باعة الكتب القديمة يخشون من اندثار مهنتهم
على ضفاف نهر السين بباريس
الجمعة / 27 / ربيع الثاني / 1443 هـ - 18:48 - الجمعة 3 ديسمبر 2021 18:48
باريس، 'د ب ا': يعد باعة الكتب المستقلين الذين يصطفون على الضفاف الخلابة لنهر السين في باريس، مقصدا جاذبا للسياح وأيضا لمحبي الكتب القديمة على حد سواء، حيث يأتي بعضهم لتصفح المنصات الباريسية الرائعة المطلية باللون الأخضر، طوال ساعات لاختيار ما يروقهم منها.
ويتواجد باعة الكتب في شكلهم الحالي منذ عام 1891، حينما تم السماح للتجار لأول مرة بتخزين بضائعهم داخل صناديق مغلقة بأقفال طوال الليل على الأرصفة، على الرغم من أن الأفراد كانوا يبيعون الكتب على ضفاف السين منذ نحو خمسة قرون.
وأول ظهور لكلمة 'بوكوينسته' التي تعني بائع الكتب المستعملة، يمكن العثور عليه في قاموس نشر عام 1752، عندما كان الرجال هم الذين يمارسون أساسا هذه المهنة، ومع ذلك ظهر المصطلح ليستخدم لكل من الجنسين في الطبعة الثامنة من قاموس الأكاديمية الفرنسية عام 1932.
ومع ذلك فإن أصوات محبي الأدب والراغبين في تمضية العطلات، الذين اعتادوا التجول عبر أكوام الكتب تراجعت بشكل اضطراري مؤخرا، مع توقف حركة السياحة خلال العام الماضي.
وأسهم قرار بعض باعة الكتب بالتحول لبيع الهدايا التذكارية واللوحات المطبوعة والملصقات الرخيصة السعر، من أكشاك الكتب بدلا من بيع كلاسيكيات الأدب الفرنسي، أيضا إلى أن يفقد باعة الكتب القديمة الذين يطلق عليهم اسم 'بوكوينسته'، كثيرا من أهميتهم ومنزلتهم خلال الأعوام الأخيرة.
وكنتيجة لذلك تقف كثير من الأكشاك وهي خاوية من الكتب حاليا، مما دفع مجلس المدينة لأن يطرح الأماكن الشاغرة في مزاد، ولأن يدعو سكان باريس إلى دعم باعة الكتب ذوي الشهرة التاريخية، بل إن عمدة باريس نفسها جعلت الموقع الإليكتروني الرسمي لباريس يحمل الشعار 'البوكوينسته بحاجة إليك'، وذلك لرفع الوعي بالمحنة التي يواجهها باعة الكتب بالمنطقة.
كما اعترفت منظمة اليونسكو بالقيمة الثقافية للبوكوينسته، عندما أدرجت أكشاك بيع الكتب في قائمة مواقع التراث العالمي عام 2019، ومع ذلك ورغم كل هذا يخشى البعض من أنها قد تندثر كلها بالكامل قريبا.
وتم إطلاق التماس مؤخرا عبر موقع إليكتروني، تحت عنوان 'أنقذوا باعة الكتب، فهذا تحد للحضارة'، وهذا الالتماس يوحي بخطورة التهديد الذي تتعرض له الأكشاك، وقام الآلاف بالتوقيع عليه إلكترونيا.
ويدعو الالتماس سكان باريس وزوار المدينة، قائلا: 'توقفوا للحظات أمام الأكشاك الخضراء، واتركوا أنفسكم للخضوع لسحر الإغراء المنبعث، من الدعوة الدافئة النابعة من آلاف الكتب التي تحتويها'.
ورغم أن باعة الكتب هؤلاء أبعد ما يكونون عن طرح أنفسهم كأعجوبة تاريخية، فإنهم أثبتوا تلك الحقيقة أثناء الإغلاق فترة جائحة كورونا عندما انضموا إلى بعضهم البعض، لتأسيس موقع إلكتروني يسمح للأفراد بأن يشتروا منهم الكتب، دون أن يضطروا للحضور شخصيا إلى موقع الأكشاك.
