الرياضية

خسارة بالأرقام ومكسب بالأداء .. هذه كامل الحكاية بين منتخبنا والسعودية

نسبة الاستحواذ للمنتخب السعودي 60 % في مقابل 40 % لمنتخبنا الوطني

جانب من لقاء منتخبنا الوطني وشقيقه السعودي
 
جانب من لقاء منتخبنا الوطني وشقيقه السعودي
تحليل - طالب البلوشي

خسر منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم النتيجة ولكنه لم يخسر الأداء الجيد الذي بدأ به المرحلة النهائية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم قطر 2022 رغم انخفاض رتم المباراة وقلة الفرص إلا أن المنتخبين تقاربا في الأداء مع أفضلية في الاستحواذ والنتيجة للمنتخب السعودي الذي عرف كيف يسير المباراة بحكم الخبرة الكبيرة لدى لاعبيه في مثل هذه المباريات التي تسعى فيها إلى كسب النقاط وضمان بطاقة العبور، بغض النظر عن المستوى الفني المقدم في المباراة.

جاءت ضربة البداية لدى منتخبنا الوطني الذي فقد الاستحواذ منذ الدقائق الأولى في ظل محاولات المنتخب السعودي في تقارب الخطوط وعدم ترك مساحات الخلفية، ومن خلال تمرير الكرة القصيرة ومحاولة إخراج لاعبي منتخبنا الوطني من مناطقهم، لتبلغ نسبة الاستحواذ للمنتخب السعودي (60 %) في مقابل (40 %) لصالح منتخبنا الوطني مع نهاية المباراة التي حسمها الأخضر السعودي لصالحه بنتيجة ( 1 – 0 ).

تكتيك فني

واصل مدرب منتخبنا الوطني الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش مبارياته بالرسم التكتيكي نفسه وهي طريقته المعتادة والمفضلة منذ توليه زمام الأمور في قيادة الأحمر العُماني، حيث لعب بطريقة ( 4 / 4 / 2 ) وهي خطة التوازن في كرة القدم على مستوى الخطوط والتحول إلى ( 4 / 3 / 1 / 2 ) مع تمركز مهاجمين حيث تأخر اللاعب المنذر العلوي عن اللاعب خالد الهاجري والذي تمركز داخل الصندوق، فيما تكون خط الوسط من أربعة لاعبين وهم اللاعب حارب السعدي واللاعب صلاح اليحيائي واللاعب عبدالله فواز واللاعب زاهر الأغبري وفي خط الدفاع أربعة مدافعين منهم ظهير أيمن وأيسر يتمركزون على الأطراف واستمر منتخبنا الوطني بطريقة اللعب نفسها حتى الدقيقة (الـ67) وذلك في محاولة منه لتعديل النتيجة والخروج بالتعادل من هذه المباراة.

بينما اعتمد المنتخب السعودي على طريقة المفضلة لدى الفرنسي هيرفي رينارد وهي لعب بطريقة لعب ( 4 – 3 – 2 -1 ) والتي تتميز بمرونتها التكتيكية، حيث سمحت التشكيلة بالاعتماد بشكل أكبر على المهاجم الأيمن اللاعب سالم الدوسري والمهاجم الأيسر اللاعب فهد المولد واللذين يلعبان خلف المهاجم الصريح اللاعب صالح الشهري، ولعب الشهري دوراً بارزاً في سحب المدافعين وفتح الطريق للاعب سلمان الفرج من خلال تمرير الكرة إلى اللاعب فهد المولد والذي مررها إلى اللاعب صالح الشهري وجاء منها هدف الفوز ، فيما تألق اللاعب عبدالإله المالكي في ربط خط الدفاع بخط الهجوم ومنع منتخبنا الوطني من الوصول إلى منطقة الحارس محمد العويس، رغم الفرص المهدرة خلال الشوط الثاني من المباراة.

إجراءات وتغييرات

حاول مدرب منتخبنا الوطني إدارك التعادل والوقت معاً بعد مرور (67 ) دقيقة من المباراة التي شهدت هدف للمنتخب السعودي في الدقيقة ( الـ 42 ) قبل نهاية الشوط الأول، وبحث عن الحلول بدخول اللاعب عصام الصبحي بديلاً للاعب المنذر العلوي و دخول اللاعب أرشد العلوي بديلا للاعب عبدالله فواز والدفع باللاعب عبدالعزيز الغيلاني بديلا للاعب أمجد الحارثي من أجل قلب نتيجة المباراة والخروج بالتعادل على أقل تقدير ولكن لم يكسب المدرب برانكو الوقت وبدأ بالتفكير بحلول هجومية تقلص النتيجة رغم الأفضلية التي خلقها منتخبنا الوطني والتي ساهمت في تراجع المنتخب السعودي من أجل المحافظة على هدف المباراة، ليخرج اللاعب خالد الهاجري ويدخل عبدالعزيز المقبالي في الدقيقة (الــ75) ولكن لم يوجد هذا التبديل سوى مواصلة مسلسل الفرص الضائعة من قبل لاعبي منتخبنا الوطني، ومع ارتفاع نسبة الاستحواذ على الكرة لمنتخبنا الوطني بعد مرور الدقيقة (الــ 80) حاول مدرب منتخب السعودي التخفيف من الضغط على خط الدفاع بدخول اللاعب أيمن يحيى وخروج اللاعب صالح الشهري و خروج اللاعب عبدالاله المالكي ودخول اللاعب علي الحسين في الدقيقة (الـ 88)، وفي الوقت بدل الضائع دفع مدرب منتخبنا الوطني باللاعب محسن جوهر وأخرج اللاعب زاهر الأغبري، لتحسم التبديلات بآخر تغيير في تشكيلة المنتخب السعودي من خلال دخول اللاعب البليهي وخروج اللاعب فهد المولد.

مجريات المعدل العام

جاءت مجريات مباراة منتخبنا الوطني والمنتخب السعودي بقراءة دقيقة من المدربين، وهي عدم إيجاد مساحة وارتكاب الأخطاء في الشق الدفاعي ولكون مجريات المباراة تلعب على جزيئات صغيرة تمكن المنتخب السعودي من استغلال خطأ في خط الدفاع وتسجيل الهدف الأول عبر اللاعب صالح الشهري الذي بلغ أداؤه خلال المباراة (7.4) فيما لعب الدور الأكبر خلال هذه المباراة هو لاعب خط الوسط في المنتخب السعودي اللاعب عبدالاله المالكي الذي بلغ معدل (7.7) وهو أعلى معدل في المباراة ، فيما حصل اللاعب صالح اليحيائي على أعلى معدل في صفوف منتخبنا الوطني والذي بلغ (7.1) فيما لم يبلغ باقي اللاعبين هذا المعدل (7.0) ليكون المعدل العام للمنتخب السعودي (7.06) ويبلغ منتخبنا الوطني المعدل (6.58) وهو متقارب في ظل الرتم الذي فرضته مجريات المباراة خلال شوطين لم يرفع فيها المعدل كثيراً نتيجة قرب الجولة الثانية من الجولة الأولى في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم قطر 2022.

تفاصيل إحصائيات

رغم أفضلية الاستحواذ للمنتخب السعودي بلغ منتخبنا الوطني مرمى الحارس محمد العويس في (10) مناسبات خلال شوطي المباراة ولم يستثمر منتخبنا (3) فرص محققة وهي راسية اللاعب خالد الهاجري في الدقيقة (الـ50) و تسديدة اللاعب صلاح اليحيائي العائدة إلى اللاعب عبدالعزيز المقبالي في الدقيقة (الـ 90) وكما منعت العارضة كرة اللاعب محسن جوهر من أن تسكن الشباك في الدقيقة (الـ 93)، وفي المقابل سدد المنتخب السعودي (7) تسديدات منها التسديدة التي سكنت شباك الحارس فايز الرشيدي في الدقيقة (الـ 42) وظلت (3) تسديدات لمنتخبنا الوطني طريق الشباك والحال لم يختلف كثيراً للمنتخب السعودي الذي أهدر (3) تسديدات، فيما أضاع منتخبنا الوطني (4) تسديدات خاطئة و (3) تسديدات خاطئة للمنتخب السعودي، وقد بلغت التسديدات من داخل الصندوق (5) تسديدات لمنتخبنا الوطني فيما كانت هنالك (4) تسديدات للمنتخب السعودي و سدد منتخبنا الوطني من خارج الصندوق (5) تسديدات و فيما كانت هنالك (3) تسديدات للمنتخب السعودي.

وبلغت الأخطاء عدد الأخطاء على منتخبنا الوطني (12) خطأ، فيما بلغ عدد الأخطاء على المنتخب السعودي (6) أخطاء و وقع منتخبنا الوطني في مصيدة التسلل في (3) مرات بينما لم يقع المنتخب السعودي في مصيدة التسلل وحصل اللاعب عبد الإله المالكي على البطاقة الصفراء في الدقيقة (الـ 59)، ولم تشهد المباراة تلك القرارات التي تؤثر على سير رتم المباراة وإنما جاء إعداد طاقم التحكيم بقيادة السوري حنا حطاب متميزاً رغم أهمية هذه المباراة للمنتخبين.

وحظي منتخبنا الوطني بأفضلية نسبية في عدد الركلات الركنية والتي بلغ عددها (8) ركلات جاءت معظمها في الشوط الثاني نتيجة المحاولات المتكررة والفرص المهدرة في ظل الرغبة الجامحة للعود إلى المباراة والحصول على نقطة واحدة من أمام المنتخب السعودي الذي حصل عدد (3) ركلات معظمها جاءت في الشوط الأول من المباراة، الذي شهد محاولات أكثر للمنتخب السعودي مقارنة بمحاولات منتخبنا الوطني خلال هذا الشوط.

فيما شهدت المباراة عددا كبيرا من التمريرات للمنتخبين مما ساهم بشكل كبير في تقارب الخطوط للمنتخبين في معظم أوقات المباراة، حيث بلغت عدد التمريرات المسجلة لصالح منتخبنا الوطني (109) تمريرة، فيما بلغ عدد التمريرات المحتسبة لصالح منتخب السعودي (236) تمريرة وتأتي الأفضلية لصالح المنتخب السعودي وذلك نتيجة الاستحواذ الذي فرضه المنتخب السعودي على رتم المباراة منذ الدقائق الأولى.

وقد شهدت المباراة تفاصيل كثيرة حيث تألق حارس المنتخب السعودي محمد العويس في التصدي لكرات منتخبنا الوطني وحافظ على شباكه خالية من الأهداف ولعل رأسية خالد الهاجري وتسديدة صلاح اليحيائي ومحاولة زاهر الأغبري أبرز التسديدات التي تصدى لها العويس في المباراة، حيث بلغ عدد التصديات (3) تصديات، فيما سكنت التسديدة الوحيدة شباك حارس منتخبنا الوطني فايز الرشيدي والتي أسكنها اللاعب صالح الشهري الشباك بعد نهاية الشوط الأول.