باحثة عُمانية تطور منصة إلكترونية للتعليم عن بُعد في مؤسسات التعليم العالي
كشفت عن خبرات الشباب العمانيين وجدارتهم في تعلم لغات البرمجة
السبت / 14 / ربيع الثاني / 1443 هـ - 15:34 - السبت 20 نوفمبر 2021 15:34
ـ المنصة تواكب التطورات المتلاحقة في التعليم المفتوح وتحقق إقبالاً كبيراً
ـ إطلاق 'المواطنة الرقمية' كأول مقرر مفتوح معتمد من جامعة السلطان قابوس
ـ المرحلة التالية تتضمن حزمة تعليمية من المهارات النوعية المطلوبة في السوق المحلي
أنجزت الباحثة الدكتورة عائشة بنت سالم الحارثية من كلية التربية بجامعة السلطان قابوس وفريقها البحثي دراسة بعنوان تطوير التعليم عن بُعد في مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عُمان من خلال المقررات الإلكترونية : تصميمها، وتقييم تأثيرها، وبناء نموذج ثقافي متوافق معها، وجاءت هذه الدراسة البحثية لتدرس تفاصيل تطوير التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عُمان بتمويل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وعن أهمية الدراسة وأسباب اختيار هذا الموضوع، قالت الباحثة: 'إن فكرة هذه الدراسة البحثية بدأت منذ عام 2014م، وهي الفترة التي كانت فيها العديد من مؤسسات التعليم العالي على مستوى العالم تقدم نوعية حديثة من التعليم المعتمد على التعليم الإلكتروني، فيما يعرف بالمقررات الإلكترونية الواسعة الالتحاق، حيث أدركتُ أن العالم قد تطور في هذا الموضوع بشكل كبير جداً، وفي تلك الفترة كنا بشكل عام متأخرين في مجال التعليم الإلكتروني، فكانت الفكرة هي القيام بتوفير هذه المقررات ولو بشكل تجريبي، والوقوف على الإشكالات الموجودة معنا في سلطنة عمان أمام تطبيق هذه النوعية من المقررات، وبدأت فعلاً في تلك الفترة، حيث تمت صياغة المقترح البحثي وتقديمه ضمن برنامج الدعم البحثي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار حيث وفقنا في الحصول على التمويل في عام 2016م، لينطلق بعد ذلك المشوار البحثي في هذا المجال'.
وحول كيفية نظرة الدراسة لموضوع تطوير التعليم عن بعد، وتاريخه، وكيف أسهمت جائحة كورونا في تطويره بشكل أكبر؟ قالت الدكتورة عائشة الحارثية: 'كانت الفكرة الأساسية في المشروع البحثي هي الوقوف على مدى جاهزة مؤسسات التعليم العالي من الناحية الفنية والبنية الأساسية، ومدى استعداد أعضاء هيئة التدريس، وأتمتة المقررات، وجاهزية الطلبة للتعلم بهذه الطريقة، حيث إن التعليم بهذه الطريقة يتطلب من الطالب أن يكون ملتزماً وكذلك قياس قدرات الطلبة للتعامل مع هذه التقنيات، وكذلك كيفية تلقي التعليم في هذه النوعية من المقررات، واستعداد المجتمع لتقبل التعليم المفتوح، وهي نوعية التعليم المفتوح لكل أفراد المجتمع، وهذا كان الجزء الأول من المشروع.
وتواصل الدكتورة حديثها بالقول: الجزء الثاني من المشروع كان تجربة بناء المنصة التجريبية للتعليم الإلكتروني الواسع الالتحاق، وهي منصة تابعة لجامعة السلطان قابوس وموجهة لكافة أفراد المجتمع، ورؤيتها تعزيز التعليم لدى مختلف شرائح المجتمع، وإثراء المعرفة الإنسانية والقدرات العلمية، وتكوين شراكة مجتمعية فاعلة لمجتمع رقمي متعلم ومتفاعل، وتقوم رسالتها على تقديم مقررات إلكترونية من قبل أكاديميين في جامعة السلطان قابوس، حيث تحتوي المنصة على نظام تقييم متكامل، وكذلك تقديم مقرر دراسي في هذه المنصة، وهو ما حدث بالفعل حيث قدمنا أول مقرر إلكتروني مفتوح تنطلق منه المنصة بعنوان 'المواطنة الرقمية'، ويكون التسجيل عبر الموقع الالكتروني www.mooc.squ.edu.om، وبعد إتمام المقرر يحصل المتعلم على شهادة معتمدة من الجامعة، وفعلاً وقفنا على الكثير من الإشكاليات المتعلقة بتطوير هذه النوعية من المقررات، واليوم ونحن نتكلم عن ما بعد جائحة كورونا، فقط أطلقنا استبيانا لمعرفة الفرق بين تلك الفترة وهذه الفترة، وفعلاً عززت جائحة كورونا الاستعدادات في البنية الأساسية، وخبرات مؤسسات التعليم العالي نحو هذه النوعية من المقررات، ووجدنا في تلك الفترة مستوى جيد من الاستعداد لتقديم هذه النوعية من المقررات، وجاءت فكرة المنصة لتثبت هذا التوجه، حيث أكدت نتائج الاستبيان أن 90% من عينة الدراسة لم تسمع بمصطلح (MOOC) في تلك الفترة، ونحن اليوم نسمع كثيرا بهذا المصطلح، وهناك تزايد في الاقبال على المشاركة في مثل هذه المنصات سواء على المستوى الإقليمي وحتى على المستوى الدولي.
