تحقيقات

"زحمة" مسقط .. مشكلة تنتظر الحل!

الكثير من الطرق بحاجة إلى معالجات جذرية

الحركة المرورية بمسقط تشهد ازدحاما مستمرا وضرورة البحث عن حلول
 
الحركة المرورية بمسقط تشهد ازدحاما مستمرا وضرورة البحث عن حلول


  • حمد العلوي : أهمية الشراكة بين الخبراء والمعنيين للبحث عن حلول


  • علي الفزاري : النقل الجماعي يواجه العديد من العوائق


  • اليقظان العامري : السبب في تداخل استخدامات الأراضي وقلة المواقف


  • هاني الهشامي : تزاحم المجمعات التجارية يخنق المرور




تعاني معظم الطرق الرئيسية والفرعية ومداخل ومخارج المدن والأحياء بمحافظة مسقط من اختناقات مرورية على مدار اليوم، متجاوزة ساعات الذروة المعتاد فيها حصول الازدحام المروري صباحا وعند الظهيرة والتي كانت منذ مدة تتحدد عند توجه الموظفين الى مقرات عملهم أو العودة منها، حيث أصبح الازدحام المروري يمتد طوال اليوم ويستمر الى الساعات الأولى من المساء، الامر الذي يستدعي التفكير في حلول ومعالجات للكثير من الطرق الرئيسية والمداخل والمخارج من والى المناطق.

وعلى الرغم من أن بعض المناطق حديثة التخطيط والتعمير إلا أن مشهد الازدحام فيها اكثر من المناطق والاحياء التي تم تخطيطها منذ سنوات طويلة، الامر الذي يؤكد أهمية الشراكة في التخطيط بين العديد من الجهات ومراعاة كافة الأبعاد عن التخطيط لإنشاء الطرق والمسارات والمداخل والمخارج و استخدامات الاراضي بالقرب من الطرق الرئيسية والدوارات والتقاطعات، مع مراعاة الزيادة السكانية وزيادة عدد المركبات.

وقد بلغ إجمالي المركبات المسجلة في سلطنة عمان في عام 2020م 1.56 مليون مركبة، 78.4% منها مركبات خاصة .

(عمان) تحدثت مع عدد من المختصين في التخطيط المروري وطلبة من جامعة السلطان قابوس قاموا بدراسات لواقع الازدحام المروري وأسبابه والحلول المقترحة وضرورة التفكير في تطوير منظومة النقل العام، وتشجيع الناس على استخدامها وأسباب عزوف المجتمع عنها من وجهة نظرهم .

وأكد حمد بن سالم العلوي خبير تخطيط حوادث المرور على أن الكثير من الطرق في محافظة مسقط بحاجة الى معالجات جذرية حتى ينتهي مسلسل الازدحام المروري في عدد من المسارات والطرق بالمحافظة، مشيرا الى اهمية الشراكة بين الخبراء والمختصين وكافة الجهات المعنية بالمرور ومشاريع الطرق للوصول الى حلول تنهي الازدحام في طرقات مسقط او التخفيف منها، والعمل على دراسات واقعية قبل البدء بتنفيذ مشاريع الطرق والمدن .

وأشار العلوي في حديثه الى بعض المواقع وأسباب الازدحام فيها والحلول التي اقترحها وقال : هناك ازدحام مروري في الجهة الشمالية من شارع السلطان قابوس وخصوصا عند الطريق المؤدي الى مطار مسقط الدولي باتجاه السيب، مؤكدا على ان وقوع الزحمة في هذا الموقع مصطنعة وليست طبيعية، مشيرا الى أن الكثير من قائدي المركبات يسلكون الطريق المؤدي الى جسر المطار وهم في الأصل يقصدون التوجه الى السيب حيث يسلكون الطريق وكأنهم ذاهبون الى المطار ومن ثم يواصلون السير ويعودون الى نفس الطريق لوجود مسرب يعود بهم الى نفس الطريق، مشيرا الى ان الجهة الجنوبية من نفس الطريق لا تحصل فيها مشكلة الازدحام وذلك لعدم وجود مسرب ينفذ الى الطريق الرئيسي مرة أخرى بل إن التوجه الى الجسر إجباري ويؤدي الى التوجه لمنطقة غلا وهذا الامر جنب وقوع ازدحام في الجهة الجنوبية .

