أعمدة

نوافذ : وقاية.. ليس إلا

 
أتابع بحذر ما يتداول عبر صفحة أو منصة الـ 'واتس أب' في كثير من المجموعات؛ غالبا؛ من مواد مكتوبة، أو صور مجردة، أو مقاطع مرئية، أو تسجيلات صوتية، فهذه المواد هي مجمل ما يتداول عبر هذه الصفحة، ولأن أغلبها ليس عليه شيئ من المحاذير؛ كما يتبين؛ ولكن الخطورة في قليلها، وهذا القليل هو ما يستلزم التنبيه إليه، أو التحذير من استمرار نشره، والتغريد به، ذلك لأنه يمس الكثير من خصوصياتنا كأناس اجتماعيين، وكأفراد في أسر، وهذا الانتماء الاجتماعي أو الأسري؛ يلزمنا بالكثير من المحددات، وبالكثير من الالتزامات، وهذا الهاجس الالتزامي هو ذاته سواء كنا بين أفراد أسرنا، أو كنا في خلواتنا التي نحب أن نمارس فيها الكثير مما قد يعاب علينا، وهذا من الطبيعة البشرية، التي تعيش الدورين في ممارسة السلوكيات، وخاصة السلوكيات التي عليها علامات استفهام كبيرة.

فالإنسان بهذه الطبيعة يريد أن يكون سجله صافيا غير معاب من جهة كانت، والسجل بهذه الصورة هو سجل مادي بحت، والمحافظة على نصاعته مقدور عليها بشكل كبير، ولكن الخطورة في السجل المعنوي، الذي نختزنه بين جوانحنا، ولا يطلع عليه أحد إلا رب الوجود؛ خالق البشر، فهو الذي لا تغيب عنه غائبة، ولا تنسل من بين يديه قاصية، فهذا السجل المعنوي هو المحتكم لقدرتنا على نصاعته، أو 'خربشته' بكثير من السلوكيات الـ 'شينة' ولأنه سجل مخفي عن المواجهة المباشرة لنقده من قبل الآخرين فإننا كثيرا ما يقصُر إدراكنا عن النظر والتمعن فيه، ولأنه كذلك، فإنه؛ في المقابل؛ معرض لهذا التشويش والخربشات، ولأن ذلك كله له ثمن سوف يدفع، فهنا تكمن المصيبة.

يعيش جميعنا تحديات كثيرة، وكبيرة، وكل يوم تزيد هذه التحديات لتمتحن إرادتنا، وقوتنا أمام أنفسنا، وتحدينا المستمر لها، حيث تكمن هذه التحديات فيما يتداول عبر مختلف المنصات، ومنها منصة الـ 'واتس أب' وهذه خطورتها أكبر، لانتشار استخدام هذه المنصة لدى قطاع كبير من أبناء المجتمع، لمختلف الأعمار من الجنسين، فكما ألاحظ، وتلاحظون، انتشار الصور الخليعة، بصورة غير طبيعية عما كان معهودا قبل فترة قريبة، لسهولة النشر من الناحية، وللانفتاح غير الطبيعي الذي تشهده المجتمعات، ويضاف إلى ذلك ما تنادي به الدول الكبرى في شأن النسويات، والمثليين، حيث تتجه كثير من السياسات الدولية إلى ترسيخ هذين العنوانين عبر ممارسات كثيرة، آخرها ما تشهده اجتماعات الأمم، وبصورة مكثفة، مما يشعر المتابع أن هناك أمرا ما قادم؛ قد يتخذ بصورة إلزامية لمن يريد، ولمن لا يريد، مع أن القرار الفردي هو ملك صاحبه، ولن يساومه عليه أحد مهما كان؛ ولو بالصفة القهرية؛ ومن منطق ذلك يمكن لهذه القناعة الفردية أن يمارسها الفرد على الأقل في عدم الترويج أو النشر لكل ما هو متعلق بهذا الموضوعين، فلا أحد على الإطلاق سيستفيد من هذا النشر، سوى إغراق النفس في مطمع الرذيلة، ولا أعتقد أن هناك إنسانا عاقلا يريد أن يغرق نفسه في ذلك، وإن حقق له النشر إعجاب البعض، وحظي بشيء من مجاملات المديح، لأن هناك ثمنا باهظا سوف يدفعه عاجلا أو آجلا.