منوعات

رحلة بصرية في أرجاء حصن سمائل

بعدسة المصور سليمان الريامي

 
«عمان»: يبحث المصورون دائما على مواقع للتصوير، محاولين رصد العالم من حولهم بطريقة إبداعية مختلفة وجماليات تعكس روعة المكان وتعطيه حقه من البهاء، في محاولة لتسجيل حضورهم البصري وتوثيق زيارة من زياراتهم.

انطلاقا من هذا الشغف في التصوير، حمل المصور سليمان الريامي كاميرته متجها إلى حصن سمائل، الكائن في إحدى واحات الولاية الخضراء، والمتربع على المرتفعات الجبلية بوسط المدينة.

وبينما هو في الطريق ظهر أمامه الحصن من بعيد بتجلياته وشموخه، وكلما اقترب أكثر زاد هذا الشموخ وفي نفسه حماس لالتقاط الصور الابداعية.

دخل سليمان الحصن من الباب الرئيسي لتستقبله العناصر الدفاعية، فتلك المواقع المستخدمة لإطلاق السهام، وتلك المدافع الحاضرة اليوم لتوثيق تلك المرحلة بعد أن كانت تستخدم وفي حالة جاهزية واستعداد، وتلك مصاب الدبس الحارة التي كانت تُصب على الأعداء في حالة الاقتراب، تخيل سليمان كل تلك الأحداث وكأنها فيلم تاريخي يسرد حكاية عاشها الأجداد.

مرَّ سليمان الريامي بين جنبات الحصن وطرقه وممراته المتعددة مستذكر تاريخا طويلا على بنائه، فقد تم بناؤه قبل حوالي 380 عاما -كما جاء في نشرة تعريفية توزع في الحصن- خلال الفترة ما بين عهدي كل من الإمام عبدالله بن محمد والإمام ناصر بن مرشد اليعربي.

فكَّر سلمان بعظم هذا الحصن وتفاصيله الفريدة، فكيف أنشئ في ذلك الزمان رغم بدائية الآلات والمعدات، وتساءل في نفسه عمن بنى الحصن، فلم يجد الإجابة في المنشور التعريفي عن أول من قام ببناء الحصن، إلا أن الحصن شهد خلال عقود من الزمان عمليات ترميم كثيرة وربما زيادة في المرافق.

استمتع سليمان في التجول بين جنبات الحصن، مطلعا على قلاعه وأبراجه وجدرانه الخارجية والداخلية، وعلى إطلالته الرائعة التي تجعل الرائي في تأمل وتناغم مع الطبيعة، إذ يمتد النظر على البساط الأخضر من النخيل الذي ينتهي بمحاذاة سلسلة جبلية شاهقة، وما بين القمة الجبلية والبساط الأخضر من النخيل مرَّت سحابة لتصنع لوحة طبيعية أبت العدسة إلا وأن تلتقطها، وهكذا في كلة زاوية مشهد بديع ولوحة بهية.

لم يعد المصور سليمان الريامي من حصن سمائل بالصور فقط، بل بالمعلومات حوله كذلك، فهذا الحصن المبني على مساحة تجاوز العشرة آلاف متر مربع يحوي على عدد من الوحدات المعمارية، أهمها بيت الوالي المكون من طابقين، ومخازن للتمور، وغرف للجنود والعمال، ومطبخ، وبئري ماء، إضافة إلى ثمانية أبراج بين الدائرية والمربعة منتشرة على جدران الحصن.

اختتم سليمان زيارته، عائدا بالذكريات والصور.