الاقتصادية

مواصلات تطلق "نظام النقل الذكي" لـ 122 حافلة في مسقط وصلالة

باستخدام تطبيق هاتفي وخدمة للدفع الإلكتروني

إحدى الحافلات المزودة بالنظام
 
إحدى الحافلات المزودة بالنظام
الشماخي: وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تعمل على استكمال طريقي الشرقية والباطنة السريع والطريق الساحلي.. وسيتم الإعلان عن مناقصة إنشاء الطريق الذي يربط بين ولايات مسندم

الندابي: الشركة تسعى لتوسيع خدماتها لتشمل صحار ونزوى والدقم وعبري خلال المرحلة المقبلة

أشار سعادة المهندس خميس بن محمد الشماخي وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل أن الوزارة تركز حاليًا على استكمال عدد من المشروعات الكبرى التي بدأت منذ الفترة الماضية، منها استكمال طريق الشرقية السريع وبعض الوصلات في طريق الباطنة السريع، والطريق الساحلي وربط منظومة ميناء السويق ومدينة خزائن الاقتصادية بطريق الباطنة السريع وربط المنظومة اللوجستية، مشيرًا إلى أنه سيتم قريبًا الإعلان عن مناقصة إنشاء الطريق الذي يربط بين ولايات محافظة مسندم 'طريق خصب ليما دبا'. وأوضح سعادته أن الوزارة تستهدف تنظيم النقل البري وأن هناك فرصا كبيرة وواعدة في هذا المجال سواء النقل الجماعي أو نقل البضائع ما من شأنه أن يخدم مستهدفات الاستراتيجية الوطنية اللوجستية 2040، لافتًا إلى أن الاستراتيجية تركز على النهوض بمستوى الخدمة المقدمة سواء على مستوى الطرق أو تنظيم النقل البري والبحري.

جاء ذلك خلال رعايته لحفل تدشين نظام النقل الذكي لحافلات 'مواصلات' إحدى شركات مجموعة أسياد، والذي يهدف لتقديم حلولٍ وخدماتٍ آمنةٍ وموثوقةٍ تستطيع جميع فئات المجتمع استخدامها والوصول إليها بسرعة وسهولة من خلال تطبيق يساعد في التخطيط للرحلات ويسهل عملية الدفع.

وتعليقًا على النظام قال وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل: إن هذا النظام سيخدم توجهات الوزارة للرقي بالنقل البري والنقل الجماعي، وسيسهم في تحقيق أهداف استراتيجية سلطنة عُمان اللوجستية وأهداف 'رؤية عُمان 2040'. وأضاف سعادته في تصريح للصحفيين أن النظام يأتي مبادرة من 'مواصلات' لتجويد الخدمة المقدمة والتركيز على التسويق وتنشيط الخطوط الحالية وتقديم حلول للازدحام المروري خاصة في محافظة مسقط.

وقد وفرت 'مواصلات' تطبيقها المتطوّر للمستخدمين على مختلف أنواع الأجهزة الذكية المحمولة ومتاجرها الإلكترونية، بهدف ضمان نشره على أوسع نطاقٍ ممكن بين كافة شرائح السكان. ويشكّل هذا التطبيق منصةً تقنيةً حديثةً تتيح للمستخدمين الاستفادة من مجموعة واسعة من الخدمات المميّزة التي تقدّمها شركة مواصلات باستخدام منصة رقمية تفاعلية وضعت بين أيديهم وتم تطويرها وفق أعلى المعايير وأفضل الممارسات العالمية.

ويتضمن التطبيق مزايا وخيارات متنوعة تساعد المستخدمين على التخطيط لرحلاتهم، وتسهّل عليهم عمليات الدفع. فتتضمن قائمة أبرز المزايا التي يتيحها التطبيق خاصية التخطيط المسبق للرحلات، والتتبع المباشر لمواعيد وصول الحافلات، والدفع الإلكتروني المباشر، والتعرفة المخفّضة للدفعات الإلكترونية. علاوة على ذلك، أضافت الشركة باقات أخرى أعدّتها خصيصًا لتستجيب لحاجات المتنقلين والطلب المتزايد على خدمات النقل العام، وعلى رأسها باقات التذاكر الموسمية والتذاكر الخاصة بفئات محدّدة من المجتمع.

وقال بدر بن محمد الندابي القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لشركة مواصلات في تصريحات لوسائل الإعلام بأنه تم تطبيق نظام النقل الذكي لـ 122 حافلة في مسقط وصلالة، وبإن الشركة تسعى لتوسيع خدماتها لصحار التي كانت قد بدأت التشغيل بها قبل انتشار جائحة كورونا، بالإضافة إلى التوسع لبعض المدن الرئيسية كنزوى والدقم وعبري خلال مرحلة مقبلة وذلك بالتنسيق مع الوزارة ومكاتب أصحاب السعادة المحافظين في تلك المناطق.

