قلب واحد ونبض خالد
الاثنين / 4 / ربيع الأول / 1443 هـ - 22:53 - الاثنين 11 أكتوبر 2021 22:53
على مر العصور أثبت أبناء عُمان الأوفياء قدرتهم في مواجهة التضحيات والمتغيرات، وما الملحمة الوطنية التي عاشها الوطن إثر الأنواء المناخية الأخيرة، إلا امتداد لهذا الإرث العظيم لشعب عظيم، طالما كان عنوانه التآزر والصبر والبذل والعطاء، عماده الإيمان المسنود بالعمل، وجوهره الإخلاص لهذا الوطن.
تلك المعاني أشار إليها الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - الذي أكد فيه على التراث العُماني الثري في القدرة على الصمود وصناعة التلاحم والإدراك الكبير لمعنى الوطنية في جميع الظروف وفي مواجهة الشدائد والمحن.
وإذا كان عاهل البلاد المفدى قد توقف عند كل هذه القيم المتأصلة فإن التذكير بها يأتي من باب التأمل في المفاهيم والدلالات الكبيرة التي ترتبط بإرث هذه الأمة، عبر الأجيال، وهي الأسس ذاتها التي يقوم عليها السير إلى المستقبل؛ لأن نهضة أي بلد كما تعلمنا من تراث نهضتنا المباركة وفي مسيرة تجددها، سندها الحقيقي هو الإنسان، الذي يحمل لواء الاستمرارية في صناعة التغيير والتحولات والتطور، عبر التمسك بالأصالة والتراث والقيم السمحة، في الوقت نفسه الأخذ بمعطيات العصر الإنساني والحياة الحديثة.
هذا هو نسيج عُمان السمحة والأبية والطيبة، التي تقف بموروثها الخالد وتستشرف عتبات الغد المشرق دائما بهذه التوليفة الرائعة من معادلة تختص بها، هي دليل الأمم التي يكون عمادها المعنى الإنساني وحافزها المورد البشري وقدراته وأخلاقه وروحه المتوثبة وضميره الحي؛ لذا فإن هذه الإشارات ليست مجرد تذكير فحسب، إذ إنها تحمل أبعد من ذلك من دلالة تصوغ معادلة جلية لكيفية البناء والتطوير وإيجابية الذات والمجتمع في التفاعل الحي مع متغيرات الحياة.
كانت تجربة الأنواء المناخية الأخيرة ومن قبلها تجارب سابقة، قصة تروي عظمة هذا الشعب، وفي الظرف الأخير رأينا مجددا هذه اللحمة الوطنية وهذا التلاحم الكبير الذي تجلت فيه وحدة الضمائر والأهداف والعديد من قيم التطوع وحب الآخرين، بل ما هو أبلغ من ذلك، أن العمانيين هم قلب واحد ينبض بحب هذه البلاد على مر الأزمنة.
أكد جلالة السلطان المعظم - أعزّه الله - في خطابه السامي على المتابعة أولًا بأول للأنواء وأن اللجنة الوزارية المكلفة بتقييم الأضرار تحظى بإشراف مباشر من جلالته، مشيدا بالجهود الوطنية التي بذلت من جميع القطاعات في سبيل عودة الحياة إلى طبيعتها بعد ما خلفته الأنواء من ضحايا وخسائر مادية كبيرة في الممتلكات الخاصة والبنى الأساسية، وهنا شدد المقام السامي على أن «عودة الحياة العامة إلى وضعها الطبيعي» تمثل أولوية في هذه المرحلة، وهي تتطلب العديد من الوسائل التي يجب الأخذ بها، من العمل الحثيث على توفير متطلبات الحياة الأساسية للمتضررين، وإعادة شبكات البنى الأساسية المتضررة، ولا شك أن كل ذلك يتطلب التضافر الجماعي الذي تحقق منذ البداية في التعامل مع هذه الأنواء المناخية.
ثمة عناوين يجب الأخذ بها للمرحلة الحالية استمرارا لما هو منجز من الإدارة المتحققة، للوصول إلى تعافي الأوضاع ودوران عجلة الحياة، ويأتي في مقدمة ذلك الالتزام التام بإنزال التوجيهات السامية في هذا الإطار إلى أرض الواقع، التي تتمثل في العمل كمنظومة تعاونية واحدة بمنهج تكاملي لكل الجهات الحكومية، بالإضافة إلى تسريع وتيرة العمل، كما يأتي الجانب المتعلق باللجنة الوزارية المكلفة بتقييم الأضرار بأن تعمل على توفير المساعدة في أسرع وقت ممكن بمساندة الجهات الأخرى. كما أنه لابد من التنويه بالأمر السامي بإنشاء صندوق وطني للحالات الطارئة، الذي يشكل صمام أمان لمثل هذه الظروف الاستثنائية، وهي خطوة جاءت في وقتها السليم، وتصب في الاستراتيجية الوقائية للتصدي لمثل هذه الأنواء وغيرها من الحالات والكوارث الطبيعية -لا قدر الله -.
أخيرا، فإن رحلة الأمم إلى المستقبل هي طريق ممتد يبدأ من التاريخ إلى الغد المشرق، والمشي في هذا الطريق يقوم على الإدراك والتحلي بالقيم وهي سمة أهل عمان التي تتعاضد مع سمات هذه الأرض عبر تاريخها العتيق، من السلام والاستقرار والأمان..