واشار الى ان الحل لمشكلة الازدحام في هذا الموقع تكمن في تغيير المسرب المفصول عن شارع السلطان قابوس باتجاه مطار مسقط الدولي وجعله غير نافذ إلى الشارع نفسه مرة اخرى ، بحيث يجبر قائدي المركبات التوجه الى المسرب المتجه للمطار فقط للذين يتوجهون للمطار، دون السماح بالعودة الى نفس الطريق ومن ثم الدخول مرة اخرى الى الطريق الرئيسي والتسبب في تخفيف السرعة للمركبات القادمة بالمسار الرئيسي ومن ثم التسبب بالازدحام، مؤكدا ان هذا الامر يجبر من يسلك المسرب المعزول بالصعود إلى ظهر الجسر، وأما الحل الثاني يكمن في إزالة الفاصل بين الشارع العام والمسرب، حيث سيسلك الناس من تلقاء أنفسهم ويحجزون دورهم في الطريق، مشيرا الى ان ذلك قد يؤدي الى البطء في المسار المتجه الى مطار مسقط الدولي .

وأشار الى أن بعض قائدي المركبات حاليا يستغلون انسيابية الحركة على المسرب المؤدي إلى المطار، فيتسللون مسرعين بالمسرب المؤدي للمطار ولكن يعودون مرة أخرى الى الطريق الامر الذي يتسبب في تخفيف السرعة للمركبة الاولى الملتقية بالمركبة العائدة وهكذا حتى يصل الامر الى توقف تام للمركبات ليصل الازدحام في بعض الاحيان الى دوار غلا .

كما تحدث العلوي عن تقاطع بوشر ـ مجمع السلطان قابوس الرياضي، والانعطاف والعودة باتجاه مجمع التأمينات الإجتماعية باتجاه الخوير، مشيرا إلى وجود ثلاثة مسارات للانعطاف وما يتسبب به هذا الطريق من ازدحام وضرورة تغيير في عدد المسارات ودراسة وضع هذا الطريق واستحداث خطوط أرضية إرشادية توضح الاتجاهات او وضع إشارات ضوئية .

كما تحدث عن الطريق المار من أمام المستشفى السلطاني وضرورة وضع دوار أما المستشفى يوزع الحركة والاتجاهات نحو عيادات المستشفى او التوجه لجامع السلطان قابوس الاكبر او الى المجمع والمرافق الاخرى بالقرب من ذلك الموقع، وتغيير الواقع الحالي المتمثل في الاتجاه الى الاشارات في الطريق المؤدي الى غلا او العودة من دوار مجمع السلطان قابوس الرياضي بولاية بوشر .

كما تحدث حمد بن سالم العلوي خبير في تخطيط حوادث المرور الى دوار روي وعدد من المواقع المهمة التي يجب إعادة دراسة مواقعها لتخفيف الازدحام المروري، مؤكدا على ضرورة ايجاد استخدامات للأودية في بعض المواقع مثل الوادي الكبير وروي واستغلالها لإقامة طرق فيها يتم توقيف الحركة فيها عند الامطار او نزول الاودية .


  • النقل العام




من جانبه تطرق علي بن سعيد بن سليمان الفزاري من قسم الجغرافيا بجامعة السلطان قابوس متخصص في التخطيط الإقليمي والحضري الى سوء التخطيط للطرق وعلاقته بمشكلة الازدحام المروري وقال : تعاني غالبية مدن العالم – خاصة مدن العالم النامي- الكثير من المشاكل والعيوب التخطيطية التي تولد بدورها مشكلة الازدحام المروري.

مشيرا الى ان الازدحام المروري بمحافظة مسقط يلاحظ فيه أن هناك الكثير من الأسباب المتعددة التي أدت إلى وجود الازدحام المروري في الطرق العامة وفي الأسواق، منها كثرة أعداد المركبات الناتج من كثرة أعداد السكان والذي يعتبر من أبرز مسببات الازدحام المروري، موضحا أن معظم سكان مدينة مسقط من موظفين وطلبة يستخدمون مركباتهم الشخصية في تنقلاتهم اليومية، وهذا الأمر سبب زيادة في الكثافة المرورية في جميع الشوارع والطرق خاصة في أوقات الذروة ( في الصباح الباكر وعند المساء) .

