المراجع، كما أن البحث عن الملابس وشكل الخنجر مثلا أو السيف يتطلب البحث وسؤال المختصين. كما نجد أنه من المهم دائما فهم الجوانب التشريحية للوجه والجسم'.
وأضاف: 'تكمن أهمية ذلك في إمكانية تشكيل الأجزاء الغير واضحة في الصور المرجعية، حيث إن الكثير من الصور أو الرسومات المتوفرة لأي شخصية غالبا ما تكون صورا أمامية، لذلك يبرز هنا دور الجوانب التشريحية لفهم شكل الوجه من الجنب. كما أننا نعمل أيضا جنبا إلى جنب مع العديد من المؤرخين والباحثين المتخصصين في الجوانب التاريخية، وذلك حتى نضمن أننا نعمل على أسس صحيحة بقدر الإمكان عند إنتاج أي شخصية، الجدير بالذكر أن الأخطاء البسيطة موجودة في أعمالنا لكن نحاول بقدر الإمكان إنجاز الشخصيات بتقارب كبير مع الواقع'.