والآن تم الإعلان عن وجود 18 كشكا شاغرا، وسيتم قبول طلبات المتقدمين حتى منتصف فبراير المقبل، وهناك قواعد واضحة تتعلق بالسلع التي يمكن بيعها من المنصات الأربعة التي يتكون منها كل كشك، وبينما يتم تفضيل عرض الكتب القديمة والصحف وقطع النحت الصغيرة، فيمكن بيع الهدايا التذكارية من منصة واحدة، بشرط أن تكون ذات طبيعة ثقافية أو فنية.
وتشكو بائعة كبيرة السن قائلة 'يتم بيع الكثير من الهدايا التذكارية صينية الصنع، وعليك أن تبيع كتبا وليس نماذج لبرج إيفل'، وتضيف 'يأتي إلى الأرصفة الأشخاص الذين يحبون الكتب'. وتتابع بفخر إنه من بين زبائنها محبو الأدب الذين يأتون من خارج البلاد بحثا عن الكتب المطبوعة التي نفدت نسخاتها ولم تعد متاحة في بلادهم، كما يأتي الطلاب أيضا من آن لآخر، وهم يحملون قائمة تتضمن الكتب التي طلب أساتذتهم منهم قراءتها.
وتوضح قائلة: إنه يبدو أن الاهتمام بالكتب آخذ في التزايد بعد عملية الإغلاق، حيث أعاد كثير من الأشخاص اكتشاف كيف استمتعوا كثيرا بالقراءة، خلال الأسابيع التي أمضوها عالقين بالمنازل.
ومنذ عام 1900 تم إضفاء اللون الأخضر على الأكشاك بحيث يتوافق لونها مع لون قطارات المترو وقتذاك، ويوجد حاليا 900 منصة يعرض فيها 200 ألف كتاب، مقامة على كلا جانبي مساحة تمتد على ضفتي نهر السين طولها ثلاثة كيلومترات.
وأخذ باعة الكتب القديمة اسمهم ' بوكوينسته' من مصطلح هولندي يعني كتاب، ويتم تصغير كلمة كتاب بالهولندية لتكون 'بويك' أي كتيب وأصبحت 'بوكين' بالفرنسية، ولا زالت مستخدمة حتى اليوم، أما كلمة بوكوينسته فلا أحد يعلم إلى أي مدى ستستمر وتبقى على قيد الحياة، فهذه قصة أخرى.
ويتواجد باعة الكتب في شكلهم الحالي منذ عام 1891، حينما تم السماح للتجار لأول مرة بتخزين بضائعهم داخل صناديق مغلقة بأقفال طوال الليل على الأرصفة، على الرغم من أن الأفراد كانوا يبيعون الكتب على ضفاف السين منذ نحو خمسة قرون.
وأول ظهور لكلمة 'بوكوينسته' التي تعني بائع الكتب المستعملة، يمكن العثور عليه في قاموس نشر عام 1752، عندما كان الرجال هم الذين يمارسون أساسا هذه المهنة، ومع ذلك ظهر المصطلح ليستخدم لكل من الجنسين في الطبعة الثامنة من قاموس الأكاديمية الفرنسية عام 1932.
ومع ذلك فإن أصوات محبي الأدب والراغبين في تمضية العطلات، الذين اعتادوا التجول عبر أكوام الكتب تراجعت بشكل اضطراري مؤخرا، مع توقف حركة السياحة خلال العام الماضي.
وأسهم قرار بعض باعة الكتب بالتحول لبيع الهدايا التذكارية واللوحات المطبوعة والملصقات الرخيصة السعر، من أكشاك الكتب بدلا من بيع كلاسيكيات الأدب الفرنسي، أيضا إلى أن يفقد باعة الكتب القديمة الذين يطلق عليهم اسم 'بوكوينسته'، كثيرا من أهميتهم ومنزلتهم خلال الأعوام الأخيرة.
