إسهام المرأة العلمي في العصر اليعربي
الاحد / 25 / صفر / 1443 هـ - 20:55 - الاحد 3 أكتوبر 2021 20:55
المرأة.. في معظم التاريخ الإنساني المنظور تعرضت للتهميش؛ أمر لا يمكن إنكاره، بيد أن ما بقي مدوّناً من حضورها كافٍ بإظهار مدى تأثيرها في مسار الإنسانية، وفي المقالات الثلاثة الآتية؛ أحاول أن أقرأ جانباً من دور المرأة العمانية، وهو دور ينبغي أن يُسبَر في كل أطوار التاريخ العماني، ما يلزم تخصيص وقت طويل للكشف عنه، ويتطلب تفرغاً علمياً، وقد اقتضت طبيعة الحياة أن يعمل الإنسان بحسبما يسمح له وقته، فكانت هذه المقالات عن دور المرأة في العهد اليعربي. وقبل البدء.. يحتم الواجب الأدبي عليّ ذكر المراجع التي اعتمد عليها المقال؛ وهي: «إتحاف الأعيان» و«إيقاظ الوسنان» لسيف البطاشي، و«معجم النساء العمانيات» لسلطان الشيباني، و«عمانيات في التاريخ» لخليفة البلوشي، و«السيرة الزكية للمرأة الإباضية» لبدرية الشقصية، و«نساء نزوانيات» و«السلوى في أخبار نزوى» لمحمد السيفي، و«نزوى في الذاكرة العلمية» لعيسى السليماني، ومقال «أصوات شعرية نسائية من عمان» لعوض اللويهي، المنشور في «مجلة نزوى».
لقد سجّل خلف بن سنان الغافري في إحدى قصائده شيئاً من وضع المرأة العلمي في الدولة اليعربية، عندما ذكر تعلّم زوجته وختمها للقرآن، سنة 1116هـ؛ فقال:
ختمت كتاب الله بالعشرين من
شوال بنت السيد المتكرم
بنت الفتى عمر بن غسان الجواد
بن الجواد الأكرم بن الأكرم
في عام ست بعد عشر قبلها مائة وألف في الحساب المحكم
وخلاف ذا ستعلم النحو الشر
يف، وكل علم نافع للمسلم
هذا نموذج من طلب العمانية للعلم، التي نشط دورها في التعليم، فكان كثير من مدارس القرآن تعلّم فيهن النساء، وقد حفظ التاريخ العديد ممن لهن دور في الحركة العلمية في العهد اليعربي، فبرزت فيه فقيهات وشاعرات ومعلمات وناسخات للكتب، وحتى الآن لا يزال أكثرهن مغمورات لم يكشف البحث عن أسمائهن. وبالحق.. هن أقرب إلى «الجندي المجهول» الذي يصنع الوطن ويدافع عن حياضه بصمت. ومع ذلك.. علينا أن نواصل البحث في تراثنا حتى ينطق، ويبين عن كنوزه المعرفية التي شاركت في سبكها المرأة العمانية، وهنا أذكر بعض هذه الكوكبة الزاهرة.
عائشة بنت راشد الريامية البَهلوية.. تتصدر التاريخ العماني بكونها عالمة زمانها، ومثالاً عمانياً للمرأة لم يتكرر قبل العصر الحديث، فقد كانت مرجعاً من مراجع الفتوى في عمان، وتركت آثاراً علمية، ولها دور سياسي زمن الإمامين بلعرب بن سلطان اليعربي وأخيه سيف «قيد الأرض»، ولأهمية الأعمال التي قامت بها سأفرد لها مقالاً. وممن عُرفتْ كذلك بالفقه والزهد حينذاك سعاد بنت سليمان بن بلعرب السليمانية النزوانية.
