دروس إعلامية مستفادة من «شاهين»
الثلاثاء / 12 / ربيع الأول / 1443 هـ - 20:21 - الثلاثاء 19 أكتوبر 2021 20:21
بعد كل كارثة طبيعية يتوقف الناس كثيرا عند الدروس التي تعلموها من هذه الكارثة، ففي كل كارثة أو مصيبة -كما تقول الحكمة الصينية- فرص وجوانب مشرقة.
يكفي أنها تكشف لنا حقيقة أنفسنا، ومستوى جاهزيتنا وقدراتنا، وما نستطيع القيام به وقت الأزمات، وبعد لملمة الجراح وتعويض الخسائر، تتحول تلك الكارثة إلى تاريخ يتعلم منه الجيل الحالي والأجيال التالية، وتأخذ منه العبرة، حتى تكون أكثر استعدادًا لمواجهة مثل هذه الكوارث.
كثيرة هي الدروس التي علمتنا إياها الحالة المدارية «شاهين» التي ضربت سلطنة عمان منذ ثلاثة أسابيع، وأحدثت أضرارا مادية بالغة خاصة في ولايات محافظتي شمال وجنوب الباطنة.
ورغم الخسائر البشرية والمادية كان لهذه الحالة جوانب مشرقة كثيرة، لعل أكثرها إشراقا منظومة التلاحم الشعبي والتكاتف الإنساني الرائع، والنموذج العُماني الذي يندر أن يكون له مثيل في التضامن الواسع الذي امتد من ظفار جنوبا إلى مسندم شمالا، ومن صور شرقا إلى البريمي غربا، مع المتضررين والمناطق المتضررة، والتي شارك فيها أعداد ضخمة من المتطوعين من العمانيين والمقيمين، وما زالت مستمرة حتى اليوم.
إذا انتقلنا إلى الجانب الإعلامي -بحكم تخصصنا- فإن أول الدروس المستفادة من «شاهين»، هو أنه في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية «لا يحك جلدك مثل ظفرك»، بمعنى أنه لا يوفر المعلومات والتحذيرات والإرشادات والتوجيهات للتعامل مع الأزمة إلا إعلامك الوطني، المسلح بكفاءات بشرية مؤهلة وقادرة على التواجد في أماكن الأحداث، وإمكانات تكنولوجية تسمح بوصول رسائله إلى جميع أنحاء البلاد.
في وقت الأزمة وما تلاها كان طبيعيًا أن يلجأ العمانيون والمقيمون في السلطنة إلى الإعلام الوطني بوسائله المختلفة التماسًا للمعلومات التي تعينهم على فهم ما يحدث واتخاذ القرارات الصائبة للتعامل مع تطوراتها وتداعياتها.
والواقع أن ما قامت به المؤسسات الإعلامية الوطنية من صحف ومواقع إلكترونية ومحطات إذاعية وتلفزيونية ومنصات رقمية وصحافة مواطنين لا يؤكد فقط استمرار حاجتنا إلى كل وسائلنا الإعلامية القائمة وضرورة الحفاظ عليها ودعمها وتوفير احتياجاتها المادية والبشرية، ومنحها مزيدا من حرية الوصول إلى مصادر المعلومات، ولكن أيضًا الحاجة الملحة إلى زيادة الثروة الإعلامية في المجتمع، عبر فتح منافذ إعلامية جديدة عامة وخاصة على المستوى المحلي.
ما أحوجنا بعد درس «شاهين» ومن قبله دروس «جونو» و«فيت» و«موكونو» إلى أن يكون لدينا إعلام محلي على مستوى المحافظات والولايات يتركز اهتمامه على شؤون تلك المحافظات، يتابع مسيرة التنمية فيها، ويربط بين أبنائها ويزودهم بالمعلومات التي تؤثر في حياتهم.