وحول كيفية تصميم مقرر إلكتروني بشكل ناجح يفوق المقررات التقليدية أشارت الباحثة إلى أن هذا المحور كان واحداً من محاور الدراسة التي عملنا عليها، فعلى سبيل المثال أن فكرة المقررات المفتوحة للمجتمع تختلف عن المقررات الدراسية، ففكرة المقررات المفتوحة لابد أن تعرف احتياجات المجتمع، ففي مقرر المواطنة الرقمية عملنا أولاً استبيانا للجهات المعنية بهذا الجانب، فهناك فجوة فعلاً في هذا الجانب، مثل الأمن الرقمي والتربية الرقمية والابتزاز الإلكتروني وغيرها، فنحن كفريق لبناء المقرر تعاونا مع الجهات المعنية في سلطنة عمان مثل الإدارة العامة لتقنية المعلومات بشرطة عمان السلطانية، والمركز الوطني للسلامة المعلوماتية واستعنا بهم كخبراء في هذا المجال، بالإضافة طبعاً إلى الخبرات الأكاديمية الكبيرة الموجودة في جامعة السلطان قابوس، وليس في كلية التربية فحسب بل من كلية العلوم وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وأيضاً من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية وكلية التربية وكلية الحقوق ومستشفى الجامعة، فهناك جوانب متعددة يجب الوقوف عليها لتطوير المحتوى، وأيضاً في عملية التصميم هناك بعض الجوانب الموجودة في عملية التصميم، فلقد استخدمنا أحد النماذج للتطوير التعليمي وهذا يتطلب مجموعة من الاحتياجات للتصميم، وتعزيز الخبرة التعليمية التي سيمر بها المتعلم، مثل إعداد المقررات ثم عملية تطوير المادة التعليمية مثل الفيديوهات وكذلك عملية إعداد الاختبارات، والأسئلة التي يجب أن تراعي مستوى الطالب وفهمه للمادة، وتطبيق المقرر وتقويمه، وهل حقق المقرر الإلكتروني الأهداف التي نطمح لها، وفعلاً كانت تجربة كاملة، وبفضل الله نجح المقرر نجاحاً كبيراً، بشهادة الطلاب الذين أخذوا المقرر من حيث جوانب تقديم المعلومة بشكل مفيد وبسيط، وطالب البعض بزيادة كمية المقررات الإلكترونية المشابهة، والبعض الآخر من الطلبة استمتع بالمقرر من حيث سهولة التعامل وتلقي المادة افتراضياً وغيرها، حيث بلغ عدد الطلبة الذين ألتحقوا بالمقرر '375' شخصاً، ورغم أننا واجهنا صعوبة من حيث إكمال المقرر بصفته مقرراً إلكترونياً ومجانياً إلا أن نسبة إكمال المقرر وصلت إلى أكثر من النسبة العالمية، وشكلت تجربة أثلجت صدورنا الاستفادة الكبيرة للناس الذين استفادوا من المنصة والذين أوضحوا لنا لاحقاً أن المقرر ساهم في سد بعض الثغرات المتصلة بجوانب المواطنة الرقمية في المجتمع، وكذلك وسائل التربية والحوار مع أفراد المجتمع والأسرة لاسيما في ظل تأثيرات العصر الرقمي، وحجم التأثير في المجتمع لمثل هذه المقررات المتبناة من مؤسسات التعليم العالي من حيث الآثار المتحققة على المجتمع.