في وقت كان نسخ الكتب هو الوسيلة الأولى في نشر العلم، حيث قام مقام المطابع ودور النشر في وقتنا، أدّت فيه النساء دوراً كبيراً؛ بنسخ الكتب، وتملّكها ووقفها للقراءة وطلب العلم. وممن اشتغل بنسخ الكتب راية بنت عبدالله البيمانية الرستاقية (حية:1128هـ).. وقد تمتعت بخط جميل، فسخّرت قلمها لهذا العمل الجليل، ومن الكتب التي نسختها: الجزء الرابع عشر من «بيان الشرع» لمحمد بن إبراهيم الكندي، انتهت من نسخه في: 2 ذي الحجة 1128هـ. و«كشف الغمة وبيان اختلاف الأمة» لسرحان بن سعيد الإزكوي، أتمت نسخه في: 17 ذي الحجة 1122هـ.
أروى بنت خلف بن أحمد العبادية.. من أهل العلم والفقه بنزوى، وهي من اللواتي تملّكن الكتب، وقد احتفظت «مكتبة وقف بني سيف» في نزوى بكتابين دوّن عليهما تملكها لهما؛ وهما: الجزء الثاني والأربعون من كتاب «بيان الشرع» لمحمد بن إبراهيم الكندي، اشترته سنة 1143هـ. والجزء الرابع عشر من كتاب «المصنف» لأبي بكر أحمد بن عبدالله الكندي. وتملّكُ الكتب حينذاك لم يكن قنوة تجمّل وترف، وإنما يدل على أن صاحبته من أهل العلم، وشغوفة بالقراءة، وأنها داعمة للحركة العلمية بالمجتمع.
فرحا بنت علي بن محمد (حية:1101هـ).. قيل: إنها من بركا، وهي من أهل العلم؛ فقد ترجم لها البطاشي في «إتحاف الأعيان»، ونُسخ لها عام 1101هـ كتاب «بصيرة الأديان» لعثمان بن أبي عبدالله الأصم، وهذا الكتاب يعدّ من أهم كتب علم الكلام عند العمانيين، وصاحبه من أهل التحقيق فيه، وكان من عادته أنه يعلّق على المسائل العقدية فيما يقرأ من كتب؛ فيدلل وينتقد، ويوازن ويأوِّل، وهذا مؤشر على اهتمام فرحا بالعلم الشرعي.
هناك من النساء مَن جمع بيتُهن بين الحكم والعلم، فاستعملن السياسة في خدمة العلم وأهله، وتركن أثراً جميلاً على مجتمعهن في تنشيط الحركة العلمية، ومن هؤلاء.. نصرى بنت الإمام ناصر بن مرشد اليعربية (ت:1103هـ)، وقد ضمّنها البطاشي «إتحافه»، وهذا يدل على أنها من أهل العلم، بيد أنه لم يذكر تفاصيل عن حياتها، وقد ذكرها خلف بن سنان الغافري في قصائده. ومن هذا البيت الشريف أيضاً شيخة بنت الإمام سيف بن سلطان اليعربية (ت:1131هـ)، ذكرها البطاشي في «الإتحاف»، وكانت تعتني بالمتعلمات وصاحبات العلم وتزودهن بالكتب. وقد ورد اسمها كذلك شيخة بنت سلطان بن سيف، وأنها زوجة الإمام سيف بن سلطان، وربما هما امرأتان تشابهتا في الاسم، وهذا وارد كثيراً، وقد يكون «شيخة» لقباً وليس اسماً.
وممن اهتممن بالعلم كذلك، وكان بيتهن بيت سياسة.. موزة بنت ناصر بن عامر الغافرية أخت الإمام محمد بن ناصر الغافري، الذي لعب دوراً خطيراً في المعترك السياسي العماني، فقد انقسمت عمان في زمانه إلى حزبين: الحزب الغافري؛ نسبة إليه، والحزب الهناوي؛ نسبة إلى خلف بن مبارك الهنائي، وقد كانت موزة حية عام 1121هـ، حيث نسخ لها كتاب فيه أخبار ومواعظ تأليف مداد بن محمد الغافري.