صحيح أن وسائل الإعلام الوطنية لم تقصر في عملها وتحتفظ بشبكة مراسلين جيدة في كل المحافظات، ولكن وجود محطات إذاعة وتلفزيون محلية -على الأقل- في كل مركز من مراكز المحافظات أصبح من ضرورات الحياة المعاصرة، خاصة أن المستقبل في العالم سيكون لوسائل الإعلام المحلية، بل وشديدة المحلية التي تهتم في الأساس بالأخبار المحلية التي تتعلق بأحداث تقع داخل المجتمع المحلي، أو يكون صانعها شخصية محلية، وتهم القارئ المحلي في المقام الأول.
ولعل هذا ما دفع البعض إلى إعادة تقسيم الأخبار، وفقًا لمكان وقوعها والأحداث التي تعالجها، لتصبح الأخبار المحلية ثلاثة أنواع، هي الأخبار فائقة المحلية، وأخبار المدينة، وأخبار الولاية.
بعد مسيرة أكثر من خمسين عاما، أصبح الإعلام العُماني في حاجة لتوسيع وتكثيف نطاق وصوله ووسائله على مستوى المدن والولايات والمحافظات، وهو ما يعني الخروج من دائرة المركزية إلى دوائر محلية أكثر اتساعا، وذلك بأن تكون هناك صحف وإذاعات ومحطات تلفزيون محلية تهتم بالأخبار فائقة المحلية.
ويشير هذا المصطلح بشكل عام إلى التغطية الإخبارية على مستوى الحي، أو حتى على مستوى المناطق السكنية الأصغر داخل الأحياء.
وقد ظهر هذا النوع من الأخبار بفضل الإنترنت وما أحدثته من ثورة في توفير المعلومات المحلية، ففي الموجة الأولى من الإنترنت ظهرت مجموعات الأخبار، ومجموعات البريد الإلكتروني والمواقع الإخبارية المحلية التي جعلت من السهل على المواطنين إبلاغ بعضهم البعض عما يحدث في الحي، أو الشارع الذي يقيمون فيه، مثل افتتاح محل البقالة الجديد أو وفاة أحد الأشخاص.
وفي الموجة الأخيرة من الإنترنت مكنت وسائل التواصل الاجتماعي المواطنين ووسائل الإعلام الرقمية من التواصل بطرق أكثر ديناميكية، ويمكن للمواطنين الآن التقاط الصور والمعلومات ومشاركتها مع بعضهم البعض عبر هذه المنصات، وتسمح الأدوات الجديدة للمواطنين بالتنقيب عن المعلومات على مستوى المدينة بطرق تنشئ قصصًا شديدة المحلية.
إلى جانب ذلك، فقد حققت الصحف الأسبوعية المطبوعة فائقة المحلية نجاحًا جيدًا في الاقتصاد الإعلامي الجديد، وقد يؤدي سماح الدول في المستقبل بنمو محطات إذاعة «إف إم» منخفض الطاقة إلي زيادة كبيرة في محطات الإذاعة فائقة المحلية، خاصة في المناطق الحضرية، وقد دخل هذا النوع من الأخبار في وسائل الإعلام التقليدية الكبيرة.
وأضافت محطات التلفزيون الوطنية هذه الأخبار إلى مواقعها على الويب، وتعتمد مواقع إخبارية شهيرة على أعضاء المجتمع المحلي للمساهمة بالمحتوى الإخباري عن مجتمعاتهم، إما مجانًا أو مقابل أجر رمزي، بالإضافة إلى الاستعانة بهم كمحللين للأحداث في البرامج الإخبارية والتغطيات الإذاعية والتلفزيونية الممتدة لساعات.
وتمثل التغطية الحضرية الكبرى على مستوى الولاية المجال الأكثر اهتمامًا لدى وسائل الإعلام ذات الطابع المحلي.
صحيح أن الأمر هنا يتوقف على طبيعة النظام الإعلامي في الدولة وإذا ما كان مركزيا كما هو الحال في السلطنة وغالبية الدول العربية، حيث تصدر الصحف وتعمل محطات الإذاعة والتلفزيون والمواقع الإلكترونية الإخبارية من العاصمة، أو تعددي قائم على الإعلام المحلي للمحافظات والمناطق والمدن أيا كانت المسميات، ففي النظام الثاني تكون أخبار المدن والولايات التي تعمل منها وسائل الإعلام ذات أولوية كبيرة، مثل أخبار المدارس، والمستشفيات، ومكتب الوالي، والمجالس البلدية للولاية، ودوائر الخدمات المختلفة.