وبين الفزاري أن هناك سببا آخر في ظهور مشكلة الازدحام المروري يتمثل في سوء التخطيط والتصميم للطرق ومداخل المخططات العمرانية، وتحدث عن منطقة المعبيلة ـ مثالاـ وقال : على الرغم من حداثة هذه المنطقة إلا أن سكانها يعانون من مشاكل الازدحام المروري وخاصة وقت المساء، مؤكدا أن السبب الرئيسي في ذلك عدم وجود مداخل كافية لهذه المنطقة، حيث إنه لا يوجد سوى مدخلين رئيسيين لها ، الأول يكون من خلال الطريق القادم من منطقة الخوض، والثاني من خلال الشارع المرتبط بطريق مسقط السريع. وفي منطقة الخوض السادسة وجدت نفس المشكلة، حيث غاب التصميم الحضري السليم للمدخل الرئيسي للمنطقة، فقد تم عمل مدخل للمنطقة بشكل متصل بالدوار وبه انعطاف شديد للغاية، مما سبب ذلك ازدحاما شديدا في تلك المنطقة وخاصة أوقات الصباح والمساء.

مشيرا الى الأسباب الأخرى المؤدية إلى الازدحام المروري في محافظة مسقط هو كثرة أعداد الدوارات وقلة إشارات المرور، حيث نلاحظ أن هناك الكثير من الطرق تتخللها هذه الدوارات التي تسبب ازدحاما مروريا كثيفا للغاية.

واقترح الفزاري عددا من الحلول من واقع دراسة علمية واقعية وقال : من أجل حل مشكلة الازدحام المروري التي تعاني منه شوارع مدينة مسقط، ينبغي أولا حث المواطنين وتوجيه فكرهم الجمعي بأهمية التقليل من استخدام المركبات الخاصة في تنقلاتهم اليومية واستبدالها بوسائل النقل الجماعي كالحافلات الأمر الذي سيحد من استخدام المركبات في الشوارع كما هو الحال في بلدان العالم المتقدم.

وتحدث الفزاري عن عدد من الاسباب التي أدت الى عدم استخدام المجتمع العماني لوسائل النقل الجماعي وقال : موضوع النقل الجماعي بالحافلات في مدينة مسقط يواجه العديد من العوائق التي كانت ناتجة من أفكار أفراد المجتمع ومعتقداتهم الثقافية والتي حالت دون استخدام هذه الوسيلة، مشيرا الى أن هناك عزوفا من قبل أبناء المجتمع العماني عن استخدام وسائل النقل الجماعي حيث تمثل العزوف في عدة أسباب ومنها العادات والتقاليد والنظرة المجتمعية السلبية تجاه مستقلي النقل الجماعي، حيث يعتقد البعض أن استخدام وسيلة النقل الجماعي يقلل من شأنه وتفكيره في النظرة الدونية للمجتمع تجاهه، اضافة الى عدم توفر الخصوصية في الحافلة، حيث يحدث اختلاط بين الرجال والنساء في الحافلة، وانه ليس من اللائق ولا من تعاليم الدين الإسلامي ان تختلط المرأة بالرجل، إضافة الى الخجل اثناء المشي على جانب الطريق، وخاصة اذا كانت محطة الحافلات بعيدة عن مقر السكن، كما أن غالبية مستقلي الحافلات هم العمال الوافدون ، وهذا ليس من مستوى الفرد العماني حسب ما ـ تمليه العادات والتقاليد ـ .

وأشار الفزاري الى عدة أسباب أخرى لعدم تقبل استخدام وسائل النقل العام في المجتمع وقال : عدم توفر الخصوصية والراحة في الحافلات للنساء مثلا ، إضافة الى صعوبة الوصول لمحطات النقل الجماعي نتيجة بعدها عن الاحياء السكنية وعدم توفر خدمات الأمن والسلامة والراحة في محطات النقل العام التي تتمثل في المقاعد المريحة والمظلات الشمسية وأجهزة التكييف، بالإضافة إلى الأرصفة الملائمة للوقوف فيها اثناء الانتظار.

وفي ختام حديثه اقترح علي بن سعيد بن سليمان الفزاري المختص في التخطيط الحضري والاقليمي بأن يتم استبدال كافة الدوارات بإشارات مرور من أجل عملية التنظيم المتحكم بها في تسيير الحركة المرورية بسهولة ويسر وإعادة تخطيط مداخل المخططات العمرانية بما يضمن توفير ثلاثة مداخل رئيسية لكل مخطط و رفع الطاقة الاستيعابية للطرق من خلال زيادة عدد المسارات.