لم تنحصر المرأة داخل حدود علم الفقه؛ وهي حدود جاذبة؛ علماً وديناً، بل طارت بشاعريتها الفياضة في سماء الأدب، فخولة بنت عامر السيارية (ت:1086هـ)، التي قيل: إنها من كندة بنزوى، كانت شاعرة مجيدة. وقد رثت الإمام ناصر بن مرشد اليعربي (ت:1059هـ) بقصيدتين. تقول في مطلع إحداهما:
لقد نابنا أعظم النائبات وحل بنا أعظم الدائرات
فيا نكبة أعظم النكبات
تقطّع أحشاي بالمرهفات
ويا حسرتي ثم تنغيص عيشتي
ونيران حزن معاً مسعرات
وتقول في مطلع الثانية:
أحن إذا ما حنّت العيس حنتي وأبكي بدمع مسبل فوق وجنتي
وتصعد مني حسرة إثر حسرة
تواصلها لي أنةٌ إثر أنتي
وما بين أضلاعي نار تسعرت
من الشوق والأحزان في إثر غربتي
أبيت على فرش الضناء سهيرة
طوال الليالي لست أهنى برقدتي
ومن يطّلع على شعر خولة في مراثي الإمام ناصر؛ يجد -باستثناء رثاء شيخه خميس بن سعيد الشقصي الذي بكاه بلوعة حارقة- قصيدتيها من أكثر القصائد تدفقاً بالعاطفة، وأسىً على المصاب الجلل الذي رزئت به الأمة. وممن قلن الشعر في ذلك العهد الفقيهة زينب بنت بشير السليمانية النزوانية (ت:1108هـ).
لم تقتصر نساء ذلك العهد على التعلّم والتعليم بصفة فردية، وإنما شكّلن مدارس يُرجع إليها، كالفقيهة عائشة الريامية ببَهلا، وكان لها مكتبة وقفية، كتبتُ عنها في كتابي «الوقف العلمي في بَهلا». ولهن كذلك مجالس علم يرابطن فيها زهداً وعبادةً، ودراسةً للعلم وتدريساً له، منها مجلس المرابطات بعقر نزوى، ومن نسائه اللواتي حُفظت أسماؤهن: صفية بنت عبدالله السليمانية (ت:1183هـ).. فقيهة، لها مراسلات علمية، ووصايا لخدمة العلم. وعائشة بنت محمد بن أبي سبت السليمانية، وجوخة بنت عبدالله، وزيانة بنت محمد. وحفل هذا المجلس بالرعاية من الديوان اليعربي، حيث أولته شيخة المذكورة عنايتها، وأمدّته بالكتب وكرّمت المرابطات بالهدايا والسؤال عنهن وعن حوائجهن.
لقد سجّل خلف بن سنان الغافري في إحدى قصائده شيئاً من وضع المرأة العلمي في الدولة اليعربية، عندما ذكر تعلّم زوجته وختمها للقرآن، سنة 1116هـ؛ فقال:
ختمت كتاب الله بالعشرين من
شوال بنت السيد المتكرم
بنت الفتى عمر بن غسان الجواد
بن الجواد الأكرم بن الأكرم
في عام ست بعد عشر قبلها مائة وألف في الحساب المحكم
وخلاف ذا ستعلم النحو الشر
يف، وكل علم نافع للمسلم
هذا نموذج من طلب العمانية للعلم، التي نشط دورها في التعليم، فكان كثير من مدارس القرآن تعلّم فيهن النساء، وقد حفظ التاريخ العديد ممن لهن دور في الحركة العلمية في العهد اليعربي، فبرزت فيه فقيهات وشاعرات ومعلمات وناسخات للكتب، وحتى الآن لا يزال أكثرهن مغمورات لم يكشف البحث عن أسمائهن. وبالحق.. هن أقرب إلى «الجندي المجهول» الذي يصنع الوطن ويدافع عن حياضه بصمت. ومع ذلك.. علينا أن نواصل البحث في تراثنا حتى ينطق، ويبين عن كنوزه المعرفية التي شاركت في سبكها المرأة العمانية، وهنا أذكر بعض هذه الكوكبة الزاهرة.
