ثقافة

عبدالعزيز المقبالي .. خطاط عماني بروح معاصرة تزين لوحاته المنشآت السياحية والفندقية

الابتكار والتجديد .. الطريقة المثلى لإبقاء هذا الفن حيًا والمساهمة في نشره دوليًا

عبدالعزيز المقبالي
 
عبدالعزيز المقبالي
يحمل الخطاط والفنان العماني عبد العزيز المقبالي قصبة الخط والمحبرة أينما ذهب، مستوحيا فنه من كل شيء حوله، باعثًا في فن الخط العربي, الذي ترجع أصوله لآلاف السنين, روحًا جديدة تحافظ على الهوية العربية وتقدمها بصورة معاصرة في آن واحد، وتعد لوحات المقبالي التي تزين العديد من المنشآت السياحية والفندقية في السلطنة مزيج من خطوط وفنون عدة متراصة في لوحات من وحي الطبيعة والعمارة العربية والعمانية.


  • ما أثر نشر أعمالك في المنشآت السياحية؟




نشرت أعمالي في بعض المطار والفنادق التابعة للشركة العُمانية للتنمية السياحية 'عُمران' ، وكان لذلك أثر كبير في فتح أبواب فرص كثيرة فيما بعد. وأعتقد بأن محاولة إيصال الثقافة والنهج الذي تتبعه السلطنة إلى السياح من خلال الفن أمر في غاية الرقي ومبادرة رائعة من جانبهم.


  • كيف تعرفت على فن الخط العربي؟




كان والدي خطاط يطرق بابه أشخاص من مختلف محافظات وولايات السلطنة، وتوكل إليه كتابة بعض الرسائل الرسمية والمخطوطات للأسرة الحاكمة في عهد السلطان سعيد بن تيمور – رحمه الله – في حين كنت وأخي نراقب بدهشة وإعجاب حركة الفرشاة الرشيقة على الورق. لم يفرض علي والدي أن أتبع خطاه ولكن تأثري بما يصنع ألهمني لبدء طريقي الخاص في هذا الفن. في البداية لم أكن واثقًا أن الخط هو الخيار الأنسب لي، وتنقلت بين وظائف مختلفة لكنها بالنسبة لي كانت أشبه بقيود، في حين كان الرسم بشكل عام والخط بشكل خاص يجلب لي متعة أكبر, وفي عام 2012 بدأت عمل تصاميم تجمع بين الرسم والخط في لوحات جدارية وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي مما أكسبها انتشارًا واسعًا وبالتالي ازداد الطلب عليها ومن هنا بدأت شركتي 'تنوين'. وخلال عملي أتاحت لي شركة عمران فرصة العمل معها، وأعطتني الثقة والفرصة لأعرض أعمالي في بعض منشآتها، الأمر الذي فتح لي أبواب فرص كثيرة فيما بعد، وأشكرهم على تقديرهم للفن العماني الأصيل والتقليدي وحرصهم على دمجه مع النمط العمراني الحديث في منشآتهم الفندقية، وأعتقد بأن نهج السلطنة في تعريف السياح بالثقافة العمانية من خلال الفن أمر في غاية الرقي ومبادرة رائعة من جانبهم.


  • ما الذي يميز مخطوطاتك عن غيرها؟




هناك الكثير من الخطاطين البارعين في رسم الخطوط التقليدية كالنسخ والديواني وغيرها، وهي برأيي خطوط تقليدية ولا تعطي مساحة كبيرة من الحرية، لذا قمت باقتباس لمحات من هذه الخطوط بالإضافة إلى خط الثلث والخط الفارسي لأبدأ خطي الخاص وقولبته في أشكال وصور تعبر عن محتوى العبارات التي أخطها. وبالرغم من تقبل الناس الكبير لأعمالي إلا أنني واجهت بعض الانتقادات للإضافات التي ابتكرتها على فن الخط، ولكن برأيي أن الابتكار والتجديد هي الطريقة المثلى لإبقاء هذا الفن حيًا والمساهمة في نشره دوليًا.

يغلب على أعمالك الطابع العربي بشكل عام والخيول بشكل خاص. ما السر في ذلك؟

أعتز كثيرًا بهويتي العربية والعمانية، ولوحاتي هي جواز سفري ولساني الذي يعبر عني فكان لابد لي أن أنقل من خلالها معالم هذه الهوية. ولكن ذلك لا يمنعني من الاستمتاع برسم أعمال ذات طابع جديد ومختلف، فخلال مشاركتي في معرض الكتاب الفرنسي في باريس العام الماضي قمت بعمل بعض اللوحات التي تمزج ما بين الخط العربي وبعض المعالم الفرنسية الشهيرة كقوس النصر وبرج آيفل إلى جانب لوحات لمعالم عمانية خطت داخلها اقتباسات من مقولات للسلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه.


  • ما أحب أعمالك إلى قلبك؟




الكثير، وأحبها إلي هي مجموعة قدمتها وطلبها مني السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه - ، إلى جانب المخطوطة الموجودة على دوار قصر بيت البركة، والأعمال المعلقة في صالة القادمين بمطار مسقط الدولي، واللوحات التي نفذتها لبعض الجهات الحكومية والخاصة كفندقي دبليو وأتانا.

ماذا تقول لمن يرغب في تعلم الخط؟

أستطيع القول بأنني أتقنت جميع الخطوط وأصعبها خلال سنتين بالممارسة المستمرة، كما أنني الآن أنقل وأعلم هذا الفن للكثيرين منهم من أتقنه وباتت لوحاته منتشرة وأنا فخورٌ بذلك. وأعتقد بأن من لديه شغف بفن معين عليه أن لا ييأس عن المحاولة والتعلم حتى يرى النتيجة التي يطمح إليها, لكن مؤكد هناك ضرورة للتدريب المستمر.


  • ما الذي تطمح إليه مستقبلا؟




أنا الآن أحقق حلمي من خلال ممارستي للفن الذي أحب ومشاركته مع الناس.

سياحة الإبداع

ولدعم المزيد من الفنانين العمانيين وتعريف زوار السلطنة على أهم أعمالهم، دشنت الشركة العُمانية للتنمية السياحية 'عُمران' في بداية سبتمبر الجاري برنامج 'سياحة الإبداع' لدعم مختلف المبادرات التي من شأنها إيجاد قيمة إبداعية مضافة للمشروعات والوجهات السياحية التابعة لها. وتسعى عُمران من خلال هذا البرنامج إلى تعزيز الفرص المتاحة لرواد الأعمال المتخصصين في مجال إدارة الفنون وتوظيف مهاراتهم وإمكاناتهم لدعم التجارب السياحية عبر تشغيل المحال التجارية والإشراف على ساحات العرض وإقامة الأنشطة والمعارض الفنية والثقافية في مختلف المرافق السياحية. ويأتي البرنامج ضمن مبادرات المجموعة لتفعيل عناصر الفنون الإبداعية وإبراز الموروث الثقافي في المشروعات التطويرية المختلفة والفنادق التابعة لها.