  • استخدامات الاراضي




من جانبه قال المهندس اليقظان خميس سعيد العامري من قسم الجغرافيا بجامعة السلطان قابوس يدرس بتخصص التخطيط الحضري والاقليمي : أبرز مشكله تواجهها محافظة مسقط هيه الأزدحام المروري، ومن أهم الأسباب التي أدت إلى هذا الازدحام هي تداخل استخدامات الأراضي حيث تتداخل الاراضي التجارية مع الأراضي السكنية والعكس صحيح، وكذلك تداخل الاراضي السكنية مع الاراضي الصناعية والعكس صحيح. وأبرز مثال على ذلك المعبيلة الصناعية.

مشيرا الى ان الحلول في ذلك تكمن في عمل مخطط يشتمل على استخدام نوع واحد من استخدامات الأراضي وعدم مزجها، بحيث لا يكون هناك تداخل في استخدام الأراضي كذلك لا يكون هناك ازدحام.

وتحدث عن جانب (إهمال بعض الأراضي وتركيز على ارض معينة) وقال : توجد مساحات كبيرة من الأراضي المهملة التي لم يستفد منها حتى الآن في ولاية السيب مثلا ، حيث إن بعضها تم تخطيطها ولكن لم تستعمل حتى الآن، وبعضها الآخر لم يتم الاستفادة منها أو التخطيط لها في المقابل وجود أراض يتم استنزافها بقدر كبير مما ينتج تركزا في الازدحام في تلك المنطقة دون توزيع الخدمات او استخدامات الاراضي، ومن الأمثلة على ذلك الأراضي الواقعة غرب منطقة المعيلة الجنوبية، مساحة كبيرة جدا من الأرض لم تستغل حتى الآن، في المقابل وجود ارض لها تم استنزافها بجميع الخدمات بها وكثافة سكانية عالية جدا لذلك نلاحظ وجود تركز مروري كبير أدى الى ازدحام.

مشيرا الى ان الحل في هذا الجانب يكمن في استغلال الأراضي وتوزيع الخدمات واستعمالات الاراضي.

كما تحدث اليقضان العامري عن (تركز المراكز التجارية الكبيرة في مكان واحد أو تركزها على الطرقات الرئيسية ) وقال : أبرز مثال على ذلك وجود عدد من المجمعات التجارية على جانبي الطرق الرئيسية بعدد من المواقع في ولاية السيب ولاية بوشر والجميع يلاحظ وجود الازدحام المروري في هذه المناطق.

موضحا بأن حل هذا الجانب يكمن في عدم إنشاء المراكز التجارية الكبيرة على أطراف الطرق الرئيسية حتى لا يكون هناك ازدحام كما هو الحال في الموالح وبوشر بل يجب نقل المراكز التجارية في أماكن بعيدة عن الطرقات الرئيسية بحيث لا يكون هناك ازدحام .

وواصل العامري حديثه عن أسباب الازدحام متطرقا الى (قلة المواقف) وقال: يعتبر هذا السبب من احد الأسباب المهمة، وأشار الى امثلة حول ذلك ومنها قلة المواقف في السوق المركزي للخضروات والفواكه بالموالح، مشيرا الى انه و بسبب عدم توفر المواقف تضطر بعض الشاحنات بالوقوف على أطراف الطرق، موضحا أن الحل لهذه المشكلة هو نقل الأسواق المركزية الى منطقة حديثة مخطط لها بعيدا عن المناطق السكنية وعن الطرقات الرئيسية بحيث يتسنى لزائر السوق ان يصل الى السوق بكل يسر بعيدا عن الازدحام.

