كلمة السلطنة في الأمم المتحدة ..ثوابت راسخة وآليات متغيرة
الثلاثاء / 20 / صفر / 1443 هـ - 20:41 - الثلاثاء 28 سبتمبر 2021 20:41
عوض بن سعيد باقوير
جاءت كلمة السلطنة في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ألقاها عبر الاتصال المرئي معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية معبرة عن ثوابت السياسة الخارجية للسلطنة المتواصلة منذ أكثر من نصف قرن من خلال الثوابت الراسخة والعقلانية على صعيد قضايا السلام والحوار الحضاري لحل الأزمات الإقليمية، ومن خلال سياسة حسن الجوار والتعاون بين الدول والشعوب.
ومن هنا تطرقت كلمة السلطنة لعدد من المحاور الداخلية والخارجية التي تنطلق منها رؤية السلطنة وفي إطار الاهتمام السامي للسلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ بضرورة الانطلاق نحو موجهات رؤية عمان ٢٠٤٠ على الصعد الاقتصادية والاجتماعية ومن خلال إعطاء الاهتمام للإنسان العماني.
وعلى ضوء ذلك ركزت كلمة السلطنة على تلك الأبعاد التي تهدف إلى خدمة الوطن وشعبه وأيضا الانطلاق والمساهمة مع المجتمع الدولي في إيجاد حلول سياسية واقعية لعدد من الأزمات والصراعات في المنطقة والعالم.
ثوابت راسخة
ركزت كلمة السلطنة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية على ثبات النهج السياسي العماني الذي ثبتت مصداقيته طوال أكثر من نصف قرن وهو يتواصل في عهد النهضة المتجددة التي يقودها بحكمة وتوازن السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه-، ومن هنا فإن معايير السلام والأمن والاستقرار وحل الأزمات بالطرق السلمية والحوار هي ثوابت في نهج السياسة الخارجية للسلطنة وهي رسالة تأكيد للمجتمع الدولي، الذي ينظر للنموذج العماني بوصفه نموذجا واقعيا وحكيما من خلال دور السلطنة البناء والإيجابي على صعيد عدد من الملفات ومنذ عقد السبعينات من القرن الماضي ومن خلال أزمات المنطقة طوال 4 عقود.
ومن هنا تأتي كلمة السلطنة لتؤكد على تلك الثوابت الراسخة وتواصل دور السلطنة وجهودها في إنهاء الحرب على سبيل المثال من خلال التواصل والتنسيق مع المملكة العربية السعودية الشقيقة والمبعوث الأممي والأمريكي حيث تعد مسقط محطة مهمة، وهناك جهود دبلوماسية مكثفة تبذلها قيادة السلطنة لإنهاء معاناة الشعب اليمني الشقيق والعودة إلى اليمن الطبيعي بعيدا عن الحروب التي تقود الشعوب إلى المعاناة والألم.
وعلى ضوء ذلك جاء تأكيد الكلمة التي ألقاها معالي السيد وزير الخارجية لتعطي مؤشرا على عزم السلطنة على تواصل جهودها لإنهاء تلك الحرب ووقف شامل لإطلاق النار، وتأكيد مبدأ الحوار بين الفرقاء في اليمن. وهذه الجهود العمانية متواصلة منذ بداية الحرب الكارثية في اليمن.
كما ركزت كلمة السلطنة على الملف النووي الإيراني باعتبار أن السلطنة كانت جزءا أصيلا من الجهود الدولية التي قادت إلى الاتفاق النووي عام ٢٠١٥، وبذلت جهدا دبلوماسيا مقدرا أشاد به المجتمع الدولي والقوى الكبرى لأنه جنب المنطقة حربا كارثية وشيكة، وها هي الآن تؤكد على ضرورة التوصل إلى مقاربة سياسية بين إيران ومجموعة العمل المشتركة للتوصل إلى اتفاق في فيينا وعودة الأجواء الإيجابية إلى المنطقة. ومن هنا كان تأكيد كلمة السلطنة على ضرورة الحوار كأداة حضارية بديلا عن لغة القوة التي لا تجلب سوى الدمار للشعوب والمجتمعات. كما أبدت كلمة السلطنة اهتماما بالوضع في أفغانستان من خلال المصالحة بين الفرقاء في أفغانستان التي عانت الأمرين خلال أكثر من أربعة عقود ومن هنا تؤكد السلطنة في كلمتها على ضرورة الحوار والتوصل إلى حل سياسي واقعي يعيد أفغانستان إلى مرحلة السلام والتنمية بما يحقق الاستقرار والازدهار للشعب الأفغاني.