ليحفظ الله بلادنا الحبيبة وقيادتنا السامية..
إنه شعب أبي، قادر على حمل الرسالة إلى ذرى العلياء وآفاق بلا حدود.
تلك المعاني أشار إليها الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - الذي أكد فيه على التراث العُماني الثري في القدرة على الصمود وصناعة التلاحم والإدراك الكبير لمعنى الوطنية في جميع الظروف وفي مواجهة الشدائد والمحن.
وإذا كان عاهل البلاد المفدى قد توقف عند كل هذه القيم المتأصلة فإن التذكير بها يأتي من باب التأمل في المفاهيم والدلالات الكبيرة التي ترتبط بإرث هذه الأمة، عبر الأجيال، وهي الأسس ذاتها التي يقوم عليها السير إلى المستقبل؛ لأن نهضة أي بلد كما تعلمنا من تراث نهضتنا المباركة وفي مسيرة تجددها، سندها الحقيقي هو الإنسان، الذي يحمل لواء الاستمرارية في صناعة التغيير والتحولات والتطور، عبر التمسك بالأصالة والتراث والقيم السمحة، في الوقت نفسه الأخذ بمعطيات العصر الإنساني والحياة الحديثة.
هذا هو نسيج عُمان السمحة والأبية والطيبة، التي تقف بموروثها الخالد وتستشرف عتبات الغد المشرق دائما بهذه التوليفة الرائعة من معادلة تختص بها، هي دليل الأمم التي يكون عمادها المعنى الإنساني وحافزها المورد البشري وقدراته وأخلاقه وروحه المتوثبة وضميره الحي؛ لذا فإن هذه الإشارات ليست مجرد تذكير فحسب، إذ إنها تحمل أبعد من ذلك من دلالة تصوغ معادلة جلية لكيفية البناء والتطوير وإيجابية الذات والمجتمع في التفاعل الحي مع متغيرات الحياة.
كانت تجربة الأنواء المناخية الأخيرة ومن قبلها تجارب سابقة، قصة تروي عظمة هذا الشعب، وفي الظرف الأخير رأينا مجددا هذه اللحمة الوطنية وهذا التلاحم الكبير الذي تجلت فيه وحدة الضمائر والأهداف والعديد من قيم التطوع وحب الآخرين، بل ما هو أبلغ من ذلك، أن العمانيين هم قلب واحد ينبض بحب هذه البلاد على مر الأزمنة.
أكد جلالة السلطان المعظم - أعزّه الله - في خطابه السامي على المتابعة أولًا بأول للأنواء وأن اللجنة الوزارية المكلفة بتقييم الأضرار تحظى بإشراف مباشر من جلالته، مشيدا بالجهود الوطنية التي بذلت من جميع القطاعات في سبيل عودة الحياة إلى طبيعتها بعد ما خلفته الأنواء من ضحايا وخسائر مادية كبيرة في الممتلكات الخاصة والبنى الأساسية، وهنا شدد المقام السامي على أن «عودة الحياة العامة إلى وضعها الطبيعي» تمثل أولوية في هذه المرحلة، وهي تتطلب العديد من الوسائل التي يجب الأخذ بها، من العمل الحثيث على توفير متطلبات الحياة الأساسية للمتضررين، وإعادة شبكات البنى الأساسية المتضررة، ولا شك أن كل ذلك يتطلب التضافر الجماعي الذي تحقق منذ البداية في التعامل مع هذه الأنواء المناخية.
ثمة عناوين يجب الأخذ بها للمرحلة الحالية استمرارا لما هو منجز من الإدارة المتحققة، للوصول إلى تعافي الأوضاع ودوران عجلة الحياة، ويأتي في مقدمة ذلك الالتزام التام بإنزال التوجيهات السامية في هذا الإطار إلى أرض الواقع، التي تتمثل في العمل كمنظومة تعاونية واحدة بمنهج تكاملي لكل الجهات الحكومية، بالإضافة إلى تسريع وتيرة العمل، كما يأتي الجانب المتعلق باللجنة الوزارية المكلفة بتقييم الأضرار بأن تعمل على توفير المساعدة في أسرع وقت ممكن بمساندة الجهات الأخرى. كما أنه لابد من التنويه بالأمر السامي بإنشاء صندوق وطني للحالات الطارئة، الذي يشكل صمام أمان لمثل هذه الظروف الاستثنائية، وهي خطوة جاءت في وقتها السليم، وتصب في الاستراتيجية الوقائية للتصدي لمثل هذه الأنواء وغيرها من الحالات والكوارث الطبيعية -لا قدر الله -.
أخيرا، فإن رحلة الأمم إلى المستقبل هي طريق ممتد يبدأ من التاريخ إلى الغد المشرق، والمشي في هذا الطريق يقوم على الإدراك والتحلي بالقيم وهي سمة أهل عمان التي تتعاضد مع سمات هذه الأرض عبر تاريخها العتيق، من السلام والاستقرار والأمان..
ليحفظ الله بلادنا الحبيبة وقيادتنا السامية..
إنه شعب أبي، قادر على حمل الرسالة إلى ذرى العلياء وآفاق بلا حدود.