عمان اليوم

متطوعون بظفار يغرسون مفهوم الثقافة البيئية لديمومة جمال أرض اللبان

بالتنسيق مع الجهات الحكومية

1724457_228
 
1724457_228
ـ العناية بالأشجار البرية واجتثاث الضارة ونثر بذور النباتات البرية و ترميم الكهوف

كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي:

تسعى مبادرات أهلية تطوعية بمحافظة ظفار وبالتنسيق مع الجهات الحكومية بولايات ونيابات المحافظة، إلى تعزيز مفهوم الشراكة المجتمعية بين الجهات المختصة و الأهالي من خلال تبني مشروعات تطوعية تساهم في المحافظة على البيئة في ربوع المحافظة التي تشهد خلال هذه الفترة من كل عام فترة فصل الخريف الذي يستقطب الزوار من مختلف محافظات السلطنة ودول أخرى.

ومن خلال مشروعات تطوعية متنوعة برزت جهود هذه المبادرات بمختلف ولايات ونيابات محافظة ظفار، حيث ضاعفت هذه المبادرات جهودها وأعمالها التطوعية تزامنا مع فصل الخريف، وذلك من خلال نشر ثقافة التوعية البيئة بين الأهالي والزوار، وأيضا العمل على التخلص من بعض الأشجار الضارة التي تنبت بين فترة وأخرى في سهول وجبال المحافظة، وكذلك تعزيز الجهود للحفاظ على البساط الأخضر الجميل الذي تتميز به سهول المحافظة، ونثر بذور النباتات البرية و وزرع الأشجار المحلية المعروفة، وأيضا الحفاظ على الأشجار المعمرة من خلال رش الحشرات والقوارض التي تؤثر عليها.

هذه المبادرات الأهلية التطوعية ميزها تكاتف أبناء المجتمع مع بعضهم البعض، من صغار وشباب وكبار في السن، يشاركون ويستغلون أوقات فراغهم في التطوع لخدمة البيئة المحلية، ومفرداتها الطبيعية الجميلة، لتبقى على رونقها الجذاب والساحر بشكل دائم.

وحول هذه الجهود وأعمال المبادرات الأهلية التطوعية التقت (عمان) بعدد من أعضاء المبادرات التطوعية المنتشرة في المحافظة وتعرفت عن قرب على جهودهم المبذولة في هذا المجال، ففي البداية تحدث المهندس خالد محمد فضل الله تبوك رئيس مبادرة قيرون حيرتي التطوعية وقال: معظم الأعمال التي تأتي تحت مسمى العمل التطوعي من إيواء ومحافظة على نظافة البيئة و إطفاء الحرائق وزرع وغرس الأشجار المحلية للمحافظة على الغطاء النباتي من التصحر مع مكافحة النبتات والأشجار الغازية على البيئة، كالمسكيت والباثنيوم وغيرها.

*طائر الميناء

وأشار تبوك إلى طاير الميناء ( الغرب الهندي ) وتأثيره السلبي على الطيور المحلية، موضحا بأن المبادرات أيضا تعمل على التخلص من هذا الطائر لأنه يؤثر بشكل كبير على منظومة حياة الطيور المحلية التي تعيش بالمحافظة.

وأوضح المهندس خالد تبوك أن نيابة قيرون حيرتي تعتبر الوجه السياحي الأول للقادمين براً وزائري خريف ظفار كونها تقع على الحزام الأخضر لجبال محافظة ظفار وطريق مسقط - صلالة، إضافة إلى وجود وجهات سياحية كثيرة في النيابة مما جعلها، مقصد للسائحين والزوار، حيث تنفذ الفرق اكثر من عمل واختصاصات متغيرة كترميم الطرق والكهوف عمل الحواجز للحفاظ على الغطاء النباتي.

وأشار إلى أن هناك تنسيق مع مكتب نائب الوالي بنيابة قيرون حيرتي وعدة جهات حكومية، حيث بدأت المبادرة منذ عام 2019م، بمجموعة من الشباب وذلك للمحافظة على الغطاء النباتي خصوصا في فصل الخريف عبر وضع بعض الضوابط لمنع المركبات من دخول المسطحات الخضراء، و وضع لوحات إرشادية تنظيمية تعرف الزوار بالطرق المعتمدة التي يجب أن يسلكوها، والطرق التي يجب تجنبها، موضحا بان نيابة قيرون حيرتي ممتده مساحة من السهل إلى الجبل إلى أطراف البادية مؤكدا استعداد كافة أبناء النيابة دائما للتطوع و المشاركة في الحفاظ على البيئة.

وبين المهندس خالد تبوك أن المبادرة مشكل من مجلس إدارة وهم من أصحاب شهادات ومؤهلات عليا ومهتمين بالشأن البيئي، مشيرا إلى أن أعضاء المبادرة لهم مشاركات في عملية الإيواء أثناء الأنواء المناخية التي تعرضت لها المحافظة في الفترة الأخيرة.

مؤكدا أن الأهداف التي تسعى إليها المبادرة تتمثل في تحفيز الجيل القادم وشباب وزرع الوعي للمبادرة التطوعية و استغلال وقت الفراغ للشباب وتحويله إلى أمر ينفع الأرض والعباد والتطوع سمة واضحة ونبيله.

وقال تبوك: استطاعت المبادرة بمتطوعيها أن تجتث اكثر من ٩٠٪؜ العام الماضي (2020م)، من نبتت البارثينيوم من المساحات التي انتشرت فيها النبتة، و بعد توقف المتطوعين ودخول موسم الصرب وجدنا بعض النمو العشوائي لأشجار التين البري على الأنفاق والجسور و الطرق والبيوت، حيث بادر أعضاء الفريق لاقتلاع تلك الأشجار بمساعدة البلدية.