القضية الفلسطينية
تظل القضية الفلسطينية القضية المركزية للعرب وتولي السلطنة من خلال مواقفها المشهودة السياسية والإنسانية اهتماما كبيرا بالقضية الفلسطينية، وجاءت كلمة السلطنة معبرة عن مركزية القضية الفلسطينية وضرورة إيجاد الحل العادل والشامل من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف عبر قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت العربية عام ٢٠٠٢.
ومن هنا جاءت كلمة السلطنة متناغمة مع ثوابت مواقف السلطنة الراسخة والمتواصلة لدعم الشعب الفلسطيني على كل المستويات وفي كل المحافل الإقليمية والدولية وسوف يتواصل النهج السياسي العماني في دعم القضية الفلسطينية العادلة وتتحقق للشعب الفلسطيني دولته واسترجاع حقوقه المشروعة، وأنه لا يمكن للكيان الإسرائيلي أن يواصل احتلاله للأراضي الفلسطينية دون تحقيق السلام الشامل والعادل.
ومن القضايا الحيوية التي ركزت عليها كلمة السلطنة موضوع الأمن للملاحة البحرية وهذا مهم للسلطنة كدولة بحرية تقع على مضيق هرمز الذي يعد واحدا من أهم المضايق البحرية في العالم وهو شريان بحري مهم للاقتصاد الدولي. ومن هنا فإن الدعوة العمانية لإيجاد الاستقرار على صعيد تأمين الملاحة البحرية هي دعوة صادقة وتهم المجتمع الدولي، والسلطنة من جانبها تبذل جهودا متواصلة في هذا الجانب من خلال التنسيق مع دول العالم ومن خلال الحرص علي تطبيق القوانين البحرية وقانون البحار وإبعاد المنطقة عن التوتر وعدم الاستقرار خاصة بعد حصول بعض حوادث السفن البحرية. كما أن السلطنة ومن خلال جهودها المخلصة على صعيد قضايا المنطقة تهدف إلى إبعاد التوتر وعدم الاستقرار والجنوح للسلام والانطلاق نحو التعاون بين دول ضفتي الخليج العربي خاصة مع المؤشرات الإيجابية للحوار السعودي الإيراني غير المعلن في بغداد وأيضا جهود السلطنة على صعيد الملف اليمني وأيضا الملف النووي الإيراني. كل هذه الجهود العمانية التي أشارت لها الكلمة تهدف إلى إبعاد الصراعات والحروب التي يخسر فيها الجميع.
كما كان لموضوع المناخ الذي يشكل أهمية دولية كبيرة نصيب واهتمام واضح في كلمة السلطنة من خلال التعاون الدولي بما يضمن حق الإنسان في كل مكان بحياة كريمة بعيدا عن تلوث الهواء والمياه وكوارث المناخ وتغيراته وضرورة التقيد باتفاق باريس للمناخ من قبل الدول الموقعة.
الاهتمام المحلي
ركزت كلمة السلطنة فيما يخص الوضع المحلي على موضوع الجائحة ونجاح السلطنة في آليات معالجة هذا الوباء العالمي حيث استطاعت السلطنة ومن خلال الإجراءات الصحية أن تصل إلى مرحلة متقدمة من التعافي ورجوع الحياة الطبيعية بفضل الله تعالى ثم من خلال جهود الدولة ومختلف أجهزتها وفي مقدمتها الاهتمام السامي للسلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- الذي تابع باهتمام كبير ومتواصل موضوع الوباء وتسخير كافة الإمكانات لاحتواء هذا الفيروس الذي تشهد السلطنة انحساره بشكل كبير والحمد لله.
