الاستثمار في الاقتصاد الإبداعي
السبت / 20 / جمادى الأولى / 1443 هـ - 17:52 - السبت 25 ديسمبر 2021 17:52
منذ إعلان المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلم (اليونسكو) بأن العام 2021 عام (الصناعات الإبداعية) والعالم منشغل بآفاق الاستثمار في الاقتصاد الإبداعي، وكيفية الاستفادة من الثقافة في تأسيس الشركات القائمة على الإبداع والابتكار، خاصة مع تنامي تطور التقنية خلال الأعوام المنصرمة.
فالثقافة لها قدرة تنموية ليس على المستوى الاجتماعي والحضاري والاقتصادي وحسب بل على مستوى (التنمية البشرية)؛ حيث تُسهم في إيجاد فرص تدريب وتأهيل وبالتالي توظيف في العديد من القطاعات التي تشملها الثقافة، ولهذا فإن تقرير تأثير الاستثمار في الاقتصاد الإبداعي العالمي (السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة)، الصادر عن مؤسسة نيستا (تمويل الفنون والثقافة) في المملكة المتحدة، يحدثنا عن أهمية الثقافي في دعم أهداف التنمية من ناحية، والإمكانات التي توفرها الثقافة لدعم الاقتصاد العالمي.
وقد كتب (رونالد كوهين) رئيس المجموعة التوجيهية العالمية للاستثمار المؤثر، في مقالته المتصدرة في هذا التقرير، والمعنونة بـ (أهمية الثقافة) أن الثقافة تزداد أهميتها ' في وقت يتعرض فيه عالمنا للتهديد من خلال الخطاب المستقطب والأخبار المزيفة'، وهو الأمر الذي يجعل (الاستثمار المؤثر) 'يقود طرقا جديدة في التفكير للمستثمرين والشركات، ويحوِّل عملية صنع القرار بعيدا عن مجرد جني الأموال إلى تحسين الحياة والكوكب أيضا'.
ويكشف لنا هذا التقرير أن (الاقتصاد الإبداعي) أو الاقتصاد القائم على (القوة المتنامية للأفكار) – بحسب تعبير جون هوكينز في كتابه الاقتصاد الإبداعي -، تم رفعه إلى جدول الأعمال الاقتصادي والتنمية العالمي في الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الأمم المتحدة الوزاري للتجارة والتنمية (الأونتكاد) في ساو باولو في البرازيل منذ العام 2004، باعتباره تلك 'الأنشطة الاقتصادية القائمة على المعرفة والتي تقوم عليها الصناعات الإبداعية'، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم يتعاظم هذا الاهتمام ويتزايد بزيادة الحاجة إلى إيجاد اقتصاد قائم على الأفكار والإبداع لابتكار صناعات جديدة وحديثة تتناسب مع التطورات الحضارية المعاصرة.
ومع توسع نطاقات هذا الاهتمام والقطاعات الثقافية المختلفة فإن الاقتصاد الإبداعي يزداد من حيث قياس النشاط الاقتصادي، وحجم المجموعات الاقتصادية المشتغلة في الصناعات الفنية والثقافية والتصميم والابتكار ، الأمر الذي يُعزز من قدرة الأسواق المحلية في ترسيخ هُويتها الثقافية والحضارية من ناحية، وهُويتها التجارية من ناحية أخرى؛ فقد كشف التقرير عن الإمكانات الاقتصادية الهائلة التي تُسهم بها الثقافة؛ حيث 'يُعد الاقتصاد الحِرفي وحده محركا رئيسا للوظائف لما يُقدَّر بنحو 300 مليون شخص حول العالم، ومن المتوقع أن تصل إلى تقييم عالمي قدره (985) مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023' – حسب ما جاء في التقرير.
* كاتبة عمانية متخصصة في علم السيميئيات
فالثقافة لها قدرة تنموية ليس على المستوى الاجتماعي والحضاري والاقتصادي وحسب بل على مستوى (التنمية البشرية)؛ حيث تُسهم في إيجاد فرص تدريب وتأهيل وبالتالي توظيف في العديد من القطاعات التي تشملها الثقافة، ولهذا فإن تقرير تأثير الاستثمار في الاقتصاد الإبداعي العالمي (السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة)، الصادر عن مؤسسة نيستا (تمويل الفنون والثقافة) في المملكة المتحدة، يحدثنا عن أهمية الثقافي في دعم أهداف التنمية من ناحية، والإمكانات التي توفرها الثقافة لدعم الاقتصاد العالمي.
وقد كتب (رونالد كوهين) رئيس المجموعة التوجيهية العالمية للاستثمار المؤثر، في مقالته المتصدرة في هذا التقرير، والمعنونة بـ (أهمية الثقافة) أن الثقافة تزداد أهميتها ' في وقت يتعرض فيه عالمنا للتهديد من خلال الخطاب المستقطب والأخبار المزيفة'، وهو الأمر الذي يجعل (الاستثمار المؤثر) 'يقود طرقا جديدة في التفكير للمستثمرين والشركات، ويحوِّل عملية صنع القرار بعيدا عن مجرد جني الأموال إلى تحسين الحياة والكوكب أيضا'.
ويكشف لنا هذا التقرير أن (الاقتصاد الإبداعي) أو الاقتصاد القائم على (القوة المتنامية للأفكار) – بحسب تعبير جون هوكينز في كتابه الاقتصاد الإبداعي -، تم رفعه إلى جدول الأعمال الاقتصادي والتنمية العالمي في الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الأمم المتحدة الوزاري للتجارة والتنمية (الأونتكاد) في ساو باولو في البرازيل منذ العام 2004، باعتباره تلك 'الأنشطة الاقتصادية القائمة على المعرفة والتي تقوم عليها الصناعات الإبداعية'، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم يتعاظم هذا الاهتمام ويتزايد بزيادة الحاجة إلى إيجاد اقتصاد قائم على الأفكار والإبداع لابتكار صناعات جديدة وحديثة تتناسب مع التطورات الحضارية المعاصرة.
ومع توسع نطاقات هذا الاهتمام والقطاعات الثقافية المختلفة فإن الاقتصاد الإبداعي يزداد من حيث قياس النشاط الاقتصادي، وحجم المجموعات الاقتصادية المشتغلة في الصناعات الفنية والثقافية والتصميم والابتكار ، الأمر الذي يُعزز من قدرة الأسواق المحلية في ترسيخ هُويتها الثقافية والحضارية من ناحية، وهُويتها التجارية من ناحية أخرى؛ فقد كشف التقرير عن الإمكانات الاقتصادية الهائلة التي تُسهم بها الثقافة؛ حيث 'يُعد الاقتصاد الحِرفي وحده محركا رئيسا للوظائف لما يُقدَّر بنحو 300 مليون شخص حول العالم، ومن المتوقع أن تصل إلى تقييم عالمي قدره (985) مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023' – حسب ما جاء في التقرير.
* كاتبة عمانية متخصصة في علم السيميئيات