وأضافت الباحثة الرئيسية الدكتورة عائشة الحارثية حول أهم النتائج البحثية: أن الدراسة خرجت بمجموعة من الأوراق العلمية المنشورة، والتي ناقشت بعض الجزئيات المتعلقة بإعداد الاستراتيجيات الواجب على مؤسسات التعليم العالي اتباعها لتبني مثل هذا النوع من المقررات، وهناك دراسة بحثية أخرى من المشروع البحثي ناقشت مهارات الطلبة وكيفية تحسينها وما هي العوامل الأكثر تأثيراً للتنبؤ بإمكانية تكرار الطلبة لدراسة مثل هذه المقررات مستقبلاً والتي أوضحت جميعها مدى الخبرة التي بات الطالب يتمتع بها والتي تؤهله بشكل كبير لإمكانية تكرار تجربة الدراسة الرقمية ودراسة مقررات أخرى، ونحن في حقيقة الأمر نتمنى من جميع أفراد المجتمع الاستفادة من هذا المورد الإلكتروني المفتوح، فهناك العديد من المقررات الموجودة باللغة العربية وباللغة الإنجليزية، وموجودة كذلك في مجالات متنوعة تشمل اهتماماتهم العامة المختلفة، وكذلك في مجالات وظيفية، مثل الذكاء الاصطناعي، وكذلك توجد هذه المحاضرات على مختلف المستويات المهنية من عالي التخصص إلى المستوى العام، أما بالنسبة لجانب الخبرة المؤسسية التي اكتسبتها جامعة السلطان قابوس بصفتها أول منصة لعرض مثل هذه النوعية من المقررات، فهناك خيار الاستدامة، ونتمنى من الجهات المعنية أن تأخذ بهذا الموضوع إلى المستوى الوطني لتلبية احتياجات المجتمع في مجال التعليم المستمر والتعليم مدى الحياة وزيادة الخبرات الوظيفية والأكاديمية، وأيضاً بناء استوديوهات متخصصة في مجال التعليم الإلكتروني على غرار الاستوديوهات العالمية المتخصصة في هذا المجال، فنحن بحاجة لها لإنتاج وتصميم مواد تعليمية إلكترونية راقية تعكس ثراء هذا البلد في المجالات المختلفة، وتعكس أيضاً الواقع، وتستشرف آفاق المستقبل، كما أن المنصة ساهمت في الكشف عن خبرات الشباب، فكل من تم تعيينهم في المشروع البحثي كانوا عمانيين، والذين أثبتوا جدارة كبيرة بالفعل، في تعلم لغات البرمجة وفي إدارة هذه المنصة، وأدعو مؤسسات التعليم العالي إلى إيلاء أهمية كبيرة لمثل هذه النوعية من التعليم مما يعزز بالتالي سمعة الجامعات والكليات العمانية في هذا المجال أكثر مما هو موجود حالياً، ومن جانب آخر يعزز تعامل هذه المؤسسات مع هذه التقنيات من تمكين الثورة الصناعية الرابعة ويساعد على سرعة إدخال مهارات القرن الحادي والعشرين، ويسرني هنا الكشف أننا حصلنا على تمويل مرة أخرى من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي في المرحلة التالية وهي مرحلة المؤهلات الإلكترونية الصغيرة، وهي مجموعة من الحزم التعليمية لإعطاء المتعلمين مهارات متجددة في مجالات نوعية مطلوبة في السوق المحلي، مثل الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والبرمجة، وكذلك في برنامج (STEM) المتعلق بمنحنى تعليم العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات وغيرها من البرامج، وقد أثبتت الجائحة الأخيرة أهمية تقديم هذه النوعية من التعليم.
تجدر الإشارة إلى فريق الدراسة البحثية تكون من الدكتورة عائشة بنت سالم بن علي الحارثية، أستاذة مشاركة بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، رئيسة فريق المقرر، والأستاذة الدكتورة وجيهة ثابت العاني، والدكتور محمد الطاهر عثمان، وتشكل فريق المطورين التعليميين من إيمان بنت راشد الكندية، طالبة دكتوراه في علوم الحاسوب بجامعة السلطان قابوس، ومحمد بن سليمان الأغبري، وصفية بنت سالم الشيذانية، وعزير بن جمال الزدجالي، وأحمد بن حمدان الجهوري، وقصي بن أمجد البوسعيدي، بالإضافة إلى مساهمة اثني عشر أكاديمياً ومتخصصاً وخبيراً من جامعة السلطان قابوس، والمركز الوطني للسلامة المعلوماتية، وشركة ثواني، وشرطة عمان السلطانية، ومستشفى جامعة السلطان قابوس.