ويتطلب ظهور هذا النوع من الأخبار وجود صحافة محلية قوية تلبي حاجة المدن والولايات والمحافظات المختلفة، وكذلك محطات إذاعة وتلفزيون محلية، بالإضافة إلى قيام مواقع إلكترونية محلية في هذه المدن والولايات.
لقد حان الوقت في تقديري لإطلاق مبادرات حكومية وخاصة لإنشاء إذاعات محلية في جميع المحافظات العمانية الإحدى عشرة، ولا أدري لماذا يحجم المستثمرون ورجال الأعمال حتى الآن عن إقامة مثل هذه المشروعات التي يمكن أن تكون مربحة، خاصة أن قانون المنشآت الخاصة للإذاعة والتلفزيون الصادر في عام 2004 يقر في المادة الخامسة والثلاثين قيام منشآت إذاعية أو تلفزيونية يغطي بثها بعض محافظات السلطنة، لقد كان لـ«شاهين» حسنات إعلامية كثيرة كما قلنا تجب الاستفادة منها، خاصة مع دخول الإعلام العُماني الحديث الخمسينية الثانية من عمره.
مثل هذه الأزمات أعادت جزءًا كبيرًا من الثقة التي فقدتها وسائل الإعلام التقليدية خلال السنوات الأخيرة بفعل المنافسة غير العادلة التي تتعرض لها سواء من وسائل الإعلام الدولية المماثلة والكبيرة الإمكانات، أو من وسائل الإعلام الجديدة خاصة منصات التواصل الاجتماعي.
وقد علّمنا «شاهين» أمرًا مهمًا، وهو أن المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي أو الصحفيون المواطنون يعتمدون بشكل رئيسي في أوقات الأزمات على ما تنشره المنصات الرقمية لوسائل الإعلام التقليدية، مثل منصة مركز الأخبار بوزارة الإعلام، وهو ما يتطلب دعم مثل هذه المنصات، إلى جانب التفكير جديا في إنشاء وسائل إعلام محلية في مراكز محافظات السلطنة.
يكفي أنها تكشف لنا حقيقة أنفسنا، ومستوى جاهزيتنا وقدراتنا، وما نستطيع القيام به وقت الأزمات، وبعد لملمة الجراح وتعويض الخسائر، تتحول تلك الكارثة إلى تاريخ يتعلم منه الجيل الحالي والأجيال التالية، وتأخذ منه العبرة، حتى تكون أكثر استعدادًا لمواجهة مثل هذه الكوارث.
كثيرة هي الدروس التي علمتنا إياها الحالة المدارية «شاهين» التي ضربت سلطنة عمان منذ ثلاثة أسابيع، وأحدثت أضرارا مادية بالغة خاصة في ولايات محافظتي شمال وجنوب الباطنة.
ورغم الخسائر البشرية والمادية كان لهذه الحالة جوانب مشرقة كثيرة، لعل أكثرها إشراقا منظومة التلاحم الشعبي والتكاتف الإنساني الرائع، والنموذج العُماني الذي يندر أن يكون له مثيل في التضامن الواسع الذي امتد من ظفار جنوبا إلى مسندم شمالا، ومن صور شرقا إلى البريمي غربا، مع المتضررين والمناطق المتضررة، والتي شارك فيها أعداد ضخمة من المتطوعين من العمانيين والمقيمين، وما زالت مستمرة حتى اليوم.
إذا انتقلنا إلى الجانب الإعلامي -بحكم تخصصنا- فإن أول الدروس المستفادة من «شاهين»، هو أنه في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية «لا يحك جلدك مثل ظفرك»، بمعنى أنه لا يوفر المعلومات والتحذيرات والإرشادات والتوجيهات للتعامل مع الأزمة إلا إعلامك الوطني، المسلح بكفاءات بشرية مؤهلة وقادرة على التواجد في أماكن الأحداث، وإمكانات تكنولوجية تسمح بوصول رسائله إلى جميع أنحاء البلاد.