كما تحدث اليقظان العامري عن مشكلة (مواقف حافلات النقل) معتبرا أن عدم وجود أماكن مخصصة لوقوف الحافلات يؤدي الى حدوث ازدحام مروري كثير، مشيرا الى أمثلة على ذلك بمنطقة الموالح في الطريق الرئيسي عند دوار برج الصحوة، حيث يلاحظ عدم وجود مكان مخصص للحافلات حسب المعايير التخطيطية الصحيحة، مشيرا الى ان موقف الحافلات في منطقة الخوض طبق المعايير الصحيحة لوقوف حافلات النقل لذلك لا تعاني تلك المنطقة من أي مشاكل ازدحام . مقترحا ان يتم تعميم في إنشاء مواقف حافلات النقل بالصورة الصحيحة وحسب المعايير التخطيطية لمواقف الحافلات، كذلك لابد أن يتم إلغاء تلك النقطة من موقف للحافلات في منطقة الموالح لأنها تسبب الازدحام.


  • مخططات وجسور




من جانبه تحدث هاني بن محمد بن سليمان الهشامي من قسم الجغرافيا بجامعة السلطان قابوس الدارس بتخصص التخطيط الحضري والاقليمي عن (قلة وجود مخططات جسور وأنفاق المشاة) وقال : يمثل المارة الذين يقطعون الطرق في مسقط أحد المسببات للازدحام المروري وخاصة في الشوارع الداخلية لولايات المحافظة وعليه عند القيام بإنشاء مخططات جسور وأنفاق للمشاة سيتم تقليل معدلات الازدحام المروي.

كما أشار الهشامي الى قرب المناطق التجارية من مداخل الدورات موضحا ان وجود مناطق تجارية كبيرة على مداخل الدوارات مباشرة ومن الأمثلة عليها منطقة سوق الخوض التجارية والمنطقة التجارية في الخوض السادسة، كما تطرق الى قلة وجود مخططات المدن العمالية واقترح إنشاء مدن عمالية على اطراف محافظة مسقط تكون حاضنة لقطاع المنشآت الصناعية ويكون نظام النقل عن طريق الميترو او حافلات النقل العام حيث انه إذا ما تم توظيف هذا النوع من مخططات المدن العمالية سيؤدي ذلك بدوره إلى تقليل الازدحام المروري في مراكز العاصمة باعتبار خلوها من العمال حيث ستقل أعداد المشاة الذين يقطعون الشارع وستقل أعداد السيارات الشخصية المستخدمة من قبل العمال.

و اضاف الهشامي قائلا : وجود غالبية مؤسسات التعليم العالي بمسقط تطبيقاً لمبدأ المركزية الإدارية له الأثر في الازدحام المروري حيث ان محافظة مسقط تستقطب أعدادا كبيرة من الطلاب الأكاديميين وعليه عند تقليل أعداد هذه المؤسسات وتخطيط المدن الرئيسية في بقية المحافظات لتكون بدورها حاضنة لتلك المؤسسات فإن ذلك سيقلل من أعداد الطلاب في العاصمة مسقط وعليه سيقل الازدحام المروري.

كما بين هاني الهشامي اهمية تفعيل واستحداث نماذج مواقف السيارات ذات الطوابق العلوية ومواقف السيارات الأرضية وقال ان قلة المواقف تشكل مشكلة كبيرة جداً في توليد الازدحام حيث تشهد العديد من الوحدات التجارية وجود ازدحام شديد فيها بحكم عدم توفر المواقف الكافية اذ يضطر البعض للوقوف في أكتاف الطريق وقد يقف البعض ايضاً في الطريق نفسها ويمكن ملاحظة هذه الظاهرة في المنطقة التجارية بالعديد من المواقع.

واكد الهشامي على ان ظاهرة الازدحام المروري تأتي ايضا من الجانب التخطيطي بسبب سوء التخطيط وقلة التنسيق بين الجهات المعنية فعلى سبيل المثال يوجد ازدحام كثيف جداً في منطقة المعبيلة بشكل عام حيث ان أحد الأسباب في توليد الازدحام هو ملاصقة المنطقة الصناعية في المعبيلة للمناطق السكنية.

وبين هاني بن محمد بن سليمان الهشامي ان ارتباط اغلب العاملين بمسقط بالدوام الرسمي وعليه فإن خروجهم وعودتهم تكون في نفس التوقيت تتولد منه الزحمة في أوقات الذروة وهي فترة الصباح من الساعة (6-8) وفترة الظهيرة من الساعة (12-2) مساء واقترح حل ذلك بتحويل نظام الدوام للعاملين بالقطاع الخاص من الدوام الرسمي إلى الدوام على فترتين وتقسيمهم عليها وهو بدوره سيقلل من الازدحام المروري.