ـ إطلاق 'المواطنة الرقمية' كأول مقرر مفتوح معتمد من جامعة السلطان قابوس
ـ المرحلة التالية تتضمن حزمة تعليمية من المهارات النوعية المطلوبة في السوق المحلي
أنجزت الباحثة الدكتورة عائشة بنت سالم الحارثية من كلية التربية بجامعة السلطان قابوس وفريقها البحثي دراسة بعنوان تطوير التعليم عن بُعد في مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عُمان من خلال المقررات الإلكترونية : تصميمها، وتقييم تأثيرها، وبناء نموذج ثقافي متوافق معها، وجاءت هذه الدراسة البحثية لتدرس تفاصيل تطوير التعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عُمان بتمويل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وعن أهمية الدراسة وأسباب اختيار هذا الموضوع، قالت الباحثة: 'إن فكرة هذه الدراسة البحثية بدأت منذ عام 2014م، وهي الفترة التي كانت فيها العديد من مؤسسات التعليم العالي على مستوى العالم تقدم نوعية حديثة من التعليم المعتمد على التعليم الإلكتروني، فيما يعرف بالمقررات الإلكترونية الواسعة الالتحاق، حيث أدركتُ أن العالم قد تطور في هذا الموضوع بشكل كبير جداً، وفي تلك الفترة كنا بشكل عام متأخرين في مجال التعليم الإلكتروني، فكانت الفكرة هي القيام بتوفير هذه المقررات ولو بشكل تجريبي، والوقوف على الإشكالات الموجودة معنا في سلطنة عمان أمام تطبيق هذه النوعية من المقررات، وبدأت فعلاً في تلك الفترة، حيث تمت صياغة المقترح البحثي وتقديمه ضمن برنامج الدعم البحثي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار حيث وفقنا في الحصول على التمويل في عام 2016م، لينطلق بعد ذلك المشوار البحثي في هذا المجال'.
- جائحة كورونا
وحول كيفية نظرة الدراسة لموضوع تطوير التعليم عن بعد، وتاريخه، وكيف أسهمت جائحة كورونا في تطويره بشكل أكبر؟ قالت الدكتورة عائشة الحارثية: 'كانت الفكرة الأساسية في المشروع البحثي هي الوقوف على مدى جاهزة مؤسسات التعليم العالي من الناحية الفنية والبنية الأساسية، ومدى استعداد أعضاء هيئة التدريس، وأتمتة المقررات، وجاهزية الطلبة للتعلم بهذه الطريقة، حيث إن التعليم بهذه الطريقة يتطلب من الطالب أن يكون ملتزماً وكذلك قياس قدرات الطلبة للتعامل مع هذه التقنيات، وكذلك كيفية تلقي التعليم في هذه النوعية من المقررات، واستعداد المجتمع لتقبل التعليم المفتوح، وهي نوعية التعليم المفتوح لكل أفراد المجتمع، وهذا كان الجزء الأول من المشروع.
وتواصل الدكتورة حديثها بالقول: الجزء الثاني من المشروع كان تجربة بناء المنصة التجريبية للتعليم الإلكتروني الواسع الالتحاق، وهي منصة تابعة لجامعة السلطان قابوس وموجهة لكافة أفراد المجتمع، ورؤيتها تعزيز التعليم لدى مختلف شرائح المجتمع، وإثراء المعرفة الإنسانية والقدرات العلمية، وتكوين شراكة مجتمعية فاعلة لمجتمع رقمي متعلم ومتفاعل، وتقوم رسالتها على تقديم مقررات إلكترونية من قبل أكاديميين في جامعة السلطان قابوس، حيث تحتوي المنصة على نظام تقييم متكامل، وكذلك تقديم مقرر دراسي في هذه المنصة، وهو ما حدث بالفعل حيث قدمنا أول مقرر إلكتروني مفتوح تنطلق منه المنصة بعنوان 'المواطنة الرقمية'، ويكون التسجيل عبر الموقع الالكتروني www.mooc.squ.edu.om، وبعد إتمام المقرر يحصل المتعلم على شهادة معتمدة من الجامعة، وفعلاً وقفنا على الكثير من الإشكاليات المتعلقة بتطوير هذه النوعية من المقررات، واليوم ونحن نتكلم عن ما بعد جائحة كورونا، فقط أطلقنا استبيانا لمعرفة الفرق بين تلك الفترة وهذه الفترة، وفعلاً عززت جائحة كورونا الاستعدادات في البنية الأساسية، وخبرات مؤسسات التعليم العالي نحو هذه النوعية من المقررات، ووجدنا في تلك الفترة مستوى جيد من الاستعداد لتقديم هذه النوعية من المقررات، وجاءت فكرة المنصة لتثبت هذا التوجه، حيث أكدت نتائج الاستبيان أن 90% من عينة الدراسة لم تسمع بمصطلح (MOOC) في تلك الفترة، ونحن اليوم نسمع كثيرا بهذا المصطلح، وهناك تزايد في الاقبال على المشاركة في مثل هذه المنصات سواء على المستوى الإقليمي وحتى على المستوى الدولي.