عائشة بنت راشد الريامية البَهلوية.. تتصدر التاريخ العماني بكونها عالمة زمانها، ومثالاً عمانياً للمرأة لم يتكرر قبل العصر الحديث، فقد كانت مرجعاً من مراجع الفتوى في عمان، وتركت آثاراً علمية، ولها دور سياسي زمن الإمامين بلعرب بن سلطان اليعربي وأخيه سيف «قيد الأرض»، ولأهمية الأعمال التي قامت بها سأفرد لها مقالاً. وممن عُرفتْ كذلك بالفقه والزهد حينذاك سعاد بنت سليمان بن بلعرب السليمانية النزوانية.
في وقت كان نسخ الكتب هو الوسيلة الأولى في نشر العلم، حيث قام مقام المطابع ودور النشر في وقتنا، أدّت فيه النساء دوراً كبيراً؛ بنسخ الكتب، وتملّكها ووقفها للقراءة وطلب العلم. وممن اشتغل بنسخ الكتب راية بنت عبدالله البيمانية الرستاقية (حية:1128هـ).. وقد تمتعت بخط جميل، فسخّرت قلمها لهذا العمل الجليل، ومن الكتب التي نسختها: الجزء الرابع عشر من «بيان الشرع» لمحمد بن إبراهيم الكندي، انتهت من نسخه في: 2 ذي الحجة 1128هـ. و«كشف الغمة وبيان اختلاف الأمة» لسرحان بن سعيد الإزكوي، أتمت نسخه في: 17 ذي الحجة 1122هـ.
أروى بنت خلف بن أحمد العبادية.. من أهل العلم والفقه بنزوى، وهي من اللواتي تملّكن الكتب، وقد احتفظت «مكتبة وقف بني سيف» في نزوى بكتابين دوّن عليهما تملكها لهما؛ وهما: الجزء الثاني والأربعون من كتاب «بيان الشرع» لمحمد بن إبراهيم الكندي، اشترته سنة 1143هـ. والجزء الرابع عشر من كتاب «المصنف» لأبي بكر أحمد بن عبدالله الكندي. وتملّكُ الكتب حينذاك لم يكن قنوة تجمّل وترف، وإنما يدل على أن صاحبته من أهل العلم، وشغوفة بالقراءة، وأنها داعمة للحركة العلمية بالمجتمع.
فرحا بنت علي بن محمد (حية:1101هـ).. قيل: إنها من بركا، وهي من أهل العلم؛ فقد ترجم لها البطاشي في «إتحاف الأعيان»، ونُسخ لها عام 1101هـ كتاب «بصيرة الأديان» لعثمان بن أبي عبدالله الأصم، وهذا الكتاب يعدّ من أهم كتب علم الكلام عند العمانيين، وصاحبه من أهل التحقيق فيه، وكان من عادته أنه يعلّق على المسائل العقدية فيما يقرأ من كتب؛ فيدلل وينتقد، ويوازن ويأوِّل، وهذا مؤشر على اهتمام فرحا بالعلم الشرعي.
هناك من النساء مَن جمع بيتُهن بين الحكم والعلم، فاستعملن السياسة في خدمة العلم وأهله، وتركن أثراً جميلاً على مجتمعهن في تنشيط الحركة العلمية، ومن هؤلاء.. نصرى بنت الإمام ناصر بن مرشد اليعربية (ت:1103هـ)، وقد ضمّنها البطاشي «إتحافه»، وهذا يدل على أنها من أهل العلم، بيد أنه لم يذكر تفاصيل عن حياتها، وقد ذكرها خلف بن سنان الغافري في قصائده. ومن هذا البيت الشريف أيضاً شيخة بنت الإمام سيف بن سلطان اليعربية (ت:1131هـ)، ذكرها البطاشي في «الإتحاف»، وكانت تعتني بالمتعلمات وصاحبات العلم وتزودهن بالكتب. وقد ورد اسمها كذلك شيخة بنت سلطان بن سيف، وأنها زوجة الإمام سيف بن سلطان، وربما هما امرأتان تشابهتا في الاسم، وهذا وارد كثيراً، وقد يكون «شيخة» لقباً وليس اسماً.