حول التطبيق، قال الندابي إنه يوفر خدمات ذكية متاحة لجميع شرائح المجتمع، من مواطنين ومقيمين، ويزيد فعاليتها عبر إنشاء شبكة ذكية تستوعب المعلومات التنظيمية وبيانات النقل السابقة والمباشرة. وأن ذلك سينعكس على تجربة المستخدمين من خلال إمكانية تتبع حركة الحافلات وسيرها على جميع خطوط النقل العام، ورفع مستوى سلامة الخدمات، وتوظيف تقنيات الاتصالات المتطوّرة لتعزيز التكامل بين الخدمات الإلكترونية.

وحول الدور الحيوي الذي سيلعبه تطبيق مواصلات في مجال النقل العام، قال الندابي إنه سيسهم في تسهيل حركة السكان وتنقلاتهم في وسائل النقل العام بفضل تفعيل خاصية الدفع الإلكتروني لشراء التذاكر، واستخدام الهواتف الذكية لإرشاد الركاب إلى أقرب مواقف للحافلات وتحديد أنسب خطوط لرحلاتهم بدون أن يضطروا للحصول على تذكرة ورقية قبل الصعود إلى الحافلة. ولا يكتفي التطبيق بإرشاد الركاب فحسب، بل يقدّم صورة كاملة عن مسارات النقل والطرق الرئيسية للحافلات ويحدّد عليها أبرز المعالم السياحية والمواقع التجارية والمقرات الحكومية التي تربطها خطوط النقل العام.

وأشاد الندابي بالجهود الجبّارة التي يبذلها فريق العمل الكبير الذي يتألف من مهندسين وفنييّن عُمانيين ذات كفاءات عالية يعملون بتفانٍ وراء الكواليس لإدارة هذا النظام الذكي. حيث تتلاقى جهودهم مع عمل مركز المراقبة والتحكم على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع لمراقبة أسطول حافلات النقل العام وتتبع حركتها باستخدام أحدث التقنيات التي تتيح التواصل الصوتي المباشر مع السائقين بدون اللجوء إلى استخدام الهواتف. بالإضافة إلى ذلك، يزوّد مركز المراقبة السائقين بكافة المعلومات الضرورية لضمان حسن سير عملهم، وينبههم عند رصد أي مخاطر أو عوائق على الطرقات. وينقل السائقون بدورهم إلى المركز معلومات عن أي تحدٍ أو حالة طارئة من شأنها أن تؤثر على حركة الأسطول لتتم معالجتها على الفور والحفاظ على أمن الخدمات وموثوقيتها.

أما من ناحية التخطيط والتطوير، قال الندابي 'إن نظام النقل الذكي يشكّل ركيزة أساسية في تحسين خطوط شبكة النقل العام وتطويرها. فيعتمد النظام على الذكاء الاصطناعي لإصدار تقارير وإحصاءات يومية توضّح حركة الركّاب ومواقع تواجدهم على طول خطوط النقل، سوءا كانوا في محطات الانتظار أو في مواقع سكنهم أو عملهم. وبفضل خصائصه الذكية، يتعرّف النظام تلقائيًا على مسارات المسافرين على الشبكة ونسبة إشغال الحافلات وساعات الذروة، مما يجعله قاعدة بيانات ضخمة في غاية الأهمية تتوسع يوميًا. عندها يتولى فريق عمل متخصص مهمة استثمار هذه البيانات ومعالجتها محوّلًا إياها إلى معطيات مفيدة تُبنى عليها تقارير دورية تُرفع إلى الجهات المختصة التي تعمل بدورها على تحسين الخطوط ومواعيد الانطلاق والوصول بحسب احتياجات المجتمع والسكان وتماشيًا مع متطلبات النمو المتسارع الذي تشهده مدن السلطنة'.

وتحدّث القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمواصلات عن خطط الشركة في المستقبل القريب، مؤكّدًا أنها ستركّز على رفع مستوى تكاملية نظام النقل الذكي وربطه بأنظمة المرور والاتصالات وتقنية المعلومات التابعة للهيئات والسلطات المعنية بقطاع النقل العام، وخصوصًا شرطة عُمان السلطانية وبلدية مسقط. فتسعى مواصلات إلى إنجاز هذا الربط بهدف الاستفادة من التقنيات الحديثة بقدر الإمكان والعمل على رفع مستوى الخدمة وجودتها، وتحسين تجربة الزبائن.

وتسعى شركة مواصلات إلى تطوير قطاع النقل العام منذ تأسيسها عام 1972، وهي المشغّل الرائد لحافلات النقل العام في سلطنة عُمان. وتتابع الشركة نهجها اليوم بطرح نظام النقل الذكي الذي تهدف من خلاله إلى توفير أداة متطوّرة تسهم في تطوير خدمات النقل العام وترقيتها لتستوفي أعلى معايير الجودة والكفاءة، وتقديم خدمة مريحة وسهلة للمستخدمين تحاكي أرقى أمثلة النقل العام حول العالم. وتسير مواصلات على الخطى التي رسمتها الحكومة لمستقبل قطاع النقل العام والسعي إلى تخفيف أعباء استحداث المزيد من الطرق والبنى الأساسية للتخفيف من الازدحام المروري والحدّ من حوادث السير والانبعاثات والأخطار البيئية الأخرى.