- المقررات المفتوحة
وحول كيفية تصميم مقرر إلكتروني بشكل ناجح يفوق المقررات التقليدية أشارت الباحثة إلى أن هذا المحور كان واحداً من محاور الدراسة التي عملنا عليها، فعلى سبيل المثال أن فكرة المقررات المفتوحة للمجتمع تختلف عن المقررات الدراسية، ففكرة المقررات المفتوحة لابد أن تعرف احتياجات المجتمع، ففي مقرر المواطنة الرقمية عملنا أولاً استبيانا للجهات المعنية بهذا الجانب، فهناك فجوة فعلاً في هذا الجانب، مثل الأمن الرقمي والتربية الرقمية والابتزاز الإلكتروني وغيرها، فنحن كفريق لبناء المقرر تعاونا مع الجهات المعنية في سلطنة عمان مثل الإدارة العامة لتقنية المعلومات بشرطة عمان السلطانية، والمركز الوطني للسلامة المعلوماتية واستعنا بهم كخبراء في هذا المجال، بالإضافة طبعاً إلى الخبرات الأكاديمية الكبيرة الموجودة في جامعة السلطان قابوس، وليس في كلية التربية فحسب بل من كلية العلوم وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وأيضاً من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية وكلية التربية وكلية الحقوق ومستشفى الجامعة، فهناك جوانب متعددة يجب الوقوف عليها لتطوير المحتوى، وأيضاً في عملية التصميم هناك بعض الجوانب الموجودة في عملية التصميم، فلقد استخدمنا أحد النماذج للتطوير التعليمي وهذا يتطلب مجموعة من الاحتياجات للتصميم، وتعزيز الخبرة التعليمية التي سيمر بها المتعلم، مثل إعداد المقررات ثم عملية تطوير المادة التعليمية مثل الفيديوهات وكذلك عملية إعداد الاختبارات، والأسئلة التي يجب أن تراعي مستوى الطالب وفهمه للمادة، وتطبيق المقرر وتقويمه، وهل حقق المقرر الإلكتروني الأهداف التي نطمح لها، وفعلاً كانت تجربة كاملة، وبفضل الله نجح المقرر نجاحاً كبيراً، بشهادة الطلاب الذين أخذوا المقرر من حيث جوانب تقديم المعلومة بشكل مفيد وبسيط، وطالب البعض بزيادة كمية المقررات الإلكترونية المشابهة، والبعض الآخر من الطلبة استمتع بالمقرر من حيث سهولة التعامل وتلقي المادة افتراضياً وغيرها، حيث بلغ عدد الطلبة الذين ألتحقوا بالمقرر '375' شخصاً، ورغم أننا واجهنا صعوبة من حيث إكمال المقرر بصفته مقرراً إلكترونياً ومجانياً إلا أن نسبة إكمال المقرر وصلت إلى أكثر من النسبة العالمية، وشكلت تجربة أثلجت صدورنا الاستفادة الكبيرة للناس الذين استفادوا من المنصة والذين أوضحوا لنا لاحقاً أن المقرر ساهم في سد بعض الثغرات المتصلة بجوانب المواطنة الرقمية في المجتمع، وكذلك وسائل التربية والحوار مع أفراد المجتمع والأسرة لاسيما في ظل تأثيرات العصر الرقمي، وحجم التأثير في المجتمع لمثل هذه المقررات المتبناة من مؤسسات التعليم العالي من حيث الآثار المتحققة على المجتمع.