وممن اهتممن بالعلم كذلك، وكان بيتهن بيت سياسة.. موزة بنت ناصر بن عامر الغافرية أخت الإمام محمد بن ناصر الغافري، الذي لعب دوراً خطيراً في المعترك السياسي العماني، فقد انقسمت عمان في زمانه إلى حزبين: الحزب الغافري؛ نسبة إليه، والحزب الهناوي؛ نسبة إلى خلف بن مبارك الهنائي، وقد كانت موزة حية عام 1121هـ، حيث نسخ لها كتاب فيه أخبار ومواعظ تأليف مداد بن محمد الغافري.
لم تنحصر المرأة داخل حدود علم الفقه؛ وهي حدود جاذبة؛ علماً وديناً، بل طارت بشاعريتها الفياضة في سماء الأدب، فخولة بنت عامر السيارية (ت:1086هـ)، التي قيل: إنها من كندة بنزوى، كانت شاعرة مجيدة. وقد رثت الإمام ناصر بن مرشد اليعربي (ت:1059هـ) بقصيدتين. تقول في مطلع إحداهما:
لقد نابنا أعظم النائبات وحل بنا أعظم الدائرات
فيا نكبة أعظم النكبات
تقطّع أحشاي بالمرهفات
ويا حسرتي ثم تنغيص عيشتي
ونيران حزن معاً مسعرات
وتقول في مطلع الثانية:
أحن إذا ما حنّت العيس حنتي وأبكي بدمع مسبل فوق وجنتي
وتصعد مني حسرة إثر حسرة
تواصلها لي أنةٌ إثر أنتي
وما بين أضلاعي نار تسعرت
من الشوق والأحزان في إثر غربتي
أبيت على فرش الضناء سهيرة
طوال الليالي لست أهنى برقدتي
ومن يطّلع على شعر خولة في مراثي الإمام ناصر؛ يجد -باستثناء رثاء شيخه خميس بن سعيد الشقصي الذي بكاه بلوعة حارقة- قصيدتيها من أكثر القصائد تدفقاً بالعاطفة، وأسىً على المصاب الجلل الذي رزئت به الأمة. وممن قلن الشعر في ذلك العهد الفقيهة زينب بنت بشير السليمانية النزوانية (ت:1108هـ).
لم تقتصر نساء ذلك العهد على التعلّم والتعليم بصفة فردية، وإنما شكّلن مدارس يُرجع إليها، كالفقيهة عائشة الريامية ببَهلا، وكان لها مكتبة وقفية، كتبتُ عنها في كتابي «الوقف العلمي في بَهلا». ولهن كذلك مجالس علم يرابطن فيها زهداً وعبادةً، ودراسةً للعلم وتدريساً له، منها مجلس المرابطات بعقر نزوى، ومن نسائه اللواتي حُفظت أسماؤهن: صفية بنت عبدالله السليمانية (ت:1183هـ).. فقيهة، لها مراسلات علمية، ووصايا لخدمة العلم. وعائشة بنت محمد بن أبي سبت السليمانية، وجوخة بنت عبدالله، وزيانة بنت محمد. وحفل هذا المجلس بالرعاية من الديوان اليعربي، حيث أولته شيخة المذكورة عنايتها، وأمدّته بالكتب وكرّمت المرابطات بالهدايا والسؤال عنهن وعن حوائجهن.