في وقت الأزمة وما تلاها كان طبيعيًا أن يلجأ العمانيون والمقيمون في السلطنة إلى الإعلام الوطني بوسائله المختلفة التماسًا للمعلومات التي تعينهم على فهم ما يحدث واتخاذ القرارات الصائبة للتعامل مع تطوراتها وتداعياتها.
والواقع أن ما قامت به المؤسسات الإعلامية الوطنية من صحف ومواقع إلكترونية ومحطات إذاعية وتلفزيونية ومنصات رقمية وصحافة مواطنين لا يؤكد فقط استمرار حاجتنا إلى كل وسائلنا الإعلامية القائمة وضرورة الحفاظ عليها ودعمها وتوفير احتياجاتها المادية والبشرية، ومنحها مزيدا من حرية الوصول إلى مصادر المعلومات، ولكن أيضًا الحاجة الملحة إلى زيادة الثروة الإعلامية في المجتمع، عبر فتح منافذ إعلامية جديدة عامة وخاصة على المستوى المحلي.
ما أحوجنا بعد درس «شاهين» ومن قبله دروس «جونو» و«فيت» و«موكونو» إلى أن يكون لدينا إعلام محلي على مستوى المحافظات والولايات يتركز اهتمامه على شؤون تلك المحافظات، يتابع مسيرة التنمية فيها، ويربط بين أبنائها ويزودهم بالمعلومات التي تؤثر في حياتهم.
صحيح أن وسائل الإعلام الوطنية لم تقصر في عملها وتحتفظ بشبكة مراسلين جيدة في كل المحافظات، ولكن وجود محطات إذاعة وتلفزيون محلية -على الأقل- في كل مركز من مراكز المحافظات أصبح من ضرورات الحياة المعاصرة، خاصة أن المستقبل في العالم سيكون لوسائل الإعلام المحلية، بل وشديدة المحلية التي تهتم في الأساس بالأخبار المحلية التي تتعلق بأحداث تقع داخل المجتمع المحلي، أو يكون صانعها شخصية محلية، وتهم القارئ المحلي في المقام الأول.
ولعل هذا ما دفع البعض إلى إعادة تقسيم الأخبار، وفقًا لمكان وقوعها والأحداث التي تعالجها، لتصبح الأخبار المحلية ثلاثة أنواع، هي الأخبار فائقة المحلية، وأخبار المدينة، وأخبار الولاية.
بعد مسيرة أكثر من خمسين عاما، أصبح الإعلام العُماني في حاجة لتوسيع وتكثيف نطاق وصوله ووسائله على مستوى المدن والولايات والمحافظات، وهو ما يعني الخروج من دائرة المركزية إلى دوائر محلية أكثر اتساعا، وذلك بأن تكون هناك صحف وإذاعات ومحطات تلفزيون محلية تهتم بالأخبار فائقة المحلية.
ويشير هذا المصطلح بشكل عام إلى التغطية الإخبارية على مستوى الحي، أو حتى على مستوى المناطق السكنية الأصغر داخل الأحياء.
وقد ظهر هذا النوع من الأخبار بفضل الإنترنت وما أحدثته من ثورة في توفير المعلومات المحلية، ففي الموجة الأولى من الإنترنت ظهرت مجموعات الأخبار، ومجموعات البريد الإلكتروني والمواقع الإخبارية المحلية التي جعلت من السهل على المواطنين إبلاغ بعضهم البعض عما يحدث في الحي، أو الشارع الذي يقيمون فيه، مثل افتتاح محل البقالة الجديد أو وفاة أحد الأشخاص.
وفي الموجة الأخيرة من الإنترنت مكنت وسائل التواصل الاجتماعي المواطنين ووسائل الإعلام الرقمية من التواصل بطرق أكثر ديناميكية، ويمكن للمواطنين الآن التقاط الصور والمعلومات ومشاركتها مع بعضهم البعض عبر هذه المنصات، وتسمح الأدوات الجديدة للمواطنين بالتنقيب عن المعلومات على مستوى المدينة بطرق تنشئ قصصًا شديدة المحلية.