- الاستراتيجيات
وأضافت الباحثة الرئيسية الدكتورة عائشة الحارثية حول أهم النتائج البحثية: أن الدراسة خرجت بمجموعة من الأوراق العلمية المنشورة، والتي ناقشت بعض الجزئيات المتعلقة بإعداد الاستراتيجيات الواجب على مؤسسات التعليم العالي اتباعها لتبني مثل هذا النوع من المقررات، وهناك دراسة بحثية أخرى من المشروع البحثي ناقشت مهارات الطلبة وكيفية تحسينها وما هي العوامل الأكثر تأثيراً للتنبؤ بإمكانية تكرار الطلبة لدراسة مثل هذه المقررات مستقبلاً والتي أوضحت جميعها مدى الخبرة التي بات الطالب يتمتع بها والتي تؤهله بشكل كبير لإمكانية تكرار تجربة الدراسة الرقمية ودراسة مقررات أخرى، ونحن في حقيقة الأمر نتمنى من جميع أفراد المجتمع الاستفادة من هذا المورد الإلكتروني المفتوح، فهناك العديد من المقررات الموجودة باللغة العربية وباللغة الإنجليزية، وموجودة كذلك في مجالات متنوعة تشمل اهتماماتهم العامة المختلفة، وكذلك في مجالات وظيفية، مثل الذكاء الاصطناعي، وكذلك توجد هذه المحاضرات على مختلف المستويات المهنية من عالي التخصص إلى المستوى العام، أما بالنسبة لجانب الخبرة المؤسسية التي اكتسبتها جامعة السلطان قابوس بصفتها أول منصة لعرض مثل هذه النوعية من المقررات، فهناك خيار الاستدامة، ونتمنى من الجهات المعنية أن تأخذ بهذا الموضوع إلى المستوى الوطني لتلبية احتياجات المجتمع في مجال التعليم المستمر والتعليم مدى الحياة وزيادة الخبرات الوظيفية والأكاديمية، وأيضاً بناء استوديوهات متخصصة في مجال التعليم الإلكتروني على غرار الاستوديوهات العالمية المتخصصة في هذا المجال، فنحن بحاجة لها لإنتاج وتصميم مواد تعليمية إلكترونية راقية تعكس ثراء هذا البلد في المجالات المختلفة، وتعكس أيضاً الواقع، وتستشرف آفاق المستقبل، كما أن المنصة ساهمت في الكشف عن خبرات الشباب، فكل من تم تعيينهم في المشروع البحثي كانوا عمانيين، والذين أثبتوا جدارة كبيرة بالفعل، في تعلم لغات البرمجة وفي إدارة هذه المنصة، وأدعو مؤسسات التعليم العالي إلى إيلاء أهمية كبيرة لمثل هذه النوعية من التعليم مما يعزز بالتالي سمعة الجامعات والكليات العمانية في هذا المجال أكثر مما هو موجود حالياً، ومن جانب آخر يعزز تعامل هذه المؤسسات مع هذه التقنيات من تمكين الثورة الصناعية الرابعة ويساعد على سرعة إدخال مهارات القرن الحادي والعشرين، ويسرني هنا الكشف أننا حصلنا على تمويل مرة أخرى من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي في المرحلة التالية وهي مرحلة المؤهلات الإلكترونية الصغيرة، وهي مجموعة من الحزم التعليمية لإعطاء المتعلمين مهارات متجددة في مجالات نوعية مطلوبة في السوق المحلي، مثل الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والبرمجة، وكذلك في برنامج (STEM) المتعلق بمنحنى تعليم العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات وغيرها من البرامج، وقد أثبتت الجائحة الأخيرة أهمية تقديم هذه النوعية من التعليم.
تجدر الإشارة إلى فريق الدراسة البحثية تكون من الدكتورة عائشة بنت سالم بن علي الحارثية، أستاذة مشاركة بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، رئيسة فريق المقرر، والأستاذة الدكتورة وجيهة ثابت العاني، والدكتور محمد الطاهر عثمان، وتشكل فريق المطورين التعليميين من إيمان بنت راشد الكندية، طالبة دكتوراه في علوم الحاسوب بجامعة السلطان قابوس، ومحمد بن سليمان الأغبري، وصفية بنت سالم الشيذانية، وعزير بن جمال الزدجالي، وأحمد بن حمدان الجهوري، وقصي بن أمجد البوسعيدي، بالإضافة إلى مساهمة اثني عشر أكاديمياً ومتخصصاً وخبيراً من جامعة السلطان قابوس، والمركز الوطني للسلامة المعلوماتية، وشركة ثواني، وشرطة عمان السلطانية، ومستشفى جامعة السلطان قابوس.