" السلطاني" ضمن المستشفيات الدولية المحافظة على البيئة من المخلفات الطبية
سلطنة عمان تسجل 4500 طن سنويا من المخلفات الصحية
السبت / 30 / ربيع الأول / 1443 هـ - 13:50 - السبت 6 نوفمبر 2021 13:50
استخدام جهاز لإعادة تدوير المواد الخطرة
- د.مهنا المصلحي: تبني تنفيذ مبادرات وتحديد أنظمة صديقة للبيئة للتقليل من المخلفات الصحية
- فاطمة عبيد: تطبيق استراتيجية الاستدامة عن طريق شراء جهاز إعادة تدوير مادة الزايليين شديدة الخطورة
- ميه المعولية: ضرورة التقليل من الآثار الخطيرة قصيرة وبعيدة المدى على الأنظمة البيئية
كشف المستشفى السلطاني عن انضمامه إلى قائمة المؤسسات الصحية الدولية المحافظة على البيئة لتحسين مؤشرات استهلاك الطاقة والتخلص الآمن من المخلفات الطبية والتقليل من أضرارها على البيئة، بعد ما أكدته الدراسات العلمية التي اعتبرت المؤسسات الصحية من أبرز مستهلكي الطاقة في الدول وأن أكثر من 50% من سكان العالم معرضون لمخاطر المخلفات الصحية، كما نفذ المستشفى العديد من المبادرات والإجراءات للحد من التلوث الصحي الذي تخلفه المؤسسات الصحية بتكاتف الجميع من العاملين الصحيين وأفراد المجتمع لتقليل الآثار الخطيرة على الأنظمة البيئية.
وحول الانضمام لهذه المجموعة والاهتمام المتزايد لتقليل التأثيرات البيئية على القطاع الصحي قال الدكتور مهنا المصلحي المدير العام المساعد بالمستشفى السلطاني: انضم المستشفى السلطاني مؤخرا إلى مجموعة المستشفيات الدولية والمؤسسات الصحية للمحافظة على البيئة Global Green& Healthy Hospitals والتي تضم أكثر من 1450 عضوا ومؤسسة يمثلون 72 دولة بالعالم، ويتبنى المستشفى تنفيذ المبادرة والأنظمة المرتبطة بالمحافظة على البيئة كجزء من استراتيجية المستشفى، ودعا المصلحي صناع القرار إلى الاستثمار ودعم هذه المبادرة ليس على مستوى المستشفى السلطاني فقط وإنما بالمستشفيات والمؤسسات الصحية الأخرى.
كما أكد المصلحي على أهمية تضمين عملية اختيار الأجهزة والمواد الصديقة للبيئة كأحد أبرز عوامل اختيار الأجهزة والمواد بالمستشفى عند طرح المناقصات.
وأوضح الدكتور مهنا المصلحي أن مجمل الدراسات العلمية والبيانات العالمية حول التأثيرات البيئية للأنظمة الصحية حول العالم أكدت أن المؤسسات الصحية تعتبر أحد أهم مستهلكي الطاقة حول العالم وخاصة الطاقة التي تؤدي إلى تزايد الانبعاث الكربوني، فقد أشارت الدراسات إلى أن 25% من مجمل الانبعاثات الكربونية بالمملكة المتحدة تنتج من استهلاك الطاقة بالمؤسسات الصحية، وفى البرازيل تستهلك المؤسسات الصحية أكثر من 10% من مجمل الطاقة غير النظيفة بالبلاد، بالإضافة إلى أن الدراسات المنشورة بالولايات المتحدة الأمريكية تشير إلى أن القطاعات الصحية تأتى بالمرتبة الثالثة كأحد ابرز مستهلكي الطاقة. كما أن الأنظمة الصحية العالمية هي الأكثر استخداما للمواد الكيميائية ذات المخاطر العالية والمسرطنة.
وأضاف المصلحي: إن أكثر من 50% من سكان العالم معرضون لمخاطر الفضلات والمخلفات الصحية بالرغم من أن اغلب تلك المخلفات بنسبة 85% مخلفات يمكن التخلص منها بشكل اعتيادي ودون تعقيدات وفق بعض الدراسات الحديثة، وتعود هذه المخاطر إلى عدم وجود آليات واضحة لدى الكثير من الأنظمة الصحية والمستشفيات في كيفية التعامل والتخلص من النفايات والحد منها ومخاطرها، كما تشير الدراسات إلى أن أكثر من ثلث تلك المخلفات يمكن إعادة تدويرها.
وذكر الدكتور المصلحي أن استخدام مباني صديقة للبيئة تؤدى إلى تقليل استهلاك الطاقة والمخلفات الطبية وكذلك تحسين جودة الهواء الداخلي للمستشفيات. وهناك اكثر من 17 دراسة عالمية أشارت إلى أن تحسين جودة الهواء الداخلي داخل مباني المستشفيات يؤدى إلى التقليل من المشاكل التنفسية لدى الأطقم الطبية والمراجعين والمرضى بنسب تراوحت بين 13 إلى 87%.
- مادة الزيليين
وتحدثت فاطمة عبيد، كبيرة فنيي المختبرات بالمستشفى عن دور المختبرات الطبية وتنفيذه لبعض المبادرات في المستشفى لتقليل النفايات ومنها على سبيل المثال إعادة تدوير استخدام مادة الزايليين، حيث تمكن المستشفى من إعادة التدوير بنسبة ١٠٠% من تلك المادة وبذلك ساهمت بالحد من تأثرها كنفايات طبية مع التقليل من شراء تلك المادة.
وأفادت فاطمة: أن ' الزايليين' مادة كيميائية هيدروكربونية تستخدم في مختبر علم أمراض الأنسجة لمعالجة الأنسجة وتهيئتها لمراحل الصبغ ولكنها مادة شديدة الخطورة، حيث أنها من المواد المسرطنة ويحتاج المختبر إلى كميات كبيرة من هذه المادة سنويا ما يتطلب توفير مخزن واسع مهيئ لتخزين مثل هذه المواد ثم الترتيب لتخزين النفايات في حاويات خاصة حتى يتم نقلها عبر ناقل مرخص إلى الجهة المختصة، لذا ارتأى المستشفى تطبيق استراتيجية الاستدامة عن طريق شراء جهاز إعادة تدوير هذه المادة مستهدفين بذلك تقليل حجم النفايات الخطرة ومن ثم تقليل تكاليف الشراء والنقل، واستطاع المختبر توفير تكلفة الشراء والنقل بثلاث مرات أقل من التكلفة الأصلية بالإضافة إلى توفير مساحة المخزن لأغراض أخرى حيث قللت عدد الحاويات إلى أقل من النصف، ونأمل في المستقبل القريب أن نرفع من كمية إعادة التدوير والتوجه إلى إعادة تدوير مواد كيميائية أخرى كالميثانول.
- المخلفات الصحية
وقالت ميه بنت سعيد المعولية صيدلانية إكلينيكية في صيدلية المركز الوطني لطب وجراحة القلب: تعد المخلفات الصحية أحد الأسباب الرئيسية للتلوث البيئي من خلال التأثير المباشر على المقومات الأساسية للحياة البيئة، ويبلغ إجمالي المخلفات الصحية في مختلف محافظات سلطنة عمان ما يقارب 4500 طن سنويا، بحسب الإحصائيات الأخيرة لشركة بيئة المعنية بالتخلص من المخلفات الصحية، وتعتبر المخلفات الصيدلانية جزءا من المخلفات الصحية، وقد تسبب العديد من المشاكل الصحية للبيئة والكائنات الحية في حال التخلص منها بطرق غير آمنة.
وأضافت: العديد من الدراسات أوضحت مدى سمية المخلفات الصيدلانية للكائنات الحية مثل ملاحظة تأثر الأسماك بالمركبات المحتوية على هرمونات الاستروجين مما أدى إلى حدوث عقم لهذه الأسماك، كما تم رصد وجود بعض أنواع المضادات الحيوية ومضادات الاكتئاب في إمدادات المياه الصالحة للشرب.
وأكدت ميه أنه للتقليل من أثر المواد المصنعة للأدوية على البيئة وتقييم طرق معرفة التخلص من الأدوية غير المرغوب بها وزيادة الوعي بين العاملين الصحيين وعامة الشعب، تم إجراء استبيان بسيط من قبل صيدلية المركز الوطني لطب وجراحة القلب لمعرفة طرق التخلص من الأدوية، ويقصد بالأدوية غير المرغوب بها وهي جميع الأدوية التي لا يتم استعمالها من قبل المريض سواء كانت منتهية أو غير منتهية الصلاحية.
واشتمل الاستبيان على البيانات الشخصية مثل العمر والجنس والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي، كما اشتمل على طرق التخلص من بعض أنواع الأدوية مثل الرمي في سلة النفايات أو المغسلة أو المرحاض أو إرجاع الأدوية للصيدلية أو إعطاء الدواء للطبيب أو لشخص آخر أو حرق الدواء أو تخزينه. سؤال الشخص عن طريقة/ طرق التعرف على الطريقة المستخدمة ومدى الحاجة لزيادة الوعي بالطرق الصحيحة للتخلص من الأدوية.
وأوضحت نتائج الاستبيان أن قرابة 50% من المشاركين كانوا من العاملين الصحيين، وأكثر الطرق المستخدمة للتخلص من الأدوية كانت عن طريق الرمي في سلة المهملات ثم إعادة الأدوية للصيدلية ثم تخزين الأدوية. كما أوضح أن معظم المشاركين لديهم الرغبة في تعزيز وعيهم بالطرق الآمنة للتخلص من الأدوية غير المرغوب بها.