كما أن السلطنة في كلمتها لم تنس معاناة الدول ذات النمو الأقل والإمكانات الصحية الأقل من خلال دعوتها المجتمع الدولي لضرورة التوزيع العادل للقاحات والاهتمام الصحي بتلك الدول التي تعاني خاصة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وإن هذا الاهتمام الواجب هو اهتمام إنساني لصالح الشعوب. كما أن كلمة السلطنة ركزت على التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة ٢٠٣٠ من خلال دمج محاورها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والصحية كما ركزت السلطنة في كلمتها على قضايا الشباب والمرأة كجزء من اهتمامها بالقدرات البشرية التي تشكل نسبة كبيرة من السكان في ظل الثورة الصناعية الرابعة والعالم الرقمي وقضايا الابتكار. ومن هنا جاءت الكلمة لتعطي انطباعا مهما لسياسة السلطنة تجاه المجتمع وفي ظل رؤية عمان٢٠٤٠ والتي في أولى سنواتها بالانطلاق لتحقيق الطموحات الكبيرة للوطن في كل محاورها.
إن كلمة السلطنة جاءت شاملة من خلال تلك المحاور المحلية وثوابت السياسة الخارجية، ومن خلال التركيز أيضا على قضية الإرهاب الذي ترفضه السلطنة جملة وتفصيلا وضرورة وجود تعاون دولي للقضاء على هذه الظاهرة البغيضة التي تؤرق السلام والاستقرار في العالم وعلى ضوء ذلك تأتي كلمة السلطنة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لتعطي صورة ناصعة لسياسة السلطنة الحكيمة عبر نهج حكيم تواصله السلطنة في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- الذي يكرس كل جهوده لخدمة وطنه وشعبه وأيضا بذل الجهود العمانية الخيرة لخدمة قضايا السلام حول العالم والمساهمة الفعالة في حل الأزمات الإقليمية من خلال ذاك النهج السياسي العماني الرصين والحكيم.
صحفي ومحلل سياسي
جاءت كلمة السلطنة في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ألقاها عبر الاتصال المرئي معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية معبرة عن ثوابت السياسة الخارجية للسلطنة المتواصلة منذ أكثر من نصف قرن من خلال الثوابت الراسخة والعقلانية على صعيد قضايا السلام والحوار الحضاري لحل الأزمات الإقليمية، ومن خلال سياسة حسن الجوار والتعاون بين الدول والشعوب.
ومن هنا تطرقت كلمة السلطنة لعدد من المحاور الداخلية والخارجية التي تنطلق منها رؤية السلطنة وفي إطار الاهتمام السامي للسلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ بضرورة الانطلاق نحو موجهات رؤية عمان ٢٠٤٠ على الصعد الاقتصادية والاجتماعية ومن خلال إعطاء الاهتمام للإنسان العماني.
وعلى ضوء ذلك ركزت كلمة السلطنة على تلك الأبعاد التي تهدف إلى خدمة الوطن وشعبه وأيضا الانطلاق والمساهمة مع المجتمع الدولي في إيجاد حلول سياسية واقعية لعدد من الأزمات والصراعات في المنطقة والعالم.
ثوابت راسخة
ركزت كلمة السلطنة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية على ثبات النهج السياسي العماني الذي ثبتت مصداقيته طوال أكثر من نصف قرن وهو يتواصل في عهد النهضة المتجددة التي يقودها بحكمة وتوازن السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه-، ومن هنا فإن معايير السلام والأمن والاستقرار وحل الأزمات بالطرق السلمية والحوار هي ثوابت في نهج السياسة الخارجية للسلطنة وهي رسالة تأكيد للمجتمع الدولي، الذي ينظر للنموذج العماني بوصفه نموذجا واقعيا وحكيما من خلال دور السلطنة البناء والإيجابي على صعيد عدد من الملفات ومنذ عقد السبعينات من القرن الماضي ومن خلال أزمات المنطقة طوال 4 عقود.
ومن هنا تأتي كلمة السلطنة لتؤكد على تلك الثوابت الراسخة وتواصل دور السلطنة وجهودها في إنهاء الحرب على سبيل المثال من خلال التواصل والتنسيق مع المملكة العربية السعودية الشقيقة والمبعوث الأممي والأمريكي حيث تعد مسقط محطة مهمة، وهناك جهود دبلوماسية مكثفة تبذلها قيادة السلطنة لإنهاء معاناة الشعب اليمني الشقيق والعودة إلى اليمن الطبيعي بعيدا عن الحروب التي تقود الشعوب إلى المعاناة والألم.
وعلى ضوء ذلك جاء تأكيد الكلمة التي ألقاها معالي السيد وزير الخارجية لتعطي مؤشرا على عزم السلطنة على تواصل جهودها لإنهاء تلك الحرب ووقف شامل لإطلاق النار، وتأكيد مبدأ الحوار بين الفرقاء في اليمن. وهذه الجهود العمانية متواصلة منذ بداية الحرب الكارثية في اليمن.
كما ركزت كلمة السلطنة على الملف النووي الإيراني باعتبار أن السلطنة كانت جزءا أصيلا من الجهود الدولية التي قادت إلى الاتفاق النووي عام ٢٠١٥، وبذلت جهدا دبلوماسيا مقدرا أشاد به المجتمع الدولي والقوى الكبرى لأنه جنب المنطقة حربا كارثية وشيكة، وها هي الآن تؤكد على ضرورة التوصل إلى مقاربة سياسية بين إيران ومجموعة العمل المشتركة للتوصل إلى اتفاق في فيينا وعودة الأجواء الإيجابية إلى المنطقة. ومن هنا كان تأكيد كلمة السلطنة على ضرورة الحوار كأداة حضارية بديلا عن لغة القوة التي لا تجلب سوى الدمار للشعوب والمجتمعات. كما أبدت كلمة السلطنة اهتماما بالوضع في أفغانستان من خلال المصالحة بين الفرقاء في أفغانستان التي عانت الأمرين خلال أكثر من أربعة عقود ومن هنا تؤكد السلطنة في كلمتها على ضرورة الحوار والتوصل إلى حل سياسي واقعي يعيد أفغانستان إلى مرحلة السلام والتنمية بما يحقق الاستقرار والازدهار للشعب الأفغاني.
القضية الفلسطينية
تظل القضية الفلسطينية القضية المركزية للعرب وتولي السلطنة من خلال مواقفها المشهودة السياسية والإنسانية اهتماما كبيرا بالقضية الفلسطينية، وجاءت كلمة السلطنة معبرة عن مركزية القضية الفلسطينية وضرورة إيجاد الحل العادل والشامل من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف عبر قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت العربية عام ٢٠٠٢.
ومن هنا جاءت كلمة السلطنة متناغمة مع ثوابت مواقف السلطنة الراسخة والمتواصلة لدعم الشعب الفلسطيني على كل المستويات وفي كل المحافل الإقليمية والدولية وسوف يتواصل النهج السياسي العماني في دعم القضية الفلسطينية العادلة وتتحقق للشعب الفلسطيني دولته واسترجاع حقوقه المشروعة، وأنه لا يمكن للكيان الإسرائيلي أن يواصل احتلاله للأراضي الفلسطينية دون تحقيق السلام الشامل والعادل.
ومن القضايا الحيوية التي ركزت عليها كلمة السلطنة موضوع الأمن للملاحة البحرية وهذا مهم للسلطنة كدولة بحرية تقع على مضيق هرمز الذي يعد واحدا من أهم المضايق البحرية في العالم وهو شريان بحري مهم للاقتصاد الدولي. ومن هنا فإن الدعوة العمانية لإيجاد الاستقرار على صعيد تأمين الملاحة البحرية هي دعوة صادقة وتهم المجتمع الدولي، والسلطنة من جانبها تبذل جهودا متواصلة في هذا الجانب من خلال التنسيق مع دول العالم ومن خلال الحرص علي تطبيق القوانين البحرية وقانون البحار وإبعاد المنطقة عن التوتر وعدم الاستقرار خاصة بعد حصول بعض حوادث السفن البحرية. كما أن السلطنة ومن خلال جهودها المخلصة على صعيد قضايا المنطقة تهدف إلى إبعاد التوتر وعدم الاستقرار والجنوح للسلام والانطلاق نحو التعاون بين دول ضفتي الخليج العربي خاصة مع المؤشرات الإيجابية للحوار السعودي الإيراني غير المعلن في بغداد وأيضا جهود السلطنة على صعيد الملف اليمني وأيضا الملف النووي الإيراني. كل هذه الجهود العمانية التي أشارت لها الكلمة تهدف إلى إبعاد الصراعات والحروب التي يخسر فيها الجميع.
كما كان لموضوع المناخ الذي يشكل أهمية دولية كبيرة نصيب واهتمام واضح في كلمة السلطنة من خلال التعاون الدولي بما يضمن حق الإنسان في كل مكان بحياة كريمة بعيدا عن تلوث الهواء والمياه وكوارث المناخ وتغيراته وضرورة التقيد باتفاق باريس للمناخ من قبل الدول الموقعة.
الاهتمام المحلي
ركزت كلمة السلطنة فيما يخص الوضع المحلي على موضوع الجائحة ونجاح السلطنة في آليات معالجة هذا الوباء العالمي حيث استطاعت السلطنة ومن خلال الإجراءات الصحية أن تصل إلى مرحلة متقدمة من التعافي ورجوع الحياة الطبيعية بفضل الله تعالى ثم من خلال جهود الدولة ومختلف أجهزتها وفي مقدمتها الاهتمام السامي للسلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- الذي تابع باهتمام كبير ومتواصل موضوع الوباء وتسخير كافة الإمكانات لاحتواء هذا الفيروس الذي تشهد السلطنة انحساره بشكل كبير والحمد لله.
كما أن السلطنة في كلمتها لم تنس معاناة الدول ذات النمو الأقل والإمكانات الصحية الأقل من خلال دعوتها المجتمع الدولي لضرورة التوزيع العادل للقاحات والاهتمام الصحي بتلك الدول التي تعاني خاصة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وإن هذا الاهتمام الواجب هو اهتمام إنساني لصالح الشعوب. كما أن كلمة السلطنة ركزت على التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة ٢٠٣٠ من خلال دمج محاورها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والصحية كما ركزت السلطنة في كلمتها على قضايا الشباب والمرأة كجزء من اهتمامها بالقدرات البشرية التي تشكل نسبة كبيرة من السكان في ظل الثورة الصناعية الرابعة والعالم الرقمي وقضايا الابتكار. ومن هنا جاءت الكلمة لتعطي انطباعا مهما لسياسة السلطنة تجاه المجتمع وفي ظل رؤية عمان٢٠٤٠ والتي في أولى سنواتها بالانطلاق لتحقيق الطموحات الكبيرة للوطن في كل محاورها.
إن كلمة السلطنة جاءت شاملة من خلال تلك المحاور المحلية وثوابت السياسة الخارجية، ومن خلال التركيز أيضا على قضية الإرهاب الذي ترفضه السلطنة جملة وتفصيلا وضرورة وجود تعاون دولي للقضاء على هذه الظاهرة البغيضة التي تؤرق السلام والاستقرار في العالم وعلى ضوء ذلك تأتي كلمة السلطنة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لتعطي صورة ناصعة لسياسة السلطنة الحكيمة عبر نهج حكيم تواصله السلطنة في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- الذي يكرس كل جهوده لخدمة وطنه وشعبه وأيضا بذل الجهود العمانية الخيرة لخدمة قضايا السلام حول العالم والمساهمة الفعالة في حل الأزمات الإقليمية من خلال ذاك النهج السياسي العماني الرصين والحكيم.
صحفي ومحلل سياسي