وفي ختام حديثه توجه المهندس خالد تبوك بالشكر والتقدير لجميع الجهات الحكومية، وجميع الأعضاء والمتطوعين، معربا عن أمله في أن تواصل هذه المبادرات جهودها وان يتم زيادة التعاون والتنسيق بينها وبين الجهات المعنية.

*أشجار وكهوف

من جانبه قال عبد الرحمن بن سعيد العمري من مبادرة طوي إعتير التطوعي: تبذل المبادرة التطوعية بمختلف ربوع محافظة ظفار من مرباط شرقا إلى ضلكوت غربا جهود أهلية كبيرة للحفاظ على البيئة من كافة النواحي، ومن بين هذه الجهود مكافحة نبات (البارثينيوم ) و(الآساحرت ) وأشجار المسكيت الضارة، إضافة إلى مكافحة آفة حفار الساق في أشجار التين البري والميطان وأشجار التبلدي.

وأضاف العمري: تقوم بعض المبادرات أيضا بغرس الأشجار المحلية في مختلف المناطق و نثر بذور الأشجار المحلية ونثر الأعشاب و تنظيف العيون المائية وترميمها و تنظيف المسطحات الخضراء من المخلفات و حماية المسطحات الخضراء بعمل حواجز متنقله على الطرق

العشوائية التي تضر بالبساط الأخضر ومحاولة نصح الزوار وأيضا الأهالي بالسير في الطرق المحددة دون المساس بالعشب الأخضر حفاظا عليه من الموت وبالتالي تشوه منظر البيئة الطبيعية بالمحافظة.

وأشار عبد الرحمن العمري إلى أن محافظة ظفار تشتهر بعدد كبير من الكهوف حيث تعمل المبادرات الأهلية على إصلاح الكهوف وترميمها، وأيضا شق بعض الممرات الجبلية الوعرة والمعيقة لحركة الحيوانات والرعاة خصوصا ان معظم ولايات المحافظة تشتهر برعي المواشي.

و أوضح العمري أن المبادرات كذلك تعمل على متابعة ورصد النباتات والطيور غير المحلية أو التي تتسبب ببعض الأضرار على حياة الطيور المحلية أو الأشجار المعروفة بالمحافظة.

مؤكدا أن المتطوعين يعملون بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية والخاصة المعنية بالبيئة لتعزيز الشراكة معها، ورصد وتوثيق الأشجار النادرة والمتفردة وإكثارها، و نشر الوعي المجتمعي تجاه البيئة.

*مسطحات خضراء

من جانبه قال أحمد بن سالم بن أسلم المشيخي عضو اللجنة الإعلامية لمبادرة جبجات التطوعية، يعمل المتطوعين بنيابة جبجات على عمل حواجز أسمنتية لحماية المسطحات الخضراء من العبور العشوائي، مشيرا إلى أن نيابة جبجات تتمتع بمسطحات خضراء ويزهوا فيها العشب الأخضر اليانع ليشكل لوحة طبيعية تسر الناظرين، خصوصا في فصل الخريف، حيث حرص المتطوعون بالنيابة على توعية الأهالي وزرع ثقافة الحفاظ على البيئة بينهم، وأيضا توعية الزوار بأهمية المساهمة في الحفاظ على هذه البيئة الطبيعية من خلال وضع بعض الحواجز الاسمنتية على الطرق الفرعية غير المسموح بالمرور فيها لمنع الأهالي والزوار من الأضرار بالعشب الذي ينموا بهذه المسطحات.

وأكد أحمد المشيخي أن الحفاظ على البيئة مسؤولية الجميع، وهذه المبادرات تعمل بالتنسيق مع الجهات الحكومية في النيابة، ولديها خطط متنوعة لتعزيز الثقافة البيئة والحفاظ على البيئة بين الأهالي للوصول إلى بيئة سليمة وتستمر البيئة الطبيعية بمحافظة ظفار دون الضرر بها.

*جهود أهلية

و قال سالم بن مسلم محاد المعشني من مبادرة مدينة الحق التطوعية التابعة لولاية طاقة: بدأت مبادرة الأهالي بمدينة الحق العام الماضي ومنذ أن تأسست قامت بعدة أعمال تطوعية في ولاية طاقة بشكل عام، وقد حرص الفريق على مكافحة نبتة البارثينيوم وأشجار المسكيت بجهود أهلية.

مضيفا بان المتطوعين وبالتعاون مع هيئة البيئة قاموا بنثر بذور الأشجار المحلية وبذور الأعشاب، مؤكدا على ان الفريق يسعى بشكل مستمر الى تنمية الشراكة بينه وبين الجهات الحكومية وغرس روح التطوع بين اهالي من مختلف الأعمار.

وأشار المعشني إلى أن الفريق يقوم بشكل متواصل بتوعية السياح والزوار على ضرورة الحفاظ على البيئة والمسطحات الخضراء وأيضا السعي بالتنسيق مع الجهات الحكومية على حماية المسطحات الخضراء وذلك بعمل حواجز أسمنتية متنقلة على الطرق الترابية لحمايتها من عبث السيارات.

وأوضح سالم المعشني أن جهود المبادرات متواصلة بشكل دائم لاجتثاث نبتت البارثينيوم المضرة بالأشجار المحلية الموجودة بالولاية، مؤكدا أن هذه الأنواع من الأشجار ضارة بشكل كبير وعلى الجميع التعاون لاجتثاثها بشكل تام.