وكنتيجة لذلك تقف كثير من الأكشاك وهي خاوية من الكتب حاليا، مما دفع مجلس المدينة لأن يطرح الأماكن الشاغرة في مزاد، ولأن يدعو سكان باريس إلى دعم باعة الكتب ذوي الشهرة التاريخية، بل إن عمدة باريس نفسها جعلت الموقع الإليكتروني الرسمي لباريس يحمل الشعار 'البوكوينسته بحاجة إليك'، وذلك لرفع الوعي بالمحنة التي يواجهها باعة الكتب بالمنطقة.
كما اعترفت منظمة اليونسكو بالقيمة الثقافية للبوكوينسته، عندما أدرجت أكشاك بيع الكتب في قائمة مواقع التراث العالمي عام 2019، ومع ذلك ورغم كل هذا يخشى البعض من أنها قد تندثر كلها بالكامل قريبا.
وتم إطلاق التماس مؤخرا عبر موقع إليكتروني، تحت عنوان 'أنقذوا باعة الكتب، فهذا تحد للحضارة'، وهذا الالتماس يوحي بخطورة التهديد الذي تتعرض له الأكشاك، وقام الآلاف بالتوقيع عليه إلكترونيا.
ويدعو الالتماس سكان باريس وزوار المدينة، قائلا: 'توقفوا للحظات أمام الأكشاك الخضراء، واتركوا أنفسكم للخضوع لسحر الإغراء المنبعث، من الدعوة الدافئة النابعة من آلاف الكتب التي تحتويها'.
ورغم أن باعة الكتب هؤلاء أبعد ما يكونون عن طرح أنفسهم كأعجوبة تاريخية، فإنهم أثبتوا تلك الحقيقة أثناء الإغلاق فترة جائحة كورونا عندما انضموا إلى بعضهم البعض، لتأسيس موقع إلكتروني يسمح للأفراد بأن يشتروا منهم الكتب، دون أن يضطروا للحضور شخصيا إلى موقع الأكشاك.
والآن تم الإعلان عن وجود 18 كشكا شاغرا، وسيتم قبول طلبات المتقدمين حتى منتصف فبراير المقبل، وهناك قواعد واضحة تتعلق بالسلع التي يمكن بيعها من المنصات الأربعة التي يتكون منها كل كشك، وبينما يتم تفضيل عرض الكتب القديمة والصحف وقطع النحت الصغيرة، فيمكن بيع الهدايا التذكارية من منصة واحدة، بشرط أن تكون ذات طبيعة ثقافية أو فنية.
وتشكو بائعة كبيرة السن قائلة 'يتم بيع الكثير من الهدايا التذكارية صينية الصنع، وعليك أن تبيع كتبا وليس نماذج لبرج إيفل'، وتضيف 'يأتي إلى الأرصفة الأشخاص الذين يحبون الكتب'. وتتابع بفخر إنه من بين زبائنها محبو الأدب الذين يأتون من خارج البلاد بحثا عن الكتب المطبوعة التي نفدت نسخاتها ولم تعد متاحة في بلادهم، كما يأتي الطلاب أيضا من آن لآخر، وهم يحملون قائمة تتضمن الكتب التي طلب أساتذتهم منهم قراءتها.
وتوضح قائلة: إنه يبدو أن الاهتمام بالكتب آخذ في التزايد بعد عملية الإغلاق، حيث أعاد كثير من الأشخاص اكتشاف كيف استمتعوا كثيرا بالقراءة، خلال الأسابيع التي أمضوها عالقين بالمنازل.
ومنذ عام 1900 تم إضفاء اللون الأخضر على الأكشاك بحيث يتوافق لونها مع لون قطارات المترو وقتذاك، ويوجد حاليا 900 منصة يعرض فيها 200 ألف كتاب، مقامة على كلا جانبي مساحة تمتد على ضفتي نهر السين طولها ثلاثة كيلومترات.
وأخذ باعة الكتب القديمة اسمهم ' بوكوينسته' من مصطلح هولندي يعني كتاب، ويتم تصغير كلمة كتاب بالهولندية لتكون 'بويك' أي كتيب وأصبحت 'بوكين' بالفرنسية، ولا زالت مستخدمة حتى اليوم، أما كلمة بوكوينسته فلا أحد يعلم إلى أي مدى ستستمر وتبقى على قيد الحياة، فهذه قصة أخرى.