إلى جانب ذلك، فقد حققت الصحف الأسبوعية المطبوعة فائقة المحلية نجاحًا جيدًا في الاقتصاد الإعلامي الجديد، وقد يؤدي سماح الدول في المستقبل بنمو محطات إذاعة «إف إم» منخفض الطاقة إلي زيادة كبيرة في محطات الإذاعة فائقة المحلية، خاصة في المناطق الحضرية، وقد دخل هذا النوع من الأخبار في وسائل الإعلام التقليدية الكبيرة.
وأضافت محطات التلفزيون الوطنية هذه الأخبار إلى مواقعها على الويب، وتعتمد مواقع إخبارية شهيرة على أعضاء المجتمع المحلي للمساهمة بالمحتوى الإخباري عن مجتمعاتهم، إما مجانًا أو مقابل أجر رمزي، بالإضافة إلى الاستعانة بهم كمحللين للأحداث في البرامج الإخبارية والتغطيات الإذاعية والتلفزيونية الممتدة لساعات.
وتمثل التغطية الحضرية الكبرى على مستوى الولاية المجال الأكثر اهتمامًا لدى وسائل الإعلام ذات الطابع المحلي.
صحيح أن الأمر هنا يتوقف على طبيعة النظام الإعلامي في الدولة وإذا ما كان مركزيا كما هو الحال في السلطنة وغالبية الدول العربية، حيث تصدر الصحف وتعمل محطات الإذاعة والتلفزيون والمواقع الإلكترونية الإخبارية من العاصمة، أو تعددي قائم على الإعلام المحلي للمحافظات والمناطق والمدن أيا كانت المسميات، ففي النظام الثاني تكون أخبار المدن والولايات التي تعمل منها وسائل الإعلام ذات أولوية كبيرة، مثل أخبار المدارس، والمستشفيات، ومكتب الوالي، والمجالس البلدية للولاية، ودوائر الخدمات المختلفة.
ويتطلب ظهور هذا النوع من الأخبار وجود صحافة محلية قوية تلبي حاجة المدن والولايات والمحافظات المختلفة، وكذلك محطات إذاعة وتلفزيون محلية، بالإضافة إلى قيام مواقع إلكترونية محلية في هذه المدن والولايات.
لقد حان الوقت في تقديري لإطلاق مبادرات حكومية وخاصة لإنشاء إذاعات محلية في جميع المحافظات العمانية الإحدى عشرة، ولا أدري لماذا يحجم المستثمرون ورجال الأعمال حتى الآن عن إقامة مثل هذه المشروعات التي يمكن أن تكون مربحة، خاصة أن قانون المنشآت الخاصة للإذاعة والتلفزيون الصادر في عام 2004 يقر في المادة الخامسة والثلاثين قيام منشآت إذاعية أو تلفزيونية يغطي بثها بعض محافظات السلطنة، لقد كان لـ«شاهين» حسنات إعلامية كثيرة كما قلنا تجب الاستفادة منها، خاصة مع دخول الإعلام العُماني الحديث الخمسينية الثانية من عمره.
مثل هذه الأزمات أعادت جزءًا كبيرًا من الثقة التي فقدتها وسائل الإعلام التقليدية خلال السنوات الأخيرة بفعل المنافسة غير العادلة التي تتعرض لها سواء من وسائل الإعلام الدولية المماثلة والكبيرة الإمكانات، أو من وسائل الإعلام الجديدة خاصة منصات التواصل الاجتماعي.
وقد علّمنا «شاهين» أمرًا مهمًا، وهو أن المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي أو الصحفيون المواطنون يعتمدون بشكل رئيسي في أوقات الأزمات على ما تنشره المنصات الرقمية لوسائل الإعلام التقليدية، مثل منصة مركز الأخبار بوزارة الإعلام، وهو ما يتطلب دعم مثل هذه المنصات، إلى جانب التفكير جديا في إنشاء وسائل إعلام محلية في مراكز